مراجعة لعبة 7th Sector

7th Sector هي لعبة مغامرات وألغاز من المطور الروسي المستقل Sergey Noskov والذي عمل على العديد من الألعاب ذات الأجواء الغامضة والشخصية المميزة مثل The Train, The Light, 35 MM.

في المقام الأول اللعبة تعتمد على حل الألغاز الصعبة، ولكن يتخللها بعض النقاط الأخرى الجميلة والتي تحتاج من اللاعب إلى سرعة التصرف ومهارة في السيطرة على الأدوات المتاحة له والتفاعل مع عناصر البيئة المحيطة بطرق مختلفة ليستطيع إيجاد الخطوة التالية في رحلته وفهم عناصر القصة التي يتم شرحها في الخلفية من خلال الرسوم والأصوات والترميزات.

اللعبة قد لا تروق لجميع اللاعبين بسبب بطء رتم اللعب وصعوبة حل الألغاز الموجودة فيها، ولكن إذا كان اللاعب يمتلك روح الاسكتشاف ومحبًا لحل الألغاز، فإن تجربة هذه اللعبة أمر لابد منه.

7th Sector متوفرة الآن على منصّات PS4, PC, Xbox One, Nintendo Switch (تمت المراجعة عليها)

7th Sector …

مزيج فريد من نوعه بين الخيال والتفكير المنطقي

في عالم يبدو واضحًا أنه مُستلهم من أعمال السايبربنك، تبدأ اللعب كشخصية غامضة محبوسة داخل جهاز التلفاز، وتكتشف بسرعة أنك تمتلك القدرة على التحول إلى شرارة واعية من الكهرباء. هذه الشرارة تمتلك القدرة على شق الطريق بين مختلف الأسلاك والأدوات المتصلة ببعضها البعض في هذا العالم المظلم والقاتم.

أصف العالم بالقاتم لأنه أثناء التجوال في العالم لن تستطيع أن تمنع نفسك من مشاهدة الرسائل التي تصرخ محاولة طلب المساعدة أو تحذرك من خطر قريب محتمل، كما أن العالم نفسه يبدو أنه تحت تأثير القمع أو سيطرة إحدى المجتمعات أو الشركات والتي تقوم بعمل أشياء غريبة في الخفاء باستخدام الروبوتات والماكينات.

ليست هناك قصة مباشرة للعبة أو جمل حوارية يمكنك الاستماع إليها، كما أن اللعب خطي إلى حد ما وكل ما تفعله هو الذهاب من النقطة ألف إلى النقطة باء في كل وقت، لكن قصص أعمال السايبربنك دائمًا ما تتحدث عن قمع الحكومات للأفراد وكيف يمكن للبشريين أن يثوروا ويجدوا الأمل في وسط هذا الظلم المدقع.

اللعبة لا تختلف كثيرًا عن هذا السياق المعتاد ولكن التجديد يكمن في نوعية الألغاز التي تستخدمها اللعبة لسرد القصة بالتنسيق مع المشاهد الموجودة في الخلفية والمؤثرات الصوتية الإلكترونية التي تعمل على إثارة المشاعر باستخدام الألحان الكئيبة والنغمات المزعجة والمفجعة في بعض الأحيان.

تتراوح الألغاز في اللعبة ما بين ألغاز بسيطة تحتاج منك إلى البحث عن رقم معين في مكان ما حول منطقة اللغز أو محاولة تقليد الشكل المعروض أمامك داخل شاشة حل اللغز لتستطيع عبور حاجز الأمان المستخدم في اللعبة، وإلى ألغاز أكثر صعوبة تحتاج إلى فهم لقواعد الحساب والإحتمالات واستخدام المنطق في أحيان كثيرة لتستطيع الوصول إلى هدفك.

استمتعت كثيرًا بحل هذه النوعية من الألغاز رغم أنها تبدو معقدة في البداية وذلك لأنها تحتاج منك إلى التفكير، فقط التفكير وليس هناك أي طريقة أخرى للحصول على وسائل مساعدة أو حل الأمر بطريقة أسهل. اللعبة تتغير الحلول فيها باستمرار ولا يوجد مرتين لعب يحتويان على نفس الرقم مما يعني أنه لن تستطيع نقل الحل من صديق أو ما شابه.

بعض الألغاز تضع أمامك على سبيل المثال الرقم 220، وتطلب منك جمع الأرقام السالبة والموجبة حتّى تصل إلى هذا الرقم تحديدًا، ثم تزداد العملية في الصعوبة وتجد بعض الألغاز تضع أمامك بعض الأرقام المجهولة والعمليات الحسابية التي من شأنها أن تدل على علاقة هذه الأرقام ببعضها وحقيقة كل رقم مجهول.

الألغاز لا تقتصر على المسائل الحسابية ولكن تختبر اللعبة قدرتك على الملاحظة والتحليل بطرق أخرى من خلال عرض أكواد للبرمجة وبعض الكلمات والأشكال ذات الدلالات الغريبة وفي بعض الأحيان ستشعر أنه لا يوجد فرصة لحل اللغز على الإطلاق ولكن مع التجربة المستمرة ستجد أبسط الأشياء يمكن أن تستخرج منها حلولًا بطرق لم تكن تتخيلها لو كنت لم تقم بتجربة التفاعل مع عناصر البيئة المحيطة بك أثناء التفكير في حل كل لغز.

احتجت أن أضع الورق بجانبي دائمًا واكتب العديد من الأشياء وأسجل العلامات والملاحظات وأفكر بطرق مختلفة لم أعهدها من قبل حتّى استطيع الوصول إلى الحل، وهذا الأمر لم اعتد القيام به في ألعاب ألغاز كثيرة لأن 7th Sector على عكسهم تخاطب عقل اللاعب بدلًا من فهمه لتقنيات اللعبة.

الجزء الآخر من اللعبة يتمحور حول السيطرة على الروبوتات ونقل التحكم من شرارة الكهرباء إلى كرة آلية أو عربة صغيرة أو روبوت يسير على أربعة أقدام أو حتّى طائرة تطير في السماء، وهنا تجد اللعبة تحولت بشكل كبير إلى لعبة بلاتفورم عادية مشابهة كثيرًا لألعاب Limbo و Inside.

عليك أن تحاول تجنب الطائرات والروبوتات والمدافع الرشاشة والأضواء الكاشفة المنتشرة داخل وخارج المباني. الوقت الذي تخرج فيه إلى النور يجب أن تختاره بحكمه، وعليك أن تستغل أسلوب الحركة المميز لكل روبوت وقدراته الفريدة من أجل الهروب من الملاحقة وعبور التحديات بأمان.

بالطبع وكما ذكرت في البداية فإن الأمر لا يتعلق فقط بحل الألغاز في 7th Sector، حيث يوجد قصة مستمرة يتم سردها في كل ركن وكل تفصيلة وتصبح التصرفات التي تقوم بها مفهومة أكثر مع التقدم وزيارة أماكن جديدة، حتّى تصل إلى النقطة التي تجد نفسك فيها تؤثر بشكل كبير على مجريات القصة ونهايتها.

هناك أربعة نهايات مختلفة للعبة، ولا يوجد أي محتوى جانبي يمكن الإهتمام به بخلاف النمط الرئيسي للعبة والذي يستغرق ثلاثة ساعات تقريبًا للإنتهاء منه، ولكن التفكير وإيجاد الحلول لكل لغز ستجعل اللعبة تستغرق منك أكثر من 10 ساعات خاصة إذا كانت هذه أول مرة تقوم فيها بتجربة اللعبة.

تترك اللعبة كذلك بعض الدلائل المختلفة عن المصادر الأصلية التي حصلت منها على الإلهام وراء تصميم الأشكال والأماكن المستخدمة في اللعبة مثل وجود ترميزات كثيرة لفيلم السايبربنك المشهور Blade Runner، وشكل جهاز أول حاسب قام بتصميمه العالم آلان تورنج، وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي ستعجب محبي هذا العالم الممتع والمثير.

كلمة أخيرة

استمتعت كثيرًا بلعبة 7th Sector أكثر مما كنت أتوقع، رغم أن طريقة حركتي كانت محدودة وتفاصيل اللعبة كانت أغلبها مبهمة إلا أن الألغاز كانت تستحق والنهاية كذلك استحقت الوصول بشكل كبير وجعلتني أفهم رحلتي الطويلة بشكل أفضل وابتسم كلما تذكرت أحد الألغاز التي واجهت صعوبة في حلها أو تسائلت عن وجودها وطريقة تصميمها الغريبة.

قد لا تكون اللعبة هي الأطول أو الأعظم أو الأكثر جمالًا على الساحة لكنّها بالتأكيد لعبة تقوم بدورها بشكل صحيح وتتناول فكرة الألغاز بطريقة جديدة ومميزة ومضحكة في بعض الأحيان مثل عرض شاشة زرقاء لترعب اللاعبين وكأن جهاز اللعب خاصتهم قد توقف عن العمل، أو أنها تطلب منه رفع صوت الموسيقى لدرجة كبيرة حتّى يقوم بتكسير الأشياء من حوله وشاشة اللعب نفسها.

تمزج اللعبة كذلك بين عناصر اللعب مثل الصوتيات والمرئيات والسرد القصصي بطريقة جميلة ومختلفة لا يبرع في استعمالها الكثير من المطورين والنتيجة النهائية كانت ممتازة ومُرضية لأي شخص مهتم وعلى معرفة بطريقة سير الأمور في إطار أعمال السايبربنك الفنية.