مميز

10 ألعاب قد لا تفهمها في المرة الأولى لكنها فعلاً رائعة

ألعاب قد لا تفهمها

ألعاب قد لا تفهمها في المرة الأولى وربما تحتاج لإعادتها مجدداً أو القراءة حولها لكي تفهم حقاً ما تريده .. 

تميل الأفلام المُبهمة وقصص ألعاب الفيديو غير الواضحة إلى وضع الناس في حالة عنيفة من الانقسام، فأنت تخرج منها واحدًا من إثنين: إما مستمتعًا بالانغماس في نطاق تفكير أوسع وصياغة التفسيرات والنظريات استنادًا إلى سياق الكلمات أو القراءة التكميلية خارج اللعبة، أو معترضًا على كل ما يحدث بسبب أن كل شيء يجب أن يكون معروضًا على الشاشة بوضوح وغير قابل للشك والمجادلة.

أيًا كان قصد المخرج أو المطور من وراء ذلك، تتركك بعض الأعمال الإبداعية مع تساؤلات كثيرة، مثل ما هو مقدار الإرباك والغموض المتعمد؟ وهل الإجابات واضحة أمامنا لكننا لم نكلف أنفسنا عناء التفكير، أم أننا في حاجة إلى انتظار أجزاء قادمة أو القراءة في مكان آخر للحصول على إجابات عن جميع تساؤلاتنا؟

بدلاً من قراءة ما بين السطور تدفعك بعض هذه الأعمال لمحاولة كتابة النص بنفسك والبحث عن الإجابات، وغالباً ما يكون هذا الأمر مثيراً للاهتمام كونه يجعل النقاشات بين اللاعبين مثمرة ومفيدة، وفي النهاية هذا هو كل ما نريده.

لذلك جمعنا في هذا المقال 10 ألعاب قد لا تفهمها صنعت هذا الانقسام الممتع داخل مجتمع اللاعبين، ولا زال النقاش حول قصصها الممتعة المليئة بالأفكار والاحتمالات مستمراً إلى اليوم.

تنويه: المقال بتضمن حرق لأحداث الألعاب المذكورة، لذلك قم بمواصلة قراءة الفقرات في حال قمت بلعب اللعبة مسبقاً وعلى مسؤوليتك الخاصة. 

10 ألعاب قد لا تفهمها في المرة الأولى لكنها فعلاً رائعة


لعبة Final Fantasy 7 Remake

المرة الأولى

Final Fantasy 7 Remake تبعت خطوات اللعبة الأصلية كما يجب أن تكون. تم إعادة إنشاء الشخصيات القديمة والمواقع المألوفة ولحظات القصة المهمة بدقة متناهية، مع ملاحظة المجهود الذي ذهب في توسيع وتضخيم بعض الأماكن التي لم نحصل على الفرصة لاستكشافها والتجوال فيها في الماضي، والتعمّق في بعض الحقائق والتفاصيل التي كانت سطحية بخصوص الشخصيات أو الأحداث أو في بعض الحالات صناعة جوانب وقصص وشخصيات جديدة تمامًا من الصفر .. كل شيء بدا مثاليًا حتّى آخر 40 دقيقة من القصة أو ما يقرب ذلك.

تدرك الشخصيات مع اقتراب النهاية أنهم لا يسيرون طبقًا لأحداث القصة الأصلية، وأنهم يستطعيون معرفة مصيرهم المحتوم وما يُفترض أن يحدث أو لا يحدث، كما أنه يتوجب عليهم الاتحاد مع عدو اللعبة المشؤوم Sephiroth من أجل التحرر من هذه اللعنة وصناعة مستقبل جديد من البداية.

ومع ظهور شخصية كان من المفترض أن تكون متوفية مع اقتراب النهاية، وملاحظة بعض الدلائل على تغير الزمن والواقع كما نعرفه في اللعبة، لم يفهم اللاعبون الجدد أي شيء بالطبع، أما بالنسبة للقدامى فهم على نفس القدر من الارتباك تمامًا مثلهم مثل من لم يقم بتجربة اللعبة من قبل.

