كلمة Remake هذه الأيام لم تعد تعني مجرد إعادة إنتاج بصرية للعبة قديمة وحسب، أو بمعنى أدق فهذا الأمر لم يعد مقبولًا بعد أن قامت العديد من الألعاب برفع مستوى فكرة إعادة الإنتاج مثل Final Fantasy 7 Remake أو Persona 5 Royal وأصبحت النسخ الجديدة لا يمكن وضعها في مقارنة على الإطلاق بالعمل الأصلي، ويمكن قول نفس الشيء عن Resident Evil 3 Remake والتي قامت بتعمل تغييرات جذرية في اللعبة الأصلية على الأقل من جانب الرسوم والجودة التقنية.
قبل كتابة هذه المراجعة حصلنا على قائمة طويلة من الأشياء التي لا يجب الحديث عنها حتّى لا نقوم بحرق اللعبة على القراء، ولذلك نعتذر عن وجود بعض الأشياء المبهمة أو تفادي الحديث عن بعض الأشياء التي قد يهتم اللاعب بمعرفتها قبل شراء اللعبة.
لكننا حرصنا على توضيح الأمور قدر الإمكان بشأن ما ينتظر اللاعبين الذين قرروا شراء اللعبة، وما الذي ينتظرهم بعد الانتهاء منها، وكيف تبدو جودة اللعبة مقارنة باللعبة الأصلية وباقي ألعاب البقاء على قيد الحياة الموجودة حاليًا على الساحة.
Resident Evil 3 Remake ستكون متوفرة في الثالث من أبريل على منصّات PS4, Xbox One, PC (تمت المراجعة على منصة PS4)
لعبة Resident Evil 3 Remake ..
تجربة قصيرة وجميلة ولكن كنا بانتظار الأفضل
Resident Evil 3 Remake ليست مجرد لعبة، ولكنها بوابة زمنية تستطيع أن تنقلنا منذ اللحظة الأولى ببراعة إلى الماضي الجميل مع إضافة بعض اللمسات الخاصة لجعل هذه الرحلة الخيالية أكثر قبولًا في وقتنا الحالي ونبدأ حديثنا بالكلام عن هذه اللمسات لأنها أكثر ما تميز اللعبة عن نسختها الأصلية التي صدرت لأول مرة عام 1999 .
بين الماضي والحاضر
يتم معالجة الرسوم القديمة ونقل اللعبة إلى مستوى الجديد مع تصميمات وجوه مفصّلة وتقنيات بناء رائعة وزوايا جديدة لكاميرات اللعب وأسلوب حركة أكثر سلاسة عن السابق، لكن لا تزال تحتفظ اللعبة بالأشياء التي جعلتها مميزة حيث يمكن رؤية العديد من التفاصيل الصغيرة والمبدعة في كل مكان نذهب إليه مثل تليفزيونات CRT القديمة وبوسترات أفلام الرعب الساخرة والمتاجر المحطّمة التي ستجعلك تشعر وكأنك كل مكان يحكي قصة منفردة قبل حدوث الكارثة بدون استخدام أي كلمات أو أفعال.
ساعدتني كثيرًا طريقة الحركة الجديدة والسلسة أثناء هروبي تحت الأنفاق المظلمة من جحافل الزومبي التي تطاردني أو تظهر أمامي بصورة مفاجئة في كل مكان، أو أثناء تسلّقي المتعجّل للمباني المحترقة بينما يركض ورائي العملاق البيولوجي المتحول Nemesis مدمرًا كل ما يوجد في طريقه من أجل الهدف الأسمى الذي لن يهدئ إلا عند تحقيقه وهو القضاء على بطلة اللعبة Jill Valentine إلى الأبد.
المطور يعرف كذلك كيف يقوم بتهيئة الإعداد الدرامي المناسب لقدوم الوحش التالي أو الزومبي أو غيره من خلال تغييرات بسيطة في عنصرين مهمين وهما الأضواء والظلال.
على سبيل المثال تجد اللعبة تقوم باخفاء أحد الكائنات الموجودة بانتظارك عن مرمى البصر أو أن هناك أحد وحوش الزومبي الراقدين في انتظار الإنقضاض عليك فور أن تمر عبرهم ولكنك لم تقم بالتركيز معهم لأن الشاشة تستخدم الأضواء والظلال لخداعك من أجل جعلك تركز على أشياء معيّنة فقط دون غيرها.
