YS IX: Monstrum Nox هي أحدث إصدار في سلسلة ألعاب YS من المطور Nihon Falcom، والتي تحكي دائمًا قصص مغامرات البطل الأحمر Adol Christine، أثناء صدامه مع الوحوش، والآلهة، وإمبراطورية رومون وغيرهم في نظير خيالي للعالم الواقعي.
كل عنوان في السلسلة هو بمثابة فصل مختلف في رواية أدول التي تتضمن أكثر من مائة مغامرة، والتي عادة ما تصوره لنا وهو يزور أرضًا جديدة، ويستكشف الآثار القديمة، ويهزم شرًا قديمًا متأصلًا في قلب تراث المدينة أو المكان الذي يزوره.
لعبة Monstrum Nox هي مغامرة أخرى وأكثر تجارب السلسلة التي رأيناها نضجًا وغموضًا إلى اليوم، وحتّى أن عمر البطل نفسه يصبح 24 عامًا، ليكون في أكبر مرحلة عمرية وصل إليها في أي لعبة إلى الآن.
هذه المرة يصبح البطل أدول محاربًا حارسًا يقظًا يتحرك في الخفاء مع قوى سحرية غامضة تُدعى Monstrum، المحور الأساسي لأحداث اللعبة وحياة أدول الجديدة في مدينة Balduq، وكذلك نظام القتال المطور والمحسّن والذي يعتمد تحديدًا على هذه القوى الجديدة.
YS IX: Monstrum Nox متوفرة الآن على منصّة PS4، وقريبًا على منصّات PC, Nintendo Switch.
مراجعة لعبة YS IX: Monstrum Nox ..
رحلات البطل القرمزي تتخذ مساراً جديدًا ومظلمًا
يصل Adol وشريكه الدائم في المغامرات Dogi إلى مدينة Balduq المحاصرة بالأسوار بنوايا بريئة، ولكن يتم سجنه على الفور للاشتباه في نشاط إجرامي من قبل حامية رومون في السلطة. سجن المدينة مبنى ضخم عمره قرون ويحتوي على العديد من الأسرار، بالإضافة إلى العديد من السجناء الآخرين المظلومين مثله.
يتم استجواب أدول عدة أيام، ثم يخرج من السجن بمساعدة جاره في الزنزانة ليواجه لقاء مصيريًا مع امرأة غامضة تُدعى أبريليس، والتي تمنحه قوى Monstrum الجديدة بدون أي سابق إنذار.
الهدية التي حصل عليها تساعده في الحصول على قوى خارقة ومميزة، ولكن سرعان ما يكتشف أنها أيضًا لعنة لأنها منعته من مغادرة المدينة متى أراد ذلك.
أدول، أبريليس، سجن بالدوك، ولعنة مونسترم هي الأعمدة التي تدعم سرد القصة في Monstrum Nox. يتم تعميد بطلنا بالاسم الرمزي “الملك القرمزي”، ويدخل في صراع مع خمسة مجندين مونسترم آخرين ضد بعد الشياطين الموازي الذي يهدد حياة المدينة والعالم بأكمله.
فقط من يمتلكون اللعنة قادرين على رؤية البوابات المؤدية إلى هذا البعُد الموازي، وتشير أبريليس إلى أن استكشاف السجن أيضًا هو مفتاح مهم للحرية مثله مثل محاربة قوى الشر، وهكذا يتجه بطلنا لاستكشاف المدينة وتعلم المزيد عنها وعن حلفائه وقوى المونسترم الجديدة.
يقاتل البطل الوحوش في مناسبة واحدة أو مرتين في كل فصل، كما أنه يستطيع استكشاف مناطق سرية وكهوف جديدة ويساعد من خلال استكشافه العديد من السجناء المظلومين. يتم تكرار نفس الأسلوب لمدة طويلة تستغرق الفصول الستة أو السبعة الأولى من العملية، مما قد يصيب اللاعبين بالضجر بعض الشيء من هذا النمط الثابت.
على الاقل، استكشاف بالدوك ليس عملًا روتينيًا كما يبدو من الكلمات السابقة، لأن Monstrum Nox تسجل بدقة مقدار كل بيئة يستكشفها البطل وتكافئه وفقًا لذلك بصورة مشابهة لمؤشر نسبة الاكتمال الذي رأيناه في YS: Memories of Celceta، مما يجعل التجوال مختلفًا وممتعًا قدر الإمكان.
تفتح اللعبة كذلك العديد من طرق التنقل الفريدة مع الوقت، كما أنها تستغل الإعداد المبدئي الموحد لعالم القصة لصنع ترابطات وممرات سرية بين مناطق اللعبة المختلفة لتشجيع الاستكشاف. المحبط فقط أن معظم المناطق تستخدم نفس طابع الجدران ذي الأسقف العالية (عدا اثنان أو ثلاثة يبدوان مثل المجاري المهجورة أو القنوات المائية).
بعد فصول عدّة يتمكن اللاعب من الخروج إلى مناطق أخرى خارج المدينة نفسها، ولكن كلها تبدو أيضًا متشابهة وتتكون من سهول عشبية أو مرتفعات صخرية رأينها مئات المرات من قبل، وكنا نتمنى أن نشعر بالمزيد من التفرّد في صناعة هذه المناطق المختلفة وتشجيعنا على استكشافها بشكل أكبر.
لذلك، نعتقد أن أحد أعظم نقاط القوة في اللعبة، هي استكشاف مدينة بالدوك نفسها، لأن التخطيط الهيكلي الرائع للمدينة (وقدرات المونسترم) تسمح بالكثير من الطرق الممتعة للتجول، وتجعل تصميم المدينة أكثر جاذبية للتنقل عبره.
قد لا تحتوي المدينة على الكثير من المساحات المفتوحة، ولكن على الجانب الآخر تتصل هذه المساحات الضيقة بطرق متنوعة تجعلك تفكر أكثر من مرة في كيفية استخدام المحيط بأفضل طريقة اجتياز الصعوبات وإتمام المهام.
عالم اللعبة باهت وكئيب في تناقض صارخ للجمال المفعم بالحيوية الذي كان ملحوظًا في معظم ألعاب السلسلة، وكتابة قصص الشخصيات نفسها تضيف إلى هذا العالم المظلم القاتم وتجعله آسرًا أكثر مما يبدو هو عليه في الأساس.
للأسف لا يساعد محرك Falcom الرسومي في إبراز هذا الجمال بالشكل المطلوب، خاصة في حركة الشخصيات الجانبية أثناء المقاطع الجانبية، وهذا أمر مؤسف لأن اللعبة تعمل بشكل رائع على منصّة الجيل الحالي مع معدل إطارات ثابتًا على 60 إطارًا في الثانية معظم الوقت، ونتمني أن يستثمر المطور في تطوير محرك هذه السلسلة في المستقبل مثلما سيفعل مع سلسلة Trails.
اللمسة الجديدة والفريدة من نوعها للعبة Monstrum Nox هي الشخصيات الستة القابلة للعب، والتي تختلف في الشخصية والمظهر وأسلوب القتال بما يكفي لتكون من أفضل فرق البطولة التي عهدتها ألعاب المطور Falcom.
في كل فصل من الفصول من الثاني وإلى السادس، تدور القصة حول أحد حلفاء أدول الجدد، مما يؤدي إلى الكشف في النهاية عن هويتهم المدنية ومرافقته في جميع مهامه المستقبلية. كل واحد منهم قادر على استخدام ضربات سحرية متنوعة مثل مخالب القطط أو خيوط الماريونيت أو المقذوفات الطيفية، ودمجها في مجموعات حركات مختلفة مثل الألعاب السابقة.
طاقم الشخصيات يذهب إلى أعماق جديدة أبعد مما عهدناه في اللعبة سابقة من السلسلة من خلال المهام الأساسية والاختيارية على حد سواء، حيث يلتقي اللاعب بالعشرات من الشخصيات الذين يلعبون أدوارًا فريدة في المدينة، ومرتبطين أرتباطًا وثيقًا بعالم اللعبة والشخصيات الرئيسية تمامًا مثل سلسلة ألعاب Trails.
سيتمكن اللاعب من فتح حانة تُسمى Dandelion في مبنى مهجور، ومن خلالها يمكن تنظيم المهام الخاصة بك، ومساعدة باقي الشخصيات والقيام بجميع أنواع الطهي وصياغة الأدوات والأسلحة تمامًا مثل معظم ألعاب الأر بي جي، ولكنها ذات تأثير هنا لأن الشخصيات القابلة للعب هم أصلًا من سكان هذه المدينة، وعلى علاقة وثيقة بالقصص والشخصيات التي تعيش فيها.
تُعد المهام الجانبية في Monstrum Nox واحدة من أهم النقاط التي تميز اللعبة، لأن معظمها يلعب دورًا رائعًا في التعريف بأعضاء فريق اللعبة، أو إبراز جزء من الثقافة أو مجتمع السكان في بالدوك، وفهم الصورة الكبيرة للعالم لن يكون ممكنًا إذا ما تم تخطي هذه المهام الجانبية أو تفويتها.
لكن من الصعب على أي حال تفويت هذه المهام، لأن اللعبة تجبرك على إتمام الكثير منها لشحن مقياس الاستكشاف والانتقال إلى الفصل التالي، ولكن لنكون صريحين العديد من هذه المهام يصبح تكراريًا مع الوقت، لدرجة أن اللعبة نفسها تمنحك خيار تجاوز المهمة كما لو كنت قد أكملتها كأنها تعرف أنها ستصبح مملة بعد فترة.
ومع ذلك، تظل Monstrum Nox ممتعة بشدّة للعب بغض النظر عن التكرارية، حيث يمكن لطرف من ثلاثة شخصيات أن يشارك في معارك آكشن سريعة، مع إمكانية التبديل بين الشخصيات في أي وقت، ويمكن تعيين ما يصل إلى أربعة مهارات مختلفة لكل شخصية، بالإضافة إلى وضع مؤقت لزيادة قوة ومؤشرات الشخصية عند اللحظات الصعبة.
تظل جميع الأنظمة القديمة موجودة مثل المراوغات السريعة واللحظية، والتي تكافئ اللاعبين بزيادة في السرعة والقوة الهجومية متى قاموا بتنفيذها بالشكل الصحيح، كما أن اللعبة الجديدة تضيف قدرة الانتقال إلى العدو الذي يختاره اللاعب بشكل فوري، مما يسرع من وتيرة المعارك خاصة مع الأعداء الذين يطيرون في الهواء.
كل شخصية لها سلاح مختلف ومجموعة متنوعة من الحركات والمهارات التي يمكن تعلمها والارتقاء بها، كما أن الموسيقى التي لطالما كانت جانبًا قويًا من ألعاب المطور تعود مجددًا بالكثير من المقطوعات المثيرة وبعض عمليات إعادة الترتيب الذكية لمقطوعات مشهورة سابقة بشكل جيد للغاية في مناطق محددة، وفي نفس الوقت تتناسق جميع هذه المقطوعات مع الخلفيات والبيئات المظلمة بشكل فعال للغاية.
تحتوي اللعبة على العديد من الإسقاطات كذلك على وقائع تاريخية حقيقية، مثل حرب المائة عام بين فرنسا وإنجلترا، كما أن العديد من الوحوش الرئيسية تشبه الرؤساء من ألعاب سابقة، مما يجعلنا أدول يعود بذكرياته إلى بعض التفاصيل التي ساعدته في التغلب على كل منهم في وقته.
تقنية أخرى تعود من الألعاب السابقة هي غارات الدفاع، ولكن هذه المرة الغارات مرتبطة أكثر بإعداد المدينة ككل وليس في شاشة معركة منفصلة، كما أن جميع الشخصيات تشارك في الدفاع أثناء هذه الغارات وليس ثلاثة منهم فقط، ولذا فهي تُعتبر أكثر حيوية من الألعاب السابقة.
وكما كان الحال في YS VIII، يمكن بناء دفاعات مثل الشراك الخداعية ومناطق الانحدار والقوة النارية الإضافية لمساعدتك، بالإضافة إلى وجود الشخصيات التي لديها مهارات محددة لمساعدتك في مثل هذه الحالات.
يجب العلم كذلك أنه لا يوجد أي نوع من الشروط التي تتطلب تحقيقها للوصول إلى نهاية اللعبة مثل Lacrimosa of Dana، لأن اللعبة تحتوي على نهاية واحدة فقط لا أكثر.
كلمة أخيرة
Ys IX: Monstrum Nox هي إضافة أخرى ممتازة لسلسلة YS، وتساعد نغماتها الداكنة وأجوائها الكئيبة على تمييزها عن باقي السلسلة. كتابة الشخصيات وتفاصيل العالم أصبحت أكثر نضجًا وعمقًا، كما أن الموسيقى المستخدمة وأسلوب القتال السريع يساعدان على تقديم نفس جودة الإثارة والمتعة التي اشتهرت بها السلسلة طوال السنين الماضية.
لمن هم غير واثقين في مستوى ترجمة اللغة الإنجليزية للعبة بسبب المشاكل التي واجهتها ترجمة YS VIII عند الإطلاق، فيمكنهم أن يتخلصوا من مخاوفهم لأن الناشر NIS America سعى لضمان ألا تعاني Monstrum Nox من نفس المصير، وعملت على تقديم تجربة رائعة لا تشوبها أي شائبة في اللغة المكتوبة.
تستغرق اللعبة 35 ساعة على الأقل للانتهاء منها بالنسبة لطريقة اللعب النموذجية، ولكن أولئك الذين يرغبون في إتمام كل المحتوى الذي تقدمه اللعبة، فمن المرجح أن يلعبوها لمدة 50 ساعة أو أكثر، وبالطبع قد يزيد إجمالي هذا الوقت اعتمادًا على الصعوبة التي يختارها اللاعب من الست صعوبات المتاحة للعب.
Review overview
الإيجابيات
- أفضل إعداد ومكان في السلسلة إلى الآن
- خريطة ضخمة مليئة بالأسرار وطرق ممتعة للكشف عنها
- تعديلات جديدة على أنظمة القتال
- عمق أكبر للشخصيات الرئيسية والجانبية
- موسيقى تصويرية ممتازة
السلبيات
- التكرارية في نمط العديد من المهمات والأماكن
- محرك الرسوم لا يحمل أي تطورات ملحوظة
- تبدأ القصة في الإتساع بعد فترة طويلة جدًا من وقت اللعب
الملخص
8Ys IX: Monstrum Nox هي إضافة أخرى ممتازة لسلسلة YS، وتساعد نغماتها الداكنة وأجوائها الكئيبة على تمييزها عن باقي السلسلة. كتابة الشخصيات وتفاصيل العالم أصبحت أكثر نضجًا وعمقًا، كما أن الموسيقى المستخدمة وأسلوب القتال السريع يساعدان على تقديم نفس جودة الإثارة والمتعة التي اشتهرت بها السلسلة طوال السنين الماضية.