Bayonetta & Vanquish .. لعبتان كلاسيكيتان تم تطويرهما في الفترة الزمنية الممتدة بين خريف عامي 2009 و2010 من مطور جديد كان قد تم تشكيله مؤخرًا وهو Platinum Games، الاستوديو الذي كان يرأسه إثنين من المخضرمين في صناعة الألعاب في وقتها وهما Hideki Kamiya و Shinji Mikami (مطوري سلاسل ألعاب Devil May Cry و Resident Evil).
لا يمكن أن يأخذ أي لاعب مثل هذا الأمر ببساطة، خصوصًا عندما تجتمع هذه الأسماء العبقرية للعمل على أشياء جديدة ومختلفة عن أي شيء سبق لهما العمل عليه، والأفضل من ذلك أنه كان لديهما شراكة مع SEGA الناشر الذي سمح لهم بالمخاطرة وتطوير ألعاب قد لا تكون مناسبة من وجهة نظر تجارية.
اليوم ها نحن هنا بعد مرور 10 سنوات من الإطلاق الأولّي لكلتا اللعبتين ولا تزال الشركة تعول عليهما لتحقيق بعض النجاحات التجارية من خلال وضعهما في حزمة مشتركة وهي Bayonetta & Vanquish 10th Anniversary Bundle.
تعيد سيجا إطلاق هذه العناوين مع تحديثات جديدة مناسبة لوحدات تحكم الجيل الحالي والتي تجعلها تعمل على دقة 4K مع معدّل إطارات ستين إطارًا في الثانية.
استوديو PlatinumGames وراء العديد من ألعاب الآكشن الحديثة والمشهورة في العصر الحالي مثل Nier: Automata و Astral Chain ولكن مكتبة الألعاب الرائعة الخاصة به تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك.
إذا كنت لا تمانع في العودة وزيارة بعض الكلاسيكيات القديمة بحثًا عن المزيد من المتعة والإثارة، فحتمًا يجدر بك قراءة هذه المراجعة.
Bayonetta & Vanquish 10th Anniversary Bundle متوفرة الآن على منصات Xbox One, PS4, PC (تمت المراجعة على منصة إكس بوكس ون).
Bayonetta & Vanquish ..
الجودة يمكنها أن تصمد أمام اختبار الزمن
Bayonetta & Vanquish تبدوان لعبتان مختلفتان تمامًا عن بعضهما بعض للوهلة الأولى، حيث أن واحدة منهما تحكي عن ساحرة تبحث عن أصلها في عالم خيالي يملؤه الشياطين والملائكة والسحر الأسود، بينما الأخرى عبارة عن قصة خيال علمي عن حرب تدور في عالمنا الحقيقي باستخدام البدلات الميكانيكية والأسلحة الرشاشة الواقعية.
هذا لم يمنع وجود أوجه تشابه كافية بين كلتا اللعبتين بحيث أنك لو كنت من محبي الجو العام الموجود في إحدى اللعبتين فستستمتع على الأرجح بالأخرى.
تتميز كل لعبة بأسلوب قتال سريع يعتمد على هزيمة أكبر كمية من الأعداء باستخدام أسلحة الرماية أو الحركات القتالية الأنيقة مثل Devil May Cry، هذا بالإضافة إلى وجود عوالم واسعة ومثيرة للاهتمام مع معارك رئيسية مشوقة في كلا الامتيازين.
بطلة الرواية في Bayonetta والتي سُميت اللعبة باسمها عبارة عن ساحرة مُسلحة بالبنادق في يديها وقدميها وقادرة على استخدام شعرها الطويل لخلق هجمات سحرية واستدعاء شياطين لمساعدتها من عالم الآخر.
تستيقظ البطلة في بداية اللعبة من سبات طويل استمر لمدة 500 عام بدون أي ذاكرة تتيح لها معرفة من هي وأين هي، ولكن سرعان ما تعلم أنها في مدينة فيجريد الخيالية ذات الطابع الأوروبي، وأنها في الحقيقة جزء من مخطط كبير يمكنه أن يقلب الحياة الطبيعية بين الأرض والجنة والجحيم رأسًا على عقب.
طريقة اللعب في Vanquish مشابهة لبيونيتا، والفرق هو أنه بدلًا من الشعر السحري والشياطين، فإن سام جيديون بطل اللعبة يمتلك بدلة معدنية خارقة ومجموعة من البنادق والأسلحة التي تساعده في قتال الجنود الروس والروبوتات في الفضاء من أجل حماية الولايات المتحدة من خطر المحو الأبدي.
لا تركز اللعبة على القصة بقدر ما هي مهتمة بجعلك تشعر أنك تعيش أحداث فيلم آكشن قديم من الثمانينات مع قتالات سريعة وتفجيرات قوية وأعداء رئيسيين يزدادون في الضخامة كلما تقدّمت في اللعبة.
