مراجعة الحزمة الإضافية The Division 2: Warlords of New York

تبدأ لعبة The Division 2 عامها الثاني مع أسلوب جديد ومختلف، وهو الابتعاد عن قطرات المحتوى الدورية التي كان يتم تقديمها للاعبين على مدار العام الأول وقامت بإطلاق حزمة توسعة إضافية ضخمة وشاملة من البداية وهي Warlords of New York.

تقدّم التوسعة مواقع جديدة وأسلحة إضافية وتغييرات شاملة في نظام اللعب وطريقة تطوير الشخصية والأسلحة. وكذلك تعود اللعبة باللاعبين إلى حيث بدأت قصة ديفيجن مع أماكن وشخصيات مألوفة سيتذكرها اللاعبون الذين أمضوا بعض الوقت مع الجزء الأول من السلسلة مثل Aaron Keener العميل الخائن الذي يريد هو وأعوانه إطلاق سلاح بيولوجي جديد لمواجهة السم الأخضر الذي بدأ أحداث السلسلة.

هناك بعض الحزم الإضافية التي تنجح في تنشيط ألعاب الأونلاين وزيادة قاعدة اللاعبين بشكل ملحوظ مثلما فعلت إضافة The Taken King مع Destiny 2 وكذلك A Realm Reborn مع Final Fantasy 14.

وبعد قراءة ملاحظات التحديث قبل موعد الإصدار شعرنا أن يوبي سوفت تريد فعلًا عمل تعديلات أكثر شمولية على جبهات مختلفة وأنها تنوي تقديم اللعبة في ثوب جديد لجميع اللاعبين القدامى والجدد.

لكن هل تنجح فعلًا هذه التعديلات والإضافات في أن تجعلنا نرى اللعبة بشكل مختلف؟ وهل يمكن القول أنها كانت ثورية بالدرجة الكافية لجعلنا نتفائل بمستقبل اللعبة في عامها الثاني؟ نجيب على هذه الأسئلة ونشرح بالتفصيل كل التغييرات الجديدة التي طرأت على اللعبة ونناقش حالة اللعبة الموجودة بين أيدينا حاليًا في عام 2020.

The Division 2: Warlords of New York متوفرة الآن على منصّات PS4, Xbox One, PC بسعر 30 دولارًا.

The Division 2: Warlords of New York ..

خطوة جيدة للأمام، وقلق بشأن مستقبل اللعبة

ترفع إضافة Warlords of New York الحد الأقصى لمستوى اللاعب الأساسي من 30 إلى 40، وتنقله إلى مكان جديد ومألوف وهي نسخة افتراضية من مدينة نيويورك. يبدو حجم المدينة مقاربًا لنصف حجم خريطة ديفيجن 2 ولكن لم يعد يغطيها الثلوج مثل الجزء الأول مما ساعدنا في ملاحظة السحر الخاص والتفاصيل الخاصة بكل منطقة في التوسعة.

هذه النقطة كانت محض تقديرنا في اللعبة الأصلية ولا تزال موجودة في التوسعة كذلك وهي تصميم البيئة المحيطة باللاعب من مشاريع هندسية وأنقاض مباني وأراضي مستنقعات وغيرها من التفاصيل التي تجعلك تشعر فعلًا بأنك تلعب في مدينة تحت التهديد وأن هناك إعصارًا هائلًا قد ضرب المدينة بأكملها كما تقول قصة اللعبة.

يقوم اللاعب في هذه المدينة بتنفيذ الأنواع المعتادة من المهمات مثيل السيطرة على النقاط المُشار إليها في الخريطة والبحث عن صناديق التطوير وإنقاذ السكان الذين يتم إعدامهم وتحرير المباني التي تم الاستيلاء عليها وغيرها من الأمور، ولكن الأهم من كل ذلك هو أن اللاعب يتوجب عليه السعي في البحث عن الجندي المتمرد أرون كينر وأعوانه الزعماء الأربعة الذين يساعدونه في تنفيذ خطته بطرق مختلفة.

