مراجعة لعبة Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2

تتأثر ألعاب الفيديو تأثرًا كبيرًا بعامل الوقت سواء أكانت الرسومات أم عناصر التحكم أم المواضيع التي تناقشها ولهذا تتم إعادة إصدار الألعاب بانتظام مع محاولات لتحديثها لكي تناسب الأذواق الحالية.

لكن أحيانًا تصبح التغييرات الجديدة زائدة عن الحد، وتجعل اللعبة تفقد ما جعلها مثيرة للإهتمام في المقام الأول، أو العكس وهو أن لا تحصل اللعبة على أي تغييرات أو تحسينات فتجعل اللعبة غير قابلة للتجربة بمقاييس الجيل الحالي.

هناك عدد قليل من ألعاب الفيديو استطاع أن يحقق هذا التوازن الصعب، وإحدى هذه الألعاب المبدعة هي Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2، وكما هو واضح من العنوان فإن Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 هي في الأساس نسخة جديدة من لعبتي Tony Hawks’s الأصليتين مع إضافات وتحسينات جديدة لتناسب لاعبي الجيل الحالي الذين يبحثون عن تجربة ممتعة لهذه الرياضة التي عفا عليها الزمن في مجال ألعاب الفيديو.

تأخذ اللعبة العناصر الأساسية مثل المراحل والشخصيات والمستويات والمتزلجين وتقوم بتحديثها بعدة طرق، ثم تقوم بإضافة أشياء جديدة مثل الموسيقى وأنظمة اللعب عبر الإنترنت.

تستعير اللعبة العديد من الجوانب من العناوين اللاحقة مثل حيل الانتقال والتفاف العمود الفقري وتتبنى أنظمة تحكم جديدة أكثر سلاسة، مع العلم أنها تحافظ على فكرة الاختيار بين طرق التحكم الجديدة والأساليب الكلاسيكية لتوفير تجربة شبيهة بالنسخ الأصلية.

تعمل اللعبة أيضًا على إبراز الإحساس الذي كان يميز الألعاب الأصلية. سلسلة Tony Hawk’s لم تكن أبدًا تجربة محاكاة خالصة للتزلج على الألواح، ولكنها أيضًا ليست تجربة أركيد بالكامل. إنها تقع في مكان ما في الوسط، حيث أنها تتيح لك تجربة إبداع رياضة التزلج بدون قيود وتتيح لك ترجمة أفكارك داخل اللعبة، ولكنها في نفس الوقت تحتاج إلى مستوى كاف من الوقت والتفاني المطلوبين للاعتياد عليها كما هو الحال في واقع الرياضة الفعلية.

اللعبة بالفعل تتطلب ردود أفعال سريعة والقدرة على تذكر ما يفعله كل زر في أي وقت، ولكنها على الأقل قابلة هنا للتحقيق.

لا تعاقبك اللعبة على فشلك، ولا تتطلب منك القيام بأشياء محددة، بل يمكنك أن تقوم بخطأ ما وتحصل على فرصة أخرى لإصلاح هذا الخطأ على الفور تقريبًا. كل ما عليك فعله هو القيام بأكبر كمية من الحركات الاستعراضية الموهوبة في وقت معين، ولن تتوقف عن اللعب بسبب عدم استطاعتك لإتمام مهمة ما أيًا كانت.

المعجبون بالتحديات الصعبة والمهمات الاستعراضية الدقيقة سيجدون بلا شك ضالتهم في هذه اللعبة مع مجموعة ضخمة من التحديات الجانبية الجديدة التي يمكن تطبيقها في كل مرحلة، ولكن إذا كان يريد اللاعب تجاهل كل ذلك والحصول على الرضا الكامل بمجهودة الشخصي فقط وبدون أن يقول له أحد ما ماذا يفعل لكي يصل إلى النجاح، فسيتمكن من تحقيق ذلك أيضًا.

Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 متوفرة الآن على PS4, Xbox One, PC. (تمت التجربة على منصّة PS4).

مراجعة لعبة Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 ..

رسالة حب خالصة لرياضة التزلج

بغض النظر عن مستوى مهارتك أو نظام الحيل الذي تستخدمه، فستجد أن لعبة Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 تعمل بشكل رائع وأقل تيبسًا من نظيرتها الكلاسيكية.

الخدع لا تزال ممتعة وحماسية في تطبيقها، ولكن المختلف هو سرعة اللعبة والمرونة التي يتمتع بها المتزلجون أثناء الحركة، وسيبدو الانتقال من حواف المدرجات إلى الشقلبات في الهواء وإلى التزلج على الحوائط ومن ثم الهبوط على الأعمدة الرفيعة بأمان وكأنه ضرب من الجنون، ولكنه قابل للتحقيق في هذه اللعبة وبطرق متنوعة ستدفعك إلى إعادة المراحل المختلفة لتطوير مهاراتك بدون كلل أو ملل.

جميع المستويات في اللعبة تم تجديدها، وكل مستوى يبدو مذهلًا للغاية سواء أكنت تتزلج على الشواطئ الرملية الجميلة أو بين شوارع المدن الأنيقة أو في داخل مراكز التسوق المتهدمة.

إنها لا تنقل فقط إحساس التزلج في المناطق العالمية مثل لندن وفينيسا ونيويورك، بل تجعلك تشعر فعلًا وكأنك هناك وليس من منظور المتزلجين فقط، ولكن بالطبع النظر إلى هذه المناطق من منظور المتزلج يجعلنا نراها بشكل جديد تمامًا وكأن العالم بأكمله مجرد مضمار سباق كبير للتزلج والاستعراض.

من الجميل كذلك أن نرى هذه المراحل الكلاسيكية بمزيد من التفاصيل وبمستوى ضباب أقل بكثير من النسخ الأصلية على بلاي ستيشن.

الأضواء تنبض بالحيوية، والأماكن الطبيعية مكتظة بالنباتات والمتاجر والحوائط مغطاة بالألوان والرسوم الجميلة وستشعر أنك تعيش تجربة جديدة تمامًا حتّى لو كانت مخططات المستويات مطابقة لما كانت عليه في الماضي، وحتّى أن اللاعب يستطيع العودة إلى مخططات والدلائل الإرشادية لألعاب الماضي وسيجد أنه يستطيع الاستفادة منها هنا رغم التغييرات الجمالية الجذرية في شكل الحلبات وقاعات التزلج.

تضيف Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 كذلك نقاط التطوير القابلة للجميع والتخصيص، والتي تم تقديمها لأول مرة في الجزء الثالث من السلسلة.

قبل إصدار تلك اللعبة كان يستطيع اللاعبون ترقية المتزلج عن طريق جمع النقود المخبأة في كل مستوى، وكان هذا في الواقع مشجعًا على اسكتشاف كل زاوية من زوايا حلبات التزلج وأداء جميع الحيل الممكنة للوصول إلى الأركان الصعبة في كل جزئية، ولكن للأسف في الإصدار الجديد أنت لست مضطرًا لاستكشاف كل مستوى بالكامل من أجل تطوير الشخصية لأن الأشياء القابلة للجمع لا تغطي مساحة الخريطة بالكامل كما كنا نتوقع.

العديد من مهمات وأهداف اللعب الأصلية لا تزال موجودة، كما أنه تم إضافة المزيد منها لتعزيز قائمة ما يمكن أن تفعله في كل مستوى من مستويات اللعبة التسعة عشر.

تكلفك الأهداف بجمع أحرف كلمة SKATE، وأداء الحيل في أماكن محددة، وإحداث الفوضى في كل مكان، وبمجرد إتمام أي هدف يعني هذا أنه تم إتمامه لجميع المتزلجين على عكس اللعبة الأصلية التي كان مُتاحًا فيها لكل متزلج المهمات الخاصة به. بالطبع يمكنك إعادة كل مستوى بشخصية أخرى من أجل جمع نقاط الإحصائيات الخاصة به، ولكن الأمر لن يكون بنفس المتعة بدون وجود المهمات المتنوعة والمثيرة.

هذا لا يعنى أن اللعبة لا تحتوي على أشياء أخرى للقيام بها بعد الانتهاء من مرة اللعب الأولى، فهذا الإصدار الجديد يقدم لنا قائمة كاملة من التحديات الجديدة التي تطلب منك إتمام بعض الحركات المختلفة باستخدام كل متزلج في كل حديقة للتزلج، وهذا المهمات تتضمن أداء أنواع مختلفة من مجموعات الحركات، وبعض الأشياء الخاصة بمستوى معين ولا يمكن القيام بها في أي مكان آخر، ومهام أخرى متنوعة. هناك الكثير من هذه التحديات وبعضها صعب للغاية مما يجعلها مجزية للغاية عندما تنجح في تنفيذها بالشكل المطلوب.

يتم مكافأة اللاعب الذي يقوم الذي يقوم بإتمام هذه التحديات بمتعلقات جديدة وعناصر لتخصيص المتزلجين وأيضًا الملاعب بالإضافة إلى المال ونقاط الخبرة والذان يمكن استخدامهما لفتح المزيد من العتاد. المتزلجون المحترفون الموجودون في اللعبة يمتلكون ملابسًا وألواحًا معينة للتزلج أما الشخصيات التي قام اللاعب بتصميمها بنفسه فيمكن تجهيزهم بأي نوع من أنواع عناصر التخصيص مهما كان.

الموضوع بالكامل شكلي فقط ولا يؤثر على كمية النقاط التي تحصل عليها أو الحركات أو اي شيء آخر ولن تحتاج إلى دفع أي نقود حقيقية للحصول على هذه العناصر.

تعود العديد من المقطوعات الأصلية إلى Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2، ولكن يتم تضمين الكثير من الموسيقى الجديدة أيضًا وبطريقة تتناسب مع الموسيقى التصويرية رغم تواريخ الإصدار الحديثة.

معظم الأغاني تمثل مزيجًا انتقائيًا من موسيقى الهيب هوب والبانك، كما أنها تتفاعل مع طريقة اللعب الخاص بك وتضيف بعض التردادات الطفيفة عند ملء العداد الخاص بك أو عند تبديل الحركات المختلفة. التقسيم الموسيقى رائع للغاية ويذكرنا كم كانت الموسيقى جزئًا لا يتجزأ من متعة الألعاب الرياضية في الماضي.

تأتينا اللعبة كذلك مع بعض الميزات لمحبي اللعب المتعدد مثل نظام صناعة الحلبة الخاصك بك وأنماط تنافسية متنوعة. نظام صناعة الحلبة يسمح لك بإنشاء المستوى الخاص بك واستخدام الأجزاء التجميلية التي قمت بفتحها من خلال إتمام التحديات لصناعة مكان أحلامك، ولكنك على أي حال ستحصل على جميع الضروريات اللازمة منذ البداية ولن تحتاج للعمل مطولًا من أجل الاستمتاع بتصميم ما تريده.

يمكن كذلك مشاركة هذه التصميمات مع اللاعبين الآخرين عبر الإنترنت وتجربة ما قاموا بصناعته تمامًا مثلما هو الحال في Super Mario Maker 2.

أما بالنسبة للأنماط التنافسية فهي تنقسم إلى الوضع المحلّي والوضع التنافسي عبر الإنترنت. الكثير من الأوضاع المتوفرة يتم اقتباسها من الأنواع التي كانت موجودة في اللعبة الاصلية مثل Graffiti و Trick Attack و Tag وغيرهم بالإضافة إلى أوضاع جديدة مثل Combo Mambo و Score Challenge، ولكن للأسف تعاني معظم هذه الأنظمة من إنخفاض ملحوظ في معدّل الإطارات على عكس وضع الشاشة المنقسمة ووضع الإنترنت اللذان لا يعانيان من أي مشاكل.

على أي حال تظل هذه الأنظمة طريقة ممتعة للاستمتاع مع الأصدقاء والحصول على أعلى الدرجات وتضيف قابلية كبيرة للإعادة بعد الانتهاء من المحتوى الرئيسي، وإحدى النقاط الإيجابية أنه يمكن تجربة المسارات في هذه الأنظمة بدون أن تقوم بفتحها في طور القصة الرئيسية، وأيضًا يمكنك التبديل بين مسارات القصة المختلفة في أي وقت والاستفادة من الجوائز التي تحصل عليها هنا أو هناك على مستوى اللعبة بالكامل بدلًا من أن يتم معاملة كل إصدار كلعبة منفصلة مثل ألعاب سلسلة Crash Bandicoot.

كلمة أخيرة

Tony Hawk’s Pro Skater 1 + 2 تحترم تراث الألعاب الأصلية وتقوم بتحديثها بطرق ذكية. حافظت اللعبة الجديدة على كل شيء جعل الألعاب الأصلية مميزة بدءاً من الاهتمام البالغ بثقافة التزلج والموسيقى المصاحبة والملابس الصاخبة وبالطبع طريقة اللعب الممتعة نفسها. كل هذا بالإضافة إلى العديد من الترقيات الحديثة المرحب بها كثيرًا مثل المرئيات الواقعية والأغاني الجديدة وبالطبع دعم اللعب التنافسي عبر الإنترنت.

تشجعك اللعبة على الإبداع والمثابرة وابتكار خطوات وأساليب جديدة للفوز، بدلًا من أن تثقل عليك بالعديد من المهمات والقوانين التي لا فائدة منها، وتعطيك الحرية الكاملة لكي تلعب اللعبة بالطريقة التي تريدها بل وتكافئك على كل خطوة تقوم بها مهما كانت ضئيلة أو مجنونة.

تجذبك اللعبة لتكون أفضل وأكثر مهارة شيئًا فشيئًا من تلقاء نفسك، وستجد نفسك بمفردك تعاود الرجوع إليها لفترة طويلة قادمة حتّى لو لم يكن هناك أي محتوى جديد تتطلع إليه، وفي نظري هذا أقصى نجاح يمكن أن تصل إليه لعبة الفيديو، لأنها تعتمد على الحب الكامن بداخلك تجاهها بدلًا من المحتوى الذي يقدم متعة وقتية ولن يلبث أن يختفي سريعًا بمجرد الانتهاء من اللعبة.