مراجعة لعبة Zombie Army 4 Dead War

Zombie Army 4 هي اللعبة الرابعة في سلسلة ألعاب الشوتر التي كانت مجرد إضافة جانبية لسلسة  Sniper Elite في البداية، ولكن لسبب أو لآخر يبدو أنه لم تعد هناك أفكار جديدة لدفع السلسلة الأصلية إلى الأمام فقرر المطور Rebellion الاهتمام بهذا الطور الجانبي وإعطاءه شخصية منفردة.

لم أتوقع الكثير من هذه اللعبة في الحقيقة ولكنني تفاجئت بأنها فعلًا لعبة ممتعة. هي ليست ضخمة أو رائعة مثل باقي ألعاب الشوتر المعروفة لكنها تقدم نظام لعب مصقول وعنيف جعلني مستمتعًا بالاستمرار في القصة وقتل المئات من وحوش الزومبي المتنوعة التي تظهر في كل مرحلة من مراحل اللعبة.

لمست في اللعبة كذلك تغييرًا مقبولًا وممتعًا عن باقي ألعاب الزومبي في الوقت الحالي والتي تعتمد بشكل رئيسي على الدراما بين الشخصيات بدون التركيز الفعلي على مشكلة وحوش الزومبي أو القتالات التي تدور معهم ونعم أنا أعنى بكلامي سلسلة The Walking Dead في المقام الأول أو حتّى The Last of Us.

رغم إعجابي بهذه الأعمال وطريقة الكتابة الدرامية فيها إلا أنها لم تستطع أن ترضي ذلك الشعور بداخلي بأنني أريد أن أخرج إلى هذا العالم الواسع المكتظ بالأموات الأحياء بدلًا من الاختباء في الملاجىء، كما أنها أخيرًا لعبة تقدم الطور الفردي الكامل بدلًا من تضمين الفكرة كنظام جانبي في إحدى ألعاب الشوتر الأخرى مثل Call of Duty.

Zombie Army 4 Dead War متوفرة الآن على منصّات PS4, Xbox One, PC (تمت التجربة عليها)

Zombie Army 4 Dead War …

سطحية ولكن ممتعة

تدور أحداث اللعبة في حقبة الحرب العالمية الثانية ولكن قصة اللعبة ضربت الدقة التاريخية بعرض الحائط منذ البداية لأن العالم أصبح ممتلئًا بوحوش الزومبي الذين أطلقهم القائد النازي هتلر والذي يحاول بطريقة ما العودة إلى الحياة هو أيضًا باستعمال التعاويذ والرموز السحرية المنتشرة في مناطق مختلفة حول إيطاليا.

واحدة من النقاط التي لاحظتها في البداية وهو جمال الرسوم المستخدمة في اللعبة بالمقارنة مع المحرك الذي تستعمله وكيف كانت هذه الرسوم مرتبطة بالأماكن الموجودة في اللعبة والمنقولة من بلدان ومدن حقيقية مثل كرواتيا وفينيسيا وروما وغيرها.

في لعبة تحتاج فيها إلى الحركة المستمرة وإيجاد المكان المناسب للتصويب على وحوش الزومبي وجدت نفسي أتوقف قليلًا بين الحين والآخر لألقي نظرة على كمية التفاصيل المختبئة في كل ركن مثل اللوحات الفنية والتماثيل الحجرية وغيرها من الأمور التي كانت مناسبة لهذا العصر والتي كانت متماشية مع الطابع العام والمرعب للعبة.

جمال الرسوم لا يتوقف عند هذا الحد بل يمتد إلى عملية قتل وحوش الزومبي الدموية كذلك والتي قد يعرف البعض شكلها من ألعاب Sniper Elite الأصلية.

يستطيع اللاعب التصويب على أي منطقة في جسد الزومبي سواءًا الرأس أو الأقدام وستجد كاميرا اللعبة تصور عملية خروج الرصاصة من البندقية وحتى الوصول إلى الهدف بالتصوير البطيء وبشكل دراماتيكي لا يمكنك أن تنساه أو تتوقف عن الاستمتاع به.

