إذا كنت قد شاهدت في السينما فيلم الرعب IT لكاتب الرعب المشهور ستيفن كينج، أو قمت بمشاهدة مسلسل الرعب والغموض Stranger Things على شبكة Netflix، وتبحث عن تجربة مماثلة في ألعاب الفيديو، في الشكل والمضمون ومستوى الغموض والرعب، فلا داعي للبحث لأكثر من ذلك، لأن لعبة The Blackout Club هى الحل الأمثل الذي طال انتظاره لمعجبين هذه الأعمال الفنية، ويمكنك أن تتعرّف على اللعبة وجميع جوانبها من خلال هذا المقال.
يقوم بتطوير ونشر اللعبة فريق عمل The Question، وسيتم إصدار اللعبة في وقت لاحق من عام 2019 على منصات PC, PS4 , Xbox One، أما الآن فاللعبة متوفرّة في شكل نسخة الوصول المبكر فقط على منصة ألعاب Steam.
ما هى الفكرة وراء لعبة The Blackout Club؟
The Blackout Club هى لعبة رعب تعاونية من منظور الشخص الأول، وتتمحور حول مجموعة من الأصدقاء في سن المراهقة، الذين يحققون في الأسرار المختفية داخل بلدتهم الصغيرة.
في كل ليلة، يقوم جميع السكان النائمين من على أسرّتهم، ويبدؤون في السير أثناء نومهم، وعندما يستيقظون في الصباح، لا يتذكرون أي شئ مما حدث، أو أي شئ فعلوه أثناء نومهم. وهذه التجربة الغامضة يُطلق عليها اسم الانقطاع أو The Blackout.
بعض الأطفال يستطيعون الإفاقة من مرض النوم الغريب هذا، ويجدون أنفسهم في أماكن متفرقة على الخريطة بعد الاستيقاظ، وبالطبع يستطيعون رؤية كل ما يحدث بصورة واضحة، لكنهم عندما يقوموا بسرد هذه التفاصيل لأهاليهم في الصباح، لا يصدقهم أحد على الإطلاق.
ولهذا قام الأطفال بصنع ناديهم الخاص، الذي يطلقون عليه اسم The Blackout Club، ومهمته هو حل غموض هذه المدينة، بالإضافة إلى إنقاذ صديقهم الذي تم إختطافه أثناء نوبات الإنقطاع.
الفكرة المبدئية للعبة جديدة بلا شك على عالم الألعاب، وفريدة من نوعها أيضًا بين ألعاب الرعب المختلفة، ويبدو أن مطورّي اللعبة يعرفون ما الذي يحبه الناس في قصص الرعب التي تدور في مدن صغيرة مثل قصص ستيفن كينج، ويحاولون تقديم تجربة مشابهة كثيرًا لها.
ما الذي تقوم به فعليًا في اللعبة؟
الفكرة التي يريد مطوروا اللعبة إيصالها، والتي تبدو واضحة من الشكل العام للعبة، هى أن تكون عاجزًا تمامًا، بلا أي قدرة حقيقية على مقاومة الأخطار التي ستداهمك داخل اللعبة، وهذه هى الفكرة من جعل الأبطال أطفالًا صغارًا وضعافًا.
والعدو الأكبر الذي يواجه الأطفال في العموم، وداخل اللعبة، هم الكبار الذين يسيرون وهم نائمين، سوف يتوجّب على الأطفال التسلل والتخفي بدون أن يلاحظهم أحد، والقيام بتصوير وتسجيل الأدلّة على ما يحدث في المدينة أثناء الليل، حتّى يقوموا بعرضها على الكبار في الصباح التالي.
يستعمل الأطفال أو المراهقين بعض وسائل المساعدة التكنولوجية مثل صانعات الضوضاء، والخطاطيف، والطائرات الآلية Drones، لكي يستطيعوا تفادي مخاطر الكبار، وتحقيق أهداف المهمة المطلوبة منهم أيا كانت.
فعليًا أنت تقوم وحدك، أو مع الأصدقاء بالدخول إلى المنازل زاحفين حتّى لا يسمعكم أحد، وتتجولون حول المنزل متفحصين جميع الأشياء التي يمكن أن تكون دلائل أو نقاط مهمة تطلبها منك المهمات. وسوف تحتاج أيضًا إلى إنقاذ بعض الأطفال الذين اختطفهم الكبار بين الحين والآخر.
المهمات يتم تغييرها يوميًا بصورة تلقائية، بشكل يهدف إلى جعل اللعبة متجددّة ومثيرة دائمًا، لكن صدقًا، الموضوع لم يكن ممتعًا كثيرًا، المهمات بعد فترة قصيرة تصبح متكررة نوعًا ما، حيث أنك تقوم بنفس الأشياء في كل مرة، التسلل والوصول من نقطة إلى أخرى، هذا هو ملخص جميع جلسات اللعب بالكامل.
الأشياء التي أعجبتني في اللعبة
لا يوجد الكثير من المتعة التي تقدمها اللعبة فعليًا في صورة تحديات أو ما شابه ذلك، لكن المتعة الحقيقة في هذه اللعبة تكمن في اللعب مع الأصدقاء، حيث أنك مُعرّض للإنقضاض عليك كثيرًا من الكبار المرعبين, وبحاجة دائمة إلى الأصدقاء لمساعدتك على اتمام المهمة.
المدينة واسعة بصورة ملحوظة، يمكنك أنت وأصدقاؤك السير في العديد من الطرق المختلفة، وعمل الفرق، ووضع الخطط، يمكنك أيضًا الانقضاض على الكبار وتعطيلهم لفترة من الوقت حتّي تتيح لأصدقائك المرور وإتمام المهمة. يمكنك أيضًا استعمال الأسلحة مثل قنابل الفلاش أو الأسهم المنوّمة لتعطيل الكبار لفترة أكبر. هناك كمية من العناصر والأدوات التي يمكن الحصول عليها من الصناديق الموجودة على الخريطة، والتي تجعل نظام اللعب مختلفًا في كل مرة تلعب بها.
على سبيل المثال، إذا حصلت على أداه هجومية في مرة، ستقوم أنت بدور المهاجم لحماية أصدقائك، وإذا حصلت على أداة أخرى ليست مناسبة للهجوم مثل العلبة التي تجعل الهبوط من أماكن عالية ليس مؤلمًا، ستضطر إلى أن تغير دورك في الفريق من أجل الفوز ومساعدة أصدقائك على الوصول لهدفهم.
الموضوع ليس معقدًا لدرجة كبيرة، وليس بسيطًا أيضًا، أعتقد أن اللعبة تركز على تقديم المتعة والإثارة في المقام الأول، بدلًا من حشو اللعبة بأشياء كثيرة، وطرق لعب متعددة، وبما أنها ما تزال لعبة في مرحلة الوصول المبكرّ، فيبدو أنها ترّكز على تطوير اللعبة جنبًا إلى جنب مع اللاعبين لتكون على أفضل صورة مع ميعاد الإطلاق.
نظام اللعب الجديد The Stalker
طريقة جديدة تمامًا للعب اللعبة تم إضافتها في 18 يناير 2019، وهذا يؤكد توقعاتي أن الصورة النهائية للعبة لم تكتمل بعد، مازال هناك المزيد الذي يعمل عليه المطورون لمفاجئتنا في المستقبل.
النظام الجديد The Stalker يضعك في مكان طفل يعمل ضد اللاعبين وليس معهم، يمكنك أن تتدخل في مهمات اللاعبين، وتسجل تحركاتهم باستعمال الهواتف المحمولة، وتنبه الأعداء الكبار إلى وجودهم، وحتّى أنه يمكنك أن ترشد الوحوش إلى أماكنهم.
الموضوع ليس سهلًا، حيث أن هذا الطفل الخائن أو ما يُطلق عليه اسم The Stalker، ضعيف جدًا بالمقارنة بالأطفال الآخرين الذين يمتلكون الأسلحة والمعدّات، ويمتلكون بعضهم البعض أيضًا.
المشكلة في الأمر هو الدخول على النظام نفسه، والذي يحتاج إلى البحث عن أشياء معينة يُطلق عليها اسم Stalker Dossier عبر اللعب في المهمات العادية، وهى نادرة بعض الشئ، ويوجد شروط خاصة للحصول عليها.
أتفهم فكرة أن وجود جميع اللاعبين في دور Stalkers سوف يجعل الموضوع مملًأ، لكنني كنت أتمنى أن تكون الفرصة متاحة بشكل أفضل من ذلك، مثلًا أن يكون هناك جلسة لعب مخصصة لهذا الموضوع، يتم فيها اختيار أحد اللاعبين بالقرعة ليكون هو Stalker مثلما يحدث في ألعاب الطاولة مثل Call Of Cuthulhu على سبيل المثال.
ملاحظات أخيرة
اللعبة تحتوي على مهمة مبدئية مدتها نصف ساعة تقريبًا، فيها تتعلم كل شئ عن كيفية لعب اللعبة، باستعمال البطلة Isabelle، وهى الفتاة التي ذكرت أنها سوف تختفي لاحقًا، ليبحث باقي الأطفال عنها.
والجدير بالذكر أن مؤدية الصوت في هذه المهمة هى Ashly Burch، التي كانت تلعب دور Aloy في Horizon Zero Dawn، و Chloe Price في Life Is Strange، وبدون حتّى النظر في تاريخها المهني، تقوم Ashly بدور رائع في لعبة The Blackout Club في إيصال مشاعر القلق والخوف والرهبة التي تسيطر على Belle طوال فترة لعب مهمة البداية.
شئ آخر مثير أحببته في اللعبة هو أن هناك وجهة نظر مختلفة تمامًا يمكنك أن ترى بها العالم من حولك عندما تغمض عينيك، هناك دلائل ووحوش لا يمكن رؤيتها إلا باستعمال هذه الطريقة، والتي أحببتها كثيرًا، وأحسست أنها مبتكرة ومناسبة لجو العالم الذي يعتمد على النوم والاستيقاظ كفكرة أساسية.
وفقاً للمطورين فهناك العديد من التفاصيل التي سيتم العمل عليها وتطويرها فيما بعد، لذلك لم أرد أن أتطرّق إليها مثل شكل اللاعبين، وأنواع المعدّات والأسلحة، وطريقة سرد القصة التي تبدو غامضة قليلًا وغير مفهومة، وفضلّت أن أترك هذه النقاط للمستقبل.
لكن مستوى العمل الحالي جيد جدًا، والفكرة مبتكرة للغاية، ويتم توظيفها داخل اللعبة، ومزجها مع تصميم العالم المميز، والموسيقى التصويرية الجذابة، بصورة رائعة، جعلت اللعبة ممتعة للغاية، وتعطيك شعورًا مختلفًا كلما قررت أن تلعبها.
الدعم الحالي أيضًا للعبة جيد جدًا، ويبدو أن هناك تواصل جيد بين المطورين واللاعبين، لذلك إذا كنتم من المهتمين، يمكنكم الدخول على نسخة الوصول المبكر المتاحة على Steam من الآن، ومساعدة المطورين في جعل اللعبة أفضل وأكثر متعة، وتشكيل لعبتكم الخاصة كيفما تريدون.