عمليات إطلاق الحملات إلى الفضاء هي من أكثر الأحداث تشويقاً التي يمكن أن تشهدها، ولكن من يعمل في هذا المجال يكون على درجة عالية من التوتر لأنه على دراية باحتمالية حدوث خطأ يُفشل هذا الحدث الذي حُضر له منذ شهور.
الأسبوع الماضي في فلوريدا تم إطلاق صاروخ SpaceX Falcon 9 إلى محطة الفضاء الدولية ISS محملاً بآلاف الديدان المكروية.
تم إطلاق الصاروخ من مركز كندي للفضاء التابع لـ ناسا في الرابع من شهر ديسمبر وسوف يتعاون رائد الفضاء الروسي Oleg Kononenko ورائد الفضاء الأمريكي Anne McClain والكندي David Saint-Jacques في تجارب علمية حالما يصلون لمحطة الفضاء الدولية.
ويأمل الباحثون في ناسا أن تساعدهم هذه الديدان المرسلة على اكتشاف سبب الخسارة العضلية التي تُصيب رواد الفضاء خلال رحلاتهم خارج الأرض، حيث يمكن أن يخسر رائد الفضاء حوالي 40% من كتلته العضلية خلال مهمة طويلة الأمد مما ينتج عنه انخفاض في القوة العضلية للجسم.
هذه الخسارة في الكتلة العضلية تعادل التقدم بالعمر على الأرض من 40 سنة لـ 80 سنة، وبالتالي هذه الظاهرة تُعد عقبة كبيرة أمام رحلات استشكاف الفضاء طويلة الأمد مثل مهمة الوصول إلى المريخ.
ولقد تم البحث في فيزيولوجية الجسم لأول مرة خلال رحلتي ناسا Apollo و Skylab خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي وبالرغم من مرور 5 عقود زمنية من البحث في الفضاء، لا يوجد حتى الآن إجراءات وقائية يمكنها أن تمنع الآثار السلبية لرحلة الفضاء على رواد الفضاء.
ولكن إجراء التمارين الرياضية قد يُبطئ قليلاً من معدل خسارة الكتلة العضلية، ولذا يقوم رواد الفضاء حالياً بإجراء تمارين لمدة ساعتين ونصف يومياً للحد من خسارة العظام والعضلات والآثار السلبية على القلب والأوعية الدموية.
ماذا سيحصل للديدان بعد وصولها
سوف يتم نقل الديدان إلى محطة الفضاء الدولية باستخدام أكياس بلاستيكية خاصة ليتم وضعها ضمن حاضنات مع طعامها لمدة 6 أيام ونصف. وبعدا سيتم تجميدها ضمن ISS freezer MELFI لتوقف أي تغيير على الديدان.
وستعود هذه الديدان إلى الأرض في بداية عام 2019، لتحط ضمن المحيط الهادئ على سواحل لوس انجيلوس ليتم التقاطها من قبل الباحثين ليبدؤوا عمليات التحليل المكثفة عليها.
ويهدف الباحثون بشكل خاص لاكتشاف الميكانيكية الجزيئية لسبب فقدان العضلات في الفضاء. وتدعى الديدان المكرويةالمستخدمة لتحقيق ذلك C elegans ويبلغ طولها حوالي 1 ملم.
حيثُ تمتلك هذه الديدان جدار عضلي للجسم مشابه كثيراً لبنية العضلات الهيكلية للإنسان في الوظيفة والهيكلية.
وأخيراً قد تساعد هذه الأبحاث على اكتشاف السبب وراء انخفاض الكتلة العضلية للإنسان، وربما إيجاد مضاد له ليتمكن رواد الفضاء في ناسا من إجراء رحلات طويلة لكوكب المريخ وربما ما هو أبعد منه.
راجع أيضاً:
كل ما تحتاجه من تقنيات لتبدأ رحلة خسارة الوزن
ماذا تعني هوائيات MIMO 4*4 وهل يحتاجها هاتفك الذكي؟