حتّى الآن، يوجد أكثر من 20 لعبة في سلسلة كول أوف ديوتي، لكن قليل منها استطاع فعلًا أن يخلق التمّيز والإبداع، ويختلف عن ألعاب القوة الغاشمة المنتشرة مثل Halo و Doom.
صناعة الألعاب أصبحت الآن أضخم من ذي قبل، ومن السهل أن تجد العديد من ألعاب إطلاق النار التي تدور أحداثها في وقت الحرب العالمية الأولى أو الثانية، لكن ما الذي يجعل كول أوف ديوتي تختلف عن الألعاب الأخرى، وما هو الشيء الذي يبحث عنه اللاعبون في الإصدار الجديد من السلسلة Modern Warfare 2019؟
الاختلاف في سلسلة كول أوف دوتي
لنفهم ما أبحث عنه في كول أوف دوتي دونًا عن باقي الألعاب، علينا أن نعود بالزمن إلى عام 2005 حيث تم إصدار لعبة Call of Duty 2 على أجهزة PC ومنصّة الجيل الجديد من مايكروسوفت Xbox 360.
على عكس باقي الألعاب التي تعتمد على حصولك على أكبر كمية من الأسلحة الفتاكة، وقتل العديد من الأعداء بطرق وحشية، Call of Duty تسلب منك جميع القوى الخارقة، وتتعامل معك كأنك جندي عادي يعيش فعلًا في هذه الأحداث المروّعة.
كانت هناك بعض الألعاب التي اعتمدت على الاستراتيجية والتعاون مثل Fear أو SWAT، لكن كول أوف ديوتي لم تسير في هذا الطريق. اللعبة قدّمت عالمًا واقعيًا، ثم عملت على بيع هذه النقطة للاعبين عن طريق المؤثرات الصوتية الممتازة، والرسوم والانفجارات التي كانت جيّدة في وقتها.
نظام اللعب كذلك يعكس الفكرة التي كانت اللعبة تريد إيصالها. تقريبًا جميع المراحل في اللعبة كانت عبارة عن أراضي معارك لا يتوقّف فيها إطلاق الرصاص في أي لحظة، وكان عليك أن تقدّر لحظات الراحة القليلة التي كنت تحصل عليها في أي مهمة.
رغم أن اللعبة كانت تقدّم قصة خطية، لكنها نجحت في جعلك تشعر أنك جندي ضئيل في عالم واسع للغاية، إنسان يعاني من التحكّم الدائم في مصيره من قوى عسكرية أكبر منه ومن جميع الجنود على أرض المعركة.
Call of Duty 2 حققّت نجاحًا منقطع النظير، وباعت أكثر من 6 ملايين نسخة حتّى الآن على جميع المنصّات.
على الجانب الآخر، أصبح استوديو التطوير Infinity Ward يعاني من وجود ألعاب كثيرة تتبع نفس الأسلوب، وتدور أحداثها في نفس الحقبة التي استعملتها Call of Duty 2، وكان واضحًا أن التغيير مطلوب، وهكذا انتقلت سلسلة كول أوف دوتي من الماضي إلى الحاضر، مع لعبة Modern Warfare.
كول أوف ديوتي تتفوق على Halo 3
ربما لا يتذكّر الكثير هذا الأمر، لكن في وقتها كان هناك الكثير من الترقّب للعبة مايكروسوفت الحصرية الجديدة Halo 3، لكن المفاجأة هي أن Call of Duty 4: Modern Warfare تجاوزت مبيعات Halo 3 بفارق كبير.
Modern Warfare لم تختلف كثيرًا في الأسلوب عن Call of Duty 2، اللعبة ما تزال تحافظ على فكرة أنك جندي عادي يحارب من أجل الدفاع عن الولايات المتحدّة، ويقوم ببعض الأعمال البطولية في أثناء ذلك، مثل إنقاذ طيار مصاب ونقله إلى طائرة هليكوبتر، لكن المؤثر هنا هو أنه لم يتم مكافئتك على هذا العمل البطولي.
