انتشرت أنباء وشائعات مؤخراً حول نية Microsoft عقد عملية استحواذ ضخمة في مجال صناعة الألعاب. التقارير أشارت إلى ثلاث شركات محتملة، وهي Valve, EA أو PUBG Company.
أي من هذه الشركات سيشكل استحواذاً ضخماً بالنسبة لشركة Microsoft وبالضبط على مستوى فرع Xbox الخاص بالألعاب. حتى مع PUBG Company التي تعتبر نوعاً ما حديثة العهد مع ظهور لعبة Playerunknown’s Battlegrounds التي انتشرت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة محققة بذلك عائدات مالية ضخمة وأعداد لاعبين كبيرة على الحاسب الشخصي وجهاز Xbox One.
سيناريو الاستحواذ على EA
رغم أن الذراع المالي لشركة Microsoft قادر على الاستحواذ على أي شركة نشر بحجم Electronic Arts أو أكبر، إلا أنني أجدها خطوة مستبعدة نوعاً ما، بل قد تكون خطوة خاطئة على المستوى البعيد لما تريد Xbox تحقيقه مع ألعابها وأجهزتها. شركة EA ليست معروفة بتطويرها ونشرها لألعاب حصرية على منصة واحدة، لكنها تتوفر على نظام EA Access على جهاز الحاسب الشخصي و Xbox، وأظن أن ذلك كافي بالنسبة لشركة Microsoft للحصول على نسبة من العائدات المتعلقة بعناوين EA الجديدة.
لكن، لنفترض أنها بالفعل استحوذت عليها، أظن أن EA لن تغير كثيراً من خططها أو أسلوبها، بل قد تخصص جزءاً منها للعمل حصرياً على ألعاب ذات ميزانيات ضخمة لأجهزة الحاسب الشخصي و Xbox One. هذا يعني أن اللاعبين سيستوجب عليهم الانتظار لمزيد من السنوات قبل أن نرى أية عناوين جديدة كلياً حصرية من الشركة. من جهة أخرى، هناك احتمالية فقط لعقد اتفاقية عمل حصرية بين الشركتين، أي دون عقد استحواذ كامل… هذه العملية ستساعد EA ربما في الحصول على مزيد من الحرية والأفضلية على مستوى التسويق، التطوير وربما سيولة مالية أكبر كون Microsoft أكبر حجماً طبعاً من EA على كافة المستويات، وهذا يعني التركيز على تطوير ألعاب ونسخ خاصة للأجهزة القادمة والحالية بما في ذلك Xbox One X بمواصفاته العالية التي لا يزال المطورون يكتشفون قدراته كجهاز منزلي.
لا أدري كم إلى قد تصل صفقة كهذه، لكن بحكم حجم Electronic Arts الذي يصل إلى 20 مليار دولار، فقد تكون الصفقة أكبر عملية استحواذ في صناعة الألعاب في التاريخ.
سيناريو الاستحواذ على Valve
إن كنت لاعباً على الحاسب الشخصية، Valve هي خيارك الأول بفضل تطويرها لبعض من أشهر ألعاب الحاسب الشخصي، إلى جانب امتلاكها منصة Steam التي تستقبل عشرات آلاف الألعاب شهرياً، من ألعاب المستقلين وصولاً إلى ألعاب الناشرين الكبار. هذه المنصة نوعاً ما هي الخيار الافتراضي لشراء وتحميل الألعاب والإضافات وأحياناً بعض البرامج المتعلقة بألعاب الفيديو، واستحواذ Microsoft على Valve سيمكنها حتماً من بسط سيطرتها على هذه المنصة، لكن ما الذي يمكنها تقديمه حقاً؟ في الحقيقة، Microsoft ليست شركة تقدم الكثير فيما يخص استحواذاتها، فشرائها للشركات يهدف بالدرجة الأولى للبقاء في المنافسة والرفع في العائدات والأرباح المالية، أي أنها لا تحاول حقاً تغيير أو إضافة شيء معين، لكن من يدري… قد تكون لدى Phil Spencer بعض الأفكار المميزة لدمج منصة Steam وألعابها أكثر مع Xbox، وبالضبط على مستوى اللعب التشاركي بين هذين النظامين.
قيمة Valve كشركة قد تتجاوز 5 ملايير دولار، أي أنها أقل بكثير من Electronic Arts، وقد تكون صفقة جيدة كون Steam (المنتج الأكبر لدى الشركة) منصة فعالة للوصول إلى العشرات من الملايين من اللاعبين حول العالم، وهذا يعني عائدات مالية ستغطي قيمة الصفقة في وقت قصير نسبياً، لكن هل ستقدم شيئاً مفيداً حقاً لمستقبل Xbox؟
سيناريو الاستحواذ على PUBG Corporation
هذا قد يكون السيناريو الأكثر واقعية. الصفقة التي عقدتها Xbox مع استوديو Bluehole لتقديم لعبة Playerunknown’s Battlegrounds حصرياً بشكل مؤقت على Xbox One والتي أتت بثمارها سريعاً مع حصول اللعبة على أكثر من 3 ملايين لاعب وبيع عدد ضخم من النسخ، وبشكل ما فهي نوعاً ما خطوة متوقعة جداً من Microsoft للحصول على لعبة رياضية قد تستمر شعبيتها لمزيد من السنوات ومنافسة Sony وحتى Nintendo بذلك.
من جانب آخر، هذا السيناريو لن يكون مثيراً بقدر السيناريوهات الأخرى… أقصد، استحواذ على فريق تطوير ولعبة واحدة يعتبران عملية غير فعالة جداً لمنافسة أسطول كامل من فرق التطوير التي تعمل على ألعاب حصرية لصالح Sony وأخرى بما في ذلك Nintendo وجهودها لضم مزيد من الألعاب والكلاسيكيات لجهازها المحمول Switch. التركيز على لعبة واحدة والاعتماد عليها لضخ مزيد من المبيعات نوعاً ما يعتبر استراتيجية من Xbox على الدوام، فالشركة دوماً ما ركزت على لائحة قصيرة من الألعاب التي تميزها مثل Gears of War، Forza Horizon ومؤخراً Sea of Thieves وبعض العناوين الجانبية الأخرى.
لا معلومات حول قيمة PUBG Corporation الحقيقية، لكنها حتماً لن تكون أكبر من السابقتين، وقد لا تشكل نفس الجلبة الاعلامية التي قد تحققها السيناريوهات أعلاه كما ذكرت.