مراجعات

مراجعة لعبة Journey to the Savage Planet

عندما شاهدت المقاطع الدعائية الخاصة بلعبة Journey to the Savage Planet لأول مرة، توقعت أن تكون اللعبة ذات نمط غير خطي وتمتد على نطاق شاسع يسمح بالحرية والاستكشاف لمئات الساعات مثل No Man Sky أو Subnautica.

لكن في الواقع وعلى الرغم من أنك تجد نفسك في كوكب بعيد غني بالألوان لتدرس أشكال الحياة المحلية هناك، فما صنعته استوديوهات Typhoon Studios في لعبتها الأولى هو شيء آخر مختلف تمامًا وفريد من نوعه.

من منظور رائد الفضاء الأول بطل اللعبة، يتوجب على اللاعب التجول في بيئة أجنبية ضخمة غير معروفة المعالم، وجمع الموارد لصناعة الأدوات المساعدة على تحليل العينات التكيف مع طبيعة الحياة وشكل التضاريس، بالإضافة إلى خوض بعض المعارك مع الكائنات المتوحشة والمتناثرة في عالم اللعبة، كل هذا بينما تجعلني اللعبة أضحك وابتسم بانتظام مع كل خطوة وكل مغامرة جديدة على سطح الكوكب.

يركز المطور على الاستكشاف قبل أي شيء آخر، وكيف يمكن ربط هذه الفكرة بروح الدعابة والمفاجأة وتقديمهما في إطار جديد من خلال استخدام الألوان الساحرة المبهجة والفيديوهات الواقعية المتلفزة والمُستلهمة من أعمال الثمانينات الفنية لتقديم مزيج مبهر من عناصر الخيال والمغامرة المقترنة بأفكار الخيال العلمي.

Journey to the Savage Planet متوفرة الآن على منصات PS4 (تمت التجربة عليها) و Xbox One و PC.

Journey to the Savage Planet …

رحلة جميلة وقصيرة جعلتنا راغبين في المزيد


تقع أحداث اللعبة بالكامل على كوكب واحد بعيد يقع في منطقة مجهولة من الفضاء حيث يجد اللاعب نفسه يلعب دور موظف في شركة Kindred Aerospace المسؤولة عن تطوير سفينة الفضاء الخاصة بك بجانب العديد من الاختراعات الغريبة والمضحكة مثل سائل مقزز صالح للأكل أو نموذج محاكاة لحياة البشر في مراكز التسوق.

تخبرك اللعبة بما يجب أن تفعل من خلال بعض الفيديوهات الكوميدية الدعائية التي تعرض مدير الشركة المتحمس لاستكشاف حياة جديدة على الكواكب الأخرى.

عليك أن تقوم بمسح وفهرسة الحياة النباتية والحيوانية الموجودة في المناطق المختلفة للكوكب AR-Y 26 لتحديد ما إذا كان مناسبًا للسكن البشري أم لا، حتّى يستطيع سكان الأرض الانتقال إليه والهروب من عوامل التغير المناخي التي تدمر الأرض شيئًا فشيئًا.

Journey to the Savage Planet

يمكنك على الفور ملاحظة وجود العديد من الأدوات والمعدات التي يمكن تصنيعها من خلال الطابعة ثلاثية الأبعاد الموجودة على سطح السفينة، والتي يبدو أنك ستقوم بفتحها بالتدريج واستخدامها للوصول إلى كل ركن على سطح الكوكب مثل الخطاطيف وحقائب الطيران، لكن ستكتشف سريعًا أنك تحتاج للحصول على العديد من الموارد وجمع بعض الأشياء المهمة والموجودة في أماكن سرية تحددها لك القصة لتستطيع تصنيع هذه الأدوات.

من هنا يمكن أن نستنتج أن اللعبة ليست لعبة عالم مفتوح بالمعنى الحرفي رغم تشابهها الكبير مع لعبة Farcry والتي عمل عليها المطور من قبل.

