Metro Exodus لعبة تصويب من منظور الشخص الأول، تدمج عناصر البقاء على قيد الحياة، وعناصر التخفّي، مع تجربة قصصية مثيرة، مُستلهمة من سلسلة روايات Metro، والتي يكتبها الكاتب الروسي Dmitry Glukhovsky.
اللعبة متوفرة على بلاي ستيشن 4 (تمت تجربتها)، وإكس بوكس ون، وأجهزة PC.
Metro Exodus، على عكس معظم ألعاب الشوتر الحالية، تركز على القصة في المقام الأول، وجعلك تنغمس في عالم الرواية الخيالي المثير أكثر من أي شيء آخر.
تستعمل اللعبة العديد من الوسائل المختلفة، مثل نظام الطقس الديناميكي، والتقسيم الموسيقي، والحرية في نظام اللعب، لتجعل نظام القصة الخطّي التي صنعته، ممتع ومناسب للعديد من اللاعبين من مختلف الأذواق.
الكلام النظري يبدو جيدًا، لكن كيف يتم ترجمة ذلك في اللعبة؟ نستعرض في هذه المراجعة جميع التفاصيل الجديدة التي أضافتها Metro Exodus إلى السلسلة.
لعبة Metro Exodus ..
اتجاه جديد ومثير لسرد القصة
الشيء الأول الملحوظ في لعبة Metro Exodus، هو الاتجاه الجديد للقصة، والذي يخرج عن النظام المعتاد للقصة الذي كانت تدور بشكل خطّي داخل أنفاق المترو، لتصنع مغامرة كبيرة تمتد عبر القارّة بأكلمها، وعبر فترات زمنية مختلفة، تمثل سنّة كاملة في حياة أبطال اللعبة.
أما بخصوص الشخصيات، فقد أصبحت أكثر عمقًا، وأكثر اختلافًا، القصة التي كانت مدفوعة بالأحداث في السابق، أصبحت معتمدة على الشخصيات في المقام الأول، وهذه الشخصيات، وطريقة تفكيرها، ومشاعرها تجاه العالم الموحش للعبة، وتجاه بعضها البعض، هي التي تحدد خط سير اللعبة، وهدف كل مهمة تقابلها داخل اللعبة.
هذا الأمر جعل كل مهمة في اللعبة لها معنى قوي، وأهداف اللعبة نفسها يتّم ترسيخها في عقل اللاعب بأقل مجهود، سوف تجد نفسك مهتمًا بكل تفصيلة، وكل جملة حوارية، بصورة طبيعية، بدون الحاجة إلى التركيز أو التعاطف مع شخصيات غريبة عنك، حتّى لو لم تكن لعبت الأجزاء السابقة، من السهل أن تفهم معاناة الشخصيات وطريقة تفكيرهم من خلال لعب هذه اللعبة.
من المهم أيضًا أن أذكر أنه لا يوجد دقيقة واحدة مملة في اللعبة، العديد من المهمات تحتوي على مشاهد قوية تحبس الأنفاس، والعديد من الأمور الصادمة التّى تجعلك دائمًا متأهباً.
التقسيم الصوتي أيضًا للعبة ساعد في جعلي أتفاعل مع كل مشهد، وكل قصة، وحتّى الأوقات التي أمشي فيها بدون أي كلمات أو مهمات، كانت ممتعة للغاية بسبب التقسيم الصوتي الساحر، الذي امتزج مع العديد من التفاصيل الجميلة التي سوف أذكرها لاحقًا في المراجعة.
في المعتاد، الشخصية التي يكون لديها حلم، تواجه العديد من الصعوبات في سبيل تحقيق هذا الحلم، والحلم الجديد الذي يدفع البطل Artyom هذه المرة للقيام بالمغامرات والتحديّات، يمكنك أن تشعر بمدى أهميته بالنسبة للبطل، ومدى تمسكه به، مع الأمور الصادمة والعديدة التي سوف تواجهها مع اللعبة.
نظام الطقس الجديد شديد الواقعية، ومختلف عن المعتاد
هذه النقطة أحب أن أتطرّق إليها بعد كلامي عن القصة، لما لها من تأثير كبير على خوض التجربة القصصية داخل اللعبة.
كما ذكرت من قبّل، اللعبة تحدث على مدار سنة كاملة، وهذا يعني أن يمر عليك أربعة فصول مختلفة، فصول الربيع والصيف والخريف والشتاء. وسوف تشعر كأنك تلعب أربعة ألعاب في لعبة واحدة.
لم أفكر من قبل في هذه النقطة، لكن في العديد من الألعاب، لا أعرف كيف يمر الوقت فيها، أو كم من الأيام والساعات استغرقت قصة هذه اللعبة لتحدث، ربما تكون تفصيلة صغيرة وغير مهمة، لكن في هذه اللعبة هذه التفصيلة الصغيرة أصبحت مهمة للغاية.
تم تصميم عالم اللعبة بالكامل ليناسب هذه الفكرة، سوف تبدأ مهمات في البرد القارس، والصيف المليء بالرمال، وفصول الربيع والخريف الهادئة نسبيًا.
هذا الموضوع لا يظهر فقط في شكل السماء أو تفاصيل الأشجار، بل له أيضًا تأثير حقيقي على القصة، وطريقة تعامل الشخصيات، وبالطبع طريقة القتال، وهناك أيضًا بعض المهمات الرئيسية، التي تعتمد بشكل كامل على تأثير الطقس على أفراد الفريق الرئيسي في اللعبة.
في كل طقس، سوف تقوم بمجموعة من المهمات المختلفة، التي تعتمد على التخفّي، والوصول إلى أماكن معيّنة، وبالطبع القتال مع العديد من الوحوش وأيضًا الجنود البشريين.
من المثير هنا كيف تبدو كل مهمة مختلفة باختلاف الطقس، يعني على سبيل المثال، القتال في طقس الصحراء يصحبه رؤية ضعيفة بسبب العواصف الرملية، وأعني رؤية ضعيفة بالمعنى الحرفي، يعني أنه لا يمكنك أن ترى أي شيء على الإطلاق، وعليك أن تغير مكانك أو تركب أسلحتك لتتناسب مع هذا التحدّي الجديد.
الموضوع أيضًا ينطبق على الثلج، حيث أن وجود الثلج يصنع طرقات جديدة على الخريطة لم تكن موجودة من قبل، ويتيح لك الفرصة للقيام بتحديات جديدة، لا يمكن القيام بها إلا في هذا الطقس، وهذا المكان.
في هذه الصورة، أخبرني أحد شخصيات اللعبة عن قدوم عاصفة، الموضوع لا يحدث بصورة لحظية، بل يمكن أن نرى على اليسار الاتجاه الذي تأتي منه العاصفة، والتي تلتهم السماء الصافية شيئًا فشيئًا، إذا انتظرت، فسوف تجد السماء قد أظلمت بالكامل، وبدأت الأمطار في الهطول
نظام الطقس الديناميكي تم استعماله بصورة رائعة في هذه اللعبة، جعلت من كل دقيقة وكل مهمة شيئًا مختلفًا وجديدًا، رغم عدم اختلاف نظام اللعب الرئيسي نفسه، ولا يمكن اعتبارها مجرّد صور مرئية تعطي طابع الواقعية فقط، وتستعرض القوة الرسومية للعبة، بدون أي تغيير حقيقي في نظام اللعب، أو شكل العالم المفتوح من حولك.
يمكنك أيضًا أن تشعر بالطقس، ولا تراه فقط بسبب المؤثرات الصوتية الرائعة، يمكنك سماع أدق التفاصيل مثل حفيف الأشجار، وصوت الأمطار، التي جعلتني أنغمس فعلًا في جو اللعبة المثير، رغم أنه يعتمد على الظواهر الطبيعية المعتادة.
اللعبة ما تزال محتفظة بطابعها الخاص، وتضيف بعض التحسينات الجديدة
تتميز سلسلة Metro بإمكانية لعب اللعبة بالكامل بنظام التخفّي، أو لعب اللعبة كأنها لعبة آكشن عادية تعتمد على إطلاق النار وهزيمة الأعداء فقط.
يمكنك أيضًا الدمج بين النظامين في أي وقت، وفي أي مهمة، هناك العديد من الطرق للقيام بمهمة معيّنة، ولا تجبرك اللعبة على القيام بشيء معيّن لا تريده، هذه النقطة لا تزال موجودة في Metro Exodus كما هي بدون اختلاف، وهناك أيضًا خمس صعوبات مختلفة يمكن الاختيار من بينها، والتي تتحكم في عدد الموارد التي تحصل عليها أثناء اللعب.
بالطبع، أن تسير في اللعبة بطريقة سلمية، أو تقوم بقتل جميع من هم في طريقك، له تأثير على نهاية القصة كما في السابق.
تغيير أحببته كثيرًا هو إزالة فكرة استعمال الرصاص كنوع من النقود تستعمله في شراء المعدّات، لأن هذا كان يجبرني على توفير الرصاص بدلًا من استعماله، الآن المعدات وإصلاحات الأسلحة تعتمد على نوع مختلف من المواد تقوم بجمعه من مناطق عديدة أثناء اللعبة.
نقطة أخرى مميزة في هذه اللعبة، هي إمكانية استغلال جميع الأسلحة التي تجدها في طريقك، حتّى لو لم تكن تحتاجها، يمكنك ضغط زر لتفكيك هذا السلاح، واستخراج الموارد والقطع منه، هذه النقطة أحببتها جدًا في الحقيقة، وهي مهمة للغاية كذلك، لأنني كنت أمضي أوقاتًا طويلة في تعديل وتطوير الأسلحة، لكنني كنت أواجه بعض المشاكل مثل عدم وجود رصاص كافي لهذا السلاح، ما يجبرني على التخلي عنه من أجل سلاح آخر يتوفر الرصاص له في الوقت الحالي.
تستعمل Metro أيضًا فكرة قناع الغاز، الذي يحميك من الإشعاعات، هذه الفكرة لم تتغير كثيرًا، مازال القناع يحتاج تغيير الفلاتر كل فترة، لكن تم إضافة فكرة أن ينكسر القناع، وتحتاج إلى لصقه كل فترة، الموضوع لا يقدّم تأثيرًا كبيرًا إلا زيادة الواقعية.
التغيير الكبير والمهم في اللعبة هو طاولة الصناعة، التي تقدمها اللعبة في فترات الراحة بين فصول القصة، أو أحيانًا أثناء المهمات، والتي تتيح لك بالإضافة إلى إمكانية تعديل الأسلحة، وإضافة المناظير ومخازن الرصاص إليها، القيام بتصليح القناع، وشراء الفلاتر، وشراء الحقائب الطبية، يعني الحظ لم يعد عاملًا في كونك جاهزًا لأي مهمة، يمكنك تجهيز نفسك في أي وقت قبل كل مهمة.
الأسلحة جميعها تبدو أكثر واقعية في الشكل والتفاصيل، يمكنك أن تلاحظ أنها ليست أسلحة مستقبلية أو مصنوعة لتبدو شكلها جميلًا فقط، بل تبدو جميعها مصنوعة باليد، كأنها تم تركيبها من الموارد المتاحة المتبقية في العالم.
نقطة واقعية أيضًا تم إضافتها هي إمكانية إنسداد الأسلحة، وإذا حدث ذلك يقل عدد الرصاص الذي يمكن إطلاقه قبل إعادة الشحن ، ويتم إصلاح ذلك عن طريق طاولة الصناعة، أو تبديل الأسلحة.
تفاصيل عالم Metro Exodus شبه المفتوح
اللعبة تحتوى على نوع من أنواع العوالم المفتوحة قليلًا، في كل فصل أو جزء من أجزاء اللعبة، هناك بعض المهمات الجانبية التي يمكن القيام بها، أحببت في هذه المهمات أنها ذات عدد قليل، لكنها تقدم محتوى جيد، وأسلحة مهمة لا يمكن الحصول عليها إلا في هذه المهمات، بالإضافة إلى بعض عناصر التطوير لمعدّاتك.
يمكنك أيضًا استعمال العديد من وسائل التنقل، مثل عربات القطار، ومراكب التجديف، والسيارات والدراجات، والتي ليست موجودة فقط في العالم للمتعة، بل سوف تحتاج إلى القيام بمهمات للحصول عليها، واستغلالها في الوصول إلى نقاط معينة أثناء القصة.
هناك أيضًا بعض النشاطات الجانبية التي يمكن القيام بها، والتي تضيف عمقًا في المحتوى القصصي الذي تقدمه اللعبة، مثل الجلوس مع الأصدقاء، وشرب المشروبات والسجائر، كما يمكنك أيضًا الوقوف مع أي شخصية، وسوف تجدها تذكر الكثير من الجمل بشأن طريقة تفكيرها وحالتها في تلك اللحظة.
Metro Exodus وعيب وحيد
في بعض الأحيان تتطلّب مني المهمات القيام بالتفاعل مع عناصر معينة في العالم مثل الأزرار أو الرافعات أو غيرها، ويجب عليك أن تضغط على الزر المطلوب للتفاعل وإتمام المهمة.
لكن هذا الزر لا يظهر في كثير من الأحيان، واضطر إلى إعادة المرحلة مجددًا حتّى تظهر إمكانية التفاعل مع الزر أو الرافعة، هذه النقطة وضعتني في حيرة كبيرة في بعض فترات اللعب، وضيّعت كمية كبيرة من الوقت في محاولة فهم ما يحدث، وهو تقريباً العيب الوحيد الذي واجهته مع اللعبة.
كلمة أخيرة
Metro Exodus لعبة تتميز بالواقعية الشديدة، والدّقة في إخراج جميع تفاصيل اللعب، أضف إلى ذلك قصة مثيرة ذات اتجاه جديد ونطاق أوسع بكثير من الألعاب السابقة، وأكثر عمقًا من العديد من قصص الألعاب الموجودة حاليًا.
استعمال نظام الطقس الديناميكي في هذه اللعبة، من أكثر الأمور الإبداعية التي أحببتها، والتي أضافت الكثير إلى اللعبة، بسبب اهتمام المطوّرين في دمج النظام مع جميع جوانب اللعبة، لخلق عالم خيالي مثير لا يوجد فيه دقيقة واحدة مملّة.
Review overview
الإيجابيات
- قصة درامية مليئة بالمفاجآت
- تقسيم موسيقي رائع
- نظام الطقس الديناميكي ممتاز
- تعديلات في نظام اللعب جعلت اللعبة أكثر متعة
السلبيات
- عيوب تقنية جعلتني أتوقف كثيرًا في حيرة ومنعتني من إتمام المهمات
الملخص
8.5لعبة Metro Exodus تجربة قوية ومثيرة، سوف تسعد الكثير من اللاعبين، معجبي القصة والعالم المفتوح التي صنعته سلسلة ألعاب Stalker، ومحبّي ألعاب إطلاق النار والتخفي، اللعبة تمتلك شيئًا مختلفًا يناسب جميع الأذواق، ولا يمكن تفويتها لأي سبب من الأسباب ... أنصح بها بلا تردد.