أزالت شركة آبل منفذ الصوت من هاتف آيفون عام 2016 وتبعتها في ذلك شركات مثل جوجل، موتورولا، وHTC.
لذا يمكن أن يكون شراء سماعة هيدفون لاسلكية مربكاً مع وجود الكثير من الجوانب التي عليك أخذها بعين الاعتبار، من جودة الصوت، عمر البطارية، التصميم…الخ.
يوجد الكثير من الأشياء التي عليك فهمها قبل شراء سماعة هيدفون وسنبدأ الآن بسردها:
1- أنماط الاتصال اللاسلكي في سماعات الرأس:
عندما تفكر في السماعات اللاسلكية غالباً ما يخطر على بالك سماعات البلوتوث. وإن كان هاتفك لا يمتلك منفذ صوت فإن اتصال البلوتوث هو فرصتك الأفضل للاستماع للموسيقى.
وخياراتك الأخرى هي استخدام دونجل USB-C وهو حل سيء إن احتجت لشحن الهاتف والاستماع للموسيقى بنفس الوقت.
ويعتبر البلوتوث مناسب لأنه مدعوم في جميع الهواتف بالإضافة لمجموعة كبيرة من الأجهزة الالكترونية. وتمتلك تقنية البلوتوث مدى اتصال قريب من 10 م. كما أنه يتطور بشكل سريع بعد خطوة الاستغناء عن منفذ الصوت.
ويوجد أيضاً تقنيتين لاسلكيتين أقدم لسماعات الرأس ما زالتا قيد الاستخدام. كلا التقنيتين تُستخدمان في التلفزيون وكلاهما تحتاجان لمرسل مستقل. فالأشعة تحت الحمراء نادرة الاستخدام حالياً وتحتاج لخط نظر للاتصال بين المرسل وسماعة الرأس.
أما تقنية تردد الراديو فهي أكثر قوة وتستطيع العمل لبعد يصل حتى 45 متر ويمكن للإشارة المرور عبر الجدران لذلك فهي مستخدمة مع الستيريو المنزلي والتلفاز ولكنها معرضة بشكل كبير للتداخل مع إشارات أخرى وليست مؤمنة كما هو الحال في تقنية البلوتوث.
وتقدم العديد من أجهزة التلفاز الحديثة البلوتوث كمعيار وإن كان تلفازك لا يدعم البلوتوث، تستطيع ربطه مع مرسل بلوتوث بكل سهولة.
2- جودة الصوت والبلوتوث:
تعتمد جودة الصوت التي تحصل عليها عند شراء سماعة هيدفون بلوتوث على مُرمز الصوت الذي تستخدمه. ومُرمز الصوت هو عبارة عن برنامج يقوم بترميز الصوت في طرفية ويفك هذا الترميز في طرفية أخرى وبالتالي يحتاج إلى هذا المُرمز كل من سماعة هيدفون ومشغل الموسيقى.
SBC
النسخ الأولى من تقنية البلوتوث قامت بضغط الصوت بمعدل كبير لتنتج صوتاً رقمياً خشناً.
وبدأ التحرك لتحسين جودة الصوت بظهور تقنية Advanced Audio Distribution Profile (A2DP) والتي مكنت من إرسال صوت ستيريو عالي الجودة عبر مُرمز الصوت SBC.
وفي تقرير لموقع SoundExpert -وهو موقع لاختبار جودة الصوت- استنتج أنه في حالة أعلى معدل بت 372kbps يمكن مقارنة SBC مع ملف ACC مُرمز بمعدل 192kbps ولكن غالباً ما يستخدم مُرمز SBC بمعدلات بت منخفضة لذلك لا يستطيع تقديم الجودة الأفضل.
aptX
كان الخطوة التالية في المرمزات. معظم أجهزة أندرويد في السنوات السابقة تدعم هذا المُرمز، وهي تقدم أداء مقارب لـ CD بمعدل بت 352kbps مع تأخير أقل.
aptX HD
يُعتبر هذا المُرمز تحديثاً لصيغة aptX التقليدي. ويستطيع إرسال البيانات بمعدل بت أعلى 576kbps وبتأخير أقل.
يدعم هذا المُرمز عدد صغير من الأجهزة، ولكن هذا العدد ينمو بشكل مستمر، ومن الأجهزة التي تدعمه نذكر ون بلس 5T، جالاكسي نوت 9 و LG V30. ويتطلب هذا المُرمز عتاد صلب خاص به، لذا إن كان جهازك لا يدعمه فليس هنالك طريقة لتمكينه من ذلك.
AAC
لا تدعم شركة آبل aptX على آيفون أو آيباد وبدلاً منه تستخدم AAC وهو مُرمز مُحسن عن SBC. يستخدم معدل بت أخفض 256kbps ولكن الكفاءة في المُرمز تجعله قابل للمقارنة مع aptX إن لم يكن أفضل منه.
واستخدام أو شراء سماعة هيدفون متوافقة مع AAC مع مصدر AAC (مثل Apple Music) يقلل من التفاوتات في جودة الصوت.
التأخير
لقد ذكرنا سابقاً التأخير عدة مرات وهو عامل أساسي يجب الانتباه له عند شراء سماعة هيدفون بلوتوث.
وهو عبارة عن زمن التأخير الصغير بين لحظة إرسال الإشارة الصوتية ولحظة سماعك لها. لن تلحظ التأخير عند الاستماع للموسيقى ولكن في حال كنت تشاهد فيلم أو مقطع فيديو، قد يسبب التأخير عدم مزامنة للصوت مع صورة المشهد.
ويتفاوت التأخير بحسب البرنامج والتجهيزات المستخدمة فمثلاً قام aptX HD بتقليص زمن التأخير بشكل ملحوظ مقارنةً مع أسلافه من المُرمزات. واستخدام آبل AAC مع سماعات Airpods قلل التأخير لقيم مقبولة.
3- زمن حياة البطارية لسماعات الرأس اللاسلكية
تستمد سماعات الرأس الهيدفون البلوتوث طاقتها من البطاريات القابلة للشحن الموجودة ضمنها.
فسماعات الرأس الكبيرة تمتلك مساحة لبطاريات كبيرة السعة يتم شحنها من خلال وصلة USB. ويجب عليك البحث عن سماعة تعمل بين 20 حتى 30 ساعة على البطارية مثل JBL Everest والتي تزعم أنها تعمل لمدة 25 ساعة على البطارية.
سماعات الأذن البلوتوث تمتلك زمن حياة بطارية أقصر فتلك التي تستخدم كابل لوصل السماعتين يمكن أن تقدم حتى 8 ساعات عمل ويمكن شحنها من خلال كابل USB. أما سماعات الأذن الحقيقية والتي تكون كل سماعة منفصلة عن الأخرى تعمل على البطارية بين 3 حتى 5 ساعات وتأتي هذه السماعات مع حقيبة شحن خاصة بها.
وتذكر أيضاً أنَّ شدة الصوت تؤثر على البطارية فكلما كانت الموسيقى ذات صوت أعلى كلما استنزفت البطارية بسرعة أكبر. وعادة ما يكون زمن حياة البطارية المذكور ضمن مواصفات المُصنع تدل على ظروف تشغيل أمثلية للسماعات.
4- اقتران سماعات هيدفون البلوتوث بالأجهزة
وصل سماعات هيدفون البلوتوث مع هاتف أو جهاز آخر يمكن أن يكون سريع أو متعب وممل.
وقد قللت شريحة W1 في بعض من سماعات الرأس من آبل زمن اقتران السماعة إلى 3 ثوان. قم بفتح الحقيبة الخاصة بـ Airpods ثم اضغط على الشاشة المنبثقة على هاتفك وهكذا يكون الاتصال قد تم.
نسخ أنظمة أندرويد 6.0 وما بعدها تقدم نظام سريع مشابه يُدعى FastPair ولكنه مدعوم بشكل محدود من السماعات حتى الآن.
تستخدم بعض سماعات الرأس NFC لتسريع عملية الاقتران وهي تقنية لاسلكية تسمح للأجهزة بالاتصال مع بعضها عبر تقريبها من بعضها.
وفي حال لم تنجح أي من الطرق السابقة معك فعليك قرن جهازك بشكل يدوي وهذا يتطلب معرفة مكان إعدادات البلوتوث على جهازك، وضغط مفتاح سماعات الرأس وإدخال رمز المرور عند طلب ذلك (عادة يكون 0000). وهذه الطريقة أبطأ وأكثر تعقيداً لذا يجب اللجوء لها عند الحاجة فقط.
5- التحكم عن بعد بسماعات الرأس اللاسلكية:
غالباً ما تحوي السماعات السلكية مفاتيح تحكم على الكابل ولكن سماعات البلوتوث لا تمتلك هذا الكابل.
وبدلاً من ذلك فهي تمتلك بعض مفاتيح التحكم الأساسية إلى جانب الميكروفون ضمن أحد سماعتي الأذن. وقد تكون هذه المفاتيح على شكل أزرار أو شاشة لمس وقد تكون مفتاح واحد لتفعيل الأوامر الصوتية.
للتحكم بسماعات Airpods عليك الضغط مرتين لتفعيل Siri، وعندها تستطيع استخدام أوامر مثل “Turn Volume Up” أو “Skip Track” للتحكم بالموسيقى.
تصنع شركات مثل Bose وسوني سماعات بلوتوث تعمل بنفس الطريقة مع مساعد جوجل الذكي. وسماعة Jabra تدعم مساعد أمازون الذكي “أليكسا”.
القدرة على الوصول لمفاتيح التحكم هو أمر يجب اختباره دائما قبل شراء سماعة هيدفون أو اختيارك لأي سماعة لاسلكية. وعادةً ما يتم تقييم تصميم المفاتيح وفق الشكل الخارجي لها أكثر من سهولة استخدامها.
6- الشكل والحجم:
يمكن شراء سماعة هيدفون لاسلكية ضمن ثلاث معايير للحجم: حول الأذن، على الأذن أو ضمن الأذن. يعمل ويظهر النوعان الأولان بنفس الآلية كما هي الحال في مثيلاتها السلكية أما النوع الثالث فهو مختلف تماماً.
الشكل الأخير للسماعات ضمن الأذن تكون قطعتين متصلتين لاسلكياً مع بعضهما ومع المصدر بينما كان الشكل السابق لها عبارة عن سماعتين متصلتين سلكيا ببعضهما ولاسلكيا بالمصدر.
بدأت عملية التحول مع سماعات آبل AirPods ليلحق بها معظم المصنعين: سامسونج، Sennheiser، Bose، B&O، والكثير غيرها. وتُعتبر سماعة Jabra Elite 65t أفضل سماعة ضمن الأذن.
وتأتي هذه السماعات مع حقيبة شحن تزيد من زمن تشغيل السماعات ولكن هنالك مشاكل مثل التأخير لذلك قد لا تكون مناسبة لحضور الأفلام. أيضاً زمن حياة البطارية أقل وبأحسن حالته يصل إلى 5 ساعات وأيضاً أكثر تكلفة من السماعات السلكية ومع الحجم الصغير يُسهل إضاعتها.
وبالطبع لن تتمكن من التغلب على هذه السماعات من ناحية سهولة الحمل.
وأخيراً سماعات البلوتوث هي المستقبل:
سواء أعجبك الموضوع أم لا فإن منافذ الصوت سوف تختفي لتصبح سماعات البلوتوث هي المستقبل. وسيبقى استخدام وشراء سماعة هيدفون اللاسلكية أسهل، وقد أصبحت الآن أقل تكلفة ويمكن الحصول عليها وبجودة عالية.
راجع أيضاً: