عند شراء كرت الشاشة فغالب الأحيان سوف نستقر على منتج معين ونبحث عن السعر الأفضل له. والغريب أننا سوف نجد عدة شركات تصنع نفس المنتج الذي نبحث عنه. فهل تهم الفروقات بين هذه الشركات؟
لماذا يوجد عدة شركات تقدم نفس كرت الشاشة أصلاً؟
هذا غريب حقيقةً، كما لو أنك تريد شراء شاحنة ما ويطلب منك البائع اختيار الشركة المُصنعة فورد، دودج أو مرسيدس. وكمثال من عالم كروت الشاشة نيفديا GeForce GTX 1070، عند البحث عنها على موقع Newegg سوف تجد نماذج مصنوعة من قبل EVGA، MSI، Zotac، Asus و Gigabyte وجمعيها في صفحة البحث الأولى. وأيضاً سوف تجد عدة مُصنعين لكرت شاشة AMD Radeon وجميع هذه الكروت تمتلك نفس المواصفات تقريباً، إذا ما الداعي لذلك؟
السبب هو علاقة مصلحة متبادلة بحتة ضمن سوق GPU حيث تبيع نيفيديا و AMD شرائحها مباشرة لمُصنعي الالكترونيات لكي تُضمنها في كل أنواع الأجهزة من حواسيب محمولة ومكتبية، حتى منصات الألعاب، الهواتف الذكية والسيارات. أيضاً تقوم هاتين الشركتين ببيع منتاجتهم لطرف ثالث من مُصنعي كروت الشاشة مثل EVGA و Sapphire.
لتقوم شركات الطرف الثالث بشراء شرائح GPU لتوظيفها مع المكونات الضرورية مثل منافذ فيديو، المبردات والغطاء البلاستيكي لتقوم ببيعها للمستهلك في معارض البيع مثل أمازون و Newegg.
إذاً ما الفرق بين مُصنع كرت شاشة وآخر؟
جميع هؤلاء المصنعين يحصلون على شرائح GPU من نفس المصدر نيفيديا و AMD ولكن عند البيع للمستهلك عليك تمييز منتجك إما بالسعر أو بميزة أخرى.
وحقيقةً لا يوجد مجال كبير للعب بالسعر فإن قامت شركة بتخفيض السعر بشكل كبير عن الآخرين فسوف تقوم باقي الشركات بتخفيض السعر أيضاً ولكن هذا سوف يقلل من هامش الربح.
لذلك سوف تتميز الشركات عن بعضها بمجالات أخرى، فقد يعمل البعض على تقديم مبرد بمراوح، أو صنع كرت الشاشة بحيث يكون أقصر ليستع ضمن صناديق الحواسيب الصغيرة، وقد يحاول البعض تصميم كرت الشاشة بشكل ملفت للنظر.
وتحصل هذه المميزات الصغيرة على الكثير من الحبر على علب المنتج حيث تُضمن مع عبارات تسويقية مثل نسخة “Overclocked Edidtion” أو “FTW” أو “AMP”.
عادةً لا تشكل هذه التعديلات أثراً كبيراً على الأداء فلا يتجاوز تأثيرها على الأداء 2% مقارنةً مع المنتج الأساسي.
لذلك إن عثرت على كرتي شاشة من نفس النوع سواء نيفيديا أو AMD ونفس النموذج ويمكن للاثنين الاتساع ضمن حاسبك والاتصال مع اللوحة الأم، فلن يكون هنالك فرق في كيفية ظهور الصور في ألعابك.
ما هي التغييرات التي تهم فعلاً؟
إذا أي من هذه التغييرات مهم فعلاً؟ يمكننا القول أنَّ طول كرت الشاشة مهم وبالأخص إن كان صندوق حاسبك صغير ليتسع لكرت الشاشة، عندها لن تكون سرعة الكرت مهمة. تمتلك التصاميم التي تحمل مروحتي تبريد أو ثلاث طولاً أكبر، بينما المصنوعة خصيصاً للصناديق الصغيرة سوف تكون أقصر.
وكذلك الفرق بين تصميم مبرد هواء مفتوح ومبرد هواء يستخدم مروحة بسيط ولكن مهم إن كان صندوق حاسبك ذو تدفق هواء ضعيف، لذا إن كنت تفضل جهاز بضجيج منخفض تستطيع الحصول على كرت شاشة أغلى ثمناً بجهاز تبريد بالماء مركب مسبقاً.
أما إن كنت تريد تركيب نظام تبريد الماء بنفسك فسوف تحتاج كتلة تبريد ماء مكلفة لتستبدل نظام التبريد بالهواء.
تغيير آخر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الأداء وهو زيادة ذاكرة RAM للكرت، حيث تستطيع بعض كروت الشاشة الاتساع لوحدات إضافية من GDDR RAM، ويقوم المُصنع الثانوي بتنصيبها مباشرة للدارة المطبوعة.
ومع مزيد من ذاكرة الفيديو يستطيع كرت الشاشة حمل المزيد من المعلومات ضمن الذاكرة المحلية الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ بأداء كرت الشاشة. يقوم المُصنع بالإشارة إلى الرام الإضافية بشكل واضح كونها أمراً لا يمكنك إضافته بنفسك وهي ميزة كبيرة في كرت الشاشة.
الفرق الحقيقي: السعر، الموثوقية والكفالة
في حال كان الفرق بسيط بين كرتي شاشة ويتعلق إما بالتبريد أو التردد فإن ما تبحث عنه في هذه الحالة هو السعر وبالتالي سوف تختار الأقل سعراً.
قد يستحق الأمر دفع مبلغ صغير لكسب راحة البال عند شراء كرت شاشة جديد من بائع موثوق يمتلك كفالة للقطعة وسمعة جيدة.
يقدم معظم المصنعين كفالة عامين لثلاث أعوام والبعض الآخر يقدم فترة أطول إن سجلت كرت الشاشة خاصتك بحساب زبون والبعض يقدم كفالة مدى الحياة ويمكن في بعض الأحيان نقل الكفالة للمشتري الجديد.
لكن قبل شراء أي كرت شاشة جديد يجب أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:
1- هل سوف يتسع كرت الشاشة في صندوق الحاسب؟
2- هل كرت الشاشة هذا أرخص من غيره؟
3- هل يملك كرت الشاشة ذاكرة رام أكثر من غيره؟
4- هل يملك تصاميم مختلفة للتبريد وهل هذا مهم لحاسبي؟
5- هل يقدم أحد المصنعين شروط كفالة أفضل من غيره؟
راجع أيضاً: