6 أشياء يجب على آبل اصلاحها في عام 2019

آبل

كان عام 2018 حافلاً لشركة آبل وبالرغم من أنها أصحبت أول شركة في العالم بقيمة 1 تريليون دولار إلا انها عانت من تراجع في المبيعات لأجهزة آيفون الجديدة التي تُعتبر المصدر الرئيسي للنقود الكاش للشركة.

ولكن الأسوء من ذلك أنَّ المحللين، الصحفيين والمستخدمين يعتقدون أنَّ الشركة توقفت عن الإبداع وعملت على تحديث منتجاتها الحالية وبيعها بأسعار أعلى لاستنزاف المستخدم وهي خطوة خطرة يمكن أن تفشل بسرعة.

لا نقصد بكلامنا أنَّ ساعة آبل Watch Series 4 أو آيباد برو الجديد هي منتجات سيئة بالعكس فهي جيدة، ولكن امتلاك بضع منتجات جيدة وهاتف مقبول لا يكفي في ظل المنافسة القوية التي يشهدها السوق العالمي، حيثُ تعمل الشركات الأخرى على أنماط جديدة من الهواتف، الحواسيب والأجهزة القابلة للارتداء.

الفجوة بين أندرويد وآبل تكبر باستمرار إذ انخفض ترتيب آبل إلى المرتبة الثالثة في العالم كمصنع هواتف بينما مايكروسوفت أصبحت بسرعة الخيار الأول للحواسيب واللوحيات، وخدمات الويب تُهيمن عليها جوجل وآمازون ومئات الشركات الأخرى تحاول اختراع أمر مهم على مستوى العالم.

لذلك إن أرادت آبل أن تبقى في المقدمة يجب على تيم كوك وأتباعه القيام بالعديد من الإصلاحات والأهم من ذلك بعض الخطوات الجرئية لعام 2019.

6 أمور يجب على آبل اصلاحها في عام 2019:

تبسيط تجربة المستخدم على جميع الأجهزة

عندما قامت آبل بتنويع منتجاتها في الأعوام السابقة أثر ذلك على تجربة المستخدم. ويجب على آبل تبسيط تجربة المستخدم عبر كل منصات العتاد الصلب التابعها  فأجهزة آيفون، آيباد، ماك والساعة هي عبارة عن منصات عتاد صلب مختلفة تبدو متشابهة ولكن غير متناسقة والأمر الأسوء هو وجود بعض الميزات الخفية والإيماءات التي لا يعرف بها سوى الخبراء وليس المقصود فقط الحفاظ على واجهة جرافيك متشابهة مع أنه أمر مهم جداً.

ما نعنيه هو توحيد الإيماءات والتوافق في واجهة المستخدم وبنفس الوقت جعلها مرتكزة على المستخدم من خلال اختبار علمي وعملي لقابلية استخدامها من قبل المستخدمين عبر عمليات بحث لتجربة المستخدم (كانت تستخدمها آبل ولكنها توقفت عن ذلك منذ زمن).

ويجب أن تقدم منتجات آبل تجربة مستخدم سهلة بحيث يحتاج المستخدم لتعلم مجموعة واحدة من الخيارات بدلاً من اختلافها باختلاف المنصة.

وبالنظر لشركة مايكروسوفت وهي الشركة التي تركز بشكل كبير على تجربة المستخدم لكي لا تعود للفشل الذريع الذي تلقته في هواتف ويندوز، لذا فهي الآن تقوم بتوحيد تجربة المستخدم ضمن كل أجهزتها.

ولم تستثني شيئاً في هذه العملية بدءاً من أنظمة التشغيل وحتى برامجها وعتادها الصلب وكان الهدف الوصول لتجربة مستخدم واحدة على جميع أجهزتها.

ولفعل ذلك كان لدى مايكروسوفت مجموعة من المعايير التي تسمح للتطبيقات أن تعمل في أي جهاز مهما كان شكلة وتتلاءم بشكل تلقائي.

وتعمل جوجل على نفس الهدف لتمتد تجربة المستخدم لديها من هواتفها الحالية إلى هواتفها الجديدة، الحواسب اللوحية، الحواسيب، الأجهزة القابلة للارتداء وحتى السيارات التي تستخدم تطبيقات.

لذا يجب أن تركز آبل على تطوير واجهة أنيقة تستطيع العمل على جميع أجهزتها بالإضافة إلى استراتيجية حواسيب لوحية مترابطة مثل سيرفس.

إصلاح جميع المشاكل

في حال غض النظر عن تصميم آيفون المستنسخ عاماً بعد عام منذ آيفون 6 عام 2014 فهنالك العديد من مشاكل الجودة غير المقبولة في أي منتج تعاني منها آبل التي تطلب أسعار مرتفعة.

حيثُ واجهت الشركة عدة مشاكل جودة في عام 2018 كالاكسسوارات وهي القطاع المهيمن والأسرع نمواً من ناحية الربح لدى آبل، حيث تقوم الشركة ببيع وصلات ودونجل بأسعار مرتفعة ومع ذلك قد تتعطل بعد أشهر أو أسابيع من الاستخدام.

هذا ولم نذكر بعد المشاكل في شاشات آيفون، بيانات المستخدم التي تضيع للأبد بفضل خطأ في سعة تخزين SSD، لوحة مفاتيح غير متينة في بعض الحواسيب المحمولة، زمن حياة بطارية ضعيف. وحقيقة أن أحدث إصدار من آيفون يحتاج الكثير من الإصلاحات لأنه مصنوع من الزجاج وهذا لا يقدم جودة أفضل.

ولا نقتصر في حديثنا على العتاد الصلب فبرمجيات وخدمات آبل أيضاً لديها مشاكلها الخاصة فخدمة iCloud لا تعمل بشكل جيد معظم الأحيان بالإضافة لطرق غير واضحة لمشاركة المستندات والتزامن البطيء وهذا ما دعا العديد لعدم استخدام iCloud والانتقال لخدمة سحابية أخرى.

صنع هاتف آيفون واحد مميز

فشل هاتف آيفون XS -الذي يُزعم أنه هاتف آبل الأحدث والأفضل- في أن يقدم أي إبداع فهو بشكل أساسي مشابه لهاتف آيفون X: نفس زمن حياة البطارية، هيكل من الزجاج ونفس النوتش.

والمشكلة في أنَّ آبل تقوم بإطلاق نفس الهاتف منذ عام 2014 مع تعديلات مُحسنة للكاميرا، سرعة المعالج وبعض الميزات الجانبية، أي أنها لم تقم بأي تقدم واضح في أي منها بشكل يخدم المستخدم أو يجذبه وبسبب تراجع المبيعات قامت الشركة بخفض أسعار هواتفها الجديدة وزيادة الإنفاق على الإعلانات.

لذا حان الوقت لتقوم آبل بإطلاق هاتف وحيد ولكن مميز يملك بطارية تستطيع تشغيله ليومين لا 9 ساعات و 41 دقيقة كما سجل آيفون XS.

ويجب أن يُصنع من مواد بحيث لا تحتاج لوضعه ضمن بيت حماية بحيث يكون ذو سطوح مقاومة مثل الجلد، السيراميك، ألياف الكربون، المطاط. أيضاً لما لا تسمح آبل لمستخدميها بتخصيص هواتفهم كما تفعل مع Apple Watch.

وربما يجب أن يكون هذا الهاتف قابل للاستعمال بيد واحدة ويستخدم تصميم جديد يلغي فيه كل أخطاء آبل السابقة.

وأخيراً يجب جعل خط إنتاج آيفون أبسط. صحيح أن السوق يحتاج لسويات سعرية مختلفة ولكن وجود أشكال عدة لآيفون 7، 8، XR وXS بدأ يشبه خط إنتاج ماكنتوش في التسعيتات والذي اضطر Steve Jobs لإلغائه لأن المستهلك لم يفهمه.

إن وجود هاتف آيفون مميز واحد فقط لن يُسهل على المستهلك عملية الشراء فحسب بل سوف يجذب انتباه المستهلكين بشكل أكبر ولكن للأسف وبحسب أخر التحليلات فإنها سوف تتبع نفس السياسة في إطلاقها القادم لهواتف آيفون.

التوقف عن استنزاف نقود المستهلكين

يجب أن تتوقف آبل عن اتباع سياستها الحالية في الأسعار فمن الطبيعي أن تحصد الأرباح ولكن من السخيف بيع هاتف بسعر حاسوب دون تقديم ميزات واضحة وبالأخص في ظل وجود منافسين أقوياء مثل Xiaomi و OnePlus.

مثلاً كيف من الممكن لآبل جعل المستخدم يدفع 70$ من أجل شاحن 61 واط وتقييمه نجمة من أصل 5 بينما هنالك شواحن أفضل بكثير وبتقييم أعلى وتكلفة أقل من 50$. فهذا استخفاف بعقل المستهلك وهنالك العديد من الأمثلة الأخرى والتي يوجد لها بديل أفضل وأرخص من إنتاج شركات أخرى.

يجب المخاطرة قليلاً

يجب على آبل أن تتابع مسيرتها في الإبداع لذلك يجب مقاومة رغبتها في إضافة ميزات مخفية وتحديثات جانبية لعتادها الصلب وبرمجياتها والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير أشياء خلاقة.

متى كانت آخر مرة سمعت فيها أن آبل قد اخترعت شيئاً جديداً، ربما كان ميزات الصحة في Apple Watch Series 4 مثل معدل ضربات القلب ومراقبة إشارة ECG قريبة أن تكون كذلك.

يجب على آبل القيام بالمزيد من المخاطرات وإلا قد يتم نسيانها في زمن قصير.

القيام بما هو صعب

بالتأكيد تحتاج الشركة للحفاظ على الأشياء الجيدة، بما في ذلك موقفها من خصوصية المستخدمين بأنها حق أساسي للمستخدمين، لتعارض جوجل وفيسبوك المتهمين بالاستفادة من البيانات، وقد سمحت للمستخدمين بتنزيل بياناتهم، وتصدت للكثير من الضغوطات الحكومية، لذا تحتاج الحفاظ على هذا الوعد والاستمرار به.

وأخيراً ربما على آبل العودة إلى جذورها وقيمها التي أنشئت من أجلها، ليس من أجل الربح بل أن تبقى القيمة الأكبر.

راجع أيضاً:

بالفيديو قصص حقيقية لإنقاذ حياة أفراد بمساعدة ساعة آبل

معالج كوالكوم الجديد Snapdragon 855 أم آبل A12 Bionic أيهما أفضل!

Ali Qa
الكاتبAli Qa
مهندس اتصالات، محرر ومترجم مقالات تقنية