وبغض النظر عن الإضافات الجديدة، تتركك اللعبة نفسها مع العديد من التساؤلات خاصة لو كنت لاعبًا جديدًا على السلسلة لأول مرة، مثل من هو Sephiroth وماذا يريد؟ وما هي تجربة المعمل Jenova؟ وما هو سر نوبات الصداع التي تأتي لبطلنا Cloud بين الحين والآخر؟ ماذا حدث لـ Tifa في الماضي ليجعلها تصرخ بهذا الشكل؟ ومن هو Red XIII؟ ولماذا بدا أن Aerith تعرف كل شيء عن الزمان والمكان؟ والأهم من كل ذلك ما هي حقيقة الأشباح التي تهمس طوال الوقت وتعبث بجميع أحداث اللعبة كما تريد .. بالإضافة إلى مليون استفسار إضافي لم نتطرق إليهم بعد.

تم صنع لعبة Final Fantasy 7 Remake كاحتفال بالعنوان الأصلي … ولكن مع وجود هذه الكمية من الانحرافات والتغييرات في قصتها الأساسية، ومحاولات مضنية بائسة من المعجبين لفهم ما يحدث، يبدو أننا سنظل مرتبكين لفترة طويلة من الزمن حتّى يتم إصدار باقي أجزاء السلسلة.

لعبة Death Stranding

ألعاب قد لا تفهمها

إن قمت بتجربة اللعبة بالفعل ولا تزال لديك بعض الأسئلة حولها، فننصحك بقراءة مقالنا السابق: شرح نهاية Death Stranding الذي قدمنا فيه العديد من الأفكار الغريبة والمشكلات المتعلقة بنهاية اللعبة.

لكن الغموض في اللعبة لا يتوقف عند حد النهاية فقط، بل يبدو أن كافة جوانب اللعبة عازمة على جعلك تحيد عن الطريق السليم عندما يتعلّق الأمر بمحاولة ربط النقاط وفهم قصة اللعبة.

السماء تمطر وقتًا بشكل عشوائي، ويبكي الناس عندما تمطر، ثم ينفجرون بعدما يموتون، ولكن هذا الكلام لا ينطبق على Troy Baker الذي يمتلك قوى البرق وخواص ذهنية من خارج هذا العالم، وبطل اللعبة Norman Reedus الذي لا يمكنه الموت، كما أنه يترك حفرة كبيرة في الأرض بعد أن بدا أنه قد مات، وفي كل مرة يموت فيها يسبح اللاعب داخل حلقه ليجد نفسه مستيقظًا في بحيرة كبيرة من الجثث السوداء ذات الأشكال المرعبة.

كل شيء واضح بلا شك، أليس هذا صحيحًا؟

العمل الختامي لا يقل في مستوى الغموض عن باقي اللعبة فهو عبارة عن فوضى كاملة يتم فيها الكشف عن العديد من الحقائق وأسرار الشخصيات بترتيب خارج السياق الزمني، ووجدنا أشخاصاً يعودون من الموت، وعوالم تنفجر، وشواطئ قابعة بين الحياة الموت، بالإضافة إلى مشهد مؤثر يوضح لنا أننا لم نكن نعرف الشخصية الكاملة للبطل Sam Porter Bridges على حق حتّى آخر دقيقة في اللعبة.

وللأسف حتّى بعد الوصول إلى هذه النقطة لن تفهم كل شيء وسيتوجب عليك إعادة اللعبة بالمعلومات التي حصلت عليها مع جمع سجلات النصوص والتسجيلات الاختيارية والقيام بجميع المهام الجانبية الموجودة في اللعبة لتستطيع فعلًا فهم النهاية، وأيضًا الحصول على إجابات على العديد من الأسئلة التي قد تروادك بخصوص العالم والسكان الذين يعيشون فيه.

مبتكر اللعبة هيديو كوجيما نفسه أقر أن لعبته ستثير الانقسام بين اللاعبين، كما توقع حصولها على ردود فعل إيجابية وسلبية بسبب تصميمها الفريد، قائلاً “هذا ما يحدث عندما تحاول القيام بشيء جديد”.

