مميز

4 أسباب جعلت سلسلة Forza من أضخم ألعاب السباق في التاريخ

Forza

في شهر فبراير من عام 2017 تجاوزت مبيعات سلسلة ألعاب السباق والعالم المفتوح Forza مليار دولار، مما عزز قوة السلسلة وساعد في انتشار منصة إكس بوكس باعتبارها المنصة التي تتيح للاعبين تجربة ألعاب السباق الأكثر شعبية في التاريخ وهي Forza Horizon أو Forza Motorsport.

قطعت Forza شوطًا طويلًا منذ إطلاقها لأول مرة على جهاز Xbox الأصلي في عام 2005، ووقتها كانت مايكروسوفت قد نشرت بالفعل عددًا كبيرًا من ألعاب السباقات المشابهة على وحدة التحكم بما في ذلك Midtown Madness وسلسلة ألعاب Gotham Racing من تطوير استوديوهات Bizarre Creations، لكن ظلت مايكروسوفت مصممة على إيجاد الإجابة الخاصة بها في مواجهة نظير فورزا المذهل على منصّة بلايستيشن Gran Turismo.

من أجل هذا الهدف قامت مايكروسوفت بإنشاء استوديو Turn 10، وهو استوديو تطوير ألعاب تم إنشاؤه بهدف إنشاء لعبة محاكاة سباق سيارات مختلفة والتباهي بالقدرة التكنولوجية لأجهزة إكس بوكس، ووقتها كانت هذه اللعبة هي Forza Motorsport، لكن منافسة Gran Turismo لم يكن السبب الوحيد لإنشاء الاستوديو ولو أنها بدت الخطوة الصحيحة من الناحية الإدارية والعملية.

يقول دان غرينوالت المدير الإبداعي في Turn 10 أن “الإلهام الحقيقي وراء Forza Motorsport كان يتعلق أكثر برؤية الاستوديو حول ما ينبغي للعبة محاكاة السيارات أن تقوم به وكيف يمكن دمج ذلك مع أسلوب وتقنية منصّات إكس بوكس”. من أجل تحقيق هذه الرؤية وجب على الاستوديو تطوير محرك ألعاب من الصفر، وهذا أمر صعب على أي مطور خصوصًا في بداية المطاف.Dan Turn10

بدأ فريق Turn 10 بدعم من موارد مايكروسوفت الهائلة ومركز أبحاث الذكاء الاصطناعي التابع لها في كامبريدج بتطوير لعبة جديدة آملين أن تؤدي إلى توسيع جاذبية ألعاب السباقات وتسليط الضوء على ثقافة السيارات بشكل عام.

الذهاب إلى العروض، والقيادة عبر المناظر الطبيعية الخلابة، ومتعة امتلاك سيارتك الخاصة والتعديل عليها والاهتمام بها، كل هذه التفاصيل التي كانت تدور في عالمنا الواقعي لم تكن ألعاب الفيديو مواكبة لها بالشكل المطلوب.

لكن الرغبة والأفكار وحدها لا تكفي، حيث كانت هناك 4 أسباب أساسية جعلت سلسلة Forza من أضخم ألعاب السباق في التاريخ

المجهود البحثي في تطوير Forza

مفتاح أي لعبة سباقات هو أسلوب القيادة. كان الاستوديو ملتزمًا بتطوير لعبة Forza Motorsport لتصبح تجربة محاكاة كاملة، والتي اشتملت -ومازالت تضيف المزيد- على كمية هائلة من البحوث في أنواع وأعداد ضخمة من السيارات وكيفية حركتها على الطريق.