إذا كنت قد قمت بتجربة أحد ألعاب يوبي سوفت الأخيرة مثل Farcry: New Dawn أو Ghost Recon Breakpoint فيمكنك معرفة طريقة سير الأمور هنا.

تتيح لك اللعبة حرية اختيار الزعيم الذي تريد اصطياده بالترتيب المناسب لك والانتهاء من المهمات البحثية التي تقود إليه حتى تصل إلى معركة حاسمة ضارية مع هذا الزعيم والتي تُعتبر من أفضل المعارك الموجودة في سلسلة ديفيجن بشكل عام.

تحاول اللعبة تقديم نوع جديد من الأفكار من خلال جعلك تبحث عن الزعيم عبر القيام ببعض مهمات التحقيق قبل معرفة مكانه ولكن التنفيذ نفسه لا يختلف عن نظام اللعب المعتاد وفي النهاية ستجد مكانه موضحًا على الخريطة بعد الانتهاء من المهمة البحثية، كما أن الفكرة نفسها لا تستمر لفترة طويلة من الوقت وبعد الانتهاء من الأربعة زعماء الموجودين على الخريطة لن يتكرر هذا الأسلوب مجددًا في باقي مهمات اللعبة.

الذي يستحق الاحترام فعلًا هو طريقة تصميم المعركة والتي تعطي كل واحد من الزعماء قدرة خاصة تتيح له السيطرة على حلبة المعركة بالكامل مثل الزعيم الذي يمتلك قدرة الفخاخ الكهربائية، عند الوصول إليه ستجد حلبة المعركة مغطاة بالمياة وهذا يعطيه أفضلية إضافية لإيقافك في مكانك أينما يريد، أو هناك زعيم يعرف كيف يصنع نسخًا من نفسه ويقوم بنشرها في أماكن مختلفة من الملعب ليقوم بجذب انتباهك وتعطيلك.

الذي أحببته أيضًا في هذه المعارك أنك تستطيع الحصول على قدرات هؤلاء الزعماء بعد هزيمتهم وهم في الحقيقة أربعة أدوات جديدة فقط ولكنّها أدوات تعكس القدرات التي كان يستخدمها هؤلاء الأعداء ضدّك مثل استخدام الفخاخ وجذب الانتباه والمسدسات المتفجرة وغيرها. هي أشياء ليست مؤثرة تمامًا على نظام الأسلحة العام في اللعبة ولكنّها تضيف بعضًا من المتعة إلى نظام القتال الأساسي.

ما كنت أتمنّاه هو أن يتم تصميم الزعماء الموجودين في اللعبة الأصلية أو الزعماء الجانبيين في الإضافة على هذا الأساس وأن يكون هناك قدرة خارقة يمتلكونها أو مكافأة حقيقية يتم منحها لي بعد الانتهاء منهم بدلًا من فتح القدرات باستخدام النقاط بصورة عادية تجعلني اتناسي كيف حصلت على هذه النقاط أو القدرات في الأصل. يمكنني وضع مهمات اللعبة كلّها في جانب وهذه المهمات الأربعة في جانب بسبب فرق المستوى الواضح للغاية في كلا منهما والحوافز التي تجعلني أهتم فعلًا بإتمام هذه المهمات.

بجانب الزعماء الرئيسيين هناك أنواع متعددة من الأعداء الجدد مع تحسينات في الذكاء الاصطناعي والأسلحة ووجدت أفكارًا جيدة بالفعل في طريقة تصميم الأعداء على عكس اللعبة الأصلية حيث أن هناك بعض الأعداء المدرّعين الذين يحتاجون إلى التصويب عليهم في أماكن معيّنة للتخلص من دروعهم أو أسلحتهم وهناك كذلك نوعية عدوانية من الأعداء التي تحاول الهجوم عليك بدلًا من انتظار تلّقي الرصاصات بدون أي حراك.

العيب الوحيد أن هناك نوعيات معيّنة من الأعداء يتم استخدامها بكثرة وبصورة مستفزة في بعض الأحيان وشعرت أن مصمم المهمات لا يريد أن يتعب نفسه كثيرًا في تصميم أعداء مناسبين لكل مكان مثلما هو الحال في تصميم الأماكن نفسها وهذا جعل الأمور مملة بعد فترة قصيرة وأزال شعور الانبهار الذي لازمني مع بدء تجربة حزمة Warlords of New York الإضافية.