لعبة Shadow Of The Colossus

Shadow of the Colossus

جزء مما يجعل هذه اللعبة فريدة من نوعها هو تصميمها البسيط نسبيًا. أنت تستكشف العالم الشاسع الرائع بحثًا عن 16 حيوانًا فريدًا ورهيبًا، مجموعة من عمالقة حجمها يكبر حجمك آلاف المرات، طيور ذات أحجام هائلة تحاربها فوق السحب، وثعابين أسطورية ضخمة تحاربها تحت الماء.

على الرغم من أنّه لا يتم شرح قصة اللعبة أو دوافعك الشخصية لهزيمة هذه الوحوش، إلّا أنّ مكانك في هذا العالم واضح من المشاهد الصامتة المعروضة: يجب أن تقتلهم جميعًا من أجل إعادة الحياة إلى امرأة من الواضح أنها مهمة بالنسبة لك، لكن على الرغم من أن هذه المقدمة بسيطة، إلا أنك لن تتخيل أنك ربما ستقضي أفضل ثماني ساعات في حياتك في هذه المهمة التي لا تريدك اللعبة أن تشعر أنها مهمة نبيلة لسبب ما.

يشتهر المخرج الإبداعي Fumito Ueda بإحساس الوحدة الذي تقدمه ألعابه. الأماكن المعزولة، والأبطال هم من البشر الضعفاء بشكل مأساوي، والألوان الباهتة وغياب القوة الموجودة في أغلب ألعاب الفيديو.

في المقابل توسع اللعبة مساحة من عقلك لتفكر، وتضيع، وتحزن بدلًا من إغراق حواسك بالألوان والأصوات. إنّها تخاطبك من الداخل على خلاف ألعاب الفيديو الأخرى.

تركز لعبة Shadow Of The Colossus على ناحية غير عادية ومشاعر هادئة. هذا هو ما جعل اللعبة تجربة لا تشيخ أبدًا ولا تُنسي بمرور الوقت، ليس فقط بسبب ضخامة الوحوش وجمال الأطلال المختلفة في عالم اللعبة، ولكن أيضًا بسبب الموضوعات النفسية المتعلقة بالمهمة المطلوبة منك كبطل اللعبة، الموت، الإيمان، الشوق، والأنانية المدمرة التي خلقت من حزنك الدفين، والتي لن تستطيع فهمها بسهولة إلا عن طريق اقترابك من النهاية شيئًا فشيئًا بصورة تدريجية واكتشاف المعنى الحقيقي لكل ما يحدث في اللعبة.

لعبة Control

المرة الأولى

مطوّر اللعبة معجب كبير بفكرة البحث عن المجهول، أن يتواصل العقل البشري مع شيء يفوق الفهم والتصوّر. يلازمك الشعور بالرهبة، لكن في نفس الوقت تجد نفسك متحمسًا ومهتمًا لمعرفة المزيد عمّا تشاهده.

فكرة البحث عن الدلائل والأسرار في مكان مغلق في حد ذاتها اتجاه رائع ومثير لأنه لا يمكنك أن تتخيل ماذا يمكن أن تجد في هذه المساحة الصغيرة، على عكس ألعاب العالم المفتوح التي تعرف بشكل مؤكد أنك ما تبحث عنه موجود في مكان ما أو مع شخص ما على الخريطة.

الموضوع ليس مرعبًا لأنك تمتلك القوة الكافية لردع الأخطار مهما كانت، لكنه مثير في فكرة أنك لا تعرف ماذا يمكن أن تجد أمامك.

الكلمات والمشاهد التي يمكنها أن تتسلل إلى قلبك وتجعلك ترى أشياءًا تحفز عقلك، أو ربما ترى نفسك الحقيقية التي لا تريد رؤيتها.

Control لعبة غير متوقّعة إلى هذه الدرجة، وعندما تقترب من النهاية، ستشهد تغييرات كبيرة في شكل اللعبة وطريقة العرض وحتّى المؤثرات الصوتية المُستعملة في اللعبة.