مهمة Shock & Awe واحدة من أكثر المهمات التاريخية في سلسلة كول أوف ديوتي، بسبب أن إنقاذ الطيار المصاب ينتهي بالموت في انفجار نووي مهول يقتل جميع الجنود والسكان والأطفال على نطاق واسع، وبالطبع تموت أنت معهم.
هذه الطريقة في تصميم المهمة ساهمت في تقوية فكرة اللعبة الواقعية، وهي أن البطولات لا يتم مكافئتك عليها، وأن الحرب دائمًا تنتهي بشكل سيء في هذا العالم القاسي والعنيف، ولا يعني أنك تلعب لعبة فيديو أنه يمكن أن تتناسى الحقيقة المؤسفة لهذه الحروب.
هناك مهمة أخرى تقوم بإزالة الصوت وعرض الشاشة بالأبيض والأسود، لتعطيك إحساس القسوة، وأنك لا تعرف من هم الذين تقتلهم، مع بعض الأصوات الضئيلة المزعجة التي تجعلك تشعر أنك تقوم بفعل شيء خطأ. الموضوع نفسه كان يبدو واقعيًا للغاية خاصة عندما استطعنا مقارنته مع فيديوهات حقيقية للأحداث الموجودة في اللعبة على الإنترنت.
هذه هي Modern Warfare، وهذه هي سلسلة كول أوف ديوتي. تستطيع هذه السلسلة دونًا عن غيرها بتقدّيم تجربة عاطفية تهز وجدانك، وتتجعلك دائمًا تتسائل عن الصواب والخطأ في كل مهمة، وكل لحظة.
كول أوف دوتي في عام 2019
هذا هو ما ننتظره في لعبة Modern Warfare 2019. نحن لا نريد قوى خارقة Specializations مثل سلسلة بلاك أوبس، ولا نريد أن نذهب إلى الفضاء مثل Infinite Warfare، نحن نريد الواقعية، اللحظات المؤثرة، الشعور بالضعف وقلة الحيلة، الخطر الذي يحدق بك من كل مكان.
ألعاب كول أوف ديوتي هي ألعاب تستطيع أن تمزج جميع العناصر المستخدمة في تصميم الألعاب مثل الصوتيات والرسوم وأنظمة اللعب لخلق تجربة متكاملة، ومهمّات لا يمكن نسيانها حتّى بعد مرور سنوات وسنوات من اللعب.
آمل أن تقوم لعبة Modern Warfare 2019 بكل ما أريده وأكثر، خصوصاً بعد التأكيد على تركيز اللعبة على اللحظات العاطفية والواقعية، والابتعاد عن الأشياء الجديدة والغريبة على السلسلة مثل نظام زومبيز.
تضيف اللعبة كذلك بعض اللحظات المصيرية التي يجب فيها على اللاعب الاختيار بين قتل شخص ما أو الإبقاء عليه حيًا، مثل اختيار ترك شخص مدني يريد الوصول إلى طفله، أو قتله لكنك تعتقد أنه يريد الوصول إلى مسدس من أجل إطلاق النار عليك.
يتم تقييم أداء اللاعب واختياراته بشكل دوري، وتتغيّر لغة الحوار في اللعبة بناء على هذه الاختيارات، وهي جميعها أشياء جعلتني أشعر بالحماس لهذه اللعبة التي قد تعيدنا لأصول سلسلة كول أوف ديوتي.
سلسلة كول أوف ديوتي فقدّت هويتها الأصلية مع مرور السنوات رغبة في مواكبة تطورّات الجيل الجديد، لكن هناك عدة مؤشرات تجعلني أثق أن اللعبة القادمة ستعيد السلسلة إلى أمجادها السابقة، وستجعل اللاعبون يتهافتون بحثًا عن المزيد من المحتوى الواقعي والمؤثر الذي يعمل عليه مطوّر السلسلة Infinity Ward.