مطور اللعبة بدا أنه يتحدى نفسه مرارًا وتكرارًا ليجعل كل مستوى في كل لعبة أفضل من الذي قبله، وعلى عكس ألعاب Devil May Cry التي كانت تجبرك على وضع قدميك على الأرض غالبًا معظم الوقت، تزيل بيونيتا هذه القيود لتجد نفسك تقفز وتقاتل الشياطين على قطع المباني المتطايرة والسيارات المسرعة والطائرات، بينما تتحدى Vanquish نفسها في التقديم والإخراج الفني لتجعلك تشعر بضخامة كل مستوى وتمنحك الحرية الكاملة في اختيار الأسلوب التي تريد به القضاء على الأعداء وإتمام المهمات.
تقدم كل لعبة مقدارًا هائلًا من التقنيات والأسلحة التي يمكن استخدامها، بدئًا من البدلة الميكانيكية المُعززة وقاذفات الصواريخ وبنادق الليزر، وحتّى الحركات الراقصة المجنونة والتعويذات الغريبة التي تجعل بيونيتا تتحول إلى العديد من الحيوانات السحرية المختلفة من عالم الجحيم.
الذي يجعل هاتين اللعبتين مميزتان حقًا هو الطريقة التي تعمل بها هذه الأسلحة والتقنيات معًا لخلق تدفق سلس وغير منتهي من الحركات والضربات.
يتيح الضغط على زر التسريع القوي Power Slide في Vanquish لبدلة سام بالتزحلق في إي إتجاه يريده اللاعب مع الحفاظ على إمكانية ضرب الأعداء أثناء التزحلق وهو أمر رائع وممتع للغاية ولا يزال يبدو ممتعًا في كل مرة تقوم به حتّى اليوم.
بيونيتا الفتاة الجميلة والشجاعة تواجه أعدائها وجهًا لوجه بدلًا من ارتداء الدروع لحمايتها، وفي الحقيقة هي لا ترتدي أي شيء على الإطلاق وزيها الرسمي هو شعرها الطويل الذي يغطي جسدها بالكامل، ولكن لنتجاهل الميول الغريبة للمطور ونركز على أسلوب القتال الذي يعتمد على ضرب الأعداء باللكمات والركلات والمسدسات والمزج بين جميع هذه الأشياء لخلق مجموعة لا نهائية من الحركات مع إمكانية الانتباه للضربات والإفلات منها باستخدام زر الإفلات وردود الفعل السريعة.
طريقة إفلات الشخصيات في ألعاب المطور مميزة للغاية وهي من أكثر الحركات التي أحب استخدامها في ألعاب الآكشن خاصته بشكل عام، لكن الإفلات في هاتين اللعبتين خصيصًا له مزايا أخرى مثيرة للإدمان.
عندما تفلت بيونيتا من الضربات في الوقت المناسب أو في اللحظة الأخيرة تحديدًا تستطيع تفعيل خاصية Witch Time والتي تسمح لها بخفض سرعة الوقت من حولها لفترة قصيرة من الزمن، أما بالنسبة لسام فبدلته تتيح له أيضًا الدخول في نظام AR Mode وخفض سرعة الوقت متى أراد ذلك أو عندما تنخفض نقاط حياته إلى مستوى معين، وفي كلتا الحالتين سيمنحك هذا الوقت الكافي لمنح الخصم مقدارًا كبيرًا من الضرر.
Bayonetta & Vanquish من نوعيات ألعاب الآكشن السريعة أو ألعاب الآركيد.. بمعنى أنها تتبع نظام المهمات وإحراز أكبر كمية من النقاط تمامًا مثل ألعاب Devil May Cry، لكن للأسف يعني ذلك أيضًا أن هذه الألعاب مدة لعبها قصيرة وتستغرق 12 ساعة تقريبًا للانتهاء منها في Bayonetta، أما بالنسبة للعبة Vanquish فيستغرق الانتهاء منها نصف هذا الوقت، وقد كان هذا سلبيًا في الماضي لكن وجود اللعبتين في نفس الحزمة ساعد في جعلي أتغاضى عن مدة اللعب القصيرة لأي منهما وخاصة أن سعر الحزمة الآن 40 دولارًا فقط.
هذا لا يعني كذلك أنهما مجرد لعبتين مصممتين لقضاء وقت ممتع بدون أي قيمة فعلية. رغم أن بيونيتا تركز في العديد من الأوقات على جاذبية البطلة الجنسية والعرى الجزئي، فإنها لا تقدّم أي مشاهد خادشة للحياء والشخصيات نفسها صُممت لتكون ذات طابع خاص وعصري يسهل الإعجاب به والوقوع في حبه، هذا بالإضافة إلى أن اللعبة تستمد بعض الإلهام من الأساطير الاسكندنافية والمخطوطات الدينية وتحديدًا مسرحية الكوميديا الآلهية للشاعر الإيطالي دانتي أليغيري.
أمضى الفنانون أكثر من عام تقريبًا في تصميم شخصية بيونيتا، وأثبت الزمن أن هذا المجهود كان يستحق. تقدّم اللعبة بيونيتا على أنها شخصية تمتلك مقدارًا كبيرًا من الجاذبة الأنثوية بالإضافة إلى أنها راقية في التعامل مثل السيدات الأوروبيات في الثمانينات ولكن تخفي بداخلها حزنًا دفينًا والعديد من الأسرار التي تجعلك مهتمًا بمعرفة حقيقتها وتفاصيل حياتها وحتى مشاهدة ردود فعلها في المواقف المضحكة والكوميدية والتي يتواجد منها الكثير في جميع مشاهد اللعبة بشكل أو بآخر.