لمسة فنية أضافها مطور اللعبة كذلك في هذا الجزء تحديدًا هي الكوميديا المُستلهمة من حقبة الثمانينات. الموسيقى التصويرية هي أول مثال على هذه الإضافة البديعة والتي تجعل أصوات الأشياء تبدو مثل ماكينات ألعاب الآركيد وأصوات الزومبي وطريقة عرضهم تشبه أفلام الزومبي الإيطالية مثل Evil Dead وربما يكون هذا هو الهدف وراء جعل أحداث اللعبة تدور في إيطاليا في الأصل.

بالنسبة لطريقة تصميم المهمات نفسها فهي تشبه ألعاب Left 4 Dead كثيرًا في فكرة أن المهمة الواحدة مقسمة إلى فصول أو مناطق وكل منطقة بينها غرفة آمنة يتخذها اللاعب كملجأ لإعادة شحن أسلحته وتطوير معداته.

لن يحتاج اللاعب إلى القلق بشأن كمية الرصاص لأن المرحلة تحتوي على ما يكفي منها ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن حقيبة شحن نقاط الحياة والتي تعطيك اللعبة واحدة منها فقط في كل مرحلة أو غرفة آمنة.

تحتوي اللعبة على تسع مهمات وكل مهمة مقسمة إلى ثلاثة أو أربعة فصول وتستغرق على الأقل ساعة لإتمامها مما يعنى أن اللعبة تستغرق 9-10 ساعات للانتهاء منها بالكامل، ويمكن قضاء المزيد من الوقت في كل مهمة عن طريق الاختيار من بين صعوبات مختلفة أو الاهتمام بجميع الأشياء التي قام المطور بتخبئتها في كل ركن مثل مجلات الكوميكس والبوسترات والقلادات وأيادي الزومبي المتحولة.

جميع هذه الأشياء تضيف إلى الفكرة التي ذكرتها في البداية وهو تحويل اللعبة إلى فيلم رعب من الثمانينات يمزج بين الدموية والإثارة والكوميديا.

تحتوي كل مرحلة كذلك على تحديات يمكن القيام بها للحصول على نقاط إضافية مثل قتل عدد معين من الزومبي أو الانتهاء من المهمة في وقت معين وهذا يضيف إلى قابلية الإعادة للعبة بشكل كبير.

بالنسبة لوحوش الزومبي فأنا أرى أن اللعبة قدمت مجموعة متنوعة من الزومبي بمختلف القدرات والتقنيات.

يوجد لديك الزومبي العادي ذو الحركة البطيئة والزومبي سريع الحركة والزومبي المنفجر كما أن هناك زومبي يرتدي الدروع ويحمل مناشير قاطعة وقاذفات لهب ويستطيع إحياء الزومبي من حوله وحتّى أن هناك زومبي قناص يقفز على أسطح العمارات ويطلق عليك الرصاصات والصواريخ.

كل شيء موجود في اللعبة وبأعداد كبيرة وهدفك الأساسي دومًا هو قتل أكبر عدد منهم للحصول على نقاط الخبرة وكذلك تفعيل بعض القدرات الخاصة المتاحة لك أثناء المهمة.

هناك أربعة شخصيات يمكن الاختيار من بينها في اللعبة بالإضافة إلى شخصتين إضافييتين يمكن شرائهما بنقود حقيقية وكل شخصية تمتلك أسلحة وقدرات خاصة بها دونًا عن غيرها من الخيارات المتاحة.

كل شخصية تمتلك سلاح رئيسي وهو بندقية الاقتناص وسلاح ثانوي والذي غالبًا ما يكون بندقية عادية أو رشاشة وسلاح جانبي وهو المسدس العادي.

كل سلاح يمكن تخصيصه بطرق مختلفة وعلى مستويات متصاعدة وإضافة أساليب إطلاق نار جديدة إليه ومعالجة مشاكل موجودة فيه مثل سرعة الإطلاق أو حجم مخرن الرصاص وحتّى إضافة عناصر مدمرة إليه مثل عناصر الكهرباء والنار وغيرها.

