مراجعة لعبة Ghost Recon Breakpoint

Ghost Recon Wildlands كانت لعبة إطلاق نار واقتناص تكتيكي في عالم مفتوح وضخم، لكنها لم تكن خالية تمامًا من العيوب. اللعبة كانت تحتاج إلى مهام أكثر تنوعًا، ومجموعة أكبر من الأدوات والأسلحة والقدرات الخاصة، وقصة مكتوبة بشكل أفضل، وكنا ننتظر من Ghost Recon Breakpoint أن تضيف بعض هذه الأشياء على الأقل.

فهل استطاعت Ghost Recon Breakpoint إضافة أي جديد لسلسلة ألعاب Ghost Recon؟ هذا ما سنتعرف عليه في مراجعتنا لهذه اللعبة.

Ghost Recon Breakpoint متوفرة الآن على منصّات PS4 (تمت تجربتها), Xbox One, PC.

Ghost Recon Breakpoint ..

أخطاء حيوية في التصميم والإخراج

من الصعب أن نفهم ماذا تريد لعبة Ghost Recon Breakpoint أن تكون. هل هي لعبة بقاء على قيد الحياة مع عناصر تكتيكية؟، أم لعبة تهدف لحصول اللاعبين على بعض المتعة مثل Just Cause أو GTA؟

اللعبة تقع نوعًا ما في المنتصف بين هذين النوعين، حيث أنها تقدّم لك قصة لا تستحق الاهتمام، عالم خالي من الحياة ومليء بالتكرارية والعيوب التقنية، وذكاء اصطناعي لا يمتلك أي مقدار من التفكير، والصعوبة الوحيدة التي يمكن أن تواجهها هي الأرقام فوق رؤوس الأعداء، والتي تحتاج إلى جمع العتاد وتطوير الأسلحة تمامًا مثل لعبة The Division، الشيء الذي يمكنك دفع النقود من أجله وتطوير نفسك بشكل فوري بدون الالتزام بتجربة اللعبة من الأساس.

الشخصيات الرئيسية والجانبية ليس لها وجود

القصة تبدأ في جزيرة أورورا، مكان في منتصف المحيط يتواجد فيه مقر المدينة الاصطناعية التي تطورّها شركة Skell Tech، ويشرف علي تطويرها البليونير Jace Skell.

الجزيرة تعتبر مكان معيشة رئيسي للموظفين الذين يعملون على تطوير معدّات وأسلحة جديدة، ولكن تتحول معيشتهم بعد فترة قصيرة إلى جحيم بسبب وقوعهم تحت سيطرة الأحكام العرفية لفريق جيش الذئاب الذي يقوده الجندي Walker أو الممثل Jon Bernthal من مسلسل The Walking Dead أو ربما يعرفه القاريء من مسلسل The Punisher.

للأسف لا تستعمل اللعبة الممثل بالصورة المطلوبة لأنه لا يظهر إلا في مجموعة بسيطة جدًا من المشاهد القصصية، ورغم أن ظهوره في أي مشهد تقريبًا يبث في اللعبة الحياة ويعطي لمسة فنّية حقيقية تختلف عن باقي شخصيات اللعبة. الماضي الحقيقي لشخصية Walker وأسباب انقلابه على الجزيرة ومحاربته لأصدقائه الجنود القدامى وأنت منهم هو الفكرة الحقيقية التي تدور أحداث اللعبة حولها.

يقود Walker مجموعة من الجنود الذين يُطلق عليهم اسم الذئاب، وهم من المفترض أن يكونوا من النخبة أو الأفضل في مجالهم، لكنك في الحقيقة لا تتعرّف عليهم ولا يوجد أي مقاطع قصصية تصور لنا طريقة عملهم أو الدوافع وراء انضمامهم لشخصية Walker، وحتّى أثناء المهمات يتعاملون معك كأنهم جنود عاديين مثل باقي الأعداء ولا يوجد أي اختلاف في طريقة قتالهم أو معارك رئيسية تستحق العمل من أجلها.

مقر عملياتك الخاصة يقع في مخبأ داخل الجبل ويبدو أنهم يستطيعون الاختباء من جنود Walker وروبوتاته الآلية بدون أي مشاكل رغم أن الروبوتات Drones منتشرة في الجزيرة بالكامل وهناك طائرات وعربات مركونة أمام المخبأ في الهواء الطلق. هذا يُعتبر مثال على مشكلة اللعبة الحقيقية وهي التفاصيل وجودة الكتابة السيئة في أغلب ساعات اللعب.

المشاهد القصصية التي لا تحتوي على أي موسيقى خلفية أو أداء صوتي جيد وحتّى طريقة حركة الشخصيات وكلامها بدت غريبة وذكرتني بأسلوب عرض الشخصيات في لعبة Anthem.

الشخصية الوحيدة التي تستحق قدر متوسط من الاهتمام هي شخصية Walker،و للأسف لا تسنح لك الفرصة لرؤيته والتعامل معه بشكل كاف ومُرضي خلال الثلاثين أو الأربعين ساعة التي ستمضيها مع اللعبة.

على الأقل يوجد ترجمة عربية جيدة لجميع القوائم والحوارات والمتعلّقات الموجودة في اللعبة بلا استثاء. وبصراحة شعرت أن طريقة الترجمة العربية تجعل القصة جادة أكثر بدلًا من الحوارات الإنجليزية التي تحتوي على بعض النكات والجمل الغريب وجودها في عالم مليء بالأخطار والقمع.

تخصصات اللعب المختلفة

تمتلك شخصية اللاعب أربعة تخصصات يمكن الاختيار من بينها وهي Medic, Assault, Panther, Sharpshooter، وهي لا تغيّر في نوع الأسلحة التي تحصل عليها لكن تسمح لك بالحصول على مكافآت مختلفة ودروع خاصة بكل تخصص.

تخصص Medic يمكنه شحن نقاط اللاعبين الآخرين والمساعدة في إحيائهم بعد السقوط باستعمال روبوت Drone، وتخصص Assault يأتي مع قنابل غاز والقدرة على تقليل الضرر الذي يتلقاه اللاعب وشحن النقاط مع كل عدو تقتله.

Stealth من اسمه يساعدك على التخفّي من الأعداء خصوصًا من روبوتات Drones الذين لا يستطيعون رؤيتك على الإطلاق بعد تفعيله، أما Sharp Shooter فيمكن اعتباره نظام Sniper الذي يسمح لك بتسديد طلقات قوية قادرة على كسر دروع الأعداء.

كل تخصص يمتلك تحديات مختلفة تعتمد على قتل عدد معيّن من الأعداء باستخدام سلاح معيّن وهذا يدفعك لتجربة كل تخصص والاعتياد عليه والحصول على مكافآت مقابل ذلك ونقاط خبرة إضافية لفتح باقي القدرات الخاصة الموجودة في خريطة القدرات.

يمكنك الحصول على المزيد من المهمات من خلال الحديث مع شخصيات اللعبة المختلفة أو تجربة الأنشطة العشوائية الموجودة في العالم وهي ليست كثيرة وتصبح مكررة بعد فترة قصيرة من بدء اللعب.

عالم واسع خالي من التفاصيل والأنشطة

جزيرة أورورا كبيرة للغاية ومليئة بالأماكن المختلفة التي تبدو متشابهة كثيرًا عدا وجود بعض جبال الثلج أو البراكين في أماكن محدّدة. يمكنك الذهاب إلى أي مكان تريده من بداية اللعبة إذا مشيت أو قمت بأخذ أي وسيلة مواصلات متوفرّة مثل السيارات والقوارب وطائرات الهليكوبتر.

المهمات جميعها تسير على نفس المنوال: أنت تذهب إلى مكان المهمة الذي يكون في الغالب مجمع مباني أبيض وتقتل جميع الموجودين هناك. عليك أن تستكشف المنطقة أولًا باستعمال روبوت Drone ثم تبدأ في التسلل لقتل الأعداء بصمت أو الحصول على معلومات أو استجواب بعض الأشخاص أو إنقاذ بعض الرهائن. بعد الانتهاء من كل ذلك ترسلك اللعبة إلى مكان آخر مشابه لتقوم بنفس الشيء مجددًا بدون اختلاف.

بعض المهمات تطلب منك القضاء على عدو معيّن أو استجواب قادة المكان لأنهم من يمتلكون أكواد الدخول على الأبواب أو المعلومات المهمة لكن لا يوجد معارك رئيسية بالشكل الذي قد نتوقعه. عليك أيضًا أن تقوم بفتح جميع الصناديق الموجودة في المكان لكي تحصل على عتاد جديد لزيادة رقم Gear Score الخاص بك وتطوير نفسك لمواجهة الأعداء الجدد تمامًا مثل لعبة The Division.

