مراجعة لعبة Trials Rising

Trials Rising هى لعبة سباق موتوسيكلات تعتمد على القيام بالحركات الاستعراضية المختلفة باستعمال الموتوسيكل الخاص بك، والحفاظ على توازنك طوال فترة السباق، يتم تطويرها عن طريق استوديو Redlynk، ونشرها عن طريق شركة Ubisoft.

تصدر اللعبة على منصّات ألعاب PS4, Xbox One, PC, Nintendo Switch (تمت تجربتها) في السادس والعشرين من فبراير عام 2019. اللعبة أيضًا تدعم اللغة العربية في القوائم والنصوص.

وعد استوديو التطوير بإضافة العديد من الأشياء الجديدة إلى اللعبة، سباقات في جميع الأماكن حول العالم مثل الصين والولايات المتحدة وأوروبا ومصر، ونظام Campaign ملئ بالاختلاف والإثارة، وإضافة المزيد من خيارات التخصيص على شكل اللاعب والدراجة ومضمار السباق، بالإضافة إلى أنواع جديدة من الدراجات أيضًا.

لكن كيف يبدو ذلك في النسخة النهائية من اللعبة؟ تعرّفوا على كامل تفاصيل اللعبة في مراجعتنا لها.

مراجعة  Trials Rising ..

إبداع ومتعة وإثارة طوال فترة اللعب

في Trials Rising .. أنت تقوم بقيادة دراجة نارية عبر مضمار سباق من اليسار إلى اليمين في مسارات سباق يمكن اعتبارها ثنائية الأبعاد، لكن مع بعض المنحنيات والاستدارات التي تجعل المضمار شبيهًا أيضًا بمسارات السباق ثلاثية الأبعاد.

أسلوب القيادة في هذه اللعبة يعتمد في المقام الأول على التوازن، للتحكّم في الدراجة، كل ما تقوم بالضغط عليه هو ذراع التحريك، ودواسات البنزين والمكابح، لكن الموضوع ليس بهذه السهولة، حيث يحتوي كل مضمار سباق على العديد من العوائق، التي تحاول تعطيلك ومنعك من اتمام السباق في الوقت المحدّد، والحصول على أعلى الدرجات.

تحتوي اللعبة على العديد من الأنظمة المختلفة، التي تعتمد على هذا الأساس، التحكّم الصحيح في قيادة الدراجة عبر الصعوبات والتحديات المختلفة، وسنتكلم عن جميع هذه الأنظمة واحدًا تلو الآخر.

نظام Campaign … مليء بالإبداع والاختلاف

في نظام اللعب الفردي، توضح لك اللعبة خريطة الكرة الأرضية، التي يحتوي جزء بسيط منها على أيقونات التحديات أو السباقات المختلفة التي يمكنك لعبها، وهذه السباقات تختلف في الشكل ومقدار الصعوبة، والشروط التي تحتاجها لإتمام كل منها.

كل سباق يحمل اسمًا وإلهامًا من إحدى الدول الحقيقية في القارة المتواجد فيها، وهذا ليس كل شئ، عند الدخول فعليًا إلى أرض السباق، يمكنك أن تلاحظ أن كل مضمار يحمل العديد من التفاصيل المُستلهمة من هذه الدولة أو المدينة التي يحمل اسمها.

كل سباق يحتاج على الأقل إلى دقيقة أو دقيقتين لاتمامه، لكن في هذه الدقيقتين، سوف تعبر خلال العديد من العوائق والأماكن الأثرية والتاريخية الجميلة، عبر الصحاري والأنهار والجبال والمدن، هناك تقريبًا مضمار سباق لكل شئ موجود على الكوكب، سباقات تحدث في مدينة تصوير الأفلام هوليوود، وعلى طواحين الهواء في سكتلندا، ومدينة الملاهي التي تشبه ديزني لاند، وسور الصين العظيم، الإلهام لا حدود له في هذه اللعبة.

وأنا لا أعني بكلامي أن الاختلاف يكمن في خلفية أرض السباق فقط، جميع تفاصيل السباق منذ بدايته وحتّى خط النهاية جميعها تم تصميمها لتناسب أرض هذا السباق، من الصعب أن تجد اهتمامًا كاملًا بجعل جميع تفاصيل نظام القصة في أي لعبة مختلفة وغير متكررّة، لكن Trials Rising استطاعت أن تحافظ على الإبداع المتميز، واستطاعت أن تجذب انتباهي طوال فترة اللعب، بدئًا من السباقات السهلة وحتّى أصعب السباقات.

