مراجعة لعبة Shantae and the Seven Sirens

تميل كل لعبة في سلسلة ألعاب الساحرة Shante إلى تجربة أشياء مختلفة، واستكشاف أفكار وآفاق جديدة لما يمكن أن تفعله الجنية الراقصة Shante في عالمها السحري اللطيف.

لعبة Shantae and the Seven Sirens تعزز هذه الرغبة في التغيير من خلال أخذ أفضل التقنيات التي تم استخدامها من قبل في باقي ألعاب السلسلة وجمعها معًا في حزمة واحدة رائعة.

أصبحت اللعبة أكثر متعة وانسيابية من ذي قبل، وعادت إلى طابع Metroidvania مرة أخرى بعد أن تخلت عنه اللعبة السابقة Half-Genie Hero.

ورغم أن Seven Sirens في الأصل لعبة صدرت على منصّة Apple Arcade، إلا أنها قدمت عالمًا واسعًا مفعمًا بالحياة، وتحديات معقدة ورائعة، وموسيقى تصويرية جذابة، وجرعة لا يُستهان بها من الشخصيات اللطيفة الجديدة والحوارات الممتعة، وهذا هو كل ما يحتاجه أي محب لهذه الألعاب الجميلة.

Shante and the Seven Sirens متوفرة الآن على PS4, Xbox One, PC, Nintendo Switch وكذلك لهواتف آيفون.

لعبة Shantae and the Seven Sirens ..

إضافة جميلة على سلسلة ألعاب ساحرة

لعبة Shantae and the Seven Sirens تسمح لبطلتنا الجنية البطلة شانتي وأصدقائها بأخذ استراحة من إنقاذ العالم والاستمتاع بعطلة استوائية في جزيرة جديدة وغريبة، حيث تدخل شانتي في مهرجان رقص مخصص لنصف الجنيات مثلها من جميع أنحاء العالم، ولكن بعد وقت قصير تحدث كارثة وتختفي جميع أنصاف الجنيات الأخرى من على المسرح، ويقع على عاتق البطلة الذهاب في مغامرة إلى المدينة الغارقة تحت الجزيرة للعثور على أصدقائها الجدد ومواجهة كائنات Sirens الأشرار.

كما هو معتاد في السلسلة، فإن قصة اللعبة ليست عميقة ولن يدخل اللاعب في مناقشات طويلة عن تطور الشخصيات، بل هي مغامرة سريعة يقوم فيها اللاعب بإنقاذ الأصدقاء وهزيمة الأشرار ولا شيء آخر.

اللعبة كذلك تفترض الألفة مع مجموعة الشخصيات الأساسية وعلاقاتها ببعضها البعض، وقد يشعر اللاعب الجديد على السلسلة بالضياع بعض الشيء، إلا أن الشخصيات تتمتع بالبساطة والجاذبية الكافية لجعلك مستمتعًا بما تقدمه اللعبة بغض النظر عن ذلك.

على الرغم من كل شيء، كنت سعيدًا نوعًا ما بأنني ابتعدت لأول مرة عن المدينة الأصلية Scuttle Town والتي تدور فيها أحداث السلسلة وقمت باستكشاف مدن جديدة، وتعرفت على شخصيات مختلفة من عالم اللعبة لم يسبق لي رؤيتها من قبل، كما أنه ولأول مرة لاحظت وجود بعض الإشارات هنا وهناك إلى قصة شخصية Shantae نفسها، والتي يبدو أنها موضوعة لفتح الأبواب لأجزاء قادمة ومناقشة قصة أعمق مما هو موجود لدينا الآن.

البحث عن فتيات Sirens الأشرار أكثر متعة من السابق لأن اللعبة تعود إلى طابع العالم المفتوح Metroidvania وتحديدًا تأخذ العديد من عناصر الإلهام من الجزء الثاني للسلسلة Risky’s Revenge.

مثل باقي ألعاب هذا النوع يصبح اللاعب حرًا للذهاب واستكشاف العالم بعد دقائق بسيطة من بدء اللعبة، ويبدأ بداية بسيطة ولكن مع الوقت يحصل على قدرات وخصائص جديدة تتيح له فتح أبواب جديدة، وكشف أسرار العالم الواسع من حوله.