يستطيع اللاعب كذلك الوصول إلى كمية مختلفة من القنابل وكذلك الضربات ذات المدى القريب والتي تنفع بشكل كبير في تفريق الأعداء وحرقهم وصعقهم وأيضًا الحصول على نقاط حياة ورصاص إضافي منهم.

أضف إلى ذلك أن كل سلاح يمتلك ضربة خاصة قوية تتيح لك القيام بأشياء غير اعتيادية مثل ضرب ثلاثة أعداء في رؤوسهم في نفس الوقت او استخدام رصاصة قوية تستطيع التغلّب على مقاومة الرياح واختراق العديد من الأعداء في نفس الوقت إو إبطاء سرعة الزمن مثل ألعاب Max Payne.

هناك الكثير من الأشياء التي يمكن القيام بها والتي يجب على اللاعب أن يتكون متأهبًا لها، كما أن هناك العديد من التفاصيل المضحكة في كل ركن تنتظر اللاعب وتفاجئه بردود فعل غير متوقعة لن يستطيع أن يكون مستعدًا لها مثل اللوحات التي تتحول وتصرخ في وجهه أو الدمى المسكونة التي تجري وراءه وغيرها من الأمور التي وضعها المطور بكميات كبيرة في كل مكان.

لدي بعض الانتقادات فقط بخصوص نظام اللعب وتحديدًا فكرة الاقتناص نفسها وأنها لم تعد مميزة للعبة بسبب رتم اللعب السريع والذي لا يساعد على الانتظار والتصويب بدقة على كل عدو، وربما لهذا السبب قاموا بإزالة اسم Sniper Elite من العنوان.

نقطة أخرى أن اللعبة كانت تحافظ دائمًا على عنصر الإبداع والتجديد من البداية وحتّى المرحلة الخامسة عن طريق تقديم وحوش زومبي جديدة شيئًا فشيئًا مع كل مرحلة، لكن يبدو أن عجلة الإبداع توقفت عند منتصف اللعبة وأصبحت المهمات القادمة مجرد إعادة لما تم تأسيسه في بداية اللعبة وهذا أصابني بالملل نوعًا ما مع اقتراب النهاية.

أنا لست راضيًا تمامًا كذلك عن سعر اللعبة وهو 50 دولارًا وأرى أنه مرتفع على لعبة بهذا المحتوى، كما أن هناك العديد من المهمات والشخصيات والأسلحة التي تحتاج إلى نقود لدفعها وكنت أتمنّى لو كانت هذه الأشياء موجودة في اللعبة الأصلية لتعطيها بعض القيمة الإضافية مقارنة بسعرها.

بعد الانتهاء من القصة الأصلية يستطيع اللاعب إمضاء الوقت في نظام Horde والذي لا يختلف كثيرًا عن شكل اللعبة المعتاد ويضع اللاعب في خرائط مختلفة ثم يطلب منه قتل موجات الزومبي التي تجتاح المكان.

الاختلاف الوحيد الذي أحببته هو إمكانية التوقف عن اللعب في أي وقت والعودة إلى نفس رقم الموجة التي تركتها وهذا الاختيار ليس موجودًا في ألعاب Horde الأخرى مثل Gears 5.

كلمة أخيرة

خطة المطور لدعم Zombie Army 4 تتمحور في شراء الحزمة الإضافية والأحداث الأسبوعية التي تمنحك مكافآت مختلفة وتجبرك على لعب المهمات الأصلية بشروط مختلفة في كل أسبوع، وهذا جيد نوعًا ما وسيُبقي اللعبة متجددة لفترة من الزمن لكنه لم يستطع التغطية على التقدير السيء لسعر اللعبة الأصلي على الأقل بالنسبة لي.

شخصيًا أرى في اللعبة إمكانية رائعة للتطور والتحسن من خلال إضافة أنظمة لعب جديدة وخرائط ومهمات جديدة. قد لا تكون هذه اللعبة أفضل ما في سوق ولكنها بالتأكيد ليست الأسوء، ويمكنني التأكيد أنها تستطيع تقديم تجربة فردية وتعاونية ممتعة للغاية ومليئة بالضحك والإثارة والدموية، ولكن لا تتوقع منها أي عمق قصصي من أي نوع.