مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) هو التقارب بين سياسات الحوسبة والاتصالات والحوكمة بهدف الوصول إلى المعلومات وتأمينها ومعالجتها ونقلها وتخزينها.
وعلى الرغم من عدم وجود تعريف عالمي موحد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فإن المصطلح مقبول عموماً ليعني جميع الأجهزة ومكونات الشبكات والتطبيقات والأنظمة التي تسمح مجتمعة للأفراد والمنظمات بالتفاعل في العالم الرقمي، أو باختصار البنية التحتية والمكونات التي تُمكن الحوسبة الحديثة وتُسهل الاتصالات.
في بعض أنحاء العالم، يُستخدم مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كمرادف لتكنولوجيا المعلومات (IT)، ولكن يمكن أن يكون للمفهومين معانٍ مختلفة قليلاً عند استخدامهما في سياقات مختلفة. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، يتم استخدام مفهوم IT عند مناقشة التكنولوجيا المرتبطة بالعمليات التجارية، بينما يتم استخدام التسمية ICT في كثير من الأحيان في سياق التعليم والحكومة.
اليوم أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قطاعاً حيوياً في الكثير من دول العالم، وذلك مع ازدياد الطلب على المهنيين الذي يمتكلون معرفة ومهارات لإدارة هذا التقارب بين التقنية والاتصالات سواءً كانوا من خريجي تخصص تقنية المعلومات أو غيرها من التخصصات.
يمكن لموظفي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يتوقعوا العمل في وظائف تركز على تحسين محو الأمية الرقمية ومحو أمية البيانات واستخدام التقنيات الناشئة لتحسين قنوات الاتصال التقليدية.
مكونات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)
تشمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كلاً من المجال الذي يدعم الإنترنت وكذلك المجال المحمول الذي يتم تشغيله بواسطة الشبكات اللاسلكية. ويشمل أيضًا التقنيات القديمة، مثل الهواتف الأرضية والبث الإذاعي والتلفزيوني وكلها لا تزال مستخدمة على نطاق واسع اليوم إلى جانب أحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
تشمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مكونات البنية التحتية لمراكز البيانات التقليدية بالإضافة إلى عدد متزايد من المحتوى والبرامج والأجهزة وخدمات الدعم المقدمة عبر الإنترنت. وعلى سبيل المثال قد تشمل مكونات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العناصر التالية:
- مكونات الأجهزة التي تدعم طريقة إنشاء المعلومات ونقلها وتخزينها وإدارتها
- البرمجيات كخدمة (SaaS) وتطبيقات العميل المحلية التي تدعم التصميم الرقمي والإنتاجية الشخصية وإدارة سير العمل
- المكونات الإلكترونية التي تدعم تبادل المعلومات الرقمية، بما في ذلك آليات تقديم خدمة الاشتراك
- الخدمات التي تدعم إدارة أصول تكنولوجيا المعلومات، وإدارة دورة حياة البيانات، وإدارة تجربة العملاء، وإدارة تجربة الموظف الرقمية ومحو الأمية بالبيانات
الفرق بين مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT وتكنولوجيا المعلومات IT
يتم استخدام مصطلح تكنولوجيا المعلومات (IT) في كثير من الأحيان في سياق العمليات التجارية، بينما يتم استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كثير من الأحيان في المحتوى التعليمي والحكومي.
الآن بعد أن اندمجت شبكات الهاتف مع أنظمة شبكات الكمبيوتر وأصبحت تقنيات الاتصالات رقمية بشكل متزايد، فمن المتوقع أن تتلاشى الحاجة إلى التمييز بين إدخالات تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصالات. لكن بشكل عام، تُفضل بعض البلدان في العالم استخدام مصطلح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كتسمية مفضلة كونها تتضمن الغرض الأساسي للتكنولوجيا وهو تبادل المعلومات والاتصال الفعال.
تُستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عمومًا لتمثيل قائمة أوسع وأكثر شمولاً لجميع المكونات المتعلقة بالحاسوب والتقنيات الرقمية من تكنولوجيا المعلومات. قائمة مكونات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات شاملة وتستمر في النمو. بعض المكونات، مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف، موجودة منذ عقود. البعض الآخر، مثل الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون الرقمية والروبوتات، هي إدخالات أكثر حداثة.
تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحياة اليومية
تشمل استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قطاعات مثل التجارة الإلكترونية، والحوكمة الإلكترونية، والخدمات المصرفية، والزراعة، والتعليم، والطب، والدفاع، والنقل وغيرها.
في بداية عصر الإنترنت كان التركيز السائد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم على التكنولوجيا نفسها، بينما في الحكومة كان التركيز على توسيع اتصالات النطاق العريض إلى الشركات والمنازل في المناطق الريفية. لكن اليوم قللت مشاريع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والحكومة من تركيزها على التكنولوجيا نفسها، وبدلاً من ذلك أصبحت تركز على كيفية استخدام التقنيات التقليدية والناشئة لتحسين الاتصال.
يتم تشجيع المدارس والهيئات الحكومية في الكثير من الدول على إنشاء خطط تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف تقليل الفجوة الرقمية وتحسين معرفة البيانات في الفصول الدراسية أو في أماكن العمل.