أسلوب التحريك وشكل الرسوم في اللعبة يظل ممتازًا حتّى أثناء المقاطع القصصية ولا يوجد أي فرق بينها وبين نظام اللعب العادي ولكن اللعبة تعاني من بعض المشاكل البسيطة في مزامنة حركة الشفاة مع الكلام الذي تقوله الشخصيات وأعتقد أن هذا بسبب رغبة المطور في جعل اللعبة داعمة لمجموعة كبيرة من اللغات والأصوات مثل الإنجليزية والفرنسية والأسبانية واليابانية وهذا أثر على طريقة كلام الشخصيات أثناء الحديث.
العودة إلى مدينة Raccoon
قصة اللعبة تبدأ من ساعات بسيطة قبل بدء أحداث Resident Evil 2 Remake وفيها يحصل اللاعب على الفرصة لرؤية بداية انتشار الفيروس الذي وضع المدينة في حالة فوضى وأودى بحياة الكثيرين وقام بتحويل العديد منهم إلى كائنات زومبي متوحشة ليس لها عقل.
يقع الأمر على عاتق Jill Valentine الضابطة المحترفة التي تقوم بالتعاون مع الشرطي Carlos من أجل إيجاد أصل الفيروس في مغامرة مليئة بالأسرار والتجارب العلمية والتعديلات الجينية والإبادة المستقبلية الكاملة للكوكب.
تنقسم اللعبة إلى مجموعة من الفصول تستغرق خمس ساعات تقريبًا للانتهاء منها وكل فصل يبدأ بإبلاغك عن الوقت والتاريخ الذي تدور فيه أحداث الفصل قبل أن تصل إلى النهاية الحتمية والمشتركة مع نهاية Resident Evil 2.
هذه النهاية ليست الشيء الوحيد المشترك كذلك حيث أن اللاعب يقوم بزيارة بعض الأماكن التي زارها أبطال اللعبة السابقة أكثر من مرة ولكن في أوقات مختلفة كما أن اللعبة تجعلك تعود مرة أخرى إلى نفس الأماكن مع مرور القصة لذلك قد يشعر بعض اللاعبون أن إعادة استخدام نفس الأماكن هنا أصبحت مملة نوعًا ما.
اللعبة نفسها لا تصبح مختلفة مع مرور الوقت وما يحصل عليه اللاعب هو مزيد مما يراه في البداية. أسلحة إضافية وعناصر شحن تسهل عليه المرور عبر الأماكن ومحاربة وحوش الزومبي والإفلات من المخاطر أيا كانت.
هناك بعض الألغاز البسيطة التي يتوجب على اللاعب حلّها بين الحين والآخر ولكن وجدت أنها تافهة وتتمحور جميعها حول البحث عن ورقة عليها كلمة سر أو مفتاح أو عنصر ما لوضعه في مكانه المناسب لكن على الأقل تكافئك اللعبة مقابل البحث والتدقيق بأسلحة ومذكرات لتفسير أحداث اللعبة التي لم تتطرّق إليها القصة الرئيسية.
الانتهاء من اللعبة على أي صعوبة من الصعوبات المُتاحة يفتح لك شاشة التحديات والتي تكافئك ببعض النقود التي يمكن صرفتها في متجر الأسلحة والمعدات التي يمكن استخدامها لجعل مرات اللعب القادمة أسهل.
هناك أربعة صعوبات مختلفة في اللعبة وكل منها يتحكم في وفرة الذخيرة وعدوانية وحوش الزومبي ولكن صدقًا لم أشعر أن كل هذه الأمور هي محفزات قوية لجعلي أعود إلى اللعبة مرة أخرى حيث أنه لا يوجد أي حوارات أو محتوى جانبي جديد يظهر بعد إعادة اللعب للمرة الثانية.
مطاردات غير ممتعة وشخصيات سطحية
هناك بالطبع التحدي الأكبر في Resident Evil 3 Remake وهو وحش Nemesis الذي يطاردك طوال اللعبة ويعطلك على الوصول إلى المكان الآمن التالي.
ما أزعجني في الأمر هو أن المطور حاول الترويج للقصة بأنها عبارة عن مطاردة كبيرة تحبس الأنفاس وتحتاج مني إلى إتخاذ القرار بشأن الهروب أو التوقف والمواجهة ولكن هذا ليس صحيحًا على الإطلاق.
جميع المطاردات مكتوبة ولا يوجد أي طريقة للتفاعل مع عناصر البيئة المحيطة لمحاولة تعطيله أو طرق مختلفة يمكن استخدامها لتضليله أو أي من هذه الأشياء.
يقضي اللاعب كذلك أكثر من نصف وقت اللاعب مع شخصية Carlos وحسب القصة فإن Nemesis مسؤول عن قتل شخصية Jill فقط وهذا يعني أنني أقضي نصف وقت اللعبة فقط معه ولا أعيش في هذا الخطر المحدق طوال فترة اللعبة.
في الحقيقة أنا لا أقضى مع أي شخص في اللعبة الوقت الكافي الذي يجعلني أهتم به أو أحزن عليه أو أشعر نحوه بأي شيء وأعرف أن القصة الأصلية كانت كذلك لكن أعتقد أن المطور كان بإمكانه تعديل أوقات ظهور الشخصيات وعدم الالتزام بالنص الأصلي للعبة خصوصًا وأنه قام بإزالة بعض الأشياء من المحتوى الأصلي مثل إمكانية عمل الخيارات أثناء القصة.
الموسيقى غير متماشية مع أحداث Resident Evil 3 Remake
أريد أن أتحدث كذلك عن الموسيقى وكيف كان مستواها طوال فترة اللعب. المؤثرات الصوتية تعمل بشكل ممتاز في إضافة الواقعية إلى اللعبة وخصوصًا أنك تحمل ترسانة من الأسلحة والمتفجرات وغيرها من الأشياء التي تصدر أصواتًا عالية ويمكن قول الشيء نفسه عن وحوش الزومبي والتي تستطيع سماع خطوات كل منها حولك وبالطبع سماع صوت Nemesis وهو يسير ورائك بخطوات ثقيلة ويرمي قبضته الثقيلة في الهواء ليسحقك.
هناك العديد من إعدادات الصوت المختلفة حسب نظام الصوت الذي تستعمله ولكن للأسف وجدت الموسيقى التصويرية في اللعبة باهتة وغير متماشية على الإطلاق مع رتم القصة.
مقارنة بالعنوان السابق من السلسلة لم أجد أي مرتفعات أو منخفضات حقيقية في الأصوات مع أي لحظة مخيفة أو أي معركة مرعبة وشعرت أن اللعبة صامتة معظم الوقت بل أنها هادئة وممتعة في بعض الأحيان.
لم أكن أريد أن أصل إلى هذه الدرجة من الامتعاض بصراحة بل كنت أتمنّى أن أشعر بالتوتر أو الاختناق أو الخوف أو الفزع أو مزيج من جميع هذه المشاعر ولكن الموسيقى لا تساعد على الإطلاق وخاصة أثناء المشاهد القصصية المهمة أو اللحظات الفارقة في عقلية الأبطال وقراراتهم.
كنت أتمنّى لو ساعدتني إعادة الانتاج Resident Evil 3 Remake على الارتباط بالمشاهد والقصة من خلال الصوتيات مثلما حدث معي من ناحية الرسوم ولكن للأسف لم ينجح المطور في هذه النقطة.
المقاومة الجماعية غير ممتعة
Resident Evil Resistance هي لعبة إضافية يحصل عليها اللاعبون مع لعبة Resident Evil 3، وهي عبارة عن تجربة بقاء على قيد الحياة متعددة اللاعبين تضع أربعة لاعبين في مواجهة لاعب آخر يقوم بمحاولة تعطيل اللاعبين عن الهروب من مكان احتجازهم. لو كنت مهتمًا بألعاب مثل Dead By Daylight أو Darwin’s Game فستعرف ماذا تتوقع من هذا النظام.
إذا قمت باختيار دور الناجين Survivors فما عليك فعله هو إتمام المهام على الخريطة بالتعاون مع أصدقائك مثل البحث عن أشياء أو محاولة فتح أبواب مغلقة وذلك أثناء مقاومة وحوش الزومبي اللذين يحيطون بك من كل إتجاه.
تستغرق هناك أماكن مخصصة لشراء الأسلحة والمعدّات قبل البدء وقدرات متنوعة مع كل شخصية تعطيها بعض المميزات التي تسهل عملية الهروب مثل إظهار أماكن الأشياء على الخريطة أو تعطيل كاميرات المراقبة التي يستخدمها العقل المدبر الشرير.
اللاعب الذي يختار دور العقل الشرير Mastermind يحاول بدوره تعطيل الناجين عن إتمام مهمتهم وذلك من خلال استخدام الكاميرات المنتشرة في جميع الغرف والتي تعطيه نظرة شاملة على جميع الناجين أينما كانوا.
يستطيع العقل المدبر من خلال البطاقات المعروضة المختلفة وضع الفخاخ أو الأسلحة أو وحوش الزومبي في الأماكن التي يحددها لمفاجأة اللاعبين وتحقيق أكبر ضرر لهم كما يمكن السيطرة على وحوش الزومبي والتحكم فيهم ومهاجمة اللاعبين كما لو كان هو وحش الزومبي نفسه.
عند الانتهاء من أي مباراة يحصل اللاعب على نقاط Research Points تسمح له بشراء صناديق تحتوي على عناصر تجميلية أو معدّات أو إمكانية لزيادة كمية النقاط التي يحصل عليها اللاعب في المباراة الواحدة.