شخصية سام على العكس لا تحمل نفس العمق ولكن يتم عرضها فقط بأنها شخصية عادية تمتلك بوصلة أخلاقية قوية وشعور قوي بالمسؤولية يدفعه لإتمام مهمته والإهتمام بأعضاء فريقه أثناء المهمات، وربما يعود هذا إلى مصدر الإلهام الأصلي لعالم اللعبة وشكل البطل والأعداء وهو مسلسل الأنمي القديم Casshan، والذي كان يحكي عن الروبوت البطل الذي يشبه بطل Vanquish ويقوم بقتال الروبوتات المعادية من أجل إنقاذ الأرض.
لكن لو سألتني فيمكنني القول أن المطور استخدم مصدر الإلهام الأصلي بطريقة رائعة واستطاع الإضافة عليه لصنع عالم جديد ومختلف وواقعي يمكنني وضعه على قائمة ألعاب الشوتر الإبداعية التي يمكن الاستمتاع بها حتّى في عالم 2020.
استطاع المطور كذلك أن يقدّم بعضًا من أروع المشاهد السينمائية القصصية التي تصور ضراوة المعارك في تاريخ ألعاب الشوتر والتي تم تحسينها بشكل جذري مع دقة 4K التي يقدمها إصدار اللعبة الجديد.
على الجانب الآخر لم أشعر باي اختلاف في جودة الرسوم من نسخة بيونيتا الحديثة عن النسخة التي قمت بتجربتها مسبقًا على PS3 أو حتّى Wii U و Nintendo Switch.
وفي الحقيقة عامل الرسوم ليس الأساس الحقيقي الذي تعتمد عليه لعبة مثل بيونيتا لتقوم بسحر اللاعب وإنما تقوم بذلك من خلال موسيقى الجاز والطابع السوداوي الذي يشبه أفلام الدراما والجريمة الهوليودية القديمة، والتي كانت تركز مثلما تركز بيونيتا على التصرفات المفعمة بالتهكم والتشاؤم والدوافع الجنسية.
كلمة أخيرة
Bayonetta وضعت حجر الأساس لسلسلة ناجحة من الألعاب وتم إنتاج الجزء الثاني ويتم العمل حاليًا على الجزء الثالث من السلسلة، أما بالنسبة للعبة Vanquish فليس لها نصيب في الحصول على نفس المعاملة التي حصلت عليها بيونيتا، ولكن مجرد التفكير في رؤية المزيد من سام جيديون وعالمه المثير بعد العودة إلى Vanquish مرة أخرى هي فكرة مثيرة إلى حد ما وأتمنّى أن نرى المزيد من الحب لهذه اللعبة في المستقبل.
إذا لم تقم بتجربة لعبتي Bayonetta & Vanquish أو واحدة منهما من قبل، فليس هناك فرصة لتجربتهما أفضل من الآن.
كل واحدة من اللعبتين تقدم تجربة مختلفة تمامًا وتأخذ قتالات ألعاب الآكشن إلى مستوى آخر تمامًا من المتعة وتستطيع إثبات نفسها بين ألعاب الجيل الحالي على الرغم من إطلاق الألعاب قبل عشر سنوات.
القصص مثيرة للإهتمام، والموسيقى رائعة، والقتالات السريعة والمعارك الضخمة لا حصر لها. وعلى الرغم من أن اللعبتين لا تحتويان على أي إضافات جديدة بخلاف تحديثات 4K و 60 FPS، فإن هناك محتوى كاف ومُرضي ليجعلك مهتمًا بهما وتتذكرهما حتّى بعد الانتهاء من أي منهما.
Review overview
الإيجابيات
- دعم كلتا اللعبتين لدقة 4K ومعدل إطارات 60FPS على الأجهزة الحديثة
- مجموعة كبيرة من الحركات والضربات تخلق تدفق سلس وممتع للمعركة
- سعر الألعاب ممتاز مقارنة بإصداراتها السابقة على المنصات المختلفة
السلبيات
- لا يوجد أي محتوى جديد بخلاف دعم اللعبة لمنصات الجيل الحديث
- مدة اللعب في Vanquish قصيرة مقارنة بلعبة Bayonetta
الملخص
8.5Bayonetta & Vanquish لعبتي آكشن مختلفتين من الماضي السحيق ولكن كل منهما تمتلك العديد من الميزات الكافية ليجعلها تستحق مكانها على منصات الجيل الحالي بين ألعاب 2020. قد لا تكون الحزمة مناسبة للاعبين القدامى الذين يبحثون عن إضافات جديدة ولكن المحتوى المقدم يستحق التجربة من مجتمع اللاعبين الجدد خصوصًا مع وجود دعم دقة 4K ومعدّل إطارات 60FPS.