إذا قمت بتحديث الآيفون الخاص بك إلى نظام iOS 13 فعلى الأرجح لاحظت أن العديد من التطبيقات بدأت تطلب فجأة إذن استخدام تقنية البلوتوث في الهاتف من أجل الوصول إلى الملحقات الخارجية والعمل بكفاءة.
ويظهر هذا الإذن الجديد نتيجة لعناصر التحكم التي أضافتها شركة آبل مع iOS 13 بحيث يتمكن المستخدم من حظر وصول التطبيقات المثبتة لبعض وظائف الهاتف، مما يساعد على حماية الخصوصية.
وبالطبع، فإن هذه التحسينات قد أدت إلى الكشف عن كمية التطبيقات التي كانت تستعمل تقنية بلوتوث في السابق دون علم مستخدميها، حيث بدأ الآن كل من فيسبوك ويوتيوب وجوجل وغيرها بطلب إذن الوصول إلى البلوتوث.
وفيما يلي سنوضح السبب وراء حاجة معظم التطبيقات إلى تقنية بلوتوث، كما نتطرق للحديث عن إيجابيات وسلبيات الموافقة على إذن الوصول إلى البلوتوث وكيفية السيطرة على التطبيقات من هذه الناحية.
التحكم في التطبيقات التي تستخدم البلوتوث
بينما يظهر إذن الوصول للبلوتوث في نظام iOS 13، إلا أنه وفي أنظمة iOS السابقة كانت التطبيقات تستخدم تقنية البلوتوث في الآيفون بكل ما يحلو لها ودون المطالبة بإذن وصول صريح طالما أن البلوتوث مفعل.
ولكن نظرًا لان البلوتوث أصبح شأنه شأن البيانات الحساسة الأخرى على الهاتف، غيرّ نظام iOS 13 الوضع كليًا بحيث يكون هناك إذن يتحكم في ما إذا كان يمكن للتطبيقات استعمال التقنية أم لا، تمامًا مثل التطبيقات التي تتطلب إذن الوصول للـ GPS أو الوصول إلى جهات الاتصال الخاصة بك.
وقد قامت شركة آبل بهذا التغيير لأسباب تتعلق بمسألة الخصوصية. إذ لم تعد تقنية Bluetooth تُستخدم للاتصال بالملحقات الخارجية فقط، بل تقوم التطبيقات باستخدام البلوتوث أيضًا للاتصال بالأدوات الذكية مثل متتبعات اللياقة البدنية والساعات الذكية، ومن المحتمل أن تستغل ذلك لتتبع موقعك الفعلي — على سبيل المثال معرفة الاماكن التي تذهب إليها لاستهدافك بالإعلانات.
وفي مؤتمر WWDC 2019، أكد رئيس قسم البرمجيات Craig Federighi على أن شركة آبل “ستغلق الباب أمام هذا التعسف” في استخدام البلوتوث لمنع التطبيقات من تتبعك دون إذنك. وهذا بالضبط ما يفعله نظام iOS 13.
وقبل أن يأتي نظام iOS 13 لم تكن هناك طريقة لمعرفة ما إذا كان هناك تطبيق يستخدم البلوتوث أو حتى التحكم في إذن الوصول. أما الآن يجب أن يطلب كل تطبيق ما إذا كان يريد استخدام البلوتوث، ويمكنك حينها اتخاذ القرار.
لماذا ترغب التطبيقات في الوصول إلى البلوتوث ؟
عندما تظهر نافذة المطالبة بإذن الوصول إلى البلوتوث تكون هناك رسالة غامضة مفادها أن التطبيق يحتاج الموافقة من أجل الاتصال ومشاركة المعلومات مع أجهزة آبل الأُخرى، أو لتأسيس عملية الإقران مع ملحقات البلوتوث القريبة، ولكن هذا لا يعبر بشكل واضح ومحدد عن سبب إرادة التطبيقات استخدام البلوتوث.
على الجانب الإيجابي، قد تحتاج بعض التطبيقات تقنية Bluetooth للتزامن مع وضع معين. على سبيل المثال، يستخدم تطبيق Spotify البلوتوث للاتصال مع ستيريو السيارة، وفي كل مرة عندما يكتشف التطبيق انك داخل السيارة يقوم تلقائيًا بتفعيل وضع الـ Car View حيث تكون عناصر التحكم أكبر حجمًا للاستخدام بسهولة أثناء القيادة.
وكما قد أشرنا، توجد هناك تطبيقات بحاجة إلى البلوتوث للاتصال بالسماعات وأجهزة التخزين وغيرهم من المُلحقات. على سبيل المثال، يحتاج تطبيق Fitbit البلوتوث للاتصال مع أجهزة تتبع اللياقة البدنية من شركة فيتبيت.
أما على الجانب السلبي – وهو السبب الرئيسي وراء فرض طلب إذن للوصول إلى البلوتوث في نظام iOS 13 – قد تستغل بعض التطبيقات الاتصال بالبلوتوث لتتبع موقع المُستخدم في الوقت الفعلي، ربما لأغراض ربحية أو تجسسية. ولذلك يجب أن تفكر مرتين قبل الموافقة على إذن الوصول إلى تقنية البلوتوث.
متى يجب أن تسمح أو ترفض إذن الاتصال بالبلوتوث ؟
إن الإجابة بالسماح أو الرفض هو أمر يعود إليك حقًا، حيث يجب اولًا أن تسأل نفسك: لماذا يرغب هذا التطبيق في الوصول إلى Bluetooth وهل هو شيء ضروري وضمن إطار العمل ؟ لابد أيضًا من مراجعة آراء المستخدمين حول هذا التطبيق والتأكد من أن المطور محل ثقة.
ضع في اعتبارك أن بعض التطبيقات مثل فيسبوك ويوتيوب وخرائط جوجل ستستمر في العمل بشكل طبيعي حتى بعد رفض إذن الوصول إلى البلوتوث، ولكن بإستثناء هذه التطبيقات التي تعتمد في عملها على الاتصال مع ملحق لاسلكي. لذلك إذا ظهر أن التطبيق ليس له سبب وجيه لاستخدام تقنية بلوتوث، فيمكنك ببساطة رفض الإذن.
كيفية التحكم في جميع التطبيقات التي تستخدم البلوتوث
كل ما عليك فعله على الآيفون أو الآيباد الخاص بك هو الدخول إلى الإعدادات ثم الخصوصية ثم البلوتوث. بعد ذلك ستظهر قائمة تضم كل التطبيقات التي تطلب الوصول إلى تقنية بلوتوث، فيمكنك تنشيط الزر الذي يتواجد أمام التطبيق إن أردت في أي وقت تغيير رأيك والسماح له بالحصول على إذن الوصول للبلوتوث.
قد تشكل تحسينات الخصوصية في نظام iOS 13 مصدر إزعاج بالنسبة للمستخدمين، حيث تظهر لهم نوافذ الأذونات المنبثقة هذه مع تشغيل كل تطبيق. لكن في الوقت نفسه هذا يعني المزيد من قدرة التحكم في خصوصيتك والسيطرة على ما يمكن أن تفعله التطبيقات.