يوماً بعد يوم يزداد عدد الأجهزة الذكية الموجودة في منازلنا والتي من المهم لعملها بشكل جيد القدرة على الاتصال بشبكة الانترنت. وبالتأكيد جميعنا لديه اشتراك بخدمة الانترنت بالإضافة لراوتر يتصل بواسطته مع هذه الخدمة.
وإضافةً لازدياد عدد الأجهزة المتصلة مع الشبكة فإن السرعات المستخدمة والمستهلكة لهذه الأجهزة هي أيضاً بازدياد ومعظمها قد تتصل مع بعضها وبذات الوقت ويجب على الراوتر تخدميها جميعاً وبشكل متزامن دون أن يؤثر ذلك على أدائه. ولا يجب أن ننسى أنّه من المفروض أن يغطي هذا الراوتر لاسلكيا مساحة المنزل بكامله لكي نستطيع الاتصال لاسلكيا من أي مكان في المنزل وفي أي وقت.
يوجد في أسواقنا العربية تنوع كبير في أنواع الراوترات والشركات المصنعة لها بالإضافة إلى التنوع في الأسعار ففي حال كانت الميزانية منخفضة نستطيع إيجاد ما يناسبنا وفي حال كانت ميزانيتنا مفتوحة فيجب اختيار ما هو مناسب وما يمكن أن نحتاج ميزاته.
في حال كانت عائلتك مؤلفة من مجموعة أفراد يستهلكون بشكل كبير عرض حزمة الراوتر لتشغيل مقاطع الفيديو ولعب بعض الألعاب الضخمة أونلاين فأنت بحاجة إلى راوتر جديد يمكن أن يغّير من حياتك ويقلل من الخلافات بين الاهل والناتجة عن تفرد أحدهم بعرض الحزمة كاملاً بسبب مشاهدة مقاطع الفيديو والتحميل واللعب معاً.
سنقوم الآن بتوجيهك خلال عملية انتقائك أو اختيارك إلى الراوتر الذي سيقوم بتلبية احتياجاتك اللاسلكية حالياً وفي المستقبل عبر مقالتنا هذه لأفضل معايير انتقاء أجهزة الراوتر على أنّ نقوم أيضاً بإعداد مقالة غداً عن أفضل أجهزة الراوترات لعام 2016.
ذو حزمة مفردة أو مزدوجة (Single or Dual-Band)
لا تصنع جميع الراوترات بشكل متشابه فبعض النماذج تستطيع الاتصال باستخدام حزمة ترددية واحدة بينما تستطيع الراوترات الأخرى استخدام حزمتين منفصلتين.
تعمل الراوترات ذات الحزمة المفردة على الحزمة ذات التردد 2.4 جيجا هرتز وهي بالتالي أقل تكلفة ولكن يجب عليها التعامل مع الأجهزة الأخرى المتواجدة معها في المنزل والتي تستخدم نفس الحزمة الترددية مثل المايكرويف، أجهزة البلوتوث والهواتف اللاسلكية، ونستطيع القول عنها أنّها ممتازة لأغراض مثل تصفح الانترنت والاتصال بمواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
في حال كان لديك جهاز أو جهازين يقومان بتشغيل مقطع فيديو من Netflix مثلاً أو يقومان بالاتصال بلعبة أونلاين فعليكم بالتفكير براوتر يدعم حزمة مزدوجة. حيث تملك هذه الراوترات حزمتين راديويتين: الأولى تتصل بحزمة التردد 2.4 جيجا هرتز والأخرى تتصل بحزمة التردد 5 جيجا هرتز. تكون الحزمة الترددية عند 5 جيجا هرتز غير مزدحمة بالشكل الطبيعي مقارنة مع الحزمة عند التردد 2.4 جيجا هرتز وبالتالي تقدم إنتاجية أعلى وتداخل إشارة أصغري مما يجعلها أفضل لمشاهدة مقاطع الفيديو واللعب على الانترنت. تسمح لك الراوترات ذات الحزمة المزدوجة بتعيين احدى الحزمتين لتطبيقات ومستخدمين محددين وبالتالي تخفيف الحمل على كلا الحزمتين.
ولا يجب أن ننسى الراوترات ذات الحزمة الثلاثية. تمتلك هذه الراوترات ثلاث حزم راديوية واحدة تعمل على التردد 2.4 جيجا هرتز، واثنتين تعملان عند التردد 5 جيجا هرتز. تعتبر هذه النماذج جيدة من أجل الأجهزة المتعددة التي تقوم بتحميل مقاطع الفيديو والتورنت ونقل الملفات وحتى اللعب على الانترنت.
البروتوكولات
تستخدم شبكات الإيثرنت اللاسلكية البروتوكول 802.11 بنسخه المختلفة لإرسال واستقبال البيانات. الأجهزة التي تستخدم النسخ الأقدم من هذا البروتوكول 802.11b و 802.11g محدودة بمعدل نقل يصل إلى 11Mbps و 54Mbps على الترتيب وتعمل فقط عند حزمة التردد 2.4 جيجا هرتز.
لكن بروتوكول الواي فاي الأكثر استخداما هو 802.11n حيث يصل معدل النقل فيه إلى 600Mbps ويعمل على كلا الحزمتين 5 و2.4 جيجا هرتز. كما أنه يستخدم تقنية الـ MIMO التي تعني وجود أكثر من مدخل وأكثر من مخرج حيث تستخدم عدّة هوائيات لإرسال واستقبال أربع تدفقات مكانية مما يرفع من أدائها.
معظم الأجهزة الحديثة اليوم مثل اللابتوب، الهاتف الذكي والأجهزة المتصلة ضمن المنزل تستخدم البروتوكول 802.11n ولذلك فإن أي راوتر يدعم البروتوكول 802.11n يعتبر جيد جداً لمنزل مليء بالأجهزة التي تتشارك الدخول للإنترنت. ولكن في حال كنت تستخدم شبكتك لنقل الملفات ومشاهدة مقاطع فيديو ذات دقة عالية جداً إضافة لوجود العديد من الأجهزة المتصلة على الشبكة فأنت بحاجة لراوتر أكثر قوة يعمل وفق تقنية الواي فاي الأحدث.
إن الأصناف الجديدة من الراوترات اللاسلكية تستخدم نسخة البروتكول الأحدث 802.11ac والذي قدّم عدّة تحسينات عن البروتوكولات التي سبقته ومنها عرض حزمة قناة أكبر (تصل حتى 160 هرتز مقارنة مع 40 هرتز سابقاً)، عدد أكبر من التدفقات المكانية باستخدام تقنية MIMO (حتى 8 دفقات) بالإضافة إلى تشكيل الشعاع وهي تقنية تستخدم لإرسال إشارة الواي فاي مباشرةً إلى المستخدم بدلاً من بثها في جميع الاتجاهات.
كما يقدم بروتوكول 802.11ac تقنية التحميل لعدّة مستخدمين بواسطة MIMO (MU-MIMO technology) المصممة لتأمين عرض حزمة لعدة أجهزة بشكل متزامن بدلاً من الشكل التعاقبي سابقاً. هذا يعني أنه بإمكان أربع مستخدمين الحصول على بياناتهم في نفس الوقت بدلاً من انتظار كلٍ منهم لدوره لاستقبال البيانات من الراوتر. ولكي تعمل تقنية MU-MIMO يجب على كل من الراوتر والجهاز أن يمتلكا دارة MU-MIMO. ولكن علينا التنبيه أيضاً إلى قلّة عدد الراوترات التي تدعم هذه الخاصية بالإضافة لوجود نموذجين من اللابتوبات فقط يدعم ذات التقنية ولكن أسواقنا ستبدأ في المستقبل القريب باستقبال العديد من الأجهزة التي تمتلك هذه التقنية وخلال عام على الأغلب.
سترى الراوترات التي تعمل ببروتوكول 802.11ac تحمل في اسمها رموز مثل AC1200, AC1750, AC3200 وهكذا. رمز AC تدلّ على أنّ الراوتر يدعم بروتكول 802.11ac ولكن الأرقام الأخرى لكل رمز تدلّ على السرعات العظمى لكل حزمة يشغلها الراوتر وهي محددة بمعايير عالمية لكل رمز.
الخصائص
تأتي الراوترات مع العديد من الخصائص المتنوعة وكما هي العادة كلما كانت الخصائص أكثر كلما كان عليك أن تدفع أكثر. ننصحك بالبحث عن راوتر على الأقل يحتوي منافذ إيثرنت 10/100/1000 (جيجا بت) والتي تسمح لك بالاتصال بشكل سلكي في حال أردت وصل حاسوبك المنزلي مثلاً.
أيضا يجب أن يحتوي الراوتر على الأقل على منفذ USB واحد مما يجعل وصل الطابعة أسهل من أجل مشاركتها ضمن الشبكة هي أو غيرها من الأجهزة.
حاول شراء راوتر له هوائيات قابلة للتبديل ففي حال احتجت لتوسيع مدى التغطية اللاسلكية قد تستطيع تحقيق ذلك بهوائي من نوع مختلف ذو ربح أعلى وهذا حل أقل كلفة من شراء وصلة مكررة لتوسيع التغطية.
