خمسة أجهزة منزلية ذكية لا يجدر بك شرائها

أجهزة منزلية ذكية

في عالم التكنولوجيا المتسارع، أصبح الكثير من الناس يفكر بشراء أجهزة منزلية ذكية لإضفاء المزيد من الراحة داخل المنزل.

لكن ليست كل الأجهزة الذكية المنزلية ملائمة للشراء، فالبعض منها باهظ التكلفة، أو يصعب استخدامها أو أنها تقدم القليل من الفوائد مقارنة بالأجهزة التقليدية غير الذكية.

هذه خمسة أجهزة منزلية ذكية لا يجدر بك شرائها


الثلاجات الذكية

عند شراء جهاز للمنزل مثل موقد المطبخ أو الثلاجة فعادة ما تتوقع أن يستمر عمره لسنوات عديدة، فهو استثمار كبير ومكلف لذلك أنت لا ترغب باستبدالها كل سنتين أو 3 سنوات.

في الحقيقة، الثلاجات الذكية ما هي إلا لزيادة عبء شراء الأجهزة المنزلية، فهي قد تكلف أكثر من 800 دولار إضافية مقارنة بالثلاجات العادية.

ربما يمكننا تبرير التكلفة الإضافية للثلاجات الذكية في حال امتلاكها لفترة عمر طويلة، ولكن للأسف فالشركات المصنعة لهذه الثلاجات لديها معدلات سيئة بهذا الخصوص، ولا تتوقع مثلاً أن تستمر الثلاجة لمدة 10 سنوات كما هو الحال مع الثلاجات العادية التي تستمر أكثر من ذلك.

المزايا التي تقدمها الثلاجة الذكية مثل شاشة تعمل باللمس والمساعد الصوتي يمكن تطبيقها على ثلاجة عادية بواسطة حاسب لوحي خصوصاً إن كنت تمتلك جهازاً قديماً فحينها يمكنك الاستفادة منه وتركيبه على الثلاجة العادية.

ما ستحصل عليه في النهاية هو تحمل تكلفة إضافية عالية حتى تخبرك الثلاجة بتاريخ صلاحية المنتجات فيها، أو تتبع كمية المنتجات أو بعض التفاصيل غير المهمة والتي يمكن لابنك الصغير في المنزل معرفتها عن ظهر قلب.

حاول فقط وضع كميات جيدة من الشوكولاتة داخلها وسيقوم طفلك بعمله بشكل أفضل من أكثر الثلاجات الذكية تطوراً.

المرحاض الذكي

مرحاض ذكي - أجهزة منزلية ذكية

أعتقد قد يكون الخيار الأسهل في القائمة لعدم التوصية به، فلن نحتاج لتقديم الكثير من المبررات لعدم شراء المرحاض الذكي.

لو فكرنا ببعض ما تقدمه هذه المراحيض سنجدها غير مفيدة بدرجة كافية، مثل المقاعد الساخنة، الأضواء الليلية، أجهزة التحكم عن بعد، سماعات البلوتوث، ودرجة حرارة المياه القابلة للتعديل في حين تقدم بعض المراحيض الذكية شاشات تعمل باللمس لضبط التفضيلات مثل استخدام المياه وغيرها.

المراحيض الذكية يمكن أن تكلف ما بين 900 – 8000 دولاراً أمريكياً، وغالباً لا يشمل ذلك تكلفة التركيب وهو أمر قد يستدعي وجود فني كهربائي إذا لم يكن لديك توصيلات ملائمة للمرحاض.

المرحاض العادي لا يستدعي أي أعمال كهربائية، ويتراوح سعره ما بين 100 – 320 دولاراً اعتماداً على الميزات الاختيارية مثل نظام توفير استهلاك المياه وغيرها.

مع العلم أنه بإمكانك إضافة بعض ميزات المرحاض الذكي إلى المرحاض العادي بتكلفة بسيطة جداً، مثل إضافة الأضواء الليلية أو مكبرات الصوت.

الوسائد الذكية

الوسائد الذكية - أجهزة منزلية ذكية

قد ينظر إلى الوسائد الذكية على أنها مفيدة وفعالة فعلاً، لكن لا تتحمس كثيراً عند شراء واحدة جديدة.

معظم الوسائد الذكية تعدك بالقيام بكل شيء مثل تتبع نومك وقياس معدل ضربات القلب وحتى منعك من الشخير، لكن استعد أيضاً لدفع 200 دولار تقريباً مقابل شرائها.

ولا شك أن الحصول على وسادة جيدة مريحة أثناء النوم وتستيقظ دون وجود ألم في الرقبة يستحق التكاليف الإضافية، لكن المشكلة أن الوسادة الذكية هي مجرد أداة إدخال.

بمعنى أنه عليك شراء وسادتك الخاصة المريحة، مثل بعض الوسائد الطبية، ومن ثم تقوم بإضافة الوسادة الذكية كغطاء خارجي، بعدها سيكون بوسعك الاستفادة من المزايا الكاملة لوسادة ذكية حقيقية.

لذلك الاكتفاء بوسادة مريحة وجيدة للنوم، ومن ثم الاعتماد على الوسائل التقليدية لتتبع النوم سيكون الخيار الأكثر ملائمة، فمثلاً لو كنت تمتلك بالفعل ساعة آبل أو ساعة FitBit أو أي ساعة ذكية مجهزة بميزات تتبع النوم فسيكون ذلك بديلاً أفضل من الوسادة الذكية.

من الأفضل استخدام الأموال الإضافية لشراء وسادة مريحة ولطيفة تساعدك على النوم بشكل أفضل، واعتمد على أي وسيلة قد تمتلكها بالفعل لتتبع النوم.

زجاجات المياه الذكية

زجاجات المياه الذكية موجودة على فرضية أساسية وحساسة بالنسبة للكثير من الأشخاص “من المحتمل أنك لا تشرب كمية كافية من الماء”.

لكن فكرة شرب كمية معينة من المياه مثل شرب 8 أكواب مياه يومياً هي محض تخمينات وليست حقائق علمية ثابتة، فأنت بالفعل قد لا تحتاج إلى شرب كل هذه الكمية من المياه.

لذلك تحاول بعض زجاجات المياه الذكية تغيير هذا المفهوم من خلال تعيين كمية المياه اليومية بناءً على وزنك أو نشاطك أو ما شابه، ولكن في الحقيقة لا توجد أي دراسات قاطعة توضح بدقة ما يجب على الإنسان شربه يومياً من المياه حتى بناءً على الوزن أو التمارين.

فجسمك يحصل على الماء من مصادر أخرى خلال اليوم مثل المشروبات والأطعمة المختلفة وهي أشياء لا يمكن لزجاجة المياه الذكية تتبعها تلقائياً، لذلك لا يمكن اعتبارها وسيلة جيدة لمراقبة مستوى الماء.

القاعدة المهمة المتفق عليها هو أن الماء مهم جداً لصحة الإنسان، وبالتالي إن كنت تشرب الماء بانتظام خصوصاً عند ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية فأنت على ما يرام، وسيخبرك جسمك من خلال العطش عندما تحتاج بالفعل لشرب الماء الآن.

الروبوتات الذكية

حاولت بعض الشركات إنشاء روبوتات ذكية للمنازل، جميعها حتى الآن لديها أشياء مشتركة: روبوتات لطيفة، مفعلة صوتياً، بعض الحماس في البداية، وبعدها يتم إغلاق الشركة ويصبح الروبوت مجرد تحفة منزلية.

معظم الروبوتات الذكية المنزلية تعمل بنفس طريقة مساعد جوجل الصوتي أو مساعد أليكسا، وهي لا تحتوي على الكثير من الذكاء عندما تتحدث إليها.

الكثير من الشركات عانت لجعل روبوتاتها الذكية مربحة وقابلة للبيع، حدث ذلك مع الروبوت الذكي Jibo وكذلك Vector، حيث أعلنت الشركات التي تقف وراء تطوير هذه الروبوتات إنهاء أعمالها، وفي حين غنى Jibo أغنية الوداع، لا يزال روبوت Vector يصارع من أجل البقاء.

شركة Anki المطورة لروبوت Vector حاولت الحفاظ عليه من خلال استمرار عمل خوادمها السحابية المرتبطة بالروبوت، لكن من دون مصدر دخل إضافي قالت الشركة أنه من الصعب جداً استمرار هذا الوضع للأبد ما يعني أن مصيره سيكون كمصير Jibo.

قد يكون الروبوت الذكي إضافة جميلة للمنزل، لكن وضع السوق الآن غير مستقر ولا يشجع نحو اقتناء هذه الروبوتات خلال الفترة الحالية على الأقل ما يجعل التوصية بشرائه صعبة جداً.

الخلاصة

الكثير منا يحب الاستفادة من التكنولوجيا داخل المنزل، لكن هذا لا يعني شراء أجهزة منزلية ذكية بتكاليف باهظة دون فوائد فعالة وملائمة لما تدفعه.

فمثلاً هناك أجهزة منزلية ذكية مفيدة حقاً مثل الجرس الذكي، وعلى الرغم من أنه يأتي بأسعار تفوق الجرس التقليدي بكثير إلا أن الميزات الإضافية تبرر هذه التكلفة.

كذلك المصابيح الذكية تعد استثماراً مفيداً لما توفره من راحة داخل المنزل باستخدام التحكم الصوتي وبقائها ضمن نطاق غير مكلف.

هناك بعض الأشياء المفيدة جداً بأقل تكلفة مثل فلاتر الهواء الذكية والتي يزيد سعرها بحوالي 5 دولارات عن الفلتر التقليدي، لكن في المقابل يمكنها مراقبة نفسها وتخبرك بموعد استبدالها وحتى يمكنها طلب فلتر جديد لك إن سمحت بذلك.

لذلك قبل الاندفاع نحو شراء الأجهزة المنزلية الذكية من المهم معرفة الفوائد التي تقدمها مقابل السعر خصوصاً عند مقارنته بالإصدار القياسي “غير الذكي”.

هاني محمود
مدون تقني