مراجعة لعبة Conan Unconquered

كونان البربري نشأ في التسعينات كبطل روايات خيالي، ومنذ ذلك الحين تم توظيفه في العديد من الكتب والأفلام والبرامج التليفزيونية وألعاب الفيديو كذلك.

رأينا البطل كونان في العديد من ألعاب الآكشن، وتمثيل الأدوار، واليوم نرّحب به مجددًا في لعبة التخطيط والإستراتيجية Conan Unconquered.

Conan Unconquered لعبة إستراتيجية تدور أحداثها في عالم كونان البربري حيث يجب عليك بناء حصونك وتنظيم جيوش لا تُقهر من أجل البقاء على قيد الحياة وصد هجومات وحوش Hyboria. تقدّم لك اللعبة أمواجًا من الوحوش المتزايدة في الصعوبة والتي تحتاج منك إلى إدارة الموارد والبحث عن تقنيات جديدة لتعزيز دفاعاتك وزيادة نمو الجيش الخاص بك.

اللعبة متوفرّة الآن بسعر ثلاثين دولارًا على أجهزة الحاسب من خلال منصة ألعاب Steam.

Conan Unconquered …
لعبة استراتيجية من الجيل الماضي

الشيء الأول الذي يمكن أن نتكلّم عنه هو إعدادات الرسوم، هناك الكثير من الخيارات المتاحة في قائمة الإعدادات والعديد من أحجام الشاشة المختلفة، وهناك العديد من الأشياء التي يمكنك تعديلها للتحكّم في معدّل الإطارات حسب القدرة التي يتحملّها جهاز الحاسب الخاص بك.

الموسيقى جيدة نوعًا ما والأداء الصوتي ممتاز لكنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية لأن أتذكر أي شيء مما أسمعه في اللعبة، لكنني تمكّنت من سماع المؤثرات الصوتية بوضوح مثل صيحات الجنود وإنذارات الهجوم وتمكّنت من تمييز كل شيء بدقة كبيرة. العديد من المقطوعات الموسيقية كذلك يُعاد استخدامها من لعبة الأونلاين التي تحمل نفس اسم سلسلة كونان.

كما ذكرت فإن اللعبة تتيح لك بناء قلاعك وحصونك الخاصة لتستطيع النجاة من الوحوش التي يمكنها أن تهاجم على مملكتك في أي وقت وبكميات كبيرة. وبصراحة هجومات الوحوش في هذه اللعبة صعبة للغاية ويمكنها أن تدمّرك في لحظة لو لم تكن مستعدًا بصورة كافية قبل كل هجوم.

عليك أن تقوم ببناء المنازل الصغيرة من أجل السكان والجنود، وهذا بدوره يحتاج إلى الحصول على المزيد من الطعام من أجلهم عن طريق بناء الموارد والسيطرة على الأراضي الموجودة حولك. هذا الأمر هام جدًا لأنه يعطيك نقاط Flag تتيح لك تطوير المباني التي قمت بتشييدها بأشكال مختلفة يمكن الوصول إليها من قائمة Technology Tree. يمكننا أن نرى في الصورة جميع المباني المتاحة للاعب وهى كثيرة ولا يمكن الاستفادة منها كلها في نفس مرة اللعب.

عليك أن تقوم بالعديد من الأخطاء ومرات التجربة من أجل أن تتعلم كيفية سير الأمور وأي وحدات الجنود هى الأفضل في كل موقف وهذا سيأخذ منك بعض الوقت. بجانب المباني الإدارية عليك أن تقوم ببناء الحوائط والأبراج وتضع فيهم رماة الأسهم من أجل الدفاع عن مملكتك. تذكّر أن هدفك هو صد هجومات الأعداء فقط ولا يوجد أنظمة أخرى أو طرق أخرى للعب غير ذلك.

الأعداء ليسوا مجرد جحافل من البشر بلا عقل، يحتوي جيش الأعداء على بعض الوحوش الأسطورية الكبيرة مثل العناكب وأحصنة وحيد القرن. وهزيمة هذه الوحوش تعطيك الفرصة للحصول على أموال كثيرة وأسلحة قوية للغاية تجعل من شخصية كونان بطلًا خارقًا لا يهزم. تستمر اللعبة على هذا المنوال مع تقديم وحوش أصعب وأعداد أكثر في كل موجة هجوم جديدة.