في حال كنت تريد إدارة الشبكة اللاسلكية عليك التأكد أنّ راوترك يدعم خاصية التحكم الأبوي (Parental controls)، وهناك خيارات التحكم بجودة الخدمة QoS وخاصية guest-network.
- تسمح لك خاصية التحكم الأبوي بتحديد الوصول للشبكة لعدد من المستخدمين خلال فترات محددة من الزمن والأيام وهو مناسب جداً للأهالي الذين يريدون تقييد أطفالهم بأوقات اللعب على الانترنت ودخول مواقع التواصل الاجتماعي.
- خاصية guest-network تسمح لك بتقديم اتصال الواي فاي لضيوفك وذلك دون تعريض شبكتك للخطر. باختصار أنت تقوم بإنشاء شبكة منفصلة لضيوفك باستخدام SSID وكلمة سر مختلفة عن الشبكة الرئيسية. يسمح هذا لضيوفك بالاتصال بالانترنت دون القدرة على الوصول إلى بياناتك على الشبكة، الطابعة أو أي جهاز آخر متصل على الشبكة.
- تستطيع باستخدام جودة الخدمة QoS تحديد أولوية التطبيقات أو المستخدمين في الوصول للشبكة. فمثلا في حال كنت تشاهد مقطع فيديو ويوجد جهاز آخر يقوم باستخدام الطابعة أو تحميل ملفات تستطيع إعطاء الأولوية للجهاز الذي يقوم بمشاهدة مقطع الفيديو من أجل تفادي الانقطاعات أثناء مشاهدته.
الأمن
جميع الراوترات تقدم عدة أشكال من الأمن. فمثلا الراوتر المجهز بـ WPS يسمح لك بإضافة أجهزة متوافقة مع زر الـ WPS. قم بالضغط على هذا الزر ضمن الراوتر ومن ثمّ قم بفتح خاصية WPS المقابلة له في أجهزة المستخدمين وسيضيفهم تلقائياً إلى شبكته. من أجل اتصال أكثر أمناً تستطيع استخدام WPA أو WPA2 والتي تتطلب إدخال كلمة سر الشبكة لكل جهاز. وهناك أيضاً بعض الأجهزة تقدم WPA-Enterprise وهو مستوى أعلى من الأمن مقارنة مع WPA و WPA2 ولكن يتطلب مخدم RADIUS من أجل التأكد من كل مستخدم.
تعمل جميع أجهزة الراوتر والتقنيات اليوم بتوافق مع البورتوكول IPv4 ولكن في النهاية ومع المستقبل البعيد سوف يتم استبداله بالبروتوكول IPv6. لن ندخل بتفاصيل الفرق بينهما ولكن نستطيع القول أن كل منهما عبارة عن عنوان منطقي ولكن IPv6 ذو عنوان أطول ولذلك سوف يستخدم في المستقبل بسبب تضاعف أعداد مستخدمي الانترنت بشكل كبير جداً.
الأسعار:
مثل أي جهاز آخر يعتمد سعر جهاز الراوتر على الأداء والميزات والمعايير التي ذكرناها في الأعلى، فمثلاً راوتر حزمة واحدة يدعم برتكول 802.11n يتراوح سعره بين 25$ و100$ (السعر مختلف من دولة لأخرى). بينما راوتر حزمة مزدوجة نموذج AC1200 (النموذج الذي يدعم برتكول 802.11ac) يقدر سعره بأقل من 130$. وقد يزيد السعر إلى 250$ لراوتر حزمة مزدوجة نموذج AC2400 مع قدرة تدفق MIMO. بينما راوتر حزمة ثلاثية نموذج AC3200 يصل لسعر 300$. ومؤخراً راوترات AC2600 MU-MIMO ضربت السوق بقوّة وبأسعار تفوق 300$ ولكنها ستنخفض تباعاً مع ازدياد الشركات المصنعة.
الخلاصة:
الآن وبعد هذه المراجعة الشيقة أصبح بإمكاننا معرفة دلالات اسم ورمز الراوتر أو على الأقل فهم الخصائص المرافقة للرمز بعد بحثنا عنه في عالم الانترنت، إضافة لفهمنا لكامل مواصفات الراوتر المرافقة له وتقديرنا لسعره بناءً على ذلك.
بالتأكيد هناك معايير أخرى لم يتسنى لنا ذكرها أو التوسع بها كمجال التغطية وسهولة برمجة وضبط وإدارة الراوتر ولكن هذه المقالة ليست سوى مرجع لمراجعتنا القادمة غداً والتي سنذكر بها أفضل أجهزة الراوتر لعام 2016 إضافة لوضع كامل مواصفاتهم وخصائصهم.