هناك أنواع مختلفة من الأوراق والتسجيلات والملّفات التي تشرح جميع تفاصيل العالم والشخصيات والكائنات وحتّى تأثيرات ظاهرة الحفيف على باقي دول العالم.

ورغم أن هذه الأشياء تجعلك تشعر أن هناك عالمًا مترابطًا ومتشعبًا يتم بناءه داخل اللعبة، إلا أن هناك العديد من الأشياء الأخرى التي تجعلك تفكر وتبتكر النظريات رغمًا عنك.

دائمًا ما تجد اللعبة تتركك مع المزيد من الأسئلة قبل أن تعطيك الإجابات التي تنشدها، وحتّى الحزمة الإضافية للعبة The Foundation تسير على نفس المنوال، مما يقودنا إلى الثابت الوحيد، وهو الحاجة إلى إعادة اللعب مرة أخرى من أجل فهم ما تريد اللعبة أن تقوله بشكل كامل، لأنه حتّى الآن لا نستطيع بدقة وضع إصبعنا على النهاية أو الهدف الذي تنشده اللعبة أيًا كان.

لعبة Bioshock Infinite

“هناك دائما منارة، وهناك دائما رجل، وهناك دائما مدينة”

كانت هذه هي الكلمات التي نطقتها إليزابيث في الفصل الختامي للعبة Bioshock Infinite، وتم تصميم الجملة عن قصد لصناعة خاتمة مجنونة ذات أبعاد متعددة، ويمكنها أن تؤدي إلى كمية لا حصر لها من الإصدارات المستقبلية لسلسلة Bioshock، هذا إذا كان أي شخص يرغب في تطوير المزيد.

الموضوع بدا عبقريًا من نواح كثيرة، وسمح للمطور Ken Levine بالابتعاد أخيرًا عن قيود السلسلة وترك الحرية للاعبين لكي يستنبط كل منهم أحداث اللعبة بطريقته الخاصة، ولكن عندما يتعلق الأمر بفهم كل شيء يدور في بلدة كولومبيا الطائرة، ربما سيحتاج اللاعب إلى إعادة اللعبة مرة أو إثنين.

هناك التوأمان Lutece، واللذان يبدوان أنهما يعرفان كل شيء عن أسباب وجود البطل Booker في المدينة وهدفه.

الشقوق الطائرة التي تسمح لإليزابيث بسحب العناصر والأسلحة من الأبعاد الزمنية الأخرى، ومخلوق Songbird العملاق الذي يبدو وكأنه التطور التالي للبشرية.

Bioshock Infinite مليئة بالأسئلة المحيرة – والإجابات كلها موجودة بمجرد أن تبدأ في البحث عنها، ولكن العملية فعلًا مرهقة ومتعبة في المرة الأولى بسبب كثرة التسجيلات والكتابات التي تحتاج إلى التقاطها من مختلف أنحاء اللعبة، هذا غير محتوى التسجيلات المُبهم نفسه، والذي قد تسمعه لمرات عديدة ولا تفهم شيئًا على الإطلاق.

سيكون الأمر مدهشًا لو استطاع أي شخص فهم كل شيء عن اللعبة من المرة الأولى، وحتّى لو استطاع ذلك، فسيكون من الرائع أن يشرح اللاعب لماذا عادت والدة البطلة إليزابيث من الموت في شكل شبح لتطاردنا بدون أي سابق إنذار.

لعبة NieR Automata

ألعاب قد لا تفهمها

لعبة فريدة من نوعها يجب أن تتواجد بشكل أو بآخر في جميع قوائم الألعاب بلا استثناء، فهي تجعلك تنظر إلى الحياة بصورة خاصة جدًا من مفهوم خوارزميات التعلّم الآلي والروبوتات التي تبحث عن معنى الحياة في عالم اختفت منه جميع سبل التواصل والمشاعر الإنسانية.

الغرض من العاطفة، والحسابات التي تتجمع لتصنع الإحساس، الحب، الخسارة، الحرب، البقاء، والرغبة في العيش.

