تخيل لو أنك تعود بالزمن للوراء إلى الوقت الذي بدأت فيه الحواسيب بالظهور بشاشاتها الخضراء وأقراص Floppy disk الكبيرة التي لا تتسع لأكثر من 360KB من البيانات.
تذكر! المدة التي عدت بها للوراء ليست بالكبيرة أليس كذلك؟
والآن تخيل لو أنك التقيت بأفضل مهندسي الحواسيب في ذلك الوقت وأريتهم أحد الهواتف الذكية من عام 2018 وما يقدر على عمله. كم سيذهلون مما يشاهدونه؟ التكنولوجيا التي نحملها بيدينا اليوم شيء لم يتخيل مهندسو الماضي أنه قريب المنال لهذه الدرجة.
أما الآن تخيل لو أنَّ أحداً يأتي إليك ويقدم لك هاتفاً ذكياً من عام 2040. كيف سيبدو وماذا سيحتوي من تقنيات؟ لا أحد يعلم بالضبط ولكن هذا ما نستطيع نتخيله:
الشكل الخارجي
في المستقبل لن تخسر الهواتف الذكية منفذ السماعات فقط بل أيضاً منفذ الشحن ومفاتيح الطاقة والتحكم بالصوت، وهذا ليس توقعاً صعباً. وما نعتقد أننا سوف نراه هو هواتف ذكية تمتلك شاشة على جميع سطوحها في جميع الاتجاهات. تخيل هاتفك عندما يُقفل يبدو مثل قطعة رخام صلبة، أو ألمنيوم، أو ذهب. وتريد لون مختلف اليوم؟ اذهب إلى الاعدادات واختر اللون الذي تريده ليتغير مظهر الهاتف كلياً. وقد تفضل نمطاً يتناسب مع ملابسك، إذاً لما لا يقوم بتقليد خلفية تحاكي نمط ثيابك؟
ولا يجب الخوف من الخدش أو الكسر لأن هاتفك سيكون محاطاً بزجاج مطلي بالفضة غير قابل للتلف.
ولن يكون هنالك أي بروزات ضن هاتفك الذكي، فكل كاميرا أو حساس أو مكبر صوت إما أن يكون تحت الشاشة أو جزءاً منها. وهل تريد بدء مكالمة فيديو؟ تستطيع النظر للشخص الآخر مباشرةً لأن الكاميرا في مكان ما خلف الشاشة.
ولكن ألا تتساءل كيف يمكنك فتح غطاء هكذا هواتف ذكية؟ عليك إرساله إلى الشركة المصنعة التي تستخدم معدات خاصة لإذابة الغلاف المحيط لتتمكن من إعادة تصنيع المكونات داخل الهاتف. أي لن يكون هنالك عمليات إصلاح في عام 2040.
الكاميرات في الهواتف الذكية
لن نبالغ إن قلنا أنَّ الكاميرات في عام 2040 ستكون حتى أفضل من العين البشرية. تصوير فائق السرعة بدقة 16k؟ نعم. زوم بصري 20x؟ نعم. القدرة على التقاط صور ومقاطع فيديو بالأشعة تحت الحمراء؟ نعم. كاميرا حرارية أيضاً؟ نعم.
الميزات الأمنية
الهواتف الذكية عام 2040 لن تتعرف عليك من خلال وجهك، صوتك، أو بصمة إصبعك. بل ستعلم أنه أنت من خلال طريقة إمساكك لهاتفك الذكي. وبالتالي إن لم ترد لأحد أن يستخدم هاتفك فهذا يعني أنَّ لا أحد سيستطيع.
ولكي تحصل على خصوصية كاملة سيقوم الهاتف بتتبع حركة عينيك ليقوم بتعديل زاوية الرؤية في الشاشة بحيث تتمكن أنت فقط من رؤية ما يظهر عليها. الصوت أيضاً سوف يتم توجيهه لأذنيك لتسمع أنت فقط في حال نسيت سماعاتك.
وبما أننا ذكرنا تتبع حركة العين، ستوجد خاصية أخرى هي التحكم بالهاتف الذكي دون استخدام يديك من خلال حركة العين.
