Minecraft Dungeons ليست اللعبة الجانبية الأولى التي تستخدم اسم السلسلة الأكثر مبيعًا ماين كرافت، ولكنها أول من يخطو في عالم ألعاب الأر بي جي الذي تهيمن عليه الألعاب العنيفة والناضجة مثل Diablo و Path of Exile، وتستبدل الميزات الشهيرة التي ساعدت ماين كرافت في الوصول إلى هذا النجاح (التعدين وتصنيع الأدوات) بفكرة مشابهة، ثم تطبقها على عالم اللعبة اللطيف والساحر لتصنع تجربة خفيفة ولطيفة ومناسبة للجيل الأصغر واللاعبين الجدد على هذه النوعية من الألعاب.
Diablo سلسلة ألعاب تدور حول استكشاف العوالم المظلمة ومحاربة كل أنواع الوحوش الشيطانية والميتة، ولكن ما يميزها حقًا هي الصيغة التي تستخدمها في تصميم القلاع والأنفاق والأبراج المحصّنة، وملئها بالتحديات والصعوبات والغنائم التي تجعلها سهلة الاعتياد عليها، وفي نفس الوقت تمنحها العمق والتنوع الكافي لجعلها مثيرة للإدمان وقابلة للإعادة لفترة طويلة من الزمن.
جوهر التجربة هنا ليس القصة (والتي تتمحور كالعادة حول فكرة “الشر يغزو العالم”) بل المقصد الحقيقي منها هو الذهاب في مغامرات ممتعة واستكشاف مناطق جديدة، وخوض المعارك وجمع الغنائم، ومن ثم استخدام المهارات والمعدّات الجديدة والمحسّنة التي تجدها في رحلتك للدخول في أنفاق وقلاع أكثر تحديًا، ومحاربة جحافل من الأعداء الأكثر قوة، سواء بمفردك أو مع الأصدقاء حتّى أربعة لاعبين بشكل محلّي أو من خلال الأنترنت.
Minecraft Dungeons متوفرة الآن على منصّات PS4, Xbox One, PC, Nintendo Switch، ومجانًا على خدمة Xbox Game Pass (تمت التجربة على منصّة Xbox One).
لعبة Minecraft Dungeons ..
فرص ضائعة واختيارات غريبة في أسلوب التطوير
لعبة Minecraft Dungeons تحتوي على قصة ولكنها بسيطة جدًا ويتم عرضها في مقاطع قصيرة لا تزيد مدتها عن 10 أو 15 ثانية تقريبًا من بداية كل مهمة، ولا يوجد أي محتوى قصصي يتم تقديمه خلال أي من المهمات نفسها.
ورغم وجود مساحة جيدة لتقديم أبطال أقوياء وأشرار جذابين للحصول على المزيد من المتعة، إلا أن الفرصة لم يتم استغلالها في هذه اللعبة بالشكل المطلوب.
تحتوي اللعبة على عشرة مستويات رئيسية، بالإضافة إلى عدد مماثل من الكهوف السرية الفرعية والتي تبدو أبسط قليلًا في تصميمها وأقل في المحتوى مقارنة بالمهمات الرئيسية.
كل مهمة رئيسية تستغرق تقريبًا من 15 إلى 20 دقيقة للانتهاء منها اعتمادًا على مدى تجهيزك وجودة المعدّات الموجودة معك، وهذا يعني أن اللعبة تستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات تقريبًا للانتهاء منها بالكامل.
إتمام للعبة على الصعوبة المبدئية يفتح لك مستوى جديدًا من التحدي باسم Adventure وفيه تقوم بإعادة نفس المهمات مجددًا ولكن ستجد كل منطقة مأهولة بأعداد أكثر من الأعداء، وكل واحد منهم يمتلك زيادة ملحوظة في نقاط الحياة ومعدّلات الضرر عن المرة السابقة.
هذه الصعوبة تستغرق 4 ساعات على الأقل للانتهاء منها لأنك ستحتاج إلى إعادة بعض المهمات ورفع مستواك وجمع قطع أسلحة ودروع معيّنة لتتمكن من الصمود حتّى نهاية اللعبة.
صعوبة Apocalypse الأخيرة ترفع مستوى التحدي أكثر وأكثر وتزيد من عدد وقوة الأعداء وبالطبع الوقت الذي ستحتاجه للانتهاء من اللعبة ويمكن القول أن اللعبة بالكامل تستغرق من 12-15 ساعة على الأقل للانتهاء منها حسب الوقت الذي ستمضيه في جمع الأسلحة وتطوير مستواك خلال كل مهمة، وقد تصبح مجبرًا على طلب مساعدة الأصدقاء في هذه الصعوبة بسبب كثافة عدد الأعداء والتنوع في أساليب قتالهم.
للأسف لا تقدم الصعوبات أي شيء أكثر من تغييرات في عدد وقوة الأعداء وهذا يعود إلى شكل وطبيعة المستويات المحدودة والتي رغم أنها تمتلك تصميمات عشوائية متجددة إلا أنك ستشعر أنك رأيت 90% تقريبًا من كل ما تستطيع أن تقدمه مهمات اللعبة في الثلاث ساعات الأولى لأن المناطق الرئيسية في كل مستوى تظل كما هي بنفس التصميم وبدون اي اختلاف تقريبًا سوى في زاوية الكاميرا التي ترى منها المستوى أو المهمة نفسها.
هذا يجعل التجربة مع Minecraft Dungeons تصبح تكرارية بعد فترة قصيرة من بدئها، ولا يوجد أي إضافات أو تغييرات مثيرة للاهتمام تنتظر اللاعبين لاحقًا.
التنوع الإضافي في الأسلحة والمعدّات والقدرات يصبح محببًا مع الزيادة في مستويات الصعوبة، ولكن للأسف ليس كافيًا لتعويض الملل الذي قد يشعر به اللاعبين بسبب طريقة عمل اللعبة والمهمات الخطية والمتشابهة في التصميمات مع اختلافات بسيطة في الألوان والأضواء.
ولكن لكي نكون عادلين، أشكال الوحوش وقطع المربعات والأسلحة جميعها مصمّمة بطريقة جديدة لم يسبق لنا رؤيتها من قبل خصوصًا في لعبة ماين كرافت الأصلية، والتي نشعر فيها هنا أن طريقة التفاعل مع الأشياء أكثر ديناميكية، ويبدو أن المحرك الجديد المُستخدم في التطوير أعطى اللعبة مزيدًا من المرونة في تحريك الشخصيات والأحداث، ومن المؤكد أن هذا المنظور الجديد سيعجب الأطفال ومحبي ماين كرافت في كل مكان.
على الجانب الآخر، الموسيقى التصويرية في اللعبة تتمثل في مقطوعات هادئة، قصيرة، متناثرة وخافتة، ورغم أن هذا الأمر لا يختلف كثيرًا عن مستوى الصوتيات الموجودة في لعبة ماينكرافت الأصلية، إلا أن هذه اللعبة تحديدًا تفتقر إلى الشعور بالانغماس الذي تتميز به ماينكرافت والذي يدفعك إلى قضاء أوقات طويلة في الاستكشاف بدون كلل أو ملل، وكان من الممكن أن تساعد الموسيقى كثيرًا في تحسين هذا الأمر لو تم تقديمها بصورة أفضل وأكثر وضوحًا.
المؤثرات الصوتية مأخوذة كما هي من ماينكرافت ومحبو اللعبة سيشعرون فعلًا بأنهم يعيشون تجربة مختلفة في نفس عالم اللعبة الأصلية، لكن اللعبة نفسها أغلبها خطية وفي بعض الأحيان سترغب في الحياد عن الطريق الأساسي لتكتشف أن الطرق التي اخترتها مسدودة أو لا تحتوي على أي نوع من الأعداء أو الصناديق أو الأسلحة والمعدات النادرة، ما يجعلني اعتبر هذا سهوًا خطيرًا في لعبة من سلسلة معروفة بدعمها لمتعة المغامرة واستكشاف المجهول.
المستويات العشرة الأساسية لا تحتوي كذلك على أي نوع من التحديات أو الألغاز التي تحتاج إلى التفكير أو العمل الجماعي.
بعض المهمات تعطيك أهدافًا بسيطة للقيام بها وتطلب منك محاربة بعض الوحوش الرئيسية أو مجموعات ضخمة من الوحوش وفي بعض الأحيان ستجد نفسك تحارب نسخًا متكررة من نفس الوحش الرئيسي على مدار المهمة الواحدة مما يفقدك الإحساس بالمتعة، كما أنه في بعض المهمات ستجد بعض التفاصيل مثل الفخاخ أو ألواح للقفز ولكنها لا تؤثر كثيرًا في طريقة سير المهمة ووجودها مثل عدمه.
التحدي الوحيد يكمن في قتال الأعداء والحصول على أفضل المعدات، ومن هذا المنطلق يمكنني أن أقول أن هذه اللعبة مبنية على فكرة التعاون وغير صالحة للعب المنفرد بسبب بعض اختيارات التصميم الغريبة والتي تقع كلها في صالح اللعب التعاوني.
مثلاً تجد عدد الأعداء رماة السحر والأسهم يزدادون مع التقدّم في المهمات أو الصعوبات ولن يكون الاقتراب منهم سهلًا عليك وحدك، أو أن إحياء الأصدقاء لبعضهم عند سقوط واحد منهم لا يتكلف أي شيء بعكس المحاولات المحدودة التي تتوفر لك لو كنت تلعب بمفردك.
للأسف لا توفر اللعبة خاصية Online Matchmaking مما يعني أنه لو لم تكن تمتلك صديقًا بجانبك أو في قائمة الأصدقاء فستكون مجبرًا على اللعب بمفردك.
ولكن كلامي لا يعني أن جميع المشاكل سيتم حلها بمجرد إحضار صديق للعب حيث أن وفاة أحد الأصدقاء تجبر اللاعبين على خسارة نقاط حياتهم بصورة أوتوماتيكية حتّى يستطيع أحدكم الذهاب إليه ومساعدته على النهوض، وبما أن عدد الأعداء يزداد مع عدد اللاعبين الموجودين في الجلسة فالاهتمام بباقي أعضاء الفريق يصبح أمرًا صعبًا مع الوقت، ومزعجًا بسبب هذا الاختيار الغريب في معاقبة اللاعبين على سقوط بعضهم.
Minecraft Dungeons مثل أي لعبة أر بي جي تعيش على قوة وجودة نظام القتال ومدى تنوع أسلوب التخصيص المُستخدم، ولو كان اللاعب يبحث عن نظام تطوير معقد فهذه اللعبة ليست من هذا النوع.
القتال مبني على فكرة استخدام سلاح يدوي واحد وقوس لرمي الأسهم وهناك مجموعة متنوعة من الأسلحة اليدوية مثل الفؤوس والسيوف مع طرق حركة وتلويح مختلفة لكل منهم وسيشعر اللاعب فعلًا أن هناك اختلافًا في السرعات وطريقة الاستخدام مما يجعله مستمرًا في التجربة حتّى يصل إلى السلاح المناسب له.
الحركة نفسها سلسة وبسيطة كما أن اللعبة تمنحك اللعبة القدرة على عمل شقلبة بسيطة للإفلات من تجمعات الأعداء عليك، ولكن مثل العديد من جوانب اللعبة تسائلت عن ماهية وجود هذه الخاصية بشكلها الحالي.
اللعبة تجعل حركتك تتباطأ بعد تنفيذ الشقلبة مما يضعني في نفس المشكلة التي حاولت الهروب منها في الأصل وهي تجمع الأعداء حولي وفي النهاية لم استخدمها واعتمدت على عناصر Artifact لاستطيع تفرقة الأعداء من حولي.
ملحوظة بسيطة وهي أن أسلوب الحركة قد يمثل تحديًا بالنسبة للاعبي الحاسب لأن الحركة هنا تعتمد على النقر وإيصال الشخصية إلى المكان المنشود ولكن طريقة عرض اللعبة والتي لا تسمح لك بتغيير زوايا الكاميرا قد تجعل من الصعب عليك أن تنقر في المكان المناسب، ولذلك وجدنا أن استخدام ذراع التحكم هو الأنسب وللأسف لا يوجد حل لمستخدمي الحاسب غير استخدام ذراع التحكم في الوقت الحالي.
لا يوجد أي تخصصات في اللعبة أو طرق للترقية من أي نوع وأسلوب اللعب يتم تحديده عن طريق عنصر Artifact الذي تستخدمه.
يمكن حمل ثلاثة من هذه العناصر في أي وقت وكل منها يستطيع تقديم تأثيرات مختلفة مثل شحن نقاط الحياة أو إيذاء الخصوم أو امتصاص أرواحهم واستخدامها كطاقة لبعض الأسلحة أو المتفجرات.
هناك العديد والعديد من قطع Artifacts ولكن فائدتها أو الحرية في استخدامها ليست بالصورة التي تمنيناها لأن اللعبة تجبرك دائمًا على وضع Artifact واحدة على الأقل لشحن نقاط الحياة وهذا بسبب كثرة الأعداء وطريقة حركتهم وهجوماتهم الكثيفة كما أن إعادة استخدام عناصر Artifact تحتاج إلى الانتظار لوقت معين مما يعني أن تخصيص عنصر واحد لشحن نقاط الحياة قد لا يكون كافيًا.
حتى الأسلحة نفسها تقع فريسة لاختيارات اللعبة الغريبة في أسلوب التطوير. مثلًا بعد كل مستوى ترتقي إليه تحصل على نقطة تطوير يمكنك من خلالها فتح خصائص جديدة للسلاح، وبالطبع بما أنك ستحصل على سلاح جديد مع الوقت ستحتاج إلى النقاط التي صرفتها من قبل لتخصيص هذا السلاح الجديد.
للأسف لا يمكن استرجاع هذه النقاط إلا عن طريق تدمير السلاح إلى الأبد مما يجعل فكرة حمل أكثر من سلاح لمواقف مختلفة أمرًا مستبعدًا.
الأسلحة لا تسقط من الأعداء بسهولة مثل الأحجار الكريمة والتي هي تعبر عن العملة المستخدمة في اللعبة. المهمة الواحدة يمكن أن تحصل منها على ثلاثة أو أربعة أسلحة كحد أقصى ولن يكون جميعهم بنفس المستوى الذي تحصل عليه عندما تقوم بشراء أسلحة عشوائية من التاجر في المدينة الرئيسية.
هذا يعني أن الحصول على أسلحة جيدة يعتمد تمامًا على الحظ مثل ألعاب Destiny و Anthem وغيرها من الألعاب التي تعتمد على الصناديق العشوائية.
كلمة أخيرة
لعبة Minecraft Dungeons تجبرك باستمرار على تجاهل الأسلحة التي تحملها من أجل الأسلحة ذات الأرقام الأعلى في القوة، والتخلّي عن استخدام عناصر Artifact ذات الخصائص المميزة من أجل العناصر التي لها فائدة حقيقية مثل شحن نقاط الحياة أو دفع الأعداء للوراء، وفي النهاية وجدت نفسي مع سلاح عادي وثلاثة عناصر لشحن نقاط الحياة ولم أتمكن من الحصول على الحرية التي أنشدها بخصوص تصميم الشخصية التي ألعب بها كما أريد.
شعرت طوال الوقت أنني أقوم بتخصيص الطريقة التي ألعب بها لكي أستطيع التعامل مع الحدود والعوائق التي تضعها اللعبة أمامي وليس من أجل الاستمتاع باللعبة بالطريقة التي أريدها أنا كلاعب، ناهيك عن الأعطال الفنية والتقنية وبنية الإنترنت السيئة التي جعلت محاولات إتمام المهمات والتواصل مع اللاعبين الآخرين تنتهي بالفشل والخروج من اللعبة معظم الوقت.
في النهاية أريد أن أتطرق إلى مستقبل اللعبة، إذ يبدو من خريطة المهمات أن هناك محتوى إضافي قادم في المستقبل مثل مهمات جديدة وما شابه ذلك، وفي نظري يجب أن تكون هذه الإضافات مجانية لأن المستوى الذي تم تقديم اللعبة به حاليًا لا يدفعني لتجربة المزيد أو دفع أي نقود إضافية إلا لو تم تغيير شكل المهمات ونظام تخصيص الشخصية بالكامل لتصبح اللعبة في نفس مستوى الألعاب التي أخذت الإلهام منها.
Review overview
الإيجابيات
- منظور جديد في تصميم الأماكن والشخصيات والتأثيرات
- أسلوب لعب سهل ومناسب لمحبي العمل التعاوني
السلبيات
- اختيارات غريبة في التصميم تمنعك من الاستمتاع بجميع جوانب اللعبة
- العديد من الأعطال التقنية والفنية
- انقطاع مستمر لسيرفرات اللعب
- اللعبة لا تشجع على اللعب المنفرد
- عدم وجود خاصية Matchmaking
- صعوبات اللعب لا تقدم اختلافات كثيرة
الملخص
5.5Minecraft Dungeons تخطو بالسلسلة في إتجاه جديد نحو عالم ألعاب الأر بي جي العميقة والمثيرة للإدمان، ولكنها في نفس الوقت تحاول أن تُبقي على الطابع اللطيف وطريقة اللعب السهلة والممتعة التي تتميز بها ماين كرافت، مما أدى إلى تجربة تحتوي على العديد من الجوانب السطحية، واختيارات التصميم الغريبة التي تجعل اللعبة تجربة غير كاملة، ولا تستحق الاهتمام بها في الوقت الحالي.