مراجعة لعبة Riot – Civil Unrest

Riot – Civil Unrest لعبة تريد إيصال رسالة سامية، وتتكلم عن موضوع يندر الحديث عنه في عالم الألعاب، وهي ثورات الشعوب.

لا تقوم اللعبة بعمل دولة خيالية، تحتوى على شعوب ثائرة ككناية عن أحداث حقيقية، بل تقوم هذه اللعبة بتصوير جميع الثورات الحقيقية كما هي تمامًا بدون أي تغيير أو تزييف في الحقائق، ومن كلا الجانبين في المعركة، جانب الشعوب الثائرة، وجانب رجال الشرطة الذين يصدّون هؤلاء الشعوب.

Riot – Civil Unrest متوفرّة الآن على منصّات ألعاب PS4, Xbox One, Nintendo Switch, PC.

لعبة Riot – Civil Unrest ..

لديها رسالة سامية لكن أسلوب اللعب لم يخدمها

من الوهلة الأولى تبدو طريقة رسم اللعبة مختلفة، وهي تعتمد على رسم شخصيات pixel، وأشكال بسيطة للميادين التي حدث فيها هذه الأحداث التاريخية.

اللعبة لا يمكن اعتبارها لعبة فعلية تاريخية مثل Assassin’s Creed مثلًا، بل هي مجرد نظام محاكاة للتاريخ والثورات،

في نظام القصة، هناك أربع مهمات رئيسية تمثّل أربع ثورات في أربع دول مختلفة، وكلًا منها تحتوي على أربعة مراحل، بمجموع 16 مرحلة في المجمل. هذه الدول هي أسبانيا، مصر، اليونان، وإيطاليا.

كل دولة لديها طابعها الخاص والمميز، وكل دولة لديها أيضًا مجموعة من الأحداث والوقائع الخاصة بها، والتي أشعلت نار الثورة في تلك البلد، وهذا يتم عرضه في مقاطع صغيرة قبل بدء أي قصة منهم، مثل إطلاق رصاصة على أحد المتظاهرين أو شيء مماثل.

في بداية كل مرحلة، أنت تقوم باختيار إحدى جوانب المعركة، جانب الثوار أو جانب الشرطة، ويمكنك أن تقوم بتخصيص كلًا منهما بالعديد من الوسائل قبل بدء المرحلة، لمساعدتك على جعل الجانب الذي اخترته في الفوز في المرحلة.

بالنسبة لرجال الشرطة، يتم تقسيمهم إلى وحدات متخصصة، مثل وحدات هجومية تعمل على تفريق المتظاهرين، ووحدات دفاعية تحمل الدروع، ووحدات تكتيكية يمكنها استعمال قنابل الغاز والنار والرصاص البلاستيكي لتفريق المتظاهرين.

أما بالنسبة للمتظاهرين، فهم ينقسمون إلى متظاهرين سلميين، أو النوع الآخر العنيف. وبالطبع هناك القليل الذي يمكن أن يفعلوه، مثل إلقاء القنابل الحارقة أو الأحجار، أو القيام بحركات لتحفيز المتظاهرين والوقوف بشكل سلمي.

المهم في جانب المتظاهرين هو الحفاظ على روحهم المعنوية عالية، حتّى يستطيعوا حجز تقدّم الشرطة لأطول وقت ممكن، وإنهاء المهمة.

الموضوع يبدو نظريًا جيد، أنت تعيش الجو السياسي المشحون والمليء بالقتالات والأسلحة والقتلى، لكن اللعب الفعلي لم يكن جيدًا على الإطلاق، بل كان مثيراً للضجر بصورة كبيرة، ويحتوي على الكثير من الأمور المزعجة والمحيرّة.

أنت لا تقوم بالسيطرة على أحد المتظاهرين، أو رئيس مجموعة منهم تعطي الأوامر، بل أنت تسيطر على مجموعة كاملة منهم، تقوم بتحريكها ذهابًا وإيابًا مثل تيارات الماء، الموضوع عند اللعب على منصّات الألعاب مثل Xbox One، ينحصر في تحريك ذراع Analogue يمينًا وشمالًا بدون هدف واضح، كما أن الوحدات نفسها لا تنفذ الأوامر بالدقة التي تتخيلها عندما تحرّكهم في إتجاه معيّن.

كل شيء في حوزتك أيضًا يتم اختياره يدويًا، وتطبيق هذا الاختيار على كل مجموعة من المتظاهرين يجب أن يتم يدويًا أيضًا، لا يوجد أمر موحد أو نظام مُتّبع في تحريك وتنظيم المتظاهرين أو حتّى رجال الشرطة.

كل جانب من الجانبين لديه نظام ثابت في الحركة، إما بصورة متجمّعة مثل رجال الشرطة، أو صورة متفرّقة مثل المواطنين، ورغم أن هذا يدل نوعًا ما على حركة نظائرهم الحقيقية، كنت أتمنّى طريقة أفضل في إدارة الفرق كونها لعبة إستراتيجية في المقام الأول.

لا يمكنك أيضًا ملاحظة تفاصيل العراك، سوف تقرأ فقط بعض الرسائل على الشاشة، التي تخبرك أن هناك خطر قادم، أو أن أحد المتظاهرين قد توفى، لكنك لا تعرف أين هو، وماذا يفعل، أنت لا تعرف أي شيء على الإطلاق صدقًا، الموضوع فوضوي بدرجة كبيرة لا تسمح بملاحظة أي شيء.

بسبب طريقة رسومات Pixel التي تستعملها اللعبة، لا يمكنني حتّى ملاحظة الدمار والرعب الذي يحدث أثناء الثورات، حتّى ألعاب Red Alert القديمة كانت تصور الحروب بشكل أفضل من ذلك.

المفروض أن هذه اللعبة لا تختار جانبًا، بل تجعلك تنظر بصورة عامة على جميع الجوانب، وتتحكم في جميع تفاصيلها، لتخلق السيناريو الخاص بك، لكن في الحقيقة أنت لا تملك التحكم الفعلي في هذا الموضوع، أعني أنه إذا تركت ذراع التحكم ولم تلعب على الإطلاق سيظل ما يحدث على الشاشة كما هو، الموضوع ليس مشجعًا تمامًا بسبب ضعف الرسومات وسوء تصوير هذه الوقائع بدقة.

لا يوجد أيضًا أي نوع من الشرح الوافي لجميع تفاصيل اللعبة، مثل كيفية السيطرة على الجموع، والاختلافات بين الأسلحة وبعضها، اللعبة ترميك في المرحلة بدون أي مساعدة.

حتّى مع بعض الملخصّات لأحداث الحروب وبعض الجمل الرنانة التي تعبّر عن تفكير شخصيات تاريخية أثرت على فكر الشعوب، الموضوع يبدو كقراءة كتاب أكثر منه لعبة.

تحتوي اللعبة أيضًا على نظام Global، والذي يتضمن المزيد من مراحل الثورات المختلفة في أنحاء العالم، ونظام Versus، الذي يجعلك تلعب مع أصدقائك باستعمال ذراع لعب أخرى، أو نظام Custom الذي يسمح لك بتصميم المرحلة الخاصة بك.

إذا جلست أفكر بماذا خرجت من هذه اللعبة، فحقًا لم أخرج بالكثير، لم أتعلم الكثير عن الثورات وأسبابها، ولا يمكنني ملاحظة ما يحدث بالصورة الكافية لجعلي أتعاطف مع أيًا من الجانبين، وحتّى عندما تتعلم كيفية اللعب والسيطرة على سير المعركة، القيمة التي تخرج بها بعد إنهاء المراحل ليست جيدة لتجعلك تعاود اللعب مجددًا في أنظمة اللعب الأخرى، أو تعيد لعب القصة مجددًا.