اعتبر الكثيرون الخرق الذي تمَّ كشفه مؤخراً لبيانات مستخدمي فيسبوك والذي سمح لشركة Cambridge Analytica بالوصول لبيانات ملايين المستخدمين على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك فضيحة في عالم منصات التواصل الاجتماعي وصدمة للمؤسس مارك زوكربيرغ، ولكنه في الحقيقة ليس بمعلومة حديثة العهد. وربما تفاجأ الكثيرون من مستخدمي المنصة بهذه الفضيحة ولكن هذا كان معروفاً ومستخدماً لفئة كبيرة من الباحثين والمسوقين في المجال الالكتروني لسنوات عديدة مضت.
ولم تكن استراتيجية جمع البيانات الشخصية لمستخدمي فيسبوك وأصدقائهم شيئاً غير معتادون عليه في شركات التسويق وغيرهم مثل Microstategy و Cambridge Analytica بل كانت استراتيجية معروفة على نطاق واسع يتم من خلالها تحويل تطبيقات المستخدمين لمنجم معلومات مفيد.
يقول Sam Weston وهو مستشار تواصل عمل مجال التسويق الالكتروني لعقدين من الزمن:
كنا مدركين تماماً أنه يمكن الوصول لبيانات الأصدقاء على حسابات فيسبوك. وأعتقد بأن لا أحد كان يتوقع التبعات المحتملة لهذا العمل حتى تم تسريبها لوسائل الإعلام وأنه من المحتمل أنها استخدمت لانتخاب دونالد ترامب.
وكذلك أيضاً المستشارة في مجال الخصوصية لفترة طويلة Mary Hodder والتي تعمل الآن كمطور منتجات لـمجموعة Ecosystem Steering Group تفاجأت باعتبار هذا فضيحة:
كنت أعلم منذ 10 سنوات أنَّ فيسبوك سمح لطرف ثالث بجمع بيانات الأصدقاء وطبعاً لم أتفاجئ أنَّ 95% من المستخدمين الذين لم يفهموا ذلك قد صُدموا. فهم اعتقدوا أنَّ فيسبوك في حال باع معلوماتك فإن ذلك سوف يقتصر عليك فقط، لم يعلموا أنَّ جميع أصدقائك سوف يتم بيع معلوماتهم أيضاً معك.
وفي الحقيقة نجد بعض الغرابة في ذهول المستخدمين مما حدث أو قد يحدث فمعظمنا يمنح أذونات الوصول لجميع التطبيقات التي نقوم بتحميلها سواء من متاجر معروفة أو غير معروفة دون أن نقرأ ما هي هذه الأذونات التي نمنحها للتطبيق فكل ما يهمنا هو استخدام التطبيق دون التفكير في العواقب.
كما أنَّ أغلب التطبيقات تطلب الإذن بالوصول للصور والتعديل عليها وحتى حذفها دون علم المستخدم بالإضافة للوصول لسجل المكالمات وقائمة المتصلين وربما التعديل عليها واستخدامها كما تريد ومع ذلك نجد أنَّ هذا لا يهم معظم المستخدمين الذين يركزون على استخدام التطبيق وينبهرون عند انتشار أي خبر عن جمع بياناتهم.
وفي حال كانت الخصوصية مهمة فعلاً للجميع يجب الابتعاد عن كل ما هو خاص في عالم الانترنت لأن أي جهاز يتم وصله بهذه الشبكة العملاقة يُصبح عرضة للوصول له من معظم الشركات التي تسمح لها أنت طواعية باستخدام محتوياته.