بعد قرابة عقد من الزمن على إطلاق أول هاتف ذكي، لم يعد بإمكان الكثير من الناس الابتعاد عن هواتفهم خصوصاً جيل الألفية الذي يبدو أنه نشأ لاستخدام هذه الهواتف.
مئات الدراسات المنشورة اليوم تظهر مدى ارتباط الناس بهواتفهم الذكية، بدءً من عدد الساعات أو التفاعل مع هذه الهواتف أكثر من العائلة، وصولاً إلى دراسات تبين عدم قدرة الكثيرين على العيش بدونها.
لسنا هنا بصدد استعراض أو مناقشة هذه الدراسات، بل نريد القفز إلى بعض الأمثلة العملية التي أثرت فيها الهواتف الذكية على حياتنا.
هذه 5 لحظات سعيدة في حياتنا حولتها الهواتف الذكية إلى لحظات تعيسة
تناول الطعام
لا أدري حقيقة من صاحب فكرة استخدام طاولة ووضع الأطعمة عليها عند تناول الوجبات، بأي حال وعلى مدار التاريخ كان وقت تناول الطعام بالنسبة للعائلة هو وقت جيد لتبادل أطراف الحديث.
لكن منذ وصول الهواتف الذكية تغيرت الكثير من الأمور، فموائد الطعام سواءً في المنازل أو في المطاعم والمقاهي لا تخلو من شخص يمسك بهاتفه الذكي للدردشة عبر تطبيقات التواصل الفوري أو للتحقق من الاشعارات على الشبكات الاجتماعية، وأصبحت المحادثات الجميلة خلال تناول الطعام في مهب الريح.
أما إن كان في أفراد العائلة أو مجموعة الأصدقاء من يستخدمون انستقرام، فستكون الأمور أسوء من السابق حيث ستدور كل المحادثة حول كيفية التقاط صورة جيدة للطعام ومشاركتها مع المتابعين.
الحفلات والمناسبات
الشبكات الاجتماعية تعد وسيلة رائعة لتبادل الخبرات والتجارب الشخصية، لكنها للأسف ذات تأثير سلبي قوي على حياتنا، خصوصاً حين تمنعنا من تجربة الحياة على حقيقتها وهذا ما يحدث تماماً في الحفلات والمناسبات سواءً العامة أو الخاصة، فأغلب الحضور يبحث فقط عن تسجيل اللحظات بهاتفه الذكي مثل التقاط الصور والفيديوهات أو البث المباشر.
بالتأكيد لا يوجد مشكلة في التقاط بعض الصور الفوتوغرافية، ولكن قضاء الحفل أو الحدث بأكمله في التصوير والتسجيل وإرسال الرسائل النصية والدردشة على الهاتف والتفاعل على الواقع الافتراضي، يمنعنا جميعاً من الاستمتاع بحضور هذه المناسبات والاحتفالات.
قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء
في الوقت الحاضر، عند وجودك مع عائلتك أو أصدقائك فإنك تجد التفاعل مع الهواتف الذكية أكثر من التفاعل بين الأشخاص الموجودين أنفسهم.
لذا فإن التجمعات العائلية أو بين الأصدقاء أصبحت أكثر هدوءً مما كانت عليه في السابق، فالجميع الآن يحدق بهاتفه الذكي ليرسل بعض الرسائل أو يتابع بعض الأشياء.
هذا النقص في التواصل وجهاً لوجه يؤثر على حياتنا، ويجعل من الصعب علينا التواصل مع الآخرين.
أعتقد أننا جميعاً نفتقد الأوقات التي تجمعنا مع العائلة أو الأصدقاء على طاولة واحدة يسودها المرح والمتعة، بدلاً من التحديق في شاشة الهاتف.
قيادة السيارة
ما الذي يفعله سائق السيارة الآن عند التوقف على إشارة المرور الحمراء؟ على الأغلب يتصفح هاتفه الذكي لمعرفة آخر الإشعارات أو للحصول على لمحة عن أمر ما على الهاتف.
أما ركاب السيارة فعلى الأغلب أنهم يستخدمون هواتفهم الذكية طوال الوقت، سواءً كانوا ذاهبين في عطلة أو سفر أو السير لمسافة طويلة بالسيارة.
قبل الاعتماد على شبكات واي فاي في كل مكان، لم تكن السيارات صامتة كما هي اليوم، فكانت الدردشات والمزاح والغناء طوال الرحلة حاضراً، أو حتى على الأقل تأمل المناطق من حولنا بدلاً من التحديق بالهواتف.
مشاهدة التلفزيون
كان للتلفزيون نكهة خاصة سابقاً، حينما كانت تجتمع العائلة لمشاهدة مسلسل أو فيلم أو حتى لتشغيل لعبة ما وتبادل أطراف الحديث وإطلاق التعليقات المضحكة.
لكن الآن أصبح التلفزيون وقت لتعدد المهام، حيث يتم تشغيله بينما كل شخص يُمسك بهاتفه الذكي أو حاسبه اللوحي وهو يجلس أمامه صامتاً.