مميز

8 لحظات أحببناها في لعبة The Witcher 3

الكثير من اللحظات في لعبة The Witcher 3 لديها سحرها الخاص الذي يستطيع إثارة المشاعر داخل اللاعبين، بعض هذه اللحظات يمكن أن تكون إيجابية للغاية وتدفعك للابتسام والبهجة وبعضها يمكن أن يكون غريبًا ومزعجًا بشكل غير متوقع.

تُعرف سلسلة روايات The Witcher بأنها علامة قوية في عالم قصص الخيال، وأنها قامت بتقديم مستوى متقدم من الجودة فيما يتعلق بالكتابة والسرد القصصي وبناء العالم.

وعلى الرغم من مرور عدة سنوات على إطلاق اللعبة، إلا أن لحظاتها الجميلة لا تزال عالقة في ذاكرتنا إلى اليوم، لذلك قررنا العودة للماضي واستعادة بعض ذكريات لعبة The Witcher 3

إليكم أبرز هذه اللحظات التي لا تُنسى في لعبة The Witcher 3 وتوسعاتها اللاحقة، والتي تنم عن مهارة بالغة في الكتابة والتأثير على عقول وقلوب اللاعبين والتفكير خارج الصندوق بطريقة لا تتطرق إليها العديد من ألعاب الفيديو الحالية.

تنويه: المقال يحتوي حرق لبعض أحداث لعبة The Witcher 3 Wild Hunt لذلك إن لم تكن جربت اللعبة من قبل فلا داعي لمتابعة القراءة.

8 لحظات أحببناها في لعبة The Witcher 3


قراءة رسالة والدة Little RedThe Witcher 3

في مهمة تحمل اسم Little Red يتم تأجير جيرالت من شخص اسمه Bertram لحمايته من خطر مجموعة من قطاع الطرق ترأسهم فتاة يُطلق عليها اسم Little Red.

يجلس الويتشر في انتظارهم وعندما يصلون لا يفتعلون أي نوع من المشاكل بل يريدون قتل Bertram فقط لأنه أخلف بوعده الأساسي معهم وأراد حصة أكبر من المبالغ التي كان متفقًا عليها جراء تعاونهم المشترك.

يستطيع جيرالت ترك الموضوع يحدث بدون تدخل منه أو حماية Bertram كما كان يرغب في البداية وقتل Little Red.

المؤثر هو أنه بعد قتل الفتاة يستطيع اللاعب تفتيش ملابسها والحصول على رسالة مُرسلة إليها من والدتها قبل أن تموت.

هذه الرسالة العاطفية تحكي قصة والدي الفتاة قبل أن يموتا ووقتها كانت Little Red طفلة صغيرة لا تزال تدرس ولذلك لم يرغب والديها في إزعاجها بمشاكلهما وغرقهما في الديون، الأمر الذي تسبب في اعتقالهما ومحاكمتهما وقتلهما في النهاية.

يكتشف اللاعب أيضًا سر العائلة الحقيقي وهي أن الأم والأب هما عبارة عن تزاوج بين شخص عادي ومستذئب وأن الإبنة أيضًا مستذئبة مثل والدتها.

والدتها كانت ترغب في شيء واحد وهو أن تعيش الإبنة حياتها بدون أي رغبة في الانتقام لوالديها لأن هذا لن يجلب لهما الحياة، كما أنها تريد أن تثبت أن البشر والمستذئبين يمكنهم العيش في وئام مع بعضهم البعض كما كان يفعل والديها من قبل.

هذه التفاصيل البسيطة قد لا تكون مؤثرة على مسار المهمة أو اللعبة لكنها بالتأكيد طريقة ممتازة لجعل مهمة جانبية بسيطة مثل هذه تنطبع في ذاكرتك وتلمس أعماق قلبك وكينونتك من الداخل.

دخول عالم اللوحة المرسومة IRIS

في مهمة Scenes from a marriage يطلب شاب من جيرالت أن يأتي له بوردة البنفسج التي أعطاها لزوجته في آخر مرة رآها، وبما أن هذا كان منذ سنوات عديدة فبالتأكيد الوردة قد ذبلت وماتت منذ زمن، لكن جيرالت لا يعرف المستحيل وبدأ في محاولة استعادة هذه الزهرة، ويقوده حبه للمغامرة إلى مكان يشبه القصص الخيالية الساحرة.

يجد جيرالت بيت الرجل المهجور مسكونًا بشبح زوجته Iris Von Everec أو لنكون أكثر دقة وجد انبعاثات طيفية مميتة قادمة من روحها النائمة، وكان على جيرالت التغلب على العديد من العوائق قبل أن تستيقظ أيريس أخيرًا من نومها المعذب حتّى يتمكن من التحدث إليها حول الوردة البنفسجية.