Nier Automata هي قصيدة عملاقة عن الوجود وماهيته، وعملية الإفراج عن هذه المشاعر القوية والمقموعة هي ما تحدد فكرة التجربة بأكملها.

القصة مليئة بالأفكار والدروس والمواقف الجميلة، ومع ذلك فمن المستبعد أن تحصل على ما تريده من اللعبة عند الانتهاء منها لأول مرة، لأن الارتباك الذي تصنعه اللعبة مقصود تمامًا من قبل المطور.

ومثال على ذلك هو أنك تحتاج إلى إنهاء اللعبة مرتين قبل أن تبدأ ملامح القصة الرئيسية في الظهور، وأضف لذلك أنه هناك ما يصل إلى 26 نهاية مختلفة تمثل كل شيء يمكن التفكير فيه بدءاً من التخلي عن الشخصيات وتفادي الحروب مع الرؤساء وإلى تفجير نفسك والاستسلام عن الوصول لهدفك.

الأمر كله قد يأخذ منك 20-30 ساعة للانتهاء منه، أو ربما 60 ساعة لو قررت أن تضيع في المهام الجانبية، ولكن لو كنت تلعبها على أمل أن تحصل على أحد أشكال البداية أو النهاية لقصة للعبة، فيجب أن أقول أن الأمر سيبدو قريبًا من المستحيل، خاصة وأن العديد من تفسيرات العالم معتمد على تجربتك لألعاب سابقة، أو قراءة الروايات المُصاحبة للعبة، والتي بالطبع لم تكن تعرف أنها موجودة سوى بعد قراءة هذه الكلمات.

لا تقلق لو لم تفهم اللعبة من المرة الأولى، لأنه لا يوجد أحد على الإطلاق فعل ذلك، أو قادر على فعل ذلك بسبب خطة المطور Yoko Taro الشريرة لإرباك العالم أجمع.

لعبة Metal Gear Solid 4: Guns Of The Patriots

ألعاب قد لا تفهمها

لوحة فنية مستقبلية يتم فيها وضع الجنديات المعدّلات جينيًا تحت السيطرة البيومترية من قبل الشركات لينوبن عنهم في حروب بينما يجلس المسؤولين في منازلهم ويلعبون بهن مثل قطع الشطرنج.

عارضات أزياء جميلات بدأن حياتهن كأيتام حرب، ثم اندمجن مع حيوانات وارتدين بدلات ميكانيكية. قرود ترتدي حفاضات وتشرب الكولا، آلات نانو علاجية قادرة على منع السرطان، شخصيات ماتت قبل عقود تعود إلى الحياة مجددًا، وشخصية جانبية تتزوج من الفتاة البطلة فقط لأنهما وقعا في الحب ظهر اليوم.

الطريقة الوحيدة لفهم كل ما يدور في MGS 4 هي الجلوس حرفيًا مع مفكرة مليئة بالملاحظات من الألعاب السابقة، وصنع الرسم التخطيطي الخاص بك كلما عرفت المزيد عن شخصيات وأحداث القصة، وأي شيء أقل من ذلك سيجعل الأمر يبدو وكأنه مجرد قصة مكتوبة بشكل سيء من أحد المعجبين لجعل السلسلة تختفي إلى الأبد.

لا تتسرع وترمي المفكرة بعد الانتهاء من اللعبة، واحرص على كتابة كل شيء فيها، حيث أنه وبعد أن ظننا أنه قد تمت الإجابة على جميع الأسئلة، حصلنا على Metal Gear Solid V والتي تضيف مزيدًا من التعقيدات إلى السلسلة، مما يجعلنا نتسائل إلى اليوم: هل قدم لنا كوجيما حقًا كل ما نحتاج إلى معرفته بشأن البطل Solid Snake؟ أم أن هناك المزيد من القصص والمغامرات التي لا تزال موجودة في مخيلّته هو فقط؟

لعبة Bloodborne & Dark Souls

ألعاب قد لا تفهمها

من الألعاب التي روجت لفكرة رواية القصص عن طريق الوصف المُرفق مع العناصر المختلفة مثل الأسلحة والدروع وأيضًا التفاصيل الموجودة في الخلفيات والبيئات وأشكال الوحوش والشخصيات.