هناك صعوبات مختلفة لكل سباق، تعتمد على إتمامك لمجموعة سباقات معيّنة ذات صعوبة مشتركة، ثم الفوز في دوري يتّكون من ثلاثة سباقات متتالية، تعتمد في فكرتها على التنافس مع سبعة أشخاص آخرين، والفوز يسمح لنصف المتسابقين الذين وصلوا إلى النهاية أولًا بالفوز، واستبعاد النصف الآخر، بمعني أن السباقات تتراوح ما بين ثمانية متحدّين ثم أربعة ثم إثنين.

بعد ذلك يتم الكشف عن مجموعة سباقات أخرى في مكان آخر على خريطة العالم، ودوري جديد أيضًا يمكن الدخول فيه عند وصول اللاعب إلى مستوى معيّن -سنتكلم عن نظام المستويات في اللعبة لاحقًا- ولا يعني ذلك أن السباقات التي كانت تحدث في جزء معيّن من العالم قد انتهت، بالعكس مع الوقت سوف تجد مجموعة سباقات أخرى داخل نفس المنطقة التي كنت فيها ظهرت مجددًا.

الرعاة المختلفين في Trials Rising

بجانب السباقات، تستعمل اللعبة شخصيات أيقونية تمثل رعاة المتسابقين في اللعبة، وهم يرمزون إلى نوعية الشروط التي تطلب منك اللعبة اتمامها للنجاح في أي سباق.

في البداية، ستعتمد السباقات على الوصول إلى مراكز معيّنة في أوقات محددّة، ثم تتطوّر متطلّبات كل سباق إلي القيام بحركات مختلفة ومجنونة باستعمال الدراجة، وهزيمة متسابقين معيّنين في سباقات صعبة، يمكنك أيضًا أن تعود إلى سباق قد هزمته من قبل لتجد أنه يمكن اتمامه بطريقة أخرى مختلفة.

هناك أيضًا نوع من أنواع أنظمة التدريب يُطلق عليه جامعة Trials، في هذا النظام على الخريطة، تستطيع تعلّم كل شئ عن قيادة الدراجات، بدئًا من الحفاظ على التوازن، والالتفاف في الهواء، وحتّى القيام بأصعب الحركات مثل صعود التلال والقفز عبر المعيقات المختلفة.

شخصيًا وجدت أن نظام التعليم في هذه اللعبة من أكثر الأنظمة الواضحة التي رأيتها في لعبة قيادة، وتقوم بتقريب الموضوع لك وإعادته مرات ومرات على الشاشة بالتصوير البطئ حتّى تستطيع فهمه بالكامل، كما أنها مهمة للغاية ولا يمكن تفويتها على الإطلاق.

تحتوي الخريطة أيضًا على راعي خاص بالحركات الاستعراضية، والذي يفتح لك 10 سباقات مختلفة تعتمد من أجل إتمامها على القيام بحركات استعراضية مجنونة، مثل السير بدراجة مشتعلة، والقفز على براميل منفجرة ترميك لأبعد المسافات.

هذا يُعتبر كامل المحتوى الموجود في نظام Campaign الخاص باللعبة، والذي أبقاني مستمتعًا لفترة كبيرة، بسبب اختلاف أشكال وأنواع وطرق الفوز في السباقات، والأهم، المتعة الكبيرة في الاعتياد على نظام قيادة الدراجات المختلفة، واختيار المناسب منها لكل سباق، والذي سأتكلم عنه لاحقًا في المراجعة.

الدراجات في لعبة Trials Rising

تحتوي اللعبة على 6 دراجات مختلفة، ستة فقط بدون أنواع أو ماركات مختلفة أو أي شئ من هذا القبيل، في البداية كنت مترددًا بشأن هذه النقطة، لكن كل دراجة في اللعبة، مختلفة تمامًا عن الأخرى ومتفاوتة أيضًا في صعوبة السيطرة عليها وقيادتها.

اللعبة تضع عبئًا كبيرًا على طريقك تعاملك مع دواسات البنزين والفرامل وتحكمك في ذراع التوجيه، ومع الوقت، ستكتشف مع فتح الدراجات الجديدة أنك سوف تحتاج إلى أكثر من ذلك، خاصة عند لعب مهمات التدريب.

كل دراجة ستظل معك فترة من الزمن، وستحتاج للاعتياد التام عليها وعلى طريقة قيادتها قبل الدخول في أي سباق، والتي تساعدك فيها اللعبة تدريجيًا مع كل سباق، وأيضًا تعطيك تلميحًا عن الدراجة المناسبة لكل سباق، منحنى التعلّم في هذه اللعبة مناسب جدًا، ولم أشعر أن اللعبة ازدادت صعوبة بصورة مفاجئة، عندما وصلت إلى السباقات ذات الصعوبات المتوسطة أو الكبيرة، وجدت أنني تعلّمت الكثير من الأشياء التي تؤهلني لقيادة المستوى الأصعب من الدراجات، هذا الأمر لم يتغير في أي وقت خلال فترة اللعب.

هناك ثلاثة دراجات مختلفة متفاوتة في الصعوبة، ودراجتين تحتاج إلى شراؤهما بالمال، ودراجة Tandam Bike الجديدة، التي تحتاج منك إلى استعمال شخصين لقيادة نفس الدراجة، الأمر فعليًا على أرض الواقع أنك سوف تشعر أن الفرامل يتحكّم فيها شخص آخر، وعليك بمزامنة ضغطك على البنزين مع قرارات السائق الأوتوماتيكي خلفك، كما أن وزن الدراجة يزداد بالطبع لوجود شخصين عليها، كما أن السائق الإضافي يمكنه أن يندفع بعيدًا عن الدراجة في أي وقت مع المنحنيات الصعبة، لكن لن يمثل ذلك خسارة السباق.

رغم العدد المحدود من الدراجات في اللعبة، يركز المطور على جعل كل دراجة مختلفة تمامًا في طريقة القيادة والإحساس الذي تشعر به عن الضغط على كل زر من أزرار ذراع التحكم، بدلًا من تقديم شكل مختلف بلا مضمون، وهذا مدعوم أيضًا بالوسائل التعليمية التي تفتح بمجرد فتح كل دراجة منهم، مما يعطي معنيًا فعليًا للحصول عليها واستخدامها.

تخصيص اللاعب والدراجات

اللاعب في هذه اللعبة مجرد صورة شكلية، يمكنك تغييرها كما تريد وتخصيصها بالعديد من الوسائل المختلفة، مثل تركيب خوذات أو ملابس أو متعلّفات ملونة، وأيضًا اللاعب لديه مستوى معين يتطور مع التقدّم في اللعبة وهزيمة السباقات المختلفة، هذا التقدّم في المستوى يفتح المزيد من الدراجات المختلفة، والسباقات المتزايدة في الصعوبة.

غير ذلك، يمكنك تخصيص صوت قائد الدراجة، واختيار نوعه رجلًا كان أو إمرأة، وأيضًا تحديد لون جلده.

الدراجة أيضًا جميع متعلقات التخصيص الخاصة بها تُعتبر شكلية، لا يوجد إمكانية تخصيص أو تغيير نوع العجل أو الفرامل أو ما شابه ذلك، الدراجة التي تحصل عليها في اللعبة كاملة ولا يمكن إضافة أي شئ حقيقي عليها.

للأسف تستعمل اللعبة نظام صناديق Loot في الحصول على الجوائز المختلفة، وهو النظام الذي لا أحبذه كثيرًا في الألعاب، وبخلاف مستوى اللاعب، هذا هو نوع الجوائز الوحيد الآخر الموجود في اللعبة.

الصناديق يتم الحصول عليها بعد الفوز في كل مستوى، أو عن طريق القيام بمهمات تحديات Challenge Missions، والتي تظهر بصورة عشوائية على الخريطة مع الوقت، وتجبرك على التسابق وهزيمة ثلاثة متسابقين مختلفين. تعطيك هذه الصناديق عناصر تخصيص مختلفة لك ولدراجتك مجانًا بعد فتحها.

ما لم أحبه بهذا الشأن هو أن الصناديق التي حصلت عليها لا يمكنني فتحها إلا عن طريق الاتصال بالإنترنت، وخصوصًا عن طريق الاتصال بسيرفيرات Ubisoft، التي وجدتها معطلّة معظم الوقت، كما أنه لا يمكنك فتح جميع الصناديق التي حصلت عليها دفعة واحدة، إذا حصلت على مجموعة كبيرة من الصناديق مثلًا، يجب عليك فتح صندوق تلو الآخر، ومشاهدة الأنميشن المتحرّك لفتح كل صندوق بدون إمكانية اختيار اجتياز هذا الأنميشن، الآمر لا يأخذ وقتًا كبيرًا، لكنه مزعج.

الموضوع أيضًا ينطبق على متجر اللعبة، الذي يضع نصف المتجر خلف حاجز الإنترنت، وهذا يعني أنه علي الاتصال بالانترنت دائمًا لشراء أي شئ أريده.

لكن الجيد في الأمر أن كل هذه الأشياء إضافية ولا يوجد داعي حقيقي لشراؤها حتّى يستطيع اللاعبون إتمام اللعبة.

تخصيص المضمار في Trials Rising

تخصيص المضمار أو Track Editor، من اسمها تتيح لك تخصيص مضمار السباق الذي تحلم به، بل ويمكنك رفعه عبر الإنترنت ومشاركته مع الأصدقاء أيضًا، ويمكنك تحميل السباقات التي قام بتصميمها اللاعبون الآخرون.

من خلال قائمة الإعدادات، والتي وجدتها سهلة أيضًا وواضحة مقارنة بنفس الخاصية في ألعاب أخرى، يمكنك اختيار نوع المضمار الذي تريده، Trials أو Skill Game أو Super Cross أو Ninja، ومدى صعوبة السباق، وشروط الفوز.

يمكنك أيضًا اختيار البيئة المحيطة بالسباق، ونظام السماء والمياه والضباب والتراب وحتّى انعكاس الضوء على أرض السباق.

يمكنك أيضًا اختيار الأغنية التي تعمل أثناء السباق، وهذه نقطة أحببتها كثيرًا في اللعبة أيضًا، هناك أكثر من 120 أغنية مختلفة يمكنك الاختيار من بينها، هذه الأغاني تعمل أثناء اختيارك لأي سباق على العالم، وداخل السباقات نفسها، يمكنك أن تشعر فعلًا أن هناك أغنية تم تصميمها من أجل كل سباق بصورة خاصة، الشئ الذي زاد كثيرًا من متعة اختيار السباقات ولعبها مرارًا وتكرارًا.

يمكنك أيضًا اختيار العديد من تفاصيل العالم من مختلف ألعاب Trials السابقة، إذا كان هناك مضمار سباق افتقدته كثيرًا في لعبة سابقة، فيمكنك إعادة تصميمه بالكامل في هذه اللعبة، لا يوجد شئ تفكر فيه ولن تجده أو حتّى تقوم بتصميمه بنفسك في هذه اللعبة.

الأنظمة متعددة اللاعبين

قمنا أيضًا بتجربة نظام Multiplayer في بيتا اللعبة، والذي لم يختلف كثيرًا عن أنظمة السباقات العادية، يتم إعطاء اللاعبين نقاطًا على أماكنهم خلال السباقات، لكنني كنت أتمنى مزيدًا من التنوع في شروط الفوز في سباقات الأونلاين، بدلًا من اختيار سباق بصورة عشوائية، تمامًا مثل التنوع الموجود في نظام اللعب الفردي.

أيضًا يتم اختيار المتسابقين في هذا النظام بصورة عشوائية، لكن من الجيد أن اللعبة تحتوي اللعبة على نظام Private Multiplayer سيتوفر عند الإطلاق، ويسمح لك بالتنافس مع أصدقائك، لكن مازلت لا أعلم هل سأستطيع تخصيص هذه التجربة كما أريد، أم أنني سأقوم بلعب سباقات عشوائية مثل نظام Global Multiplayer.

تحتوي اللعبة على نظام تعاوني اوفلاين لا يحتاج إلى إنترنت، والذي يمكنك من اللعب مع أي شخص بجانبك من عدد 1-4 لأشخاص.

كلمة أخيرة

Trials Rising لعبة تحتوي على كمية مهولة من التحديات المُبتكرة والمختلفة، كما أن هناك اهتمامًا في إخراج جميع تفاصيل اللعبة بصورة جيدة، حتّى مشاهد انتهاء السباقات مشاهد غريبة ومضحكة، بالإضافة إلى خاصية تصميم الشخصية والدراجة، وأيضًا تصميم سباق أحلامك الذي تريده بالعديد من الوسائل المختلفة.

وأعتقد أنها تمثل الحزمة الكاملة لأي لاعب يبحث عن المتعة والتحدّي، كما أنها ممتعة للغاية حتّى للاعبين الذين لا يحبون ألعاب السباقات من أي نوع.

وبعد أن قضيت وقتاً كافياً معها، يُمكنني القول بأن Trials Rising هي لعبة مختلفة عن أي شئ موجود حاليًا في تقديم تحديات فريدة من نوعها وممتعة، وهى تعمل على جعل نفسها متفرّدة ومختلفة في كل تفصيلة صغيرة، وحافظت على شعوري بالإنبهار طوال فترة اللعب.