الغالبية العظمى من سكان الدول المتحضرة والنامية أصبحوا يمتلكون أجهزة ذكية. والعديد منهم على علم بمشاكل الخصوصية المرتبطة بالهواتف الذكية مثل القدرة على تتبع حركتك أو حتى التقاط الصور بشكل سري ، وبالتالي أصبح معظمنا يعلم أنَّ الهاتف الذكي يتنصت علينا بازدياد.
وقد لا يكون هنالك دليل دامغ على هذه الشكوك ولكن يبدو أنها ليست وهماً على الإطلاق فقد بدأ باحثون حول العالم بتطوير خوارزميات ذكاء صنعي لتحليل الصوت، والتي تستطيع استخراج الكثير من المعلومات عن المستخدم من الصوت لوحده.
بدأت هذه التقنيات بالظهور وهي بتقدم مستمر مما يُعرض خصوصية الفرد لخطر محدق وبدلاً من تحليل كل كلمة يقولها الناس، فقد تمَّ تطوير الاستماع بالذكاء الصنعي ليتمكن من معرفة الكثير من المعلومات الشخصية فقط من خلال الصوت أثناء الحديث.
حيثُ تستطيع هذه الخوارزميات تحديد من أنت ومن أين أتيت، موقعك الحالي، جنسك وعمرك واللغة التي تتحدثها، كل هذا من صوتك أثناء الحديث.
وإن لم تشعر بعد بالخوف فهنالك أنظمة صوت ذكاء صنعي تستطيع اكتشاف الكذب، تحليل صحتك ومستوى لياقتك، حالتك العاطفية (تخيل ذلك!).
كما يوجد أنظمة تستطيع اكتشاف ماذا تأكل عندما تتحدث وفمك ممتلئ، وتستطيع أنظمة الذكاء الصنعي معرفة ما يحصل من خلال الصوت عبر الاستماع لتفاصيل مثل تحطم سيارة أو صوت طلق ناري أو البيئة من خلال الضجيج في الخلفية.
ويمكنها أيضاً معرفة سلوك المتحدث، والتقاط رسالة ضمنية أو اكتشاف نزاع بين المتحدثين.
ويوجد نظم ذكاء صنعي أخرى تم تطويرها العام الفائت، تستطيع توقع إن كان زوجان سوف يبقيان سوية فقط من خلال الاستماع للنبرة التي يستخدمانها عند التحدث لبعضهما.
جميع ما سبق كان أمثلة عن تقنيات ذكاء صنعي قيد التطوير حول العالم.
فهذه التقنيات تستخدم تعلم الآلة وهذا يتضمن تدريب خوارزمية بشكل مستمر باستخدام كميات كبيرة من البيانات.
وعندما يحصل التسجيل الصوتي ضمن الهاتف الذكي يتم إرسال المقاطع إلى مخدمات الإنترنت التي تقوم باستخراج المميزات، حساب الإحصائيات وتطبيق خوارزميات تعلم الآلة.
ومعظم الشركات التقنية تقول أنَّ أجهزتها لا تسجل حديثنا إلا في حال طلبنا ذلك ولكن هنالك بعض الأمثلة عن Alexa وتسجيلات الصوت عن طريق الخطأ .
ولا أعتقد أننا نستطيع فعل الكثير للحد من هذا الأمر إن كان صحيحاً، لأن اعتمادنا على الأجهزة الذكية أصبح كبيراً ومضمناً في العمل، المنزل وحتى الشارع والحديقة.
لذا ننصح بإبعاد الهاتف الذكي المحيط بنا في كل مكان إن أردنا التحدث بحرية ودون أن تُنتهك خصوصياتنا.
راجع أيضاً:
نماذج الذكاء الصنعي تتوقع بنية البروتينات 3D في إنجاز علمي كبير