تعامل الاستوديو مع سائقي سيارات سباق محترفون، كما أتيحت لهم الفرصة للذهاب والعمل مع فرق السباق الاحترافية في فرق الفورميولا 1 ولومان وحتى فرق NASCAR ليستطيعوا نقل ومحاكاة أساليب القيادة الخاصة بهم بدقة متناهية.Team10

يقول الاستوديو كذلك من خلال خبرته أن الجزء الأكثر أهمية من المحاكاة يتعلق بالإطارات Tyres، لذلك فقد احتاج الفريق لوقت كبير في عمل البحوث حول الإطارات لدرجة أنه أصبح يعرف معلومات عن كيفية صناعة الإطارات أكثر من صانعي الإطارات أنفسهم وهذا بسبب كمية الاختبارات التي قام بها، وكل هذا ساعد في جعل تجربة المحاكاة بالطبع أكثر واقعية وتصديقًا.

توفر السيارات الحديثة عددًا كبيرًا من المعلومات بسهولة، في حين أن السيارات القديمة ذات العجلات الثلاث والإطارات الخشبية من الصعب أن تقوم بعمل محاكاة دقيقة لها، ولكن الاستوديو لم يستسلم لأن الهدف كان تطوير تكنولوجيا المحاكاة نفسها وإدخال ابتكارات جديدة في الرسوم والذكاء الاصطناعي وفيزياء حركة السيارات.

الأسلحة السرية للعبة Forza

بدعم هائل من البحوث والموارد تم إصدار Forza Motorsport في مايو 2005 مع أداء ممتاز ونموذج قيادة مثالي وعلى نفس القدر من الجودة مثل Gran Turismo.

احتوت اللعبة في ذلك الوقت على بعض الأسلحة السرية التي ساعدت في توسيع شعبية اللعبة وأصبحت نقطة ارتكاز لمجتمع اللاعبين المحبين لسلسلة فورزا دونًا عن غيرها.

فمثلاً قامت Forza Motorsport بتعزيز نجاحها مع دعم السباقات عبر الإنترنت مع خدمة Xbox Live وهو شيء لم يكن موجودًا في المنافس المباشر Gran Turismo.

أضف إلى ذلك وجود محرر السيارات Livery Editor والذي سمح للاعبين بإنشاء ومشاركة ألوان السيارات الخاصة بهم، والتي أصبحت ميزة لا تتجزأ من سلسلة ألعاب فورزا في المستقبل لدرجة أن الاستوديو قام بدعوة بعض من أفضل المصممين للقدوم إلى الاستوديو والمشاركة في تصميم السيارات معهم.Forza Livery Editor

هذه اللعبة وحدها كانت كافية ليقوم استوديو Turn 10 بتأسيس اسمه كواحد من الاستوديوهات الرائدة في عالم صناعة الألعاب، ولكنه لم يتوقف عن الإبداع واستمر في التطور مع كل إصدار جديد حتّى وصل إلى Forza Motorsport 3 والتي حققت شهرة واسعة بسبب خاصية المزاد والتي تسمح للاعبين بتبادل المصممين لأعمالهم وبيعها داخل اللعبة بنقود رقمية.

Forza Motorsport 3 لا تزال حتّى اليوم اللعبة الأكثر تقييمًا في السلسلة، وبدءاً من Forza Motorsport 4 فكر الاستوديو في استخدام عناصر جديدة مثل خصائص Kinect وحتّى أنهم قاموا بالتعاون مع برنامج Top Gear لزيادة قوة اللعبة ولكن شعر الاستوديو أنه قد حان الوقت لإعادة النظر في السلسلة بطريقة مختلفة.

الاعتماد على رؤية جديدة

بالمصادفة تعرف الاستوديو على فريق Playground Games من إنجلترا خلال عشاء عمل في مؤتمر E3 عام 2010، وانطلق التعاون المشترك بينهما من هذه النقطة.

Playground Games استوديو جديد تم تأسيسه من بعض المطورين المخضرمين اللذين كانوا يعملون في استوديوهات ألعاب معروفة مثل Code Masters, Bizarre Creations, Black Rock, Sony Liverpool، وكان هذا كافيًا لبدء العمل على مشروع ضخم وجديد في سلسلة فورزا.Forza

في ذلك الوقت كان هدف استوديو Playground أن يصبح المطور المماثل لاستوديو Infinity Ward (مطور Call of Duty) في الشهرة، وهذا يعني أن يكون مطور ألعاب السباق الأكثر نجاحًا في العالم نقديًا وتجاريًا، وهو بالتأكيد طموح كبير.