يتكون العالم من مناطق مختلفة الشكل والمضمون، وكل منطقة تستخدم طابعًا فنيًا معينًا وتجدها مليئة بتحديات المنصات والوحوش والألغاز التي تجبرك على استخدام كل الأدوات والأسلحة المتاحة لديك. ويتوجب على اللاعب الحديث مع الشخصيات وحل المشكلات والألغاز وفتح الأبواب المغلقة من أجل الوصول إلى العدو الرئيسي وهزيمته وإنقاذ فتيات الجنيات المحبوسات أسفل المدينة.

هذا الأسلوب في التقديم ممتع للغاية ويجعلك دائمًا منتبهًا لكل ما يدور حولك لأنك ستحتاج إلى التركيز في كلام الشخصيات والعودة إلى نفس المنطقة مرات عديدة والتفاعل مع الأشياء التي رأيتها من قبل ولكن بطرق مختلفة من أجل كشف الأسرار الجديدة التي يحتوي عليها كل مكان في اللعبة.

تقوم اللعبة بإعادة هذه الفكرة خمس مرات، ومع كل مرة ينقذ فيها اللاعب إحدى الفتيات من قبضة كائنات Siren يحصل على تحول سحري جديد لحيوان ما بالإضافة إلى قدرة الجنية التي قام بإنقاذها.

في الألعاب السابقة كانت Shantae تحتاج إلى الرقص والضغط على الأسهم في إتجاهات معيّنة لتستطيع التحول إلى حيوان مثل القرد أو الفيل أو غيره، وكانت تستخدم قدرات هذه الحيوانات في القتال وعبور العوائق المختلفة، ولكن الأمر هنا مختلف قليلًا.

التحولات لم تعد تستغرق وقتًا لتنفيذها أو تحتاج لأي نوع من الرقصات. بمجرد الضغط على زر تتحول شانتي فورًا إلى ضفدع يلتصق بالحوائط، أو سلحفاة تخترق الأسقف، أو غيرها من التحولات المتاحة، وفي نظري هذا التغيير الجديد كان محببًا للغاية لأنه زاد من انسيابية الحركة وجعل رتم اللعبة أسرع وأزال الوقت الضائع الذي كان يذهب في الوقوف والرقص والضغط على الأزرار ثم البدء في الحركة مجددًا.

الرقص على الجانب الآخر لم يختفي إلى الأبد، بل يلعب دورًا أكثر بساطة ولكنه مهم. هذه المرة تعمل الرقصات على استدعاء أرواح الجنيات الاخرى لدعمك، سواء عن طريق الكشف عن المنصات المخفية، أو شحن نقاط حياة اللاعب، أو ضرب كل شيء في الغرفة باستخدام الصاعقة، وغيرها من القدرات الجميلة والتي تعرض لك قبل تنفيذها رسمة جميلة بعرض الشاشة لشخصية Shantae وهي ترتدي درعًا جديدًا يشبه الملابس التي ترتديها الجنيات الأخرى.

هناك أيضًا بعض وسائل المساعدة البسيطة التي يمكن شرائها بالجواهر التي يحصل عليها اللاعب من هزيمة الوحوش، ولكن المعارك الرئيسية والجانبية لم تكن صعبة بالدرجة التي أجبرتني على شراء وسائل الدعم الإضافية في أي وقت، كما أن الوحوش تعطيك وسائل دعم وشحن أكثر من كافية ولن تجعلك محتاجًا لشراء مثل هذه المساعدات.

الإضافة الجديدة والأكثر أهمية في اللعبة عامة هي بطاقات Monster Cards، والتي يمكن جمعها من الوحوش وتجهيزها على شخصية Shantae لمنحها تعزيزات معينة مثل تقوية طاقة السحر أو زيادة قوة الهجوم، ولكن كما ذكرت اللعبة سهلة ولن تحتاج حتّى منك للإهتمام بجمع هذه البطاقات إلا لو كنت مهتمًا بالوصول إلى نسبة الكمال 100%، ولكن لا ننكر أنها تضيف عنصرًا استراتيجيًا مرحبًا به كثيرًا وتعطينا حافزًا لطيفًا لمواصلة استكشاف العالم والعثور عليهم جميعًا.

يميز ألعاب Shantae في العموم عن غيرها هو أسلوب العرض التقديمي اللطيف والساحر، ولكن في هذه اللعبة شعرت بأن المطور قد أخذ خطوة للوراء.