الطريق دائمًا محدد أمامك وجميع الطرق الأخرى مغلقة حتّى تحصل على الأداة المطلوبة، لكن هذا لا يعنى أنك لا تمتلك الحرية في اختيار متى تريد إتمام المهمة المرغوبة منك وكيف تريد استعمال الأداة الجديدة متى حصلت عليها.Journey to the Savage Planet

يمكنك أثناء الوصول إلى نقطة المهمة الحالية التجوال في كل منطقة والإهتمام ببعض المهمات الجانبية التي تعرضها اللعبة بأيقونات أرجوانية لتساعدك في استكشاف مناطق وتحديات جديدة أو بمعنى آخر تتيح لك رؤية كل ما تستطيع اللعبة تقديمه.

مناطق ذات ارتفاعات عالية تحتاج إلى ضبط زاوية القفز أو أماكن تحتوي على مجموعات غزيرة من الوحوش والتحديات التي تحتاج إلى استعداد جيد ومسبق.

يأخذنا الحديث هنا إلى الجانب الآخر من اللعبة وهو القتال. هناك مسدس صغير على يمين الشاشة ستحمله معك دائمًا طوال فترة اللعبة ويتيح لك مواجهة الأعداء وتفجيرهم إلى قطع صغيرة، ولكن الأعداء أنفسهم لا يبدؤون في الهجوم عليك إلا إذا كنت قد أزعجتهم بنفسك، بمعنى أنه يمكنك تجاوز أغلب المعارك لو لم تكن تريد البحث عن الإزعاج إلا لو كنت تبحث عن موارد لتطوير معداتك.Boss

في الحقيقة لم أهتم كثيرًا بتطوير المعدات غير الأساسي منها لكي استطيع إتمام القصة مع العلم أن اللعبة تحتوي على ثلاثة أو أربعة وحوش رئيسية فقط.

التركيز الرئيسي ظل أغلب الوقت في الست ساعات التي أمضيتها مع اللعبة على الاستكشاف وحل الألغاز وليس قتالات الوحوش رغم المتعة التي قدمتها لي هذه المعارك في وقتها والتي تطلبت مني سرعة في التحكم ودقة في التصويب على نقاط ضعف كل وحش.

الكوكب AR-Y 26 هو التجربة التي تستحق اللعب من أجلها، ويمكنني أن أرى إهتمام المطور الواضح يظهر في كل منطقة من مناطق المعيشة الحيوية الثلاثة للعبة حتى لا يجعل الأمر مكررًا على اللاعب.

يشجعك المطور على وضع أنفك في كل شق وكل ركن ويجبرك على التحقق والنظر وراء كل حجر وكل شلال لأنه غالبًا سيتم مكافئتك على القيام بذلك من خلال موارد إضافية أو عناصر ترقية نقاط حياة مخبأة في جميع أنحاء الكوكب.Journey to the Savage Planet

هذا كله بالإضافة إلى المكافأة الجمالية أو المرئية التي تحصل عليها بمجرد التجوال في عالم اللعبة الجميل والمبهر.

سواء أكنت تنتقل عبر الكهوف الجليدية الصخرية أو السير عبر الأنهار المحاطة بالورود الحمراء أو القفز بين الجزر العائمة في السماء ستجد نفسك دائمًا منبهرًا بالإخراج الفني ومتحمسًا لما تخبئه اللعبة في المستقبل.

لا أزال أتذكر حتّى الآن اللحظات التقديمية في اللعبة والتي شاهدت فيها اسم اللعبة بحروف كبيرة ويخفي وراءه برجًا عائمًا طويلًا في السماء إن دل على شيء فهو أنني لست المثال الوحيد على وجود حياة ذكية على سطح هذا الكوكب مما جعلني متحمسًا أكثر وأكثر لمعرفة الأسرار التي تخفيها هذه اللعبة.

للأسف لا يمكن قول الشيء نفسه عن نظام اللعب والذي بعد فترة قصيرة من بدء اللعبة تجد نفسك قد فهمت المغزى من وراء اللعبة.

الوصول إلى نقطة القصة التالية واكتشاف عائق جديد يحتاج إلى أداة جديدة ثم الذهاب لجمع الموارد والحصول على هذه الأداة وهكذا. هذه هي دورة حياة اللعبة باختصار ولن تتغير كثيرًا مع مرور الوقت مما جعلني أمل قليلًا في منتصف الرحلة إذا نظرنا إلى اللعبة من الجانب التقني وليس الفني.