للقيام بذلك كان الاستوديو يحتاج إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور وهذا يعني الشراكة مع ناشر ضخم ومشهور وليس هناك أكثر شهرة من مايكروسوفت في عالم ألعاب السباق.

نظر الاستوديو إلى مزايا لعبة Forza Motorsport وكيف يمكن تحويل هذه المزايا إلى لعبة عالم مفتوح، وهو ما حصل فعلاً مع Forza Horizon.

اللعبة التي تم الإعلان عنها في عام 2012 لأجهزة Xbox 360 لم تكن مثل أي لعبة فورزا عرفها اللاعبون وصنعت تجربة محاكاة بشكل أكثر طموحًا من جميع تخيلات استوديو Turn 10.

اللعبة تسمح لك بأخذ سيارات فاخرة على الطرقات المفتوحة في كولورادو أثناء مهرجانات القيادة والموسيقى وتستطيع فيها المشاركة في سباقات وتخطي حواجز السرعة والمشاركة في أحداث تنظيمية شبيهة بأحداث Top Gear والتي تستطيع فيها التسابق مع طائرة هيليكوبتر.

عدم الخوف من التغيير

استوديو Playground كان يعمل جنبًا إلى جنب مع Turn 10 لصنع تجربة مختلفة ومكملة لألعاب Motorsport، لكن مع بعض التعديلات لتسهيل القيادة في عالم ألعاب Forza Horizon المفتوح، لكن لا يمكن إنكار أن الشراكة كان لها تأثيراً كبيراً على تطور سلسلة Motorsport وتحديدًا Motorsport 6 حسب تصريحات المطورين.

تم إطلاق Forza Horizon في أكتوبر من عام 2012، وفي وقتها أبهرت جودة اللعبة العديد من النقاد ولكن كان هناك بعض الانتقادات المبررة حول الذكاء الاصطناعي ونظام اللعب عبر الإنترنت، لكن في المجمل تم استقبال الاتجاه الجديد لعلامة Forza بشكل جيد للغاية.

استمر الاستوديو في التطور والتحسن مع Horizon 2 وانتقل عالم اللعبة إلى إيطاليا ولكن وكما حدث مع Forza Motorsport 3 تم اعتبار الجزء الثالث من ألعاب Horizon هو نقطة الانتقال الحقيقية للسلسلة الجانبية إلى ألعاب النخبة، وهذا بسبب استضافة الإعداد الاسترالي الجميل والمليء بمسارات القيادة المتنوعة والمبهجة، الشيء الذي جعلها أكثر ألعاب التسابق والعالم المفتوح بهجة منذ إطلاق Burnout Paradise. Forza Horizon 3

حققت Forza Horizon نجاحًا مبهرًا لاستوديو Playground لدرجة أن المطور أعلن عن تدشين استوديو جديد وهذا كان شيئًا نادرًا على صناعة الألعاب في أوروبا.

كانت فكرة تحويل لعبة السباق التقليدية إلى لعبة عالم مفتوح خطوة طموحة لكنها تأتي ببعض المخاطر، لكن مايكروسوفت نجحت في الرهان من خلال التعاون مع مطورين بارزين وهو الأمر الذي أعطى السلسلة دفعة أكثر قوة.

كلمة أخيرة

العديد من ألعاب السيارات الآن تكافح لتحصل على نفس الاستقبال الموجود لدى محبي ألعاب Forza، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على أن السلسلة ورائها تاريخ طويل من العمل الدؤوب والجهد المضني وهو ما جعلها تأسر قلوب اللاعبين حتّى هذه اللحظة.

لكن لا يمكن القول أن السلسلة قد وصلت إلى خط النهاية، فما تزال هناك العديد من التحديات والعقبات في الانتظار مع اقتراب إطلاق منصّات الجيل الجديد، ونتوقع أن نرى المزيد من الإبداع والابتكار في الأجزاء القادمة من السلسلة.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.