الشخصيات تتميز برسوم متحركة جميلة ومصممة بحب يجعلها تنبض بالحياة، والاتجاه الفني المستوحى من مسلسلات الأنمي يظهر بشكل بالغ في طريقة حركة الشخصيات وصورها الفاتية التي تظهر أثناء الحوارات والإسقاطات على أشياء معروفة في عالم الأنمي مثل Dragon Ball.

الأداء الصوتي والموسيقى التصويرية هي العيوب الطفيفة الوحيدة في أسلوب التقديم. في حين قدم المصمم جيك كوفمان العديد من إيقاعات الموسيقى الشهيرة في الألعاب السابقة، فإن عمله غائب تمامًا عن هذا العنوان، وهذا يظهر بشكل واضح في الموسيقى التصويرية الخافتة معظم الوقت والتي كانت مناسبة للأماكن والأحداث ولكن للأسف بعيدة تمام البعد عن الإيقاعات الحديثة والجذابة من الأعمال السابقة وفشلت في الارتقاء إلى مستواها.

أثناء الحوار مع الشخصيات تجد في بعض الأحيان الشخصية تقول جملة واحدها بصوتها وتصمت بعدها لحين الانتهاء من الحوار، أو أن Shantae تتكلم طوال الوقت بينما الشخصية الأخرى لا تتفوه بأي كلمة من الكلمات المكتوبة والمعروضة على الشاشة، ورغم أنني على علم بأن العديد من الألعاب تحتوي على هذه المشكلة خصوصًا ألعاب الأر بي جي وألعاب الروايات القصصية متوسطة الميزانية، إلا أنها كانت مزعجة فعلًا نوعًا ما في هذه اللعبة.

هذا النقطة والكثير غيرها يمكن تفسيرها بأن ميزانية اللعبة لم تكن كبيرة أو لم يكن من المخطط لها أن تصبح لعبة منصّات قائمة بذاتها مثل الألعاب السابقة، ولكن المستوى الموجود هنا أقل بكثير مما رأيناه في Half-Genie Hero، والتي تركت في قلوبنا انطباعًا قويًا عن مستقبل باهر للسلسلة في نواحي كثيرة، مثل إمكانية اللعب بكمية ضخمة من الشخصيات وليس Shantae فقط، أو إمكانية إعادة اللعبة ومعنا كامل التحولات منذ البداية، على عكس Seven Sirens والتي تتيح لك إعادة اللعبة مع زيادة في قوة السحر ونقص في نسبة الدفاع وهذا كل شيء.

كلمة أخيرة

أريد قبل الانتهاء من المراجعة الثناء بشكل خاص على المشاهد القصصية في اللعبة، والتي العمل عليها من استوديو الأنميشن الياباني Trigger.

تمتاز أعمال هذا الاستوديو مثل Kill la Kill بأسلوب تحريك سلس وانسيابي وطريقة مميزة في رسم الشخصيات، وهذا اعطى مزيدًا من الشخصية للعبة ومنح وزنًا مختلفًا لأهم اللحظات الدرامية والقتالية فيها.

عندما أحاول المقارنة بين هذه اللعبة وبين سابقتها، أجدها تفتقر إلى الكثير من الأمور التي جعلتني عاشقًا للسلسلة، ولكن للاعبين الجدد الذين يريدون تجربة اللعبة لأول مرة فلن يشعروا بأي عيوب أو نقصان في اللعبة.

ذكرت العديد من الملاحظات بشأن ما تفعله اللعبة ولكن لا أنكر أنني قضيت ثماني ساعات ممتعة ولم أشعر بها على الإطلاق بسبب أسلوب التقديم الرائع والعالم الواسع والممتع أكثر من أي وقت مضى.

Shantae and the Seven Sirens تستحق مكانها بسهولة في قائمة أفضل ألعاب Metroidvania المتوفرة حاليًا على الساحة، وبلا شك سيقدر العديد من اللاعبين الاتجاهات الجديدة المُستخدمة في اللعبة، وطريقة اللعب المُحسّنة، والحس الفكاهي والمرئيات الرائعة. قد لا تكون اللعبة الأفضل في السلسلة من وجهة نظرنا، ولكنها تظل إضافة رائعة عليها وعلى ألعاب المغامرات في العموم.