99% من المحتوى القصصي الموجود في اللعبة لا يمكن معرفته إلا عن طريق الملاحظة الدقيقة للتفاصيل والشخصيات لا تتفوه إلا بكلمات قليلة جدًا ليس لها أي معنى بدلًا من وصف ما يحدث بالفعل.

فقط أكثر المعجبين المهتمين هم من يستطيعون كشف ملابسات القصة وربط التفاصيل ببعضها البعض لصنع أحداث وتفاصيل منطقية تشبه القصة الواضحة المُستخدمة في لعبة Sekiro: Shadows Die Twice، والتي كانت أول لعبة من المطور تتميز بأداء صوتي للبطل ومشاهد قصصية مباشرة.

الألعاب نفسها على درجة عالية من الصعوبة، ولكن يبدو أن اتباع هذا النهج الغريب وغير الاعتيادي في سرد القصة حقق هو الآخر فائدة كبيرة للمطور.

فإلى جانب التغلّب على الصعاب والتحديات المجنونة الموجودة في اللعبة، فهناك شعور خفي داخلك بأن كل خطوة تخطيها هي بمثابة مدخل إلى عالم جديد من القصص والتفاصيل والمفاجآت ولا يوجد شعور أكثر إرضاء من ذلك يمكن أن تعطيه لك لعبة فيديو.

هناك العديد من مستخدمي يوتيوب صنعوا مسيرتهم الوظيفية كاملة بناء على مناقشة المحتوى القصصي المُستخدم في هذا النوع من الألعاب وكشف الأسرار الخفية لهذه العوالم الغريبة والساحرة، والتي جعلت الألعاب تُعتبر التجسيد الحقيقي لجملة زيلدا الافتتاحية “ليس من الآمن أن تذهب بمفردك”، وهذا لا ينطبق على معارك الوحوش وحسب، بل ينطبق على رواية القصص كذلك والتي لن تتمكن من فهمها وحدك مهما حاولت.

لعبة AI: The Somnium Files

ألعاب قد لا تفهمها

اللعبة بالكامل تتمحور حول فكرة عدم فهم أي شيء، لذا تستحق أن تكون في قائمة ألعاب قد لا تفهمها بجدارة.

كل فصل من فصول القصة يتبع نفس الأسلوب حتّى تصل إلى نهاية الفصل لتجد نقطة محورية يمكنها تحديد اتجاه القصة.

العديد من الشخصيات في قصة اللعبة لا تتعاون بالشكل المطلوب مع المحقق بطل اللعبة، ولا يوجد أدلة كافية لوضعهم في قفص الإتهام.

يضطر المحقق إلى استخدام جهاز يُدعى Psync Device ليستطيع دخول عقل أو ذكريات المشتبه بهم والذين لا يرغبون في مشاركة المعلومات معه، ويحاول استخراج الإجابات من عقلهم الباطن.

تعرض اللعبة هذه العملية في شكل أحلام تُدعى Somnium، وهي تتبع نفس أسلوب الغرف المغلقة في ألعاب سابقة للمؤلف، لكنّ الألغاز وطريقة حلّها هذه المرة تبتعد تمامًا عن أسس المنطق، وهذا متوقّع لأنك تسبح في بحر من اللاوعي، وتكتشف أسراراً جديدة قد لا يعرفها الشخص المتهم حتّى عن نفسه.

غرفة Somnium لأحد المتهمين تجدها تشبه مسرح الجريمة الذي وجدنا فيه الضحية، لكن مع إضافة بعض اللمسات الغريبة مثل قفص يغطي المسرح بالكامل، وأبواب مغلقة تقودك إلى أماكن غريبة، ودمية باندا مخيفة تجد رأسها مستمرًا في الالتفاف بشكل تلقائي.