يكتشف جيرالت أن أيريس لديها العديد من المخاوف ومشاعر الندم بشأن الماضي، ومن أجل ذلك يسافر إلى عالم الخيال داخل اللوحة الفنية المرسومة بجانبها، والتي تمثل نظرتها إلى العالم من حولها أثناء الوقت التي كانت تعيش فيه. يجب على جيرالت إحياء الذكريات المكبوتة بداخلها وهزيمة تجسيد مخاوف إيريس إلى الأبد.

كانت واحدة من مغامرات جيرالت الأكثر غرابة، وفي نهايتها يخرج جيرالت من عالم اللوحة مع وردة ملموسة في يديه، أو إذا قام ببعض الاختيارات الأخرى يمكنه أن يخرج بوردة مرسومة وليست الوردة الحقيقية لأن الأصلية تحمل روح أيريس فيها وسوف يكون من المحزن تدميرها.

عند الخروج بالوردة المرسومة تجد أيريس من داخل اللوحة تحدق إليك بعيون راضية قبل أن تذهب إلى الأبد، وهذه كانت واحدة من أروع المهمات التي رأيتها في The Witcher 3 أو في عالم الألعاب منذ فترة طويلة.

مهمة Skellige’s Most WantedThe Witcher 3

في البداية لم أتوقع الكثير من هذه المهمة لأنها كانت مهمة مجانية تم إضافتها في إحدى تحديثات اللعبة، وحتّى سياق المهمة نفسه بدا عاديًا مثل أي عمل آخر لجيرالت: الحديث مع سكان القرية وتتبع الآثار وقتل الوحش الذي يسبب لهم المتاعب أيًا كان.

لكن عندما بدأت في التحقيق وتتبع الآثار عرفت على الفور أن هناك شيئًا غريبًا في هذه المهمة وهذا قادني إلى نتيجة غير متوقعة تمامًا.

قمت بالعثور على ثلاثة من الوحوش المذنبة والمتسببة في متاعب القرية ثم وجدت أن جيرالت يدخل معهم في نقاش حول أسلوب حياته كفارس ويتشر قاتل للوحوش.

يجب على جيرالت أن يتذكر جميع الخيارات التي قام بها سابقًا أثناء اللعب وكذلك من المهمات التي ليس لها علاقة إطلاقًا بهذه المهمة حتّى يثبت أنه يقوم بقتل الوحوش المذنبة حقًا وليس أي وحش يجده في طريقه.

يقود هذا جيرالت والوحوش إلى نقاش أخلاقي/فلسفي حول ماهية “الوحش” ومن هو الوحش في الحقيقة، هل هو الإنسان أم الوحوش أم كل منهما؟ ولا يمكن الهروب من هذا النقاش بعمل الاختيارات الصحيحة وحسب. عليك أن تذكر أمثلة من أعمالك السابقة وأن تمتلك أدلة على كلامك هذا لتستطيع إقناع هؤلاء الوحوش أنك تعمل من أجل الخير أينما كان، وهذا الأمر كان صعبًا أكثر مما توقعت.

في النهاية استطعت اقناعهم أن الويتشر هو من يقف بين العالمين ويحارب من أجل الحق، وأن ما يحصل بسبب اختياراتي وتجاربي الكثيرة طوال فترة اللعبة، ولكن هناك احتمال كبير بفشل الحوار ما يعني الاضطرار إلى مواجهتهم وقتلهم لعدم امتلاك الأدلة والحجج الكافية على ما أقول.

هذه المهمة البسيطة كانت عاملًا مهمًا في جعلي أتوقف وأفكر في مسار حياتي وهل هو صحيح أم لا بدلًا من الانقياد وراء القصة التي تحكيها اللعبة مثل باقي الألعاب بدون تفكير.

معركة كرات الثلج مع CiriThe Witcher 3

قتال كرات الثلج وكل مشهد فيه مع Ciri جعلني أهتم بهذه الشخصية الخيالية وجعلني ابتسم تمامًا مثلما كان جيرالت يبتسم بعد الانتهاء من هذه “المعركة” والتي لا يمكن أن نقول عليها معركة فعليًا لأنها انتهت بعد فترة قصيرة للغاية وبشكل مضحك رغم أنك تمتلك القدرة الكاملة على التحكّم فيها واستخدام قدراتك السحرية.

نقطة أخرى توضح لك الترابط بين مهمات وشخصيات اللعبة هو عندما تسأل شخصية غونتر أوديم في المحتوى الإضافى للعبة عن مكان سيري (على افتراض أنك قابلته قبل أن تجد سيري في الجزيرة) وسيقول أنه لا يستطيع تحديد مكانها لكن يمكن أن يخبرك كيف يمكن أن تساعدها في رحلتها.

“سوف يحين وقت تأتي فيه سيري إليك مهزومة، وعليك العثور على وسيلة لجعلها تضحك. سيأتي وقت يخونها فيه المرء، دعها تنفس عن غضبها. سيأتي وقت تحزن فيه على صديق، احزن معها. سيأتي وقت يغمرها الخوف، اغرس فيها الشجاعة ولكن لا تتصرف بدلًا منها وفي نفس الوقت لا تجعلها تشعر بأنها وحيدة”

هذه الكلمات أضافت نوعًا من العمق إلى هذا القتال القصير اللطيف وجعلني أشعر فعلًا أن ابتسامة جيرالت لأول مرة كانت ابتسامة حقيقية.

أغنية Priscilla في The Witcher 3

“The Wolven Storm”The Witcher 3

بريسيللا كانت شاعرة رومانسية، تعزف في مناطق عدة باستخدام الاسم المستعار Callonetta. يستطيع اللاعب في اللعبة الاستماع إلى إحدى معزوفاتها الحالمة على المسرح والتي لا يعرف الكثيرون أن كلمات هذه المعزوفة تسرد قصة جيرالت وينيفر قبل أحداث اللعبة.

كل فقرة من فقرات الأغنية تتكلّم عن حدث معيّن في فترة ما من حياة البطلين، وبعض هذه التفاصيل مستمدة من الروايات الأصلية بالإضافة إلى الألعاب السابقة في السلسلة.

كلمات البداية مستمدة من رواية The Last Wish، والتي قابل فيها جيرالت ينيفر لأول مرة وكان مفتونًا بها وهذا يشير إلى أن قصتهما قد بدأت منذ فترة طويلة حتّى قبل أن يتعرّفا فعليًا على بعضهما البعض أو يفقد الذاكرة في أحداث The Witcher 3.

تتكلّم الأغنية عن رائحة الساحرة ينيفر اللاذعة كالتوت والعذبة كالبنفسج، والتي تشير إلى أن جيرالت لا يزال يذكرها ويتذكر رائحتها حتّى بعد أن فقد الذاكرة.

جملة “لأجد قلبك وشغفك الشارد قد تحولا إلى حجر” ربما تكون إشارة إلى عدم اعتراف جيرالت بحبه لها أو تضحيته بروحه بدلًا منها ليستطيع الانضمام إلى فرقة Wild Hunt.

تتطرّق الأغنية في النصف الثاني إلى رؤية ينيفر لشكل هذه العلاقة، والتي تقول فيها أنها ستتبعه إلى أعماق الجحيم لو تستطيع ذلك.

تشكو الكلمات من تغير قلب جيرالت ومشاعره التي ذهبت إلى فتاة أخرى وهي تريس بسبب فقدانه الذاكرة وألمها عندما تلقاه مرة أخرى وتعرف بحبه الجديد.

المقطع النهائي ببساطة يعرض العديد من التساؤلات عن مستقبل الحبيبين لأن كل منهما لا يعرف ماذا يخبئ له المستقبل.

كما ذكرنا تم كتابة هذه الأغنية قبل أحداث اللعبة وأيضًا تتحدث الأغنية عن بعض الأحداث الموجودة في كتاب The Last Wish والتي تشير إلى أن الإثنان يريدان العودة لبعضهما البعض مهما طال الزمن وتغيرت القلوب.

أغنية رائعة ولها اسقاطات كثيرة على الأحداث الموجودة في اللعبة وهي بالتأكيد واحدة من الأشياء المعنوية المميزة التي لم نستطع نسيانها بسهولة حتّى اليوم.

مهمة The Whispering HillockThe Whispering Hillock

في بداية المهمة يتوجه جيرالت إلى مدخل الكهف القابع فيه قلب شجرة سحرية. هذه الشجرة تسكنها روح أسيرة وعند التحدث إليها يمكنك أن تجد بعض الخيارات التي تتيح لك الانتهاء من المهمة كيفما تريد، لكن المشكلة أن كل اختيار من هذه الاختيارات لن تكون نتيجته مُرضية تمامًا كما نتوقع.

يجب أن يقرر جيرالت مصير الروح بعد السعي في إنقاذها، هل يقوم بإطلاق سراحها أم قتلها؟

إذا قتل جيرالت الروح (سواء من خلال القتال المباشر أو الخداع) تكون قرية Downwarren آمنة ولكن الأيتام في المستنقع يتم أخذهم من قبل ساحرات Crones ليؤكلوا على الأرجح.

شخصية آنا التي ترعاهم تُصاب بالجنون إزاء هذه الخسارة ويأخذها زوجها بعيدًا عن المستنقع لطلب المساعدة من بعيد.

إذا تحررت الروح فيتم إنقاذ أطفال المستنقع من ساحرات الكرون ولكن الروح تهاجم قرية Downwarren ويسفر ذلك عن قتل معظم القرويين.

يتم معاقبة آنا لفقدان الأطفال وتحويلها لساحرة ماء ثم تموت بعد أن يتم فك اللعنة عن طريق جيرالت، وينتحر زوجها في النهاية بسبب الخسارة التي تعرض لها.

كان هذا أحد أصعب الخيارات التي يجب عليّ اتخاذها: إنقاذ الأطفال أو تركهم يهلكون. وبالطبع شخصية آنا لن تنجو من الأمر في كلتا الخيارين وهذا كان أكثر ما آلمني في هذه المهمة الصعبة.

قصة امرأة الطاعون Annabelle

بعد سقوط لعنة فظيعة على جزية فيك والبرج الذي يقف عليها، يطلب الفلاحون المحليون من جيرالت والساحرة كيرا رفع اللعنة.

تزوده كيرا بمصباح سحري يمكنه من التواصل مع الأرواح الميتة، والذي يستخدمه للكشف عن طريقة لرفع اللعنة وهي الوصول إلى روح الفتاة Annabelle التي لا تزال تحوم في الأرجاء والتصالح معها لتستطيع الرقود في سلام.

عندما قام الفلاحون الغاضبون باقتحام البرج، كانت تخشى أن ينتهكوا عرضها إذا وجدوها على قيد الحياة وهكذا أخذت جرعة سحرية وضعتها في حالة شلل أو سبات مؤقت، لكن للأسف عندما استيقظت وجدت نفسها مستلقية وسط جثث عائلتها وعبيدها غير قادرة على الحركة، وراقبت في رعب بلا حول ولا قوة بينما كانت الفئران تتغذى على كومة الجثث من حولها وهي منهم يعني أنه تم أكلها حية.

يستطيع جيرالت الانتهاء من هذه المهمة بطريقتين، إما أن يحضر حبيبها Graham إليها أو يأخذ بقايا جثتها إلى مكان وجود حبيبها، ولكن في الحالتين يكتشف جيرالت أن غضب الفتاة أقوى من أن يتم علاجه بشعور لطيف مثل الحب لأن ما حدث لها تسبب في تحويلها إلى فتاة ملعونة Plague Maiden يمكنها تدمير مدن بأكملها ونشر المرض بينهم.

كل ما يمكن لجيرالت فعله هو تجنّب مساعدة الروح واكتشاف شكلها الحقيقي قبل أن يقوم بمساعدتها بطريق الخطأ، لكن لا يمكن معالجة النهاية المؤسفة التي أدت بحياة الفتاة وعائلتها وتسببت في تحويل حياتها إلى جحيم حتّى بعد الموت وهذه كانت الصدمة الحقيقية لي عند الانتهاء من المهمة.

دوافع Orianna في The Witcher 3

تبدو أوريانا في البداية شخصية جميلة وغنية جدًا ومحبة للأعمال الخيرية، حيث أنها تمتلك دارًا للأيتام وترعى العديد من الأطفال.

ومع ذلك تبين مع الوقت أن كرمها له دوافع شريرة لأنها مثل العديد من مصاصين الدماء الآخرين أوريانا كانت تستغل دار الأيتام للحصول على الدماء بشكل دوري وإشباع عطشها.

الصادم هو أن جيرالت يجد الأطفال متفقين مع ما يحدث ويدافعون عنها لأنها أعطتهم مكانًا للحياة كما أنها لم تمتص منهم غير المقدار الذي يبقيها على قيد الحياة وحسب.

وتقول له أوريانا أن العالم ليس “أبيض وأسود” كما يظن، ورغم أنه ليس متفقًا على الإطلاق مع ما يحدث إلا أنه يضطر لتركها في نهاية الأمر مع وعد بأنه سيأتي إليها مجددًا.

المثير أن المواجهة القادمة بينهما لا تدور فعليًا داخل لعبة The Witcher 3 بل يمكن مشاهدتها في مقطع دعائي لحزمة اللعبة الإضافية Blood and Wine والذي تم إطلاقه في نفس الوقت تزامنًا مع ميعاد إطلاق الحزمة.

يحتوي المقطع على معركة ضارية بين فارس الويتشر ومصاصة الدماء لكنه يستطيع التغلب عليها في النهاية باستخدام الخدعة وصنع نهاية حقيقية لمغامرتهما معًا.

من المؤسف أن المعركة لا تدور داخل اللعبة نفسها إلا أن مشاهدة المقطع كان حماسيًا للغاية.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.