يوجد كذلك مهمات يومية يستطيع اللاعب القيام بها مثل قتل عدد معين من الزومبي او استخدام خاصية معينة مرات عدة ليحصل على نقاط إضافية وهذا يحتاج إلى فتح اللعبة بشكل يومي للقيام بالمهمات الجديدة.
كل هذا يبدو عاديًا ومتعارفًا عليه في ألعاب هذا النوع. شخصيًا لم أرى أن اللعبة قدّمت أشياء جديدة كثيرة أو حققت فكرة المتعة التي تجعلني راغبًا في العودة إليها وتجربتها لساعات مطولة.
هناك عدد بسيط من الخرائط والشخصيات ولا أرى بوضوح كيف ينوي المطور دعم هذه اللعبة وجعلها جذابة على المدى الطويل لكنّها في وضعها الحالي لا يوجد فرق كبير بينها وبين ألعاب الزومبي والبقاء على قيد الحياة المشابهة.
كلمة أخيرة حول Resident Evil 3 Remake
حتّى لا يفهمني القارئ بشكل خاطيء أنا أحب Resident Evil 3 Remake. تحتوي اللعبة على العديد من اللحظات الجميلة والقتالات الممتعة ولكن لا يمكنني التوقف عن التفكير في أن هذه اللعبة كان يُمكنها أن تظهر بشكل أفضل من خلال زيادة طول مدة اللعب أو تحسين الألغاز أو إضافة المزيد من العمق للشخصيات أو معالجة الأصوات أو زيادة الدوافع التي تجعلني راغبًا في إعادة اللعبة.
هناك الكثير والكثير من الأشياء التي يمكن التفكير فيها والفرص التي كان من المتاح للمطور اقتناصها مع هذا الإصدار الجديد والمحسّن ولكن يبدو أنه اختار السير في الطريق الآمن ونقل اللعبة كما هي وللأسف لا أعتقد ورغم جودة الإنتاج أنها تستحق التجربة خصوصًا مع السعر المعروض حاليًا من أجلها وهو 60 دولارًا.
يحاول المطور نوعًا ما تبرير هذا الأمر بتقديم تجربة أونلاين جانبية يحصل عليها اللاعب الذي يقوم بشراء اللعبة الأصلية كلعبة جانبية منفردة وهي Resident Evil Resistance، ولكن بعد التجربة لا أعتقد أنها كافية لجعلي أقتنع بمدة اللعب القصيرة وجودة اللعبة الأصلية في العموم، كما أن كلا النظامين لا يشجعان على إعادة اللعب بالدرجة الموجودة في ألعاب كابكوم الأخرى مثل Devil May Cry V أو Monster Hunter World.
هذا كله لا يعني أن اللعبة سيئة. اللعبة يمكن اعتبارها من أفضل تجارب الآكشن الموجودة في وقتنا الحالي لكنها تجربة قصيرة لا تلبث أن تنتهي سريعًا بدون أن تترك علامة خالدة في ذاكرتك من أي نوع.
لكن إذا كنت محبًا لألعاب البقاء على قيد الحياة والمعتمدة على إدارة الذخيرة والمعدات ودقة التصويب فلا يوجد أفضل من Resident Evil 3 Remake حاليًا على الساحة خصوصًا في جودة الرسوم وأسلوب الحركة المميز.
Review overview
الإيجابيات
- جودة رسوم مبهرة مع الاهتمام بأدق التفاصيل
- تحسينات متنوعة في طريقة الحركة ونظام اللعب
- قابلية للإعادة مع وجود أربعة صعوبات
- نظام أونلاين إضافي يمكن الاستمتاع به مع الأصدقاء وتجربة اللعب بوحوش الزومبي
السلبيات
- قصة اللعبة قصيرة ولا تحتوي على العمق المطلوب في المطاردات أو الشخصيات التي تقدمها
- نظام الأونلاين لا يحتوي على أي متعة أو تجديد مقارنة بألعاب البقاء على قيد الحياة الموجودة حاليًا على الساحة
- موسيقى اللعبة غير متماشية مع الأحداث
الملخص
8تحتوي Resident Evil 3 Remake على العديد من اللحظات الجميلة والقتالات الممتعة ولكن لا يمكنني التوقف عن التفكير في أنها كانت لتظهر بشكل أفضل من خلال زيادة طول مدة اللعب أو تحسين الألغاز أو إضافة المزيد من العمق للشخصيات أو معالجة الأصوات أو زيادة الدوافع التي تجعلني راغبًا في إعادة اللعبة.