الفكرة أن جميع هذه الأشياء الغريبة مرتبطة ببعضها البعض بشكل أو بآخر، وعليك أن تتفاعل مع هذه الأشياء ثم تلاحظ تأثير ما تفعله على عناصر البيئة المحيطة شيئًا فشيئًا حتّى تصل إلى الحقيقة التي تريدها.

وحتّى بعد أن تدخل على عقول جميع الشخصيات، وتحاول التفاعل مع العوالم الغريبة داخل عقولهم وفهم قوانين اللاوعي (والتي تظل غير منطقية حتّى بعد الانتهاء منها)، تأخذ القضية نفسها مسارًا جنونيًا لا يمكن وصفه، حيث تجد في بعض الأحيان أن جميع من تعرفهم قد ساعدوا في الجريمة، أو أن شخصية ما قد ماتت ولكنها تعيش سالمة في اليوم التالي كأنه لم يحدث شيء رغم أنك رأيت جثتها مُلقاة في الأرض مع طعنات في الخلف.

حل القضية واكتشاف ملابساتها صعب للغاية، وستحتاج إلى إعادة اللعبة ست مرات على الأقل لتستطيع الحصول على كل الإجابات ومعرفة حقيقة الأحلام والعالم وعن ماضيك الذي لا تعرفه.

لعبة Outer Wilds

من اللحظة الأولى التي تدخل فيها اللعبة، أنت لا تعرف من أنت وماذا يمكنك أن تفعل، فقط تجد نفسك في قرية صغيرة مليئة بالسكان الذين يقومون بالعديد من الأنشطة مثل تناول الطعام وعزف الموسيقى ولعب الغميضة، ويمكنك أن تشاركهم في هذه الأمور وتتعلّم المزيد عن عالم اللعبة.

بعد قضاء بعض الوقت في عالم اللعبة، وهي فترة قصيرة لا تتعدى 20 دقيقة، تحصل على سفينتك الفضائية، وتبدأ في الطيران في الفضاء الواسع وتجد أنه يمكنك الذهاب إلى أي كوكب تراه أمامك، لكن للأسف تنتهي اللعبة بانفجار شمسي يدمر كل الكواكب وينهي رحلتك التي قمت بها أو حاولت أن تبدئها، وتكتشف أنه عليك أن تقوم بإعادة الأمور التي قمت بها في مرة اللعب الماضية لكن بشكل أسرع حتّى تتفادى الموت قبل القيام بأي شيء مهم.

عشرون دقيقة ربما تكون وقتًا قصيرًا لكنه سيكفيك داخل عالم اللعبة للقيام بأشياء عديدة، والمثير هنا هو أنه يمكنك الذهاب لأي كوكب بالترتيب الذي تريده، وهذا يعني أنه لا يوجد لاعبين اثنين يمكنهما تجربة نفس اللعبة بنفس خط السير.

قصة اللعبة نفسها متفرّقة والعديد من الدلائل تجدها متروكة في كل مكان وترتيب القصة نفسه يصبح مختلفًا من شخص إلى آخر، لكن يمكنك أن تتأكد أن جميع اللاعبين سوف يلاقون بعضهم البعض في النهاية عند نقطة معيّنة ويحكي كل واحد منهم عن رحلته المختلفة وكيف كان يفكر في الدلائل والأسرار وقتها.

قطع أثرية وآلات ميكانيكية غريبة ورسائل مشفرة، هذا ما يُمكن أن تجده أثناء تجولك، بل أبعد من ذلك يُمكن أن تستمع إلى موسيقى غريبة عندما تشغّل رادار السفينة الفضائية الخاصة بك وتحاول أن تعرف مصدرها ومعناها.

الموضوع يحتاج إلى عقل كبير وتنفيذ رائع لكي تجعل هذا العمل مختلفًا في نظر كل واحد فينا، وتصنع تجربة كاملة يمكنها أن تختلف من شخص إلى آخر.

كل شيء في هذه اللعبة (وأنا أعني هذه الكلمة فعلًا “كل شيء”) له دلالة خاصة وله فائدة في الوصول للنقطة الأخيرة التي تريدها وهى منع الانفجار الشمسي من تدمير العالم.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.