جميع الإضافات من أعداء ومهمات وقدرات هي جيدة ولكنّها لا تعيد اختراع العجلة من البداية كما يقولون. لكن من الجيد أن المطور يعرف ذلك ويعمل على زيادة المحتوى المقدّم للاعب بعد الانتهاء من قصة الحزمة الرئيسية والتي تستغرق من 8-10 ساعات تقريبًا وهذا إذا قام اللاعب بالانتهاء من جميع المهمات الرئيسية والجانبية في الحزمة.

أول نقطة جديدة نلاحظها هو استخدام نظام تطوير غير محدود (SHD Levels) وهذا النظام يمنحك نقاط فائدة يمكنك من خلالها تحسين إحصائيات اللاعب نفسه مثل نقاط الهجوم والدفاع والتقنية إلى ما لا نهاية.

يحصل اللاعب كذلك على تحديات جديدة تُضاف إلى المهمات القديمة، وصعوبة جديدة للمهمات والذكاء الاصطناعي وهي صعوبة Legendary والتي يمكن اعتبارها الشيء التي ستقوم بتطوير نفسك إلى ما لا نهاية من أجله.

من الصعب أن لا نتحدث كذلك عن نظام العتاد 2.0 الجديد والذي يقوم باختصار بتعديل جميع خصائص ومؤشرات قطع الدروع الموجودة في اللعبة ويزيل بعض المؤشرات القديمة ليجعل الواجهة سهلة الفهم والحصول على قطع الأسلحة والدروع يصبح أسهل وأكثر سلاسة بدون الحاجة إلى التفكير في مؤشرات وإحصائيات كثيرة خلال كل مهمة.

مثل باقي النقاط لا يوجد شيء لا يحتوي على مشكلة أو جانب سلبي وهو فكرة Godroll التي تعود مع الحزمة الجديدة Warlords of New York.

هذه الخاصية تتيح لك أن تحصل على الأسلحة مع مؤشرات خارقة ولن تحتاج إلى تحسينها أو استبدالها بعد ذلك. إذا قمنا بإضافة هذه النقطة مع خاصية إعادة المعايرة Re-calibration والتي تتيح لك إزالة القدرات الخاصة من كل سلاح وقطعة درع ووضعها على السلاح الذي تريده فهذا يعني أنك تستطيع صناعة سلاح الخاص بدون أي مجهود أو تفكير.

ما أريد قوله هو لو أن الحصول على الأسلحة القوية بهذه الدرجة من السهولة إذن ما فائدة كون اللعبة Looter Shooter؟ وأعني بهذه الكلمة لعبة تعتمد على الحظ في المقام الأول ومن ثم تحسين جودة الأسلحة وتخصيصها لزيادة قوتها بطرق مختلفة.

فكرة وجود إعادة المعايرة و Godroll تعني أيضًا أنني سأتخلى عن استخدام باقي أنظمة تخصيص الأسلحة الموجودة في اللعبة لأنها لن تكون لها فائدة بعد الآن.

ذكرت استيائي من تكرارية المهمات مبكرًا أثناء حديثي وأنني أريد أن تكافئني اللعبة على كل مهمة أو نشاط أقوم به. ويبدو أن المطور يعرف ذلك واختار معالجة الأمر بالطريقة المستخدمة في جميع ألعاب الأونلاين هذه الأيام وهو الأحداث الموسمية Season Pass، والتي يبدو أنها طريقته في محاولة معالجة المشكلة الأساسية وهي شكل وجودة المهمات نفسها.

مازلت لا أعلم الكثير عن جودة المهمات التي سيتم تقديمها ولكن من الشرح الذي قدمته يوبي سوفت على موقعها يبدو أنها ستكون شبيهة بالمستوى الذي قدمته مهمات Warlords of New York وأن اللاعب سيحصل على مكافأة مُرضية عند الانتهاء من أي موسم كما أنه سيتم مكافأة اللاعبين الذي أمضوا وقتًا أطول مع اللعبة بعكس اللاعبين الذين يقومون بزيارة اللعبة كل فترة والأخرى.