ساعدني في التغاضي عن ذلك أن الرحلة لم تكن مثيرة للإهتمام وحسب بل كانت مضحكة في أحيان كثيرة بسبب الذكاء الاصطناعي المزعج للسفينة صاحب صوت الفتاة والمصاحب لك طوال فترة اللعب.

هذا الصوت يقوم بإطلاق التعليقات الساخرة على أي شيء وكل شيء ورغم أنه كان مزعجًا لكنه كان ممتعًا والجمل الكوميدية وجدتها مكتوبة بطريقة جيدة ذكرتني بالكوميديا الموجودة في Borderlands أو Fallout.

نقطة أخرى يمكنها أن تزيل شعورك بالضجر من اللعبة هي اللعب مع صديق. بخلاف الصوت الذي يحدثك طوال فترة اللعبة لم أجد أي موسيقى أفلام رعاة البقر التصويرية جذابة أو مثيرة للإهتمام رغم أنها كانت متماشية مع جو اللعبة الساخر في بعض الأحيان.

هذا جعلني أبحث عن صوت آخر من خلال اللعب مع صديق أو مشاهد آخر يجلس بجانبي أثناء اللعبة وقادني هذا إلى القناعة بأن إضافة خاصية اللعب التعاوني للعبة اختيارًا صائبًا.

وجدت الأمر مسليًا للغاية خاصة وأنني قمت بتجربة اللعبة بالكامل مع أخي وشعرت أن هذه هي الطريقة الصحيحة لكي تعيش تجربة اللعبة.

كلمة أخيرة

بالنظر إلى سعر اللعبة 30$ وهو نصف سعر الألعاب العادية، سيكون من الظالم مقارنتها بالألعاب الكبيرة التي قدمت تجارب ضخمة ومهولة جعلتني أمضي الكثير من الساعات معها، ولكن لم أستطع أن اتجاهل شعوري طوال فترة اللعب بأن اللعبة كان يمكن أن تكون أفضل، وأنني أرغب في الحصول على المزيد مما أراه سواء أكانت تحديات أو قتالات أو ألغاز أو أي نوع من المحتوى الإضافي مهما كان.

اللعبة ليست أكثر من مجرد تجربة، وهي تجربة ممتعة لا تهدف إلى تقديم قصة عميقة أو تحديات صعبة وبلا شك أنك ستنساها بعد فترة قصيرة من الانتهاء منها، ولكن لا استطيع أن اقول أن المطور فشل في تقديم ما يريد أو قام بأي اختيارات خاطئة، بل حصلنا على أفضل ما يمكن تقديمه بالنسبة لعمل الاستوديو الأول، ولا يسعني إلا الانتظار لأرى مشاريعهم في المستقبل.

Review overview

القصة6.5
نظام اللعب6.5
الرسومات8
الصوتيات6.5
الإبداع7.5

الإيجابيات

  • ربط إحساس المغامرة بروح الخيال العلمي والدعابة
  • اتجاه فني جديد ومبدع في تصميم شكل الكوكب
  • إمكانية اللعب مع صديق طوال فترة اللعبة

السلبيات

  • مدة اللعبة قصيرة لا تتجاوز الست ساعات أو العشرة ما إذا قررت الانتهاء من كل شيء فيها
  • الموسيقى التصويرية ليست مثيرة للإهتمام
  • اللعبة تصبح مكررة بعد فترة قصيرة

الملخص

7Journey to the Savage Planet تجربة قصيرة مليئة بالألغاز والتحديات في عالم مليء بالألوان وفريد من نوعه، ولكنها ليست أكثر من مجرد تجربة لقضاء وقت ممتع وليس أكثر. اللعبة كان من الممكن أن تكون أفضل أو أكثر في المحتوى ولكنها ليست سيئة بأي حال من الأحوال وتركتنا متحمسين لأعمال استوديو التطوير القادمة في المستقبل.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.