Gear Score يعني وجود رقم على كل قطعة سلاح أو درع مختلفة عن خصائص السلاح نفسها ولن تتمكّن من الوصول إلى مهمات معيّنة لو لم يكن رقم Score كافيًا للمرور حتّى لو كانت خصائص القطع نفسها قوية مما يعني أنه يجب عليك تغيير القطع باستمرار وهذا جعل فكرة الاهتمام بسلاح أو قطعة معيّنة وتطويرها لا فائدة منه، كما أنك يمكنك قتل جميع الأعداء بضربة واحدة في الرأس بغض النظر عن جودة السلاح مما يعني أنه يمكن تجاهل ندرة السلاح ولونه إذا كان سلاحًا عاديًا أو نادرًا.

يمكنك أن تقول هذا جيد لأنه يحفز اللاعبين على تطوير مهارتهم في التصويب لكن للأسف وكما ذكرت اللعبة لا تعرف ماذا تريد أن تكون. هناك أنواع من الروبوتات المعادية يُطلق عليها اسمه Behemoth والتي لا يمكن هزيمتها بطرق الاقتناص العادية ويجب عليك أن تستعمل المتفجرات والرصاص والأسلحة الرشاشة من أجل الانتهاء من نقاط حياتها الكثيرة بشكل غير طبيعي، والتي لا يوجد أي فكرة تكتيكية في القتال معها على الإطلاق.

العناصر الجديدة لا تؤثر كثيرًا في طريقة اللعب

هناك في الحقيقة أساليب تخفي جيدة وأسلوب حركة ممتاز في اللعبة مثل تغطية نفسك بالطين لتجنّب زوايا رؤية الأعداء، لكن أسلوب الحركة ناحية مكان الاختباء الذي كان موجودًا في لعبة ديفيجن ليس موجودًا هنا وهذا كان مزعجًا. التصويب ممتع والأسلحة تقوم بدورها لكن عدم وجود تحدي حقيقي والتكرارية في طريقة الانتهاء من المهمات والذكاء الاصطناعي السيء للأعداء لم يجبرني على التفكير بعمق في أسلوب اللعب وطريقة التخصيص.

هناك فكرة جديدة في اللعبة وهي نقاط الوصول السريع Biouvac أو Fast Travel والتي تتيح لك إدارة جميع متعلقاتك وشراء الأسلحة والدروع وحتّى وسائل التنقل وجعلها تظهر في أي مكان تريده، ولكن كما ذكرت أنت لا تحتاج إلى إدارة المتعلقات كثيرًا لأن هناك وسائل تنقل مجانية تظهر في مقر الجبل كلما ذهبت إليه، وبالطبع تحصل على أسلحة جديدة بشكل دوري ولن تحتاج لصرف نقودك فيها

الذكاء الاصطناعي في ديفيجن 2 كان متوحشًا وينقض عليك في ثوان قليلة لكن هنا الحال ليس متشابهًا وحتي لو قمت بقتل واحد من الأعداء يقومون بالبحث فترة قبل أن ينقضون عليك حتّى لو قتلت أحدًا يقف بجانبهم. اللعبة كذلك تضيف بعض عناصر البقاء على قيد الحياة مثل الحاجة لشرب الماء وشحن النقاط باستعمال الحقن، لكنها لم تؤثر على لعبي إطلاقًا ولم احتاج إلى التركيز معها خلال اللعب.

اللعبة تحتوي على صعوبات متعددة تختلف فقط في كمية الضرر الذي تحصل عليه، ونظام Exploration Mode الذي يزيل تمامًا نقاط الوصول من الخريطة ويجبرك على قراءة الدلائل والكلام الكثير الموجود في المتعلقات التي تجمعها في محاولة لاستنباط نقطة الوصول الجديدة لإتمام مهمة القصة، لكن في الحقيقة لم استخدمه على الإطلاق لأن الفكرة تبدو ممتعة لكن لم أرى حاجة لتضييع المزيد من الوقت في شيء غير ممتع واللعبة لا تكافئك بأي شكل مختلف على استعمالك لذكائك في الوصول لما تريده بدلًا من السير وراء الخريطة.