هذه النقطة ستكون نوعًا ما جيدة لو تم تنفيذها بالشكل الصحيح، ولكن ما أزال مرتابًا بخصوص هذا الاتجاه لسبب بسيط جدًا وهو العيوب التقنية.

هذه الحزمة كانت تحتوي على كمية ضخمة من العيوب في كل شيء تقريبًا بدءاً من الأعداء الذين يختفون ويظهرون بعد ربع ساعة من بدء المهمة وحتّى الصوت الذي يختفي تمامًا ويبدأ في العمل بعد الانتهاء من المهمة.

صراحة لم أفتقد الأداء الصوتي كثيرًا لأنه يعاني من نفس المشكلة التي تعاني منها جميع ألعاب يوبي سوفت وهي نبرة الصوت.

عندما أقوم بتشغيل اللعبة باللغة الإنجليزية استمع إلى الصرخات، الحماس، الإندفاع، جنود يستميتون من أجل قناعاتهم الراسخة، أما عندما أقوم بتحويل اللعبة إلى اللغة العربية فأشعر أنني استمع إلى بعض الرجال الذين يجلسون في مطعم يطل على الساحل، وهذه المشكلة يبدو أنها لن تتغير في أي وقت قريب وهي أكثر ما يصدني في العموم عن الاهتمام بأي قصة تحمل دبلجة عربية في ألعاب يوبي سوفت.

للأسف القصة ليست جيدة بما يكفي ورأينا مثلها آلاف المرات في جميع ألعاب الشركة أو الألعاب ذات الطابع الحربي في العموم.

جندي يخرج عن الملّة وينضم إلى جانب الشر ثم لا نراه أو نسمعه يتحدث إلا في أواخر القصة وبالتأكيد لن نتذكره بعد الانتهاء من اللعبة كما هو الحال في Ghost Recon وأيضًا كما هو الحال في ألعاب Far Cry.

كلمة أخيرة

أنا فعلًا لا أعرف ماذا يريد المطور أن يفعل. تارة أراه يحاول تقديم محتوى قصصي حقيقي في حزمة إضافية بدلًا من مهمات تكرارية مختلفة فقط في درجة الصعوبة مع تسجيلات مرمية هنا وهناك وهذا شيء جيد في نظري، إلا أنني لا أعرف إذا كان هذا سيستمر أم لا بسبب تحول اللعبة إلى النظام الموسمي وليس حزم الإضافات الفردية مثل Warlords of New York.

هذا يعني أنه حتّى لو أعجبني المحتوى الموجود في الحزمة فأنا لن أحصل على المزيد منه أو حتّى لو سأحصل عليه فمازلت لا أعرف هل سيكون بنفس جودة الموسم السابق أم لا وأنني سانتظر كثيرًا بين كل موسم والآخر حتّى أحصل على محتوى خقيقي يمكنني التعامل معه.

المواسم الجديدة لن تقدم أماكن جديدة، فقط أعداء جدد في الأماكن القديمة مع درجات صعوبة متفاوتة لكن للأسف وكما ذكرت لم أعد أهتم كثيرًا بالمحتوى القصصي أو حتّى بالحصول على أسلحة جديدة بسبب مشاكل Godroll وإعادة المعايرة وأيضًا بسبب الأداء الصوتي الرتيب الذي لا يتغير مهما حدث والتكرارية في استخدام الأعداء أثناء المهمات.

الاختيار متروك للاعب في النهاية، إذا كان اللاعب محبًا للمحتوى الأصلي الذي كان موجودًا في The Division 2 فحتمًا الإضافة الجديدة Warlords of New York تقديم المزيد من هذه المتعة الأصلية رغم أنها قصيرة بعض الشيء، ولكن إذا كان يبحث عن التجديد والاختلاف في معادلة اللعبة المُعتادة، فهذا الأمر لا يبدو قابلًا للتنفيذ على الأقل في المستقبل القريب.