مراجعة لعبة Mutant Year Zero: Road To Eden

Mutant Year Zero: Road To Eden هي لعبة حروب استراتيجية مستلهمة من لعبتين مختلفتين، اللعبة الاستراتيجية المشهورة XCOM، وأيضًا لعبة الطاولة القصصية التي تحمل نفس الاسم.

لذلك، وكما تعودّنا في الألعاب من هذا النوع، بالإضافة إلى مراجعة اللعبة وجميع جوانبها الاعتيادية، سوف نركّز أيضًا على تحديد مستوى هذه اللعبة، مقارنة بالألعاب التي منحتها الإلهام، وماذا أضافت لعبة Mutant Year Zero إلى نظام اللعب الاستراتيجي الذي صنعته ألعاب XCOM.

لعبة Mutant Year Zero: Road To Eden متوفرة على بلاي ستيشن 4 وإكس بوكس ون والحاسب وسويتش.

 لعبة Mutant Year Zero: Road To Eden ..

قصة مثيرة للاهتمام ونظام لعب غير متسامح

القصة ذات طابع خاص ومثيرة للاهتمام

بصراحة، هذه اللعبة استطاعت أن تجذبني منذ فترة بسبب صورة الغلاف الغريبة نوعًا ما، والتي تعرض حيوانات تحمل أسلحة في عالم كئيب ومظلم.

في البداية كنت أعتقد أن هذه طرفة ما، أو أنها لعبة كوميدية، لكن الحقيقة غير ذلك تمامًا.

اللعبة نفسها تحدث في عالم ما بعد الكارثة Post Apocalyptic، يعيش في هذا العالم القليل من البشريين، والعديد من الوحوش المتحوّلة، لكن المختلف في هذه اللعبة هو أن أبطالك هم هؤلاء الوحوش المتحولة.

اللعبة لا تشرح كثيرًا ماذا يجب أن تفعل، وما هو تفسير هذا العالم الغريب، اللعبة فقط تخبرك أنه يجب عليك البقاء حيًا، وأن تتعود على اتبّاع قوانين هذا العالم الموحش المليء بالمخاطر.

اللعبة تستعمل مزيج من الجمل الحوارية التي يتم سردها أثناء المهمات، مع بعض مقاطع الفيديو التي تعتمد على رواية القصة من خلال لوحات مرسومة باليد، قريبة من النظام المتبع في ألعاب Darksiders على سبيل المثال.

الشخصيات جادة للغاية بالرغم من شكلها الغريب، وتستعمل العديد من الجمل الحوارية التي تعتمد على الكوميديا السوداء، وجهل هؤلاء الشخصيات بالعالم القديم من حولهم، رغم أنك لا تعرف ماذا يحدث في العالم إلا بعد مرور وقت، لكن يمكنك أن تشعر بمعاناة الأبطال في اللعبة منذ اللحظة الأولى.

هناك العديد من الألوان وطرق الرسم التي تم استعمالها في اللعبة، وهناك اهتمام واضح بجعل كل شيء يبدو واقعيًا للغاية، وجعل جميع التفاصيل تبدو واضحة، لأن هذه اللعبة تعتمد في طريقة سيرها على الاستكشاف في المقام الأول، لذلك أحببت كثيرًا أن جميع التفاصيل في اللعبة تبدو جميلة وواضحة، لأن استعمال البيئة المحيطة مهم جدًا في أمور عديدة تخص اللعبة.

بالطبع اختيار الألوان والأشكال في اللعبة عمل بصورة ممتازة على دعم القصة المكتوبة، وأضاف طابعًا من الكآبة والغموض والإثارة إلى اللعبة، كما أن التقسيم الصوتي في اللعبة أيضًا مناسب جدًا، مؤدي الأصوات يقومون بعمل رائع في إيصال الفكرة، وكذلك الموسيقى الخلفية تتناغم مع طابع اللعبة الذي يغلب عليه القلق والتفكير دائمًا بصورة رائعة.

نظام اللعب صعب للغاية وغير متسامح على الإطلاق

هذه نقطة مهمة يجب ذكرها منذ البداية، إذا كنت لاعبًا جديدًا على هذا النوع من الألعاب الاستراتيجية، فهذه اللعبة حتمًا ليست لك، حيث أن صعوبة هذه اللعبة تزداد بدرجة بالغة بعد الانتهاء من أول مهمة من مهمات اللعبة.

في أحيان كثيرة، تعطيك الألعاب العديد من الأسلحة أو الاختيارات، ولا تلزمك باستعمالها كلها، لكن في لعبة Mutant Year Zero، الأمر مختلف تمامًا، حيث أن كل خطوة في اللعبة يجب عليك حسابها بعناية شديدة، ولا مجال للخطأ، لأن الخطأ في هذه اللعبة سوف يؤدي إلى زيادة صعوبة المعارك، والخسارة معظم الوقت.