- في التعليم: تساهم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل كبير في التعليم لأنها توفر بيئة تعليمية أفضل كونها تساهم في توصيل المعلومات للطلاب من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية وشاشات عرض البيانات واللوحات الإلكترونية التفاعلية وغيرها من التنسيقات.
- في الزراعة: تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضًا في تمكين سكان الريف من خلال توفير تقنيات زراعية أفضل، وتحسين الوصول إلى الموارد الطبيعية، واستراتيجيات الإنتاج الفعالة، واستراتيجيات التسويق الرقمي للأعمال التجارية الزراعية والخدمات المالية وغيرها.
- في الأعمال التجارية: تسمح أنظمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمديرين والموظفين باتخاذ القرارات بسرعة ودقة حتى يتمكنوا من إدارة العمليات والأنشطة اليومية بفعالية، والتنبؤ بسرعة بفرص الأعمال أو التهديدات.
- في القطاع العام: توفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصولاً أكبر للجمهور إلى المعلومات وتسهل العديد من الأنشطة الإدارية العامة التي تتطلب تلبية الشروط الاقتصادية والمالية والهيكلية والقانونية. كما تسمح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص بأداء العديد من الأنشطة المختلفة مثل دفع الفواتير أو تجديد الوثائق الرسمية، مثل رخص القيادة وغيرها، عبر الإنترنت.
- في التمويل: تسمح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالحساب السريع للبيانات المالية وتوفر لشركات الخدمات المالية مزايا إستراتيجية ومبتكرة بالإضافة إلى التحويل الإلكتروني للأموال، من خلال استخدام بطاقات الائتمان، أو التجارة الإلكترونية، والتي تشمل الشراء والدفع عبر الإنترنت وغيرها. تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعامل مع المخاوف الأمنية والقضايا القانونية والوصول إلى الأسواق العالمية.
محو الأمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
يركز محو الأمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي يشار إليه أيضًا باسم محو أمية البيانات، على شيئين مهمين: مساعدة الناس على ترجمة البيانات إلى معلومات ذات مغزى، وإيصال تلك المعلومات المفيدة إلى الآخرين.
في التعليم وإدارة الموارد البشرية، تعد محو الأمية بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مهارة مهمة للموظفين والطلاب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وغير من المجالات. على سبيل المثال، تقدم وزارة العمل الأمريكية 5 مستويات من الكفاءة لنموذج العمل في هذا القطاع وهي:
1- عدم اليقين: المنظمات غير مدركة للحاجة إلى مهارات معرفة البيانات وليس لديها فهم واضح لما هو مطلوب. قد يكون لدى الأفراد في المنظمة اهتمام معين بالبيانات ولكنهم غير متأكدين من الخطوات المختلفة الموجودة عند التعامل مع البيانات.
2- التطور والتجريب: تقوم المنظمات بتجربة استخدام البيانات لتكوين أسئلة بحثية ومعالجة الاحتياجات الخاصة. يقوم عدد محدود من الأفراد المهرة بمعظم العمل في المنظمة، لكن في المقابل يتم اتخاذ العديد من القرارات بمدخلات محدودة من البيانات المتاحة.
3- التنوير: تعمل المنظمات على توسيع الطرق التي تتيح لها الاستفادة من البيانات في مجال عملهم. مهارات البيانات هي مطلب متزايد الأهمية للموظفين في هذه المنظمات. قد تواجه المنظمات في هذا المستوى حالة يتم خلالها فهم الكثير من البيانات نظرياً، ولكن لا يُمكن تطبيقها في كثير من الأحيان.
4- اليقين: تقوم المنظمات بتنفيذ خطوات معالجة البيانات بثقة وقد قامت بتضمين أنشطة تعتمد على البيانات في عملياتها الروتينية حيثما كان ذلك منطقيًا. تم إضفاء الطابع الرسمي على الإجراءات والمعايير العامة المتعلقة بكيفية التعامل مع البيانات، وانتشارها، وفهم فوائد البيانات على جميع مستويات المنظمة.
5- طلاقة البيانات: أنشأت المنظمات ثقافة قائمة على البيانات في جميع المستويات. يتم استخدام البيانات بنشاط لتحسين العمليات وإنشاء مهام سير العمل.
سياسات مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
توثق سياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأطر والعمليات المطلوبة لقياس وتقييم مستويات نضج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المؤسسة بما في ذلك الالتزام بالقوانين واللوائح والعقود. يتضمن وضع سياسة للإشراف على إدارة الامتثال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عادةً الخطوات التالية:
- تحديد القوانين واللوائح المعمول بها
- تعيين لجنة توجيهية للإشراف على إدارة الامتثال لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات
- إنشاء ضوابط داخلية لفرض السياسة
- تطوير معايير ومؤشرات أداء رئيسية (KPIs) لقياس الخصوصية والامتثال
- تحديد وترتيب أولويات ثغرات مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تمنع الامتثال
- إعداد مواد تدريبية لتحسين معرفة البيانات والالتزام بلوائح الامتثال
- إجراء عمليات التدقيق على أساس مجدول بانتظام