رأي

أفلام ألعاب الفيديو .. هل نتفليكس قادرة على إنقاذها؟

أفلام ألعاب الفيديو

لسنوات طويلة كان العامل المشترك بين كافة أفلام ألعاب الفيديو هو الفشل الذريع، ولغاية الآن يبدو أن هناك لعنة تلاحق الأفلام المقتبسة من ألعاب الفيديو.

لكن يبدو أن العام الحالي والمقبل سيشكلان منعطف طرق بالنسبة للأفلام والمسلسلات المقتبسة من الألعاب، وذلك بعد دخول نتفليكس على الساحة.

حيث شهدنا الإعلان عن عدة مشاريع متعلقة بألعاب الفيديو سيتم عرضها على الشبكة في وقت لاحق، من بينها مسلسل The Witcher وفيلم The Division إضافة إلى مسلسل الرسوم المتحركة Cuphead.

المشاريع السابقة حظيت باهتمام كبير خصوصاً بعد نجاح مسلسل Castlevania وتجديده لموسم ثاني سيتم عرضه قريباً على نتفليكس.

وفي حين يبدو أن نتفليكس حظيت ببداية جيدة في هذا المجال، لا تزال هوليوود على الجانب الآخر تصارع من أجل تصحيح الأوضاع بعد سنوات من المحاولات البائسة فيما يخص أفلام ألعاب الفيديو.

لكن هل بإمكان نتفليكس فعلاً أن تصبح ملاذاً لأفلام ومسلسلات ألعاب الفيديو وهل ستكون قادرة على تغيير الوضع للأفضل وعمل ما لم تتمكن هوليوود من القيام به؟

قبل الإجابة على هذا السؤال دعوني أعود للوراء قليلاً لاستعراض بعض إخفاقات هوليوود في هذا المجال مع أفلام مثل Mortal Kombat وSuper Mario Bros. وAssassin’s Creed وWarcraft.

كانت هناك محاولات جيدة نسبياً إلا أنها لم ترقى لمستوى الأفلام السينمائية الأخرى مثل سلسلة أفلام Resident Evil وفيلم Pokémon Detective Pikachu الذي يُنظر له كفيلم للأطفال لا أكثر.

وعلى مدار سنوات طويلة لم يحصل أي قفزة في هذا المجال وهو ما زاد الضغوط على كافة المشاريع المعلن عنها لأفلام ألعاب الفيديو مثل فيلم Uncharted وفيلم The Last of Us التي عانت من صعوبات أدت لإجراء تعديلات كثيرة طوال مرحلة الإنتاج ولم نحصل إلى الآن على موعد إصدار رسمي لها.

الأمر ليس أفضل حالاً للمشروعات الأخرى المعلن عنها مثل فيلم Metal Gear Solid وفيلم Monster Hunter وفيلم Megaman.

وباستثناء فيلم Sonic the Hedgehog لا يمكن توقع أي شيء بخصوص أفلام ألعاب الفيديو القادمة، إذ أنه حصل بالفعل على موعد إصدار في 14 فبراير 2020 إلى جانب العرض الدعائي الرسمي.

وبالعودة إلى نتفليكس فإن الإجابة على سؤالنا الرئيسي قد تكون معقدة بعض الشيء، فعلى الرغم من المكانة التي حظي بها مسلسل Castlevania والحماس للمشروعات القادمة للشبكة إلا أننا لا نمتلك أي رؤية مستقبلية لكيفية تعامل نتفليكس مع أفلام ومسلسلات ألعاب الفيديو.

مؤخراً، تعرضت نتفليكس للانتقاد بسبب إلغائها لبعض المسلسلات الأصلية الأقل شهرة دون توضيح أسباب، وهو مع أثار غضب المشتركين في طريقة تعامل الشبكة مع المحتوى.

ويبدو بحسب الوثائق الداخلية المسربة فقد تم إلغاء عدة مسلسلات بعد موسمين فقط اعتماداً على نظام قائم على الإحصائيات لا على جودة المحتوى نفسه، وهو ما يعطينا مؤشرات سلبية حول مستقبل أي مسلسلات مقتبسة من ألعاب الفيديو في حال لم تحقق الشعبية الكافية.

بالطبع أتكلم هنا عن المسلسلات كونها عامل القوة التي تتمتع به نتفليكس، إذ أنها استطاعت بالفعل إنتاج مسلسلات أصلية عالية الجودة وحصلت على إشادة الجمهور والنقاد.

وبالتالي يمكن أن أشعر بالتفائل في حال إنتاج نتفليكس لمسلسلات مقتبسة من ألعاب الفيديو كونه أمر نجحت فيه بتفوق، لكن كما أشرت فإن مدى شعبية المسلسل على الشبكة نفسها يبقى عاملاً أساسياً لاستمراره لعدة مواسم أم أن مصيره سيكون الإلغاء كحال الكثير من المسلسلات، لذلك علينا الانتظار قليلاً ومعرفة كيف ستتصرف نتفليكس مع مسلسلات مثل Castlevania وThe Witcher.

أما بخصوص الأفلام فلا يمكنني أن أتفائل كثيراً، فنتفليكس لديها سجل غير جدير بالثقة فيما يخص الأفلام الأصلية، وبالتالي عملها على إنتاج أفلام مقتبسة من ألعاب الفيديو قد تكون إضافة جديدة لإخفاقات هوليوود السابقة.

كلمة أخيرة …

واجهت الأفلام المقتبسة من ألعاب الفيديو الكثير من التحديات على مدار السنوات الماضية، ومع دخول نتفليكس على هذا الخط قد نكون أمام خيارين إما أن تأخذ نتفليكس هذه الأفلام لمستوى جديد وهو ما قد يكون مفاجئاً “على الأقل بالنسبة لي”، أو أننا أمام لعنة لن تنفك منها أفلام الألعاب خلال المستقبل القريب.

سامر حديد
الكاتبسامر حديد
محرر مشارك
الكتابة حول صناعة ألعاب الفيديو هي واحدة من أكثر الأشياء التي استمتع بها طوال الوقت