البطارية
لن نحاول معرفة ما هي المواد التي سوف تستخدم في البطاريات في المستقبل ولكن إن لم نحصل على 5 أيام عمل متواصل من البطارية فإننا نعيش في الزمان الخاطئ.
قد تكون التحسينات أيضاً عبر شحن البطارية من حركة الهاتف، ضوء الشمس، أو الحرارة المحيطة.
المعالج، بطاقة الرسوميات والذكاء الصنعي
سيكون الذكاء الصنعي في عام 2040 أكثر قوة ليكون قادراً على التعرف على كل شيء توجه الكاميرا نحوه حتى الأشخاص ليقدم لك معلومات عن كل شيء. ولن يقوم المساعد الذكي بإجراء مكالمات فقط، بل سوف يقدم مشورات ونصائح مالية مستندة على آلية صرفك للمال، اهتماماتك ودخلك.
وأيضاً سيكون هاتفك قادراً على اكتشاف معلومات عن صحتك بدمج بيانات يجمعها من حساساته (الكاميرا، الميكرفون…الخ) وتحليل التعرق من يديك. وقد لا يكون قادر على تحديد المرض ولكنه سيقوم بإخبارك بالوقت المناسب لرؤية الطبيب.
وسيكون المعالج قادراً على تشغيل أي شيء وإن وجد صعوبة في تشغيل بعض الألعاب مثلاً سوف يستعين بالحوسبة السحابية عبر الاتصال فائق السرعة من الجيل السادس.
سعة التخزين والذاكرة
لطالما كان هذا الجانب سهل التطوير في عالم الهواتف الذكية لذلك سنعتبر أنك سوف تحصل على 10TB سعة تخزين و 32GB من ذاكرة DDR7 RAM.
ميزات إضافية
سوف تحصل على نسخ مطورة للميزات الحالية في الهواتف الذكية ولكننا نتخيل ميزات أخرى مثل:
كاشف للغازات السامة
تمتلك العديد من المنازل حساسات لأحادي أكسيد الكربون ولكن بالطبع سوف يكون من الأفضل امتلاك هكذا حساس طول الوقت، وقد يمكنه أيضاً التحسس لغازات سامة أخرى.
ميزان:
المزيج بين شاشة لمس حساسة جداً وهيكل متين غير قابل للكسر سيسمح باستخدام الهواتف الذكية كميزان. لتتمكن من قياس وزن الأجسام من 1 غرام وحتى وزنك.
الخرائط ثلاثية الأبعاد 3D
نملك اليوم الواقع المعزز ولكن في عام 2040 ستمتلك الهواتف الذكية القدرة على عرض مجسمات ثلاثية الأبعاد. وستعرض هذه الهواتف صور متحركة تشبهك ويمكنه تحويل رسائلك إلى رسائل صوتية بصوتك.
حساس الحركة
عندما تذهب لسرير النوم عليك وضع هاتفك على وضع المراقبة الليلية، ليقوم بحراستك بينما أنت نائم. وستلتقط الحساسات كل حركة ضمن غرفتك ليقوم بتنبيهك إن حاول أحدهم الدخول خلسة.
بطاقة تعريف افتراضية
بفضل الأمن الكبير لهذه الهواتف الذكية لن تحتاج لحمل بطاقة تعريف أو شهادة سوق. وسيتم استبدالها ببطاقات افتراضية ضمن هاتفك الذكي. وإن تأذى جهازك تستطيع الحصول على آخر جديد يحوي كل ما كان موجوداً في هاتفك القديم وذلك بفضل المزامنة السحابية. وبالتالي لا حاجة لإصدار بطاقات جديدة.
وأخيراً نتوقع وجود العديد من الميزات المفيدة الأخرى الممكن إضافتها للهاتف الذكي ولكن هذا ما استطعنا تخيله لكم.
هل تظن أنَّ ما طرحناه في المقالة بعيد عن الواقع؟ شاركنا رأيك بتعليق في صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.
راجع أيضاً: