صنعت سلسلة The Legend of Heroes اسمًا لنفسها على مدار السنوات بفضل القصة المتفرّعة التي تحمل أسرارًا كثيرة، وعالمها الواسع المفصّل، والشخصيات المترابطة ذات الأبعاد المتنوعة، ونظام القتال الكلاسيكي العميق والممتع.
منذ بداية السلسلة كان يتم التلميح عن الكثير من الأسرار التي تخص قارة Zemuria التي تدور فيها جميع أحداث السلسلة، والآن مع العنوان الجديد Trails of Cold Steel IV .. حان الوقت لكشف الستار عن العديد من هذه الأسرار، وتحديدًا المتعلقة بإمبراطورية إيربونيا الموطن الأساسي لأحداث سلسلة Trails of Cold Steel وبطلها Rean Schawrzer.
تابعنا بطل الرواية Rean Schawrzer لثلاثة إدخالات هو ينتقل في حياته العملية من طالب إلى أستاذ وسط الكثير من الاضطرابات السياسية والصدمات الحياتية غير المتوقعة.
نهاية الجزء الثالث تركت بطلنا في محنة كبيرة، ووضعته هو ورفاقه في ظروف أكثر قسوة من أي وقت مضى، ويمكننا حتّى أن نستنبط من الصورة المرئية الرئيسية لغلاف اللعبة أن جميع الأبطال أصبحوا غير قادرين على مواصلة حياتهم العادية، بعد أن تصاعدت الأمور بشكل سريع وعلى مستوى ضخم يهدد سلامة العالم بأكمله وليست الإمبراطورية محور الأحداث الجارية فقط.
الجزء الرابع يمثل تتويجًا للقصة الكبيرة التي كان المطور يرويها منذ بدء السلسلة في Trails in the Sky. لا يزال Rean Schawrzer هو الشخصية الرئيسية في هذا الجزء، ولكن ستظهر العديد من الشخصيات الأخرى من مختلف عناوين السلسلة لأن هذا الجزء يمثل نقطة وسطية ومحورية في القصة الإجمالية.
سيأتي العديد من الرفاق المخلصين من خارج إمبراطورية إيربوينا لمساعده البطل مما يجعل عدد الشخصيات المشاركة في هذه المعركة الأخيرة هو الأكبر في تاريخ السلسلة وتاريخ ألعاب الأر بي اليابانية في العموم.
Trails of Cold Steel IV ستكون متوفرة في السابع والعشرين من أكتوبر على منصّة Playstation 4، ولاحقًا في عام 2021 على منصّات PC, Nintendo Switch. (تمت المراجعة على منصّة PS4).
مراجعة لعبة Trails of Cold Steel IV ..
الخاتمة المثالية لعشاق سلسلة أسطورة الأبطال
تجدر الإشارة إلى أنه نظرًا للتسلسل الزمني لأحداث السلسلة، فإن لعبة Trails of Cold Steel IV مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالألعاب الثلاثة التي سبقتها، وتقوم خلال الأحداث بحرق العديد من التفاصيل التي تخص جميع إصدارات السلسلة السابقة بما في ذلك الألعاب التي تغطي قصة مملكة Liberl وولاية Crossbell، وهكذا فإن اللعبة تغطي ثلاثة مقاطعات كبيرة من الخمس اللذين يشكلون عالم Zemuria الضخم.
تستغل اللعبة الكثير من التطورات التي شهدها اللاعبون على مدار السلسلة لخلق أحداث ضخمة ومؤثرة، بالإضافة إلى التجهيز لمغامرات جديدة في المستقبل في كل من جمهورية Calvard وإمارة Remiferia اللتان تشكلان الجزء المتبقى من عالم اللعبة واللتان لم تقم السلسلة باستكشافهما إلى الآن، رغم ظهور العديد من الشخصيات المؤثرة والمحورية من هاتين المقاطعتين والتلميح إلى العديد من المشاكل السياسية المتعلقة بكل منهما.
سوف نتجنب في هذه المراجعة حرق أي تفاصيل متعلقّة بقصة اللعبة أو الأحداث الجارية، ويُفضل لمن يبحث عن المزيد من التفاصيل التي تخص عالم السلسلة أن يعود إلى المراجعات السابقة على موقعنا، والتي غالبًا ما تخلو من الحرق، ولكنها تعمل على تقديم المزيد من التفاصيل بخصوص عالم اللعبة والسلسلة في المُجمل، أما بالنسبة لهدفنا الأساسي من كتابة المراجعة، فهو أمر آخر مهم لم يكن باستطاعتنا القيام به إلا بعد إصدار هذا الجزء تحديدًا، والذي يمثل أحد النقاط المحورية في ارتباطنا بالسلسلة من البداية.
الهدف الذي نضعه نصب أعيننا خلال كتابة هذه المراجعة هو صنع تقييم شامل للنهاية التي تكتبها هذه النقطة الهامة في السلسلة، وهل كانت فعلًا تستحق هذا العناء والانتظار الذي دام سنوات طويلة؟ أم أن المعجبين لم يحصلوا على ما يستحقونه، ولم يتم الإجابة على جميع الأسرار والاستفادة من جميع الشخصيات والأحداث المتفرقة في إصدارات السلسلة المتنوعة؟ هل تستحق سلسلة The Legend of Heroes استثمار الوقت فيها.. خاصة لمحبي الألعاب اليابانية الكلاسيكية؟ كل هذا وأكثر سنقوم بالإجابة عنه في مراجعة اليوم.
في البداية، كنا قلقين بشأن وجود مثل هذا العدد الضخم من الشخصيات الرئيسية والمحورية وتأثيره على مجريات القصة، وهل سيكون باستطاعة المطور إبراز الشخصية التي يجب أن تظهر في كل مشهد بشكل جيد أثناء إنشاء السيناريو والأحداث أم لا، ولكن يبدو أن المطور يعرف جيدًا الوزن الذي قد يسببه مثل هذا الأمر، ولذلك حرص بشدة على تضمين تفاصيل أكثر حول كل من يظهر في أي مشهد رئيسي أو جانبي أكثر من أي إصدار آخر في السلسلة.
تحتوي كل جملة مكتوبة أو منطوقة على الكثير من العاطفة بسبب التاريخ الطويل للقصة والوقت الذي استغرقته السلسلة في بناء كل شخصية بشكل منفرد وإهتمام بالغ. الأمر الذي جعل التفاعلات بين الشخصيات وبعضها ذات حيوية ومعنى، والأهم أنها كانت منطقية في طريقة تنفيذها وإخراجها بالشكل الذي يحترم الوقت الذي قضاه المعجبون في معرفة كل التفاصيل المتعلقة بكل شخصية وكمية التطور والعمق الذي تحمله، وبدون إهمال أي عناصر أخرى قد تؤثر على علاقة الشخصيات ببعضها البعض أو الأحداث الجارية في العموم.
هناك الكثير من اللحظات التي شعرنا فيها بأهمية كل شخصية في تحريك الأحداث للأمام مهما كان دورها صغيرًا. تتميز سلسلة The Legend of Heroes باحتوائها على مئات الشخصيات الغير قابلة للعب NPC، ولكنها تبرع إلى الآن في إعطاء الوقت والإهتمام لهذه الشخصيات التي قد لا يكون لها أي دور في باقي ألعاب الفيديو، حيث أنها هنا تمتلك حياتها الخاصة والمشاهد المتعلقة بها وكمية ضخمة من التفاصيل والكلمات المكتوبة التي تخص كل منها، بالإضافة إلى دورها الأساسي في تفسير تأثير مجريات القصة، وتأثير الحروب السياسية والمعارك الخارقة للطبيعة على حياة جميع الأفراد والعائلات والمدن في كل مكان حول عالم Zemuria.
هذه النقطة من أكثر التفاصيل التي نالت إعجابنا في تجربتنا مع Trails of Cold Steel IV. اللعبة تسير على منوال قد يبدو مألوفًا لمن قام بتجربة الألعاب السابقة، وهو أن اللعبة تعطيك منذ البداية طائرة خاصة تسمح لك باستكشاف العديد من المناطق التي تم تقديمها في باقي الأجزاء، ويتم فتح المزيد منها ببطء مع التقدّم في القصة، وفوق ذلك تسمح لك اللعبة بزيارة مناطق جديدة خارج إمبراطورية إيربونيا مثل مدينة Crossbell وقرية Ulster التي ظهرت في بعض القصص الجانبية للسلسلة.
الزيارات لهذه المناطق الكثيرة لا تعني وجود العديد من الأنشطة الجانبية وحسب، بل يمكن اعتبارها عاملًا أساسيًا في تحديد حجم المشكلة التي تواجه الأبطال وتهدد حياة القارة بأكملها. أبطال القصة -رغم ضخامة عددهم- لا يمكن اعتبارهم عددًا عشوائيًا لإرضاء جميع الأذواق أو إضافة المزيد من التنوع إلى الشخصيات القابلة للعب، بل كل شخصية من الشخصيات لديها خلفية ضخمة وواسعة ومرتبطة بشكل كبير بأحداث القصة والعائلات والمنظمات المشاركة فيها من مختلف البلاد.
كل بلد يسحقه ثقل سياسي واقتصادي هائل ولا يمكن الهروب منه بطريقة سهلة (وهذا ينطبق على كل من الأبطال والأشرار). تتشكل دوافع الشخصيات وأحلامها دائمًا من خلال الأماكن التي ولدت فيها، وخياراتهم المهنية والأشخاص الذين التقوا بهم، وهم وحتى عائلاتهم مرتبطون دائمًا بالنظام السياسي بطريقة أو بأخرى مما يفسح المجال للعديد من التقلبات المثيرة للاهتمام و تطورات غير متوقعة.
تبدو مخاطر الحرب الرئيسية حقيقية وواقعية لأنك تجد كل شخص يمسك بحياة الملايين بين يديه، وتظهر لك اللعب بشكل مستمر لك تفاعل الشخصيات مع كل واحد من هؤلاء الملايين وكيف تؤثر الحروب فعليًا على البلدان على العديد من المستويات المختلفة، ولا تركز على قتالات الشخصيات الرئيسية فقط. الأشرار كذلك ليسوا مجرد أعداد موجودة لإضافة التحديات والوقائع الدرامية إلى القصة، وإنما هم مثلهم مثل الأبطال معظمهم بشكل بأو آخر مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع الذي تبينه القصة.
سواء أكان هذا الرابط عائليًا أم وظيفيًا أو لأي سبب آخر، يجب أن يفكر الأشرار في مجموعة كبيرة من الخطوات للأمام قبل القيام بأي خطة لأنهم ما زالوا أشخاصًا عاديين يريدون أن تزدهر بلادهم بعد كل حرب بأقل الخسائر، وليسوا مجرد آلات بلا عقل لها تبحث عن التدمير قبل أي شيء وتبرر كل ما تفعله من خلال الميلودراما والذكريات المؤسفة والحزينة، أو لأن اللعبة تريد عرض معارك ضخمة وحماسية بدون تبريرات مقنعة أو بناء فعلي للأسباب التي يمكن أن تصنع مثل هذه المواجهات.
هذا الأمر يجعل حركتهم محددة مثل قطع الشطرنج، ويجبرهم على إتخاذ حسابات دقيقة قبل أي خطوة لما لها من تأثيرات سياسية واقتصادية واحتماعية وأبعاد متعددة من الصعب أن تجد مثلها في الشخصيات المعادية التي يكتبها أي عمل آخر. خطط الأشرار دائمًا ما تكون عميقة وعلى نطاق واسع ولا يمكن أبدًا معرفة ما يفكر فيه الشخص أو كيف تؤثر أفعاله على العالم من حوله (وهذا ينطبق أيضًا على كلا جانبي القصة).
إذا حاولنا تقسيم أجزاء السلسلة إلى نوعين، فهناك النوع الأول وهو الألعاب التي تهدف إلى بناء الشخصيات وتقديم المعلومات، والألعاب التي تستفيد من هذه المعلومات لخلق سيناريوهات ومواجهات ذكية.
Trails of Cold Steel IV هي من النوع الثاني ولكنها تقوم بخلق هذه السيناريوهات على نطاق واسع للغاية يدل على بُعد نظر المطور وأنه دائمًا يعمل للمستقبل ويحاول كتابة قصة متشابكة ومترابطة على خلاف العديد من ألعاب اليوم التي تتخلى عن تراثها من أجل تقديم تجربة جديدة مناسبة للاعبين المبتدئين وغير المعتادين على التركيز والإهتمام بتفاصيل قصص الألعاب.
من هذا المنطلق، نجد أن اللعبة مهتمة كثيرًا ببناء الأماكن الرئيسية والجانبية وملئها بالأنشطة والحوارات والكتب والمذكرات التي تحكي المزيد والمزيد عن تفاصيل هذا العالم والقوى المختلفة التي تحكمه.
لا يمكنك أن تصنع هذه التفاصيل في يوم وليلة، وإنما المجهود المبذول هو نتاج سنوات طويلة من التخطيط والكتابة الجيدة، والتي تحافظ دائمًا على جعل اللاعبين مستمعين بكل يتعرفون عليه من أشياء جديدة من حولهم، بالإضافة إلى تقديم المزيد والمزيد من الأسرار والمحفزات مع كل فصل جديد يمضي في اللعبة تمامًا مثل الأجزاء السابقة.
اللعبة تكافئ دائمًا كل من يهتم بها وتعطي اللاعبين منحًا كثيرة كيفما كان الوقت اللذين سيمضونه معها. كل نشاط يقوم به اللاعب يحصل من خلاله على نقاط يمكن من خلالها فتح أسلحة وقدرات وأنشطة جديدة، كما أن العلاقات التي يقوم اللاعب بتكوينها مع الشخصيات في أحد الألعاب يمكنها أن تؤثر على طبيعة الحوارات بين بعضهم البعض في الأجزاء القادمة، مما يعني أن القصة ليست في متناول يد المطور وحسب، بل المدخلات التي يصنعها اللاعب تشارك بصورة كبيرة أيضًا في تكوين اللوحة التي يصنعها اللاعب والمطور جنبًا إلى جنب داخل عالم The Legend of Heroes.
بالنسبة للمعارك نفسها، فنجد أن نظام القتال في اللعبة يتطابق في الغالب مع الأسلوب الذي قدمته لعبة Trails of Cold Steel III، ولكن تم إجراء العديد من التغييرات لتحقيق التوازن بين الأنظمة، وأصبحت العديد من أوامر الشخصيات أضعف بكثير مما كانت عليه من ذي قبل، ويجب ترقيتها من خلال العثور على صناديق الكنوز في جميع أنحاء العالم. هذه الصناديق تقوم بمنح اللاعب تجربة أو معركة صعبة تحدد عليه استخدام بعض الشخصيات المعيّنة، ولكن تحصل هذه الشخصيات على مكافآت وعناصر تقوية متى قاموا بالانتهاء من إحدى هذه التجارب أو التحديات.
يبدو الآن أن الأعداء يحتاجون لإلحاق المزيد من الضرر بهم لكي يتفوق اللاعب على الدفاعات التي يضعونها، كما أن الرؤساء يستطيعون الآن استعادة كامل طاقتهم بعد أن يتم تقليل نقاط الحياة لديهم إلى نقطة معيّنة، مما يجعل المعارك أكثر صعوبة خاصة على اللاعبون الذين يبرعون في كسر دفاعات الخصم لدرجة تمنعهم عن الحركة تمامًا، وهذه النقطة فعلًا كانت بمثابة أحد العيوب التي كانت تعاني منها المعارك الرئيسية في الألعاب السابقة.
جدير بالذكر صعوبة المعارك لا يمكنها أن تشكل أي عائق عن إتمام اللعبة، حيث أن هناك مستويات مختلفة من الصعوبة ومناسبة لجميع المهارات والأذواق، بالإضافة إلى نظام تخصيص الشخصيات الاساسي والذي يتكون من العديد من العناصر الشبيهة بنظام Materia الموجودة في لعبة Final Fantasy VII، مما يفتح المجال لإدراج العديد من قدرات الهجوم والدعم المختلفة في قائمة الاختيارات المُتاحة لكل شخصية، بالإضافة إلى الضربات الأساسية التي يمتلكها كل منهم والتي تتفاوت خصائصها وقوتها بناء على الأسلوب أو الرياضة القتالية التي يستخدمونها في سياق القصة.
بجانب استطاعة البطل Rean Schawrzer استعداء الفارس الآلي المحارب والقوي Valimar، الجديد هنا أنه سيتمكن الأعضاء الآخرون في فرقة أكاديمية الأبطال أن يتصلوا بالآلات المحاربة الخاصة بهم داخل وخارج المعارك المحددة لها، (على حساب استخدام مقياس الطاقة بأكمله)، وهذا بجانب القدرة على استخدام العديد من الفنون والتقنيات التي تعود إلى العصور القديمة المفقودة. هذه القدرات ذات خصائص قوية ومتنوعة ويمكنها أن تقلب المعارك في صالح اللاعبين متى تم استخدامها بالشكل الصحيح.
معظم المهمات في اللعبة تعطيك الحرية للاختيار بين العديد من الشخصيات حسب الموقف، ولكن المعركة الأخيرة هي الوحيدة التي تسمح لك باختيار من تريده من بين كل الشخصيات القابلة للعب.
هذه اللعبة كذلك مثل Tokyo Xanadu من نفس المطور لا تنتهي بطريقة عادية، وإنما هناك نهاية حقيقية ومعركة نهاية سرية يمكن فتحها بعد الانتهاء من هزيمة العدو الأخير. القصة السرية الأخيرة لا تحتاج إلى القيام بأي مجهودات جانبية أو أي شيء مماثل ومتاحة لجميع من قاموا بالانتهاء من اللعبة بدون بذل أي جهد إضافي مما يجعل الأمر سهلًا على اللاعبين مهما كانت طريقتهم في اللعب أو مدى اكتمال نسبة المهمات التي قاموا بإتمامها.
لاحظنا كذلك التطور الملحوظ في مستوى الموسيقى التصويرية كما هو معتاد من فريق الصوتيات الخاص بألعاب المطور Nihon Falcom، وشعرنا أن كل منطقة في اللعبة تحتوي على أغاني قريبة من مستوى الصوتيات التي قد يسمعها اللاعبون في المعارك النهائية لأي لعبة أخرى، لكن في Trails of Cold Steel IV تحقق اللعبة التوازن الكافي بين الصوتيات على جميع المستويات ولا تثتني أي منطقة أو مدينة من التقسيمات الجيدة والرنانة. (حتى المعزوفات الرئيسية في اللحظات المهمة تحتوي على أسماء وكلمات مناسبة للمواقف التي يتم عزفها فيها).
لا تنسى اللعبة كذلك إضافة المزيد من العمق إلى الشخصيات الرئيسية والجانبية من خلال القصص الثانوية التي يمكن فتحها بنقاط الترابط تمامًا مثل لعبة بيرسونا، ولكن كما ذكرنا هذه الطريقة في بناء العلاقات تختلف كثيرًا على مصدر الإلهام الأصلي لأنها كثيرًا ما نجدها مكونة من مشاهد قصصية طويلة ومتعمدة بشكل أو بآخر على ماضي الشخصيات والتحديات السياسية التي تجري في كل وقت، مما يجعلها لا تقل أهمية عن القصص الأساسية في المستوى.
عيبها الوحيد يظل مستمراً، وهو أن اللاعب بحاجة إلى إعادة اللعبة مرة أخرى للحصول على النقاط الكافية للانتهاء من تطوير جميع هذه العلاقات ومشاهدة جميع القصص.
لكن على الجانب المشرق هذا يمنح اللعبة قابلية كبيرة للإعادة قد لا تكون موجودة في ألعاب أخرى، ويلقي لنا الضوء كذلك على الشخصيات بطريقة لا يمكن اختبارها إلا في الشكل الذي تقدمه ألعاب الفيديو، حيث أن هناك العديد من الأحداث التي تدور بصورة متزامنة ومترابطة في كل فصل من فصول القصة، ولا يمكن اختبار كل ما يقدّمه كل فصل بشكل حقيقي إلا من خلال إمضاء الوقت في التجوال والبحث والتدقيق كما هو معروف أو مسموح به في أي لعبة فيديو.
كلمة أخيرة
Trails of Cold Steel IV هي الخاتمة المثالية التي يبحث عنها عشاق السلسلة منذ فترة طويلة، فهي تهتم بإلقاء الضوء على جميع الشخصيات بلا استثناء، وتعتمد مجريات الأحداث فيها بشكل كامل على جميع المعلومات التي تم تقديمها على مدار السنوات كما أنها تضيف مزيدًا من الأسرار اللمحات المحفزة لما هو قادم في المستقبل.
تقوم اللعبة بعمل رائع في السيطرة على جميع جوانب الحرب الأخيرة الضارية، وتكتب الأحداث بطريقة تنم عن واقعية وعمق العالم الذي تبينه السلسلة، والذي يُعتبر بمثابة مرآة موازية لحضارة متكاملة شبيهة بالتطور الجاري في حضارة البشرية الواقعية، بدءاً من التقدم الطبي والعلمي وحتّى أهم التطورات في المجالات السياسية والاقتصادية والدينية والمشاكل التي قد تواجه أنظمة الحكم المختلفة المعتمدة على مثل هذه المجالات للنهوض بنفسها.
لا تؤول اللعبة جهدًا في منح كل شخصية الوقت الكافي للتركيز على جميع طموحاتها وأحلامها المتعلقة سواء بالمعركة الأخيرة أو بحياتها الشخصية وحياة المحيطين بها.
لازمنا دائمًا الشعور أننا نعيش في عالم ينبض بالحياة وأنه إذا نظرنا حولنا في أي وقت فسنجد العديد من الترابطات والأسرار غير المتوقعة بين جميع سكان هذه القارة الواسعة.
قلما شعرنا مع لعبة فيديو بأن كل تفصيلة فيها وكل دقيقة نمضيها معها ليست بمثابة وقت ضائع، بل هناك العديد من اللحظات التي يمكنها أن تغير نظرتنا تمامًا للشخصيات ومجريات اللعبة وترفع من مستوى سرد القصة بطريقة قد لا يتخيلها أي حد.
هذا الشعور لازمنا دائمًا مع سلسلة The Legend of Heroes، ولكن يمكن التأكيد أن الدليل القاطع على هذا الشعور يكمن في هذه الخاتمة الجميلة Trails of Cold Steel IV، والتي رغم محتواها الضخم (60-100 ساعة تقريبًا)، إلا أنها لا تترك أي شيء للصدفة وتحترم الوقت الذي أمضاه اللاعب مع سلسلة Cold Steel منذ بدايتها.
Review overview
الإيجابيات
- قصة مترابطة ذات محاور متعددة وواقعية
- منح الوقت المناسب لجميع الشخصيات داخل وخارج القصة بلا استثناء
- إعادة التوازن بالكامل لجميع القدرات والضربات في نظام القتال
- خاتمة إضافية وقابلية كبيرة للإعادة
- محفزات كثيرة لمستقبل مبهر للسلسلة على المستوى القصصي والتقنية
السلبيات
- الحاجة إلى إعادة اللعبة مرة أخرى حتى يستطيع اللاعب استكشاف كل ما تقدمه المشاهد والقصص الجانبية.
الملخص
10Trails of Cold Steel IV هي الخاتمة المثالية التي يبحث عنها عشاق السلسلة منذ فترة طويلة، فهي تهتم بإلقاء الضوء على جميع الشخصيات بلا استثناء، وتعتمد مجريات الأحداث فيها بشكل كامل على جميع المعلومات التي تم تقديمها على مدار السنوات كما أنها تضيف مزيدًا من الأسرار اللمحات المحفزة لما هو قادم في المستقبل وتحترم الوقت الذي يمضيه المعجبين مع السلسلة وتكافئهم بما يستحقونه.