ماذا بعد الانتهاء من اللعبة؟

بعد الانتهاء من مهمات اللعبة المتكررة يتبقي لك القيام بالمهمات الجانبية المتشابهة Faction Missions والتي تتجدد بشكل دوري كل يوم وتطلب منك القيام بأشياء جديدة تسير على نفس منوال المهمات الأصلية وهي قتل شخص ما أو إنقاذ رهائن. وهناك نظام Raids الذي نتوقع أن يتم إصداره في وقت قريب وهو يعتمد على صد أكبر كمية من الأعداء بالتعاون مع الأصدقاء الآخرين.

المشكلة للأسف، إذا تجاهلنا التكرارية، تكمن في الحالة التقنية للعبة والتي تجعل من إعادة هذه النوعية من المهمات شيئًا مزعجًا، خصوصًا مهمات الدفاع عن أشخاص أو سيارات.

في هذه المهمات لن يهم مقدار التطوير الذي قمت به لأن الرهائن يمكنهم أن يموتوا في أي لحظة أو يمكن للمهمة نفسها أن تنتهي بالفشل بدون أي أسباب واضحة، أو يمكنك أن تعلق أنت نفسك في الأرضية ولن تستطيع الحراك وستشاهد الأعداء يطلقون النار عليك بدون القدرة على الرد.

يوجد كذلك نظام PVP داخل اللعبة ولكن للأسف لا يختلف كثيرًا عن فكرة اللعبة المعتاد غير في أنك تواجه أعداء أكثر ذكاء قليلًا من أعداء الذكاء الاصطناعي الموجودين في طور اللعب الفردي. وفي نظري أجد أنه يجب تجربة جميع الأطوار في اللعب بشكل تعاوني سواء أكانت الطور الفردي أو طور الأونلاين لتحقيق المتعة الأمثل والصورة التي يريد المطور إيصالها للاعبين.

كلمة أخيرة

حقيقة لا أعرف كيف يمكن إصلاح لعبة Ghost Recon Breakpoint. اللعبة تعاني من العديد من المشاكل التقنية وأخطاء في الإخراج تحتاج إلى وقت طويل لحلّها، وعندما رأيت طريقة تقديم اللعبة للمهمات الرئيسية والجانبية والمشاهد القصصية وجدت نفسي غير مترقب لأي تحديثات جديدة تحصل عليها اللعبة في المستقبل.

من الغريب أن أجد اللعبة تستفيد من الجودة والقوة التي وصلت لها باقي سلاسل ألعاب شركة Ubisoft، لكنّها لا تعرف بالظبط ما هي الأشياء التي تميز ألعاب يوبي سوفت عن غيرها من الشركات، وهذا يشكل مقدارًا كبيرًا من اعتراضي لأنني أعرف أن يوبي سوفت تستطيع تقديم محتوى قصصي وتقني أفضل من ذلك بكثير ولنا في ألعاب ديفيجن 2 وأساسنز كريد خير دليل.

لجوء اللعبة لخاصية Microtransactions اختيار خاطئ تمامًا وفكرة أنك تستطيع تجاوز أي شيء في اللعبة من خلال شرائه بنقود حقيقة يدل على أن المحتوى الموجود ليس مهمًا ويمكن تجاوزه عندما تريد ذلك، ولا أعرف لماذا تتجه اللعبة لمثل هذا الأسلوب المرفوض في مجتمع الألعاب، وأتمنّى أن لا يستمر معنا في ألعاب قادمة.

Ghost Recon Breakpoint لا تضيف أي شيء ذو قيمة إلى سلسلة ألعاب Ghost Recon، بل قامت بزرع بعض الأنظمة المختلفة من سلاسل شركة Ubisoft الأخرى مثل لعبة The Division، وكان واضحًا أنه لا يوجد لها مكان داخل هذه اللعبة، كما أنها تضيف بعض الأشياء التي تجعل اللعبة أسوء بكثير من سابقتها Wildlands مثل المشتريات داخل اللعبة Microtransactions.

كل هذا بالطبع لا يعني أن اللعبة لا تقدم بعض الجوانب الممتعة والجيدة خصوصاً عند اللعب مع الأصدقاء، لكنها بالمجمل تبدو وكأنها خطوة للوراء بالنسبة للسلسة.