مراجعة لعبة Vambrace: Cold Soul

Vambrace: Cold Soul لعبة مغامرات تحاول القيام بالعديد من الأشياء في نفس الوقت عن طريق تقديم عناصر استراتيجية، وعناصر RPG، وعناصر ألعاب Rogue، وغيرها من الأفكار التي تسعى لتقديم تحدي صعب يجذب اللاعبين.

السؤال هنا: هل تنجح اللعبة في تقديم جميع هذه العناصر بصورة جيدة؟ العالم السحري للعبة بدا جذابًا وفريدًا من نوعه عند مشاهدتي للمقاطع الدعائية، وشكل الشخصيات والرسوم التي عمل عليها الرسّام الكوري Minho Kim أعطاني احساسًا بالاختلاف وأن الشخصيات التي تقدّمها اللعبة ربما تنطبع في ذاكرتي لفترة مقبلة.

بالطبع مهما كانت قصة اللعبة جيدة، يجب أن يكون هناك نظام لعب مناسب ليستطيع تقدّيم هذه القصة بأفضل صورة ممكنة، وفي نفس الوقت يحقق المتعة التي يرغب فيها اللاعب لأنها في النهاية لعبة فيديو، وهذا ما سنتكلّم عنه في مراجعة اليوم.

مراجعة لعبة Vambrace: Cold Soul ..

صعبة ومختلفة لكنها ليست ممتعة

الشيء الأول الذي لاحظته هو جو اللعبة الغريب والمثير، هناك ثلوج كثيفة تغطي العالم كله، مع بعض العناصر السحرية مثل الجدران التي تمنع سكان العالم من التجوال واكتشاف أصل هذه المشكلة.

البطلة تمتلك القدرة على عبور هذه الجدران ومحاربة الوحوش التي تقبع خلفها، وتعرض مساعدتها على باقي السكّان من أجل أن تنهي مشكلة العالم، وفي نفس الوقت تحاول استرجاع الذكريات التي فقدتها.

من الصعب تجاهل التشابهات الموجودة بين هذه اللعبة وبين Game of Thrones، هناك ملك شرير يقوم بإحياء الموتى، وهناك جدران تمنعهم من التقدّم.

لا أعتقد أن اللعبة تقدّم الكثير من الأشياء الجديدة في نطاق ألعاب الخيال، لكن اللعبة تهتم بتقديم العديد من التفاصيل عن هذا العالم الذي صنعته في وقت قصير، كل الأشياء التي تخص جميع جوانب العالم مثل السياسة والحروب الأهلية ونظام السحر في العالم. يمكنك معرفة المزيد عن هذه الأشياء كذلك عن طريق تجميع ملفات Codex خلال رحلتك.

يتم تقديم القصة في شكل الروايات القصصية، ولا يوجد الكثير من مشاهد الأنميشن أو حركات مختلفة تقوم بها الشخصيات أثناء الكلام.

نلاحظ هنا أن البشر لا يعيشون وحدهم في هذا العالم، بل هناك بعض الأنواع الأخرى من الكائنات مثل البشر على شكل قطط، والأقزام، والسحرة وغيرهم. هناك خمسة أجناس مختلفة من الكائنات في عالم اللعبة، بالإضافة إلى عشر أنواع مختلفة من التخصّصات يمكن الاختيار من بينها لمشاركتك في رحلتك لهزيمة ملك الموتى الشرير.

الفكرة هنا أن اختيار الأصدقاء يتم بشكل عشوائي من قائمة تعرضها اللعبة عليك كل فترة، تمامًا مثل نظام التعاون الموجود في لعبة Dragon’s Dogma.

كل شخصية تختلف عن الأخرى في الشكل ونوع القدرات وأرقام المؤشرات. وعندما تموت إحدى هذه الشخصيات، فهى تموت إلى الأبد، ويجب على اللاعبين العودة واختيار شخصيات جديدة قبل الدخول في أي معارك أخرى.

المشكلة أن لعبة Vambrace: Cold Soul لا تخبرك ما هي مؤشرات وقدرات الشخصية قبل اختيارها، عليك أن تستمر في التجربة والتخلّي عن الشخصية التي لا تعجبك في سبيل الحصول على شخصية مناسبة لفريقك.

ربما لن تعرف ما هو المناسب لك فعلًا إلا بعد أن تقوم بتجربة العديد من الشخصيات حتّى تعرف ما هو النوع الذي يعمل جيدًا في كل موقف. يمكنك بعد الاختيار أن تقوم بتخصيص الشخصية باستعمال المعدّات لزيادة مؤشراتهم، لكن البطلة Lyric هي الوحيدة التي تحمل نظام تقدّم ومؤشرات يمكن الاختيار من بينها عند الوصول لأي مستوى جديد.

الاستعداد الجيد نقطة مهمة في لعبة Vambrace: Cold Soul فهي صعبة للغاية، وتحتاج منك دائمًا إلى إدارة الموارد والاحتفاظ بعدد كبير منها لأن الطريق طويل ونقاط الراحة الفعلية قليلة ومتفرّقة. تضع اللعبة أمامك العديد من التقنيات والأفكار القتالية، وتسرد لك الأمور التي يمكن أن تواجهها أثناء رحلتك في البداية، ثم تتركك لتتعلّم جميع الأمور الأخرى بنفسك، وتستعمل المتاجر المختلفة في المدينة لإدارة الموارد والمعدّات.

السير في عالم اللعبة يحدث في شكل ثنائي الأبعاد، وتجد الشخصيات الأربعة التي اخترتهم يمشون وراء بعضهم البعض، مع إمكانية اختيار مكان وقوف الشخصيات بجانب بعضها عند السير، هذا الأمر مهم جدًا لأن أماكنهم تحدد الأفضلية الإستراتيجية لهم خلال المعارك. هناك بعض الشخصيات ذات المدى الطويل وأخرى ذات مدى قصير في الهجوم على الأعداء، وعليك أن تقوم بتنظيمهم حسب هذا الأمر.

للأسف هناك بعض النقاط في القصة التي تجد فيها البطلة Lyric يتم نقلها إلى الأمام بدون تحكّم منك، وهذا يؤثر بالسلب على الإستراتيجية التي قمت بوضعها واستعمالها طوال فترة رحلتك.

الرحلة الواحدة يمكن أن تستغرق الكثير، لقد قضيت العديد من الساعات في الفصل الثاني من اللعبة بدون حل، لا يوجد طرقات أخرى أو أنواع أخرى من المهمّات يمكن تجربتها بجانب الخريطة الرئيسية إذا كنت لم استطع الدخول في المسار الرئيسي للعبة، وعدم وجود اختيارات بهذا الشكل أحبط عزيمتي ورغبتي في إتمام اللعبة بشكل كبير.

الأعداء يشبهونك كثيرًا في نظام القتال والقدرات الخاصة التي يستعملونها، لكن الصعوبة في أنهم دائمًا يظهرون بنفس العدد الذي تمتلكه أنت وهم أربعة أعداء في كل معركة. مما يجعّل كل معركة مجهدة للغاية، خصوصًا أن اللعبة نفسها بطيئة جدًا جدًا ولا يمكنك الجري إلا داخل المدينة نفسها وليس خارجها في القتالات.

لا أعرف لماذا اختار المطورّون هذا الأسلوب البطيء في تقديم المعارك والتجوال في عالم اللعبة تحديدًا، بطء أسلوب اللعب في هذه اللعبة تحديدًا كان مزعجًا بدرجة كبيرة ويمكنني اعتباره سببًا كافيًا لترك هذه اللعبة وعدم العودة إليها مرة أخرى.

بجانب الأعداء، تقابل في رحلتك بعض المواقف التي يُطلق عليها اسم World Events، وهي نوع من القصص أو المهمات الجانبية والتي تضعك دائمًا في اختيار من إثنين. الاختيار الصائب يمكنه أن يعطيك مكافأة، والاختيار الخاطئ يمكنه أن يأخذ جزءًا من نقاط حياتك أو طاقتك.

لا يمكنك أن تمضي وقتًا طويلًا في التجوال كذلك لأن هناك مؤشر Vigor الذي يمتلئ شيئًا فشيئًا مع مرور الوقت، وعندما يصل إلى حد معيّن، تبدأ الأعداء في الظهور بغزارة كل دقيقة تقريبًا ولن تستطيع مواجهتهم كلهم وستضطر إلى العودة.

هناك صناديق يمكن العثور عليها في كل خريطة، لكن معظمها تحتوي على فخاخ يمكن تفاديها عن طريق إحضار شخصية مناسبة للتغلّب على هذه الفخاخ. بعد فترة قصيرة وجدت أن الإهتمام بالصناديق عيوبه أكثر من فوائده وتجاهلت هذه الصناديق تمامًا أثناء اللعب.

لن تستطيع الوصول إلى الوحش الأول في اللعبة إلا بعد مرور ساعة تقريبًا، وبعد معاناة شديدة والعديد من المحاولات البائسة، الشيء الذي جعلني أتناسى ما الذي جعلني ألعب هذه اللعبة في الأصل، وما هي القصة التي أعمل من أجلها. كنت أفكر دائمًا وأنا ألعب كيف يمكن للأمور في هذه اللعبة أن تكون مختلفة، وأن تكون مقدّمة بشكل أفضل من ذلك.

كلمة أخيرة

أنا لست معترضًا على وجود الألعاب الصعبة، لكن دون أن نغفل أنها لعبة فيديو بالنهاية، وعليها أن تكون ممتعة قبل أن نتكلّم في مدى صعوبتها، وهذه اللعبة ليست صعبة فقط، بل يمكن القول أنك ستشعر بالانزعاج خلال بعض الفترات.

السرعة البطيئة، عدم وجود العمق الكافي للشخصيات والقدرات التي يمكن استعمالها، طريقة تقديم القصة والإلهام الذي تستعمله، لم أجد أي شيء من هذه الأشياء جذابًا بالقدر الكافي لجعل أتمنّى إتمام هذه اللعبة رغم كل الصعوبات التي واجهتها.

هناك قصة مثيرة، وتأخذ منحنيات واسعة ومختلفة، هي حرب بعد كل شيء، وجميع الحروب مليئة بالإثارة والتضحيات والأسرار والخطط، وشكل الرسوم الساحر يساعدك على الارتباط أكثر فأكثر بعالم اللعبة، لكن نظام اللعب ليس جيدًا بما يكفي، وعدم وجود حريّة في الاختيار في جوانب كثيرة من اللعب مثل اختيار الرحلات التي أقوم بها وعناصر تخصيص الشخصيات لم يساعدني في أن استعمل خبرتي أو مهاراتي في ألعاب أخرى وأقوم بتطبيقها على هذه اللعبة.