كما قلت من قبل، اللعبة لا تشرح لك ماذا يجب أن تفعل، فقط تشرح لك ماذا يحدث إذا قمت باستعمال أي شيء، أو أخذت مقدارًا معينًا من الضرر، لكن الخطط التكتيكية، وكيفية القضاء على الأعداء الكثر، وكيفية استعمال أسلحتك بأنسب الصور، كل هذا متروك لك أنت وخبرتك في الألعاب الاستراتيجية.

على الجانب الآخر، التفكير الاستراتيجي في هذه اللعبة مختلف وفريد من نوعه، بسبب أنك لا تلعب ببشر عاديين، بل تلعب بمتحولين، لديهم قدرات خاصة، Mutations، لديها القدرة على تغيير سير المعركة تمامًا، مثل إعطائك القدرة على الطيران، أو أن تصبح مختفيًا عن الأنظار، وغيرها من الأمور الخارقة الأخرى.

هذا لا يعني أن اللعبة أصبحت أسهل، حيث أن لديك عدد معيّن من الأدوار لتشن هجومك على الأعداء، كما أن مكانك، وطريقة حركتك وتصويبك، ومكان أصدقائك على الملعب، جميعها عوامل مهمة تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق الفوز.

أيضًا، اللعبة تجبرك على التركيز في المقام الأول على الاستكشاف وتجميع الموارد، جزء كبير من النجاح في هذه اللعبة، يعتمد على كيفية استعمالك للموارد لتطوير أسلحتك قبل الحرب، وجزء أكبر من النجاح يعتمد على التخطيط الجيد لكل معركة قبل الدخول إليها، يمكنني أن أقول أن 10% فقط من كل معركة تحدث فعليًا، أما النسبة الباقية فهى تحدث في عقلك أنت قبل إتخاذ أي قرار مهم.

مقدار ضئيل من الحرية على عكس اللعبة الأصلية

بسبب أن اللعبة الأصلية كانت لعبة طاولة قصصية، فكان هناك العديد من الأمور التي تقع على عاتق اللاعبين لجعل اللعبة ممتعة، مثل صنع شخصياتهم الخاصة، ورواياتهم المخلتفة عن الأحداث التي تجري في اللعبة، وأيضًا عنصر مهم وهو طريقة بناء الملجأ الرئيسي لك كما تريد، والذي يُطلق عليه The Ark.

للأسف كل هذا تم تحديده مسبقًا من اللعبة، أنا أقوم باللعب بشخصيات تم تصميمها مسبقًا، في ملجأ تم تصميمه مسبقًا بدون أي تغييرات أو تعديلات يمكن القيام بها، المقدار الوحيد من الحرية المتروكة لك في اللعبة تكمن في وضع الخطط الاستراتيجية بدون أي قيود عليك.

لأكون دقيقًا أكثر، طريقة تصميم الشخصيات ونقاط قوتها والأسلحة التي تحملها جميعها مطابقة للشخصيات التي يمكن عملها في اللعبة الأصلية، لكن جزء كبير من السحر أصبح مفقودًا بسبب أنني أقوم باللعب بهذه الشخصيات فقط، وليس صنعها منذ البداية كيفما أريد. هذا أيضًا ينطبق على فكرة الملجأ في اللعبة، والذي يمكن اعتباره متجرًا للأسلحة، لا أكثر ولا أقل.

وجود خطوات متروكة للصدفة هي نقطة أخرى أزعجتني في اللعبة. في بعض الأحيان عندما أكون في المكان المناسب، وعلى البعد المناسب من العدو الموجود أمامي، وأقوم بتصويب المسدس عليه، الرصاص لا يصيب الهدف في أغلب الأحيان، حتّى بعد تطوير الأسلحة وإعادة وضع الخطط مجددًا، وجدت نفسي أنه يمكنني الفشل في أي وقت، كأنني أرمي حجر النرد في لعبة الطاولة، مهما فعلت، لا يمكنني محاربة الحظ، وهذا أغضبني قليلًا لأنني شعرت أنه لا فائدة من كل ما أقوم به إذا كنت لن أصيب الهدف في النهاية.

كلمة أخيرة حول Mutant Year Zero: Road To Eden

Mutant Year Zero: Road To Eden لعبة فريدة من نوعها، لا يوجد شيء يشبه هذه اللعبة في السوق الحالي، ولا توجد لعبة استراتيجية تقدّم نفس نوعية التحدي الصعب والمبتكر التي تقدمه هذه اللعبة.

هذا لا يعني أن اللعبة سيئة، بالعكس، محبي هذا النوع من الألعاب سوف يسعدون بتجربة هذا التحدي الجديد والمثير والمختلف، لكن في رأيي هذه ليست لعبة مناسبة لكل اللاعبين بسبب درجة صعوبتها، وطريقة لعبها التي تعتمد على ندرة الموارد، ووضع الخطط الاستراتيجية مسبقًا.