اللعبة صعبة وممتعة في فكرة أنك دائمًا تحت تأثير الخطر الذي يحيط بك من كل جانب، لكن هناك بعض الاختيارات الغريبة في التصميم والتي لم أجدها ممتعة بل قامت بتعطيلي كثيرًا عن إدارة بعض الأمور المهمة في المملكة.

أول هذه الأمور هي النيران التي يمكنها أن تحرق قلعتك، عندما تريد أن تقوم بإطفاء هذه النيران عليك أن تقوم بإطفاء كل جزء صغير في الحائط بشكل منفرد وليس الحائط بأكمله، وهذا الأمر يستغرق وقتًا كبيرًا بلا فائدة. النقطة الثانية هي عدم وجود خيارات تقريب أو تغيير الزاوية التي أنظر منها إلى أرض الملعب لأعرف ماذا يحدث، كل شيء يتم في نفس الشاشة وعلى نفس المسافة بدون إمكانية التقريب بأي وسيلة.

أنميشن الحركة ليس جيدًا ويحدث بشكل واحد فقط بدون أي تغييرات، والوحدات دائمًا ما تختار أسوء طريق لتسير فيه ويمكنها أن تتوقف لأي سبب رغم أنك أعطيتها الأوامر بالسير إلى نقطة معيّنة. مستوى الرسوم العام نفسه ليس جيدًا كذلك بالنسبة إلى لعبة استراتيجية تصدر في 2019، على عكس ألعاب أخرى في نفس العام مثل Anno 1800 أو Total War.

الأعداد الكبيرة من الجيوش يمكنها أن تؤثر على معدّل إطارات اللعبة في بعض الأوقات، كما أن اللعبة تحتوي على شخصيتين فقط والشخصية الثالثة التي رأيناها في مقاطع الدعاية مختفية وراء المحتوى الإضافي الذي يجب دفعه، وهذا لم يعجبني على الإطلاق. اللعبة كذلك تعطيك إنذارات كثيرة للغاية وبشكل متكرّر إذا ما قام أحد الأعداء بالهجوم عليك وكنت أتمنّى أن يحدث الإنذار مرة واحدة فقط وليس بصورة متكرّرة.

اللعبة تحتوي على طريقة لعب واحدة وخمس خرائط مختلفة تأخذ منك أربع أو خمس ساعات لفتحها كلها، بعد ذلك لن تجد ما تفعله لكن لحسن الحظ الخرائط يتم خلقها بشكل عشوائي مع كل مرة تدخل فيها اللعبة مما يشجّع على إعادتها، لكن وجود نفس أسلوب اللعب في كل مرة لم يجعل الموضوع مشجعًا للدرجة التي كنت أتمنّاها.

كنت أتمنّى وجود أنظمة أخرى مثل أنظمة تدريب تتيح لي تجربة الأمور التي أرغب فيها كما أريد وآخذ وقتي في التحضير لهجومات الأعداء بدلًا من المعاناة في كل مرة أدخل فيها اللعبة لأتعلّم شيئًا جديدًا عن طريق التجربة وأموت بعدها، أو حتّى نظام لعب تنافسي مع الأصدقاء أو ما شابه ذلك.

على الجانب المشرق تحتوي اللعبة على نظام لعب تعاوني، وهو في نظري الميزة الأكبر في هذه اللعبة حيث أن هذا النظام يعادل عيب الوقت القليل الذي تحصل عليه لتقوم بتجربة أي شيء، ووجود شخص إضافي معك يساعدك كثيرًا في التخطيط والبناء.

في النهاية أريد أن أقول أن سعر ثلاثين دولارًا كثير جدًا على هذه اللعبة بشكلها الحالي، ويمكنني التفكير في ألعاب إستراتيجية أخرى أفضل وبأسعار أقل، ونقطة إخفاء شخصية وراء محتوى مدفوع ثمنه عشر دولارات إضافية ليست مشجعة على الإطلاق. الرسوم ليست مناسبة للجيل الحالي وعدم وجود أنظمة كافية جعلّني أملّ من اللعبة بعد فترة قصيرة من الانتهاء منها.