مراجعات

مراجعة لعبة Disintegration

يطلق النقاد والمعجبون مصطلح “ألعاب التصويب التكتيكية” على أي نوع من الألعاب التي تفرض عليهم بطريقة أو بأخرى التفكير في كيفية إطلاق الأسلحة التي يحملونها، ولكن Disintegration هي واحدة من الألعاب القليلة التي تمزج بين الخطط التكتيكية وأساليب إطلاق النار المعتادة بطريقة صحيحة وجديدة تسمح للاعبين بتحديد كيف يريدون فعلًا لتجربتهم أن تكون ومدى التركيز على التصويب أو الاستراتيجية حسب طريقة سير المهمة.

قد يبدو النوعان غير متوافقين للوهلة الأولى، ولكن عندما نعود إلى الأساسيات، فنجد أن كلاهما متعلق بردود الفعل السريعة، والقدرة على اتخاذ القرارات في لحظات من الثانية، لذلك لا يوجد سبب لعدم إمكانية المزج بينهما، ولكن هل النتيجة مُرضية حقًا، وهل تستطيع Disintegration أن تعطي كلا النوعين حقهما في هذه اللعبة؟

هذا ما سنعرفه مع اللعبة الجديدة من المطور المبدع Marcus Lehto والذي عمل من قبل على سلسلة ألعاب Halo الأسطورية.

Disintegration متوفرة الآن على منصّات PS4, Xbox One, PC (تمت المراجعة على منصّة PS4)

مراجعة لعبة Disintegration ..

مزيج غير متجانس يفتقر إلى الهوية والابتكار


تدور أحداث لعبة Disintegration في عالم موازي مليء بالأمراض والأوبئة والمجاعات، مما دفع معظم البشريين إلى “التكامل” أو وضع أدمغتهم في أجسام روبوتية خالدة لمكافحة الأمراض والتقدّم في العمر.

في البداية كان الأمر تطوعيًا ويدعو إليه الممثلين والمشاهير مثل بطل اللعبة Romer Shoal، ولكن تغير هذا سريعًا عندما بدأت منظمة Rayonne القمعية في إجبار الناس على التكامل كجزء من أجندتهم لتطوير الإنسانية تحت أوامر رئيسهم Black Shuck.

تبدأ قصة اللعبة مع هروب رومر من سجن المنظمة ليجد نفسه منضمًا إلى مجموعة من المتمردين الذين يتطلعون إلى مقاومة المنظمة القمعية Rayonne (أو العيون الحمراء كما تحب الشخصيات أن تصفها أثناء الحديث).

تريد المنظمة إبادة أو تحويل جميع البشريين المتبقين إلى روبوتات آلية، ويريد رومر مع أصدقائه الجدد منع ذلك، وبالطبع يقودهم هذا إلى صراع حامي مع الشرير Black Shuck والذي يريد تحطيم رؤوسهم الآلية جميعًا إلى الأبد.Disintegration

يمكنك بالتأكيد أن تلاحظ أن القصة كتبها أحد العقول وراء سلسلة Halo العبقرية، حيث أنها تناقش العديد من الأفكار المعقدة، مثل الأبطال المعززين تقنيًا والذين تجدهم يناضلون بداخلهم مع إنسانيتهم المفقودة، والأشرار ذوي الأيدولوجيات الغامضة، ولكن للأسف لا تتوقع أن يكون السرد القصصي ملحميًا وزاخرًا بالمعلومات والاحتمالات مثل مصدر الإلهام الأصلي، كما أن بطل اللعبة لا يحمل بالتأكيد نفس السحر الذي تتمتع به شخصية Master Chief.

القصة بالكامل عبارة عن فيلم مطاردة طويل قليلًا، ويتم تقديم أحداثه في مقاطع قصصية قصيرة ومحادثات سطحية من جانب واحد غالبًا ولا تقودك إلى أي شيء أو تحمل أي مفاجآت.

كل ما تقدّمه Disintegration هي بعض الشخصيات المرحة الشبيهة بمراهقي المدارس والتي يبدو أنها ستموت لو لم تقل نكتة واحدة على الأقل خلال أي حوار، ولا يوجد أي شيء إضافي يمكنك أن تطمح إليه بخصوص توسعة القصة أو بناء العالم أو تطور الشخصيات أو أي شيء آخر.

جميع اللحظات المهمة في القصة أو الغالبية العظمي من اللعبة لم تكن مؤثرة بالقدر الكافي بسبب النقص التام للموسيقى التصويرية، والذي غطى نوعًا ما على الأداء الصوتي والتمثيلي الجيد للشخصيات.

أنت لا تقضي الكثير من الوقت معهم، والفترات التي تقضيها فعلًا بجانبهم تتكون من حوارات بسيطة في المناطق الفارغة بين كل مهمة والأخرى، أما أدائهم أثناء القتال فهو يتحول سريعًا إلى عملية روتينية بسيطة وبطيئة لا تدفعك إلى الإهتمام بأي شخصية منهم أو بطريقة اللعب في العموم.Disintegration

في طور الحملة يقوم رومر بدور قائد الدراجة المحلّقة Gravcycle والتي تتيح له قيادة فريقه الخاص من الروبوتات. بصفتك طيار Gravcycle فأنت مسؤول عن كل شيء تقريبًا قد يحتاج إليه فريقك مثل الدعم والمساعدة والاستكشاف وغيرها من الأمور، وعلى الرغم من أنه يبدو أنك تمتلك السيطرة الكاملة على كل شيء، فدائمًا ما يمتلك فريقك الأفضلية لهزيمة لأعداء بشكل أسرع، ولهذا فإن التحكّم اليدوي ليس كل شيء ويجب عليك أن تتعاون معهم وتقول لهم إلى أين يذهبون وعلى من سوف يطلقون النار حتّى تستطيع مواجهة مناورات العدو الكثيفة.

تنقسم الحملة إلى مهمات متتالية تأتي مع إعدادات ثابتة لأسلحة الحوامة Gravcycle والفريق الخاص بك وقدراته المختلفة.

أنت تدخل المهمة مع فريق مكون من 0-4 أفراد في نفس لوقت، وتمتلك غالبًا سلاحين أو أداتين رئيسيتين واللتين عادة ما يكونا بندقية ومدافع دعم قابلة لإعادة الشحن.

للأسف لا يمكنك تخصيص أيًا من هذه الأشياء، ولكن تستطيع ترقية الإحصائيات الأساسية وجعل الأرقام أكبر عن طريق وضع رقائق الترقية التي تحصل عليها على الخيارات المعدّة مُسبقًا.

أنت مستمر طوال الوقت في الحركة والطيران، وبصفتك قائد الفريق عليك الكثير من المسؤوليات، ويجب أن تقوم بالتبديل بينها بشكل دوري مثل الإشارة إلى أماكن اختباء جديدة ورمي أشعة الدعم على أعضاء الفرقة ودعوة كل اثنين أو ثلاثة من الروبوتات إلى استخدام قدراتهم الخاصة على الخصوم.Gravcycle

تتضمن القدرات غالبًا عناصر مؤثرة على نطاق معين مثل قنابل الإرتجاج والحقول التي تبطئ حركة الأعداء، ومع زيادة أعداد قوات العدو سيتوجب عليك اختيار التوقيات ومزامنة تفعيل هذه المهارات للحصول على الأفضلية في القتالات.

يجب أن يكون ذهنك حاضرًا دائمًا واعيًا بكل ما يدور في ساحة المعركة، وهو ما يكون حماسيًا في بعض الأحيان ومربكًا في أحيان أخرى، لكن لا ننكر أن الأمر يصبح مجزيًا في النهاية حينما تجد نفسك خارجًا من كل معركة منتصرًا بعد القيام بكمية ضخمة من الأوامر والتحركات والإستراتيجيات المتعبة التي تحتاج إلى المهارة والتفكير.

ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يكون الأمر مرهقًا أكثر مما ينبغي، فعلى الرغم من أن حلفائك من الروبوتات يعتمدون إلى حد كبير على أوامرك، إلا أنهم يمتلكون الذكاء الخاص بهم، ويتفاعلون مع الأعداء والمحيط من حولهم، ولكن ليس دائمًا بالطرق التي ينبغي عليهم القيام بها.

في كثير من الأحيان أجد أعضاء الفريق يتجولون خارج الموقع الذي حددته لمطاردة الأعداء المتفرقين في كل مكان، وإذا خسر أحد منهم فستجد نفسك قد خسرت المهمة تلقائيًا بعد ثلاثين ثانية إلا إذا ذهبت وقمت بإعادته إلى المعركة مرة أخرى، وهذا لم يكن سهلًا في كل وقت لأنهم غالبًا ما يموتون في أماكن غريبة ومتفرقة وبعيدة عن ساحة المعركة الرئيسية.Gravcycle

العناصر الإستراتيجية ستستغرق الشريحة الأكبر من وقت اللعب أكثر من التصويب بالتأكيد، ولكن من الممكن تغيير ذلك إذا قمت بتخفيف صعوبة اللعبة والتي تجعل المغامرة أقل اعتمادًا على الإستراتيجية وقدرات زملاء الفريق.

أسلحة الحوامة تصبح أكثر قوة، كما أن أعضاء الفريق يبقون على قيد الحياة لفترات أطول ولذلك لن تحتاج إلى الإهتمام بهم، وهكذا تتحول اللعبة ديناميكيًا من لعبة تكتيكية إلى تجربة إطلاق نار مباشرة.

Disintegration في الحقيقة تتحول إلى نوع مختلف تمامًا من المتعة بهذه الطريقة، حيث أن أسلحة الحوامة وقدراتها تتغير من مستوى إلى آخر ويحصل اللاعب على فرصة لتجربة المزيد من الأسلحة الثقيلة والقوية والتي لن يستفيد منها اللاعب فعلًا إلا عن طريق تقليل صعوبة اللعبة.

الأمر متروك إليك في النهاية، فكلا الطريقتين في اللعبة لهما مميزاتهما الخاصة، وتمتلكان أيضًا كمية من العيوب التي منعتنا عن الاستمتاع بأي منهما بالصورة الكاملة.

على سبيل المثال، الأسلحة التي تحصل عليها في بداية كل مهمة ليست دائمًا الأفضل، وكنت أتمنّى كما ذكرت بعض الحرية الزائدة في تخصيص العدة حسب كل مهمة مثلما هو الحال في طور الأونلاين الخاص باللعبة والذي يحتوي على المزيد من الحوامات والقدرات المختلفة والمبهرة، كما أن القدرات الخاصة للروبوتات تعمل جميعها بنفس الطريقة ونفس أسلوب التصويب، وهو رمي القنابل على الأعداء وانتظار تأثيرها أيًا كان بدون أي نوع حقيقي من الإستراتيجية أو التفكير في أي شيء غير مكان تصويب هذه القدرات وانتظار وقت شحنها مجددًا.Gravcycle

لا يمكن اعتبار أسلوب اللعب هنا تكتيكيًا بالمعنى الحرفي، لأنه لا يأخذ في الاعتبار اختلافات العدو والتضاريس، ولا يوجد أي قدرات دفاعية أو استباقية ذات مغزى، أو عناصر زيادة وتخفيض المؤشرات، أو خيارت كمائن و أفخاخ، فقط هجمات القنابل التي تسبب الضرر.

ليس هناك حاجة أيضًا للقلق على أعضاء الفريق لأنه يمكن إعادتهم إلى المعركة لأي عدد من المرات ولهذا لا يوجد ضرر بالغ على اللاعب الذي لم يقم بتنفيذ الخطط الإستراتيجية بالشكل الصحيح.

أكثر ما وجدته مؤسفًا كذلك هو عدم إمكانية تطوير وتغيير أسلوب قيادة الحوامة Gravecycle رغم أنها المحور الرئيسي الذي تدور حوله اللعبة.

لا يوجد وسيلة لترقية السرعة أو صواريخ الدفع أو إضافة أسلحة أو أي مميزات أخرى يمكنها أن تجعلني أشعر أنني أقود شيئًا مختلفًا وجديدًا.

لو كنت منزعجاً من أسلوب القيادة في هذه اللعبة، فللأسف سوف تضطر إلى التعايش معه طوال فترة العشر ساعات التي ستمضيها مع القصة، والتي لن تواجه فيها أي تحديات تُذكر سوى طائرة واحدة مثلك ولا شيء آخر فبصراحة وجدت أن الرغبة في تطوير الحوامة لا فائدة منها.

بعد انتهاء القصة لا يوجد شيء تفعله غير قضاء المزيد من الوقت مع طور الأونلاين الخاص باللعبة، والذي وجدناه مختلفًا تمامًا عن اللعبة الأصلية وأزال كل القيود التي كانت مصدر إزعاج لنا أثناء اللعب.

يحتوي طور الأونلاين على ثلاثة أنظمة جميعها تضع خمسة لاعبين في مواجهة خمسة أخرين وهم نظام Collector الشبيه بفكرة Deathmatch، ونظام Retrieval الذي يعمل مثل لعبة الهجوم والدفاع ويجبرك على مرافقة أحد الروبوتات إلى مكان محدد، وأيضًا وضع Zone Control الذي يطلب منك السيطرة على مناطق معينة خلال المعركة.

Disintegration

قد تكون هناك من 30 إلى 40 وحدة تسير على الخريطة في المرة الواحدة، ولكن هناك 10 لاعبيين بشريين حقيقيين فقط يتحكمون بها، وفكرة المراقبة من أعلى تتيح لك عادة التعامل بشكل جيد مع ما يحدث على الخريطة في أي وقت على عكس باقي الألعاب التي تحتاج إلى تواصل مستمر مع اللاعبين الآخرين.

للأسف عناصر الإستراتيجية لا تهم كثيرًا في هذه الأنظمة لأنها تعمل بشكل أكبر مثل ألعاب الشوتر العادية وليس الألعاب الإستراتيجية، وسرعة المعركة لا تسمح بالتفكير وإتخاذ القرارات مثل طور القصة الفردية.

يقدّم طور الأونلاين في Disintegration ما يصل إلى تسعة أطقم مختلفة للعب، كل منها يمتلك نقاط قوة وضعف وأسلحة وقدرات خاصة به.

يمكن تبديل وتخصيص شكل الحوامة وأعضاء الفرقة ولكن للأسف لا يمكن التعديل على الأسلحة والقدرات الخاصة لأي نوع من الأنواع التسعة بعد الاختيار.

الجميل هو أنه يمكن التبديل بين هذه الإعدادات المختلفة في أي وقت أثناء المباراة بعد السقوط في أي جولة مما يتيح لك تجربة تكتيكات مختلفة دائمًا حسب الموقف.

Disintegration

بالطبع هناك بعض المشاكل التي تنتقل من اللعبة الرئيسية إلى هذا النظام أيضًا مثل أسلوب الحركة البطيء قليلًا والقدرات الخاصة التي لا تساعد في أغلب الأحيان.

لكن المشكلة الأكبر تكمن في الخرائط الضيقة وعددها القليل، بالإضافة إلى فكرة النظام نفسه والتي تجبرك في النهاية على التعامل مع المركبات الطائرة أمامك بدلًا من الإهتمام بما يحدث مع فرقتك على الأرض لأن هزيمة المركبات هو ما يحدد الفوز فعلًا من عدمه (إلا في طور Retrival لأن فرقتك هنا هي من ترافق الروبوت وليس أنت) أما في الباقي فيمكن تجاهلهم تمامًا.

كلمة أخيرة

لا أنكر أن الإتجاه الذي رغبت Disintegration في تقديمه جديد ومختلف. أنت لست منفصلًا عن المعركة، ولا تنظر إليها من زاوية بعيدة، كما أنها لا تستمر في إطلاق الرصاص على كل ما تراه أمامك بدون التفكير في الخطوة التالية.

أنت تقوم بالعديد من الأشياء في نفس الوقت، وتطلق النار على البنادق، وتعطي الأوامر، وتقوم بالمناورات، وتشعر بأنك موجود فعلًا داخل ساحة المعركة الإستراتيجية.

لكن للأسف لا يلبث الانطباع الأولى أن ينتهي سريعًا لأن اللعبة تعاني من العديد من المشاكل في الهوية، ولا تعرف كيف تبقيك مستمعًا لفترات طويلة من الزمن، كما أنها تضع عليك الكثير من القيود غير المُبررة وتعاني من بعض الاختيارات الغريبة في التصميم والتي حولت اللعبة إلى تجربة غير متجانسة وغير ممتعة على الإطلاق للعب لفترات طويلة.

للأسف لا تستحق Disintegration في ثوبها الحالي مبلغ الخمسين دولارًا المعروضة من أجلها، وللأسف تحتوي اللعبة كذلك على عناصر مدفوعة لكن معظمها يتكون من تفاصيل شكلية ولن تحتاج إلى دفع المزيد من النقود فيه.

وعد المطور بأنه سيقوم بدعم اللعبة لمزيد من الوقت بعد الإطلاق الرسمي ولذلك يمكن للاعبين المهتمين أن يتوقعوا إضافة المزيد من التعديلات والأنظمة في المستقبل، لكن حاليًا لا نرى أن اللعبة تحتوي على عناصر كافية ومختلفة لتجعلنا ننتقل إليها ونترك باقي ألعاب الأونلاين الأخرى الموجودة حاليًا في السوق.

Review overview

التقييم العام6

الإيجابيات

  • مزيج ممتع من الرماية العنيفة والخطط الإستراتيجية
  • وجهة النظر المرتفعة تعطيك تحكمًا أكبر في سير الأمور خلال المعارك
  • القدرة على الاختيار بين تخصصات وإعدادات متنوعة في طور الأونلاين

السلبيات

  • قصة سطحية مليئة بالمشاكل
  • مشاكل في الذكاء الاصطناعي الخاص بفرقة الروبوتات المعاونة
  • لا يوجد وسائل كثيرة للتخصيص
  • أنظمة الأونلاين تعاني من بعض المشاكل

الملخص

6Disintegration تمزج بين عناصر التصويب وبين الخطط الإستراتيجية لتصنع شيئًا جديدًا ومختلفًا ولكنها للأسف تتعامل مع كلا النوعين بصورة سطحية وتعاني من العديد من الأخطاء في الاختيارات والتصميم مما يضع العديد من القيود على اللاعب ويمنعه عن الاستمتاع باللعبة بالشكل المطلوب.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.