تريد يوتيوب أن تبقى بعيدةً عن الاتهامات الموجهة ضد الشركات التقنية الكبرى والتي مفادها أن هذه الشركات لا تبذل أي جهد يذكر لمنع أو الحد من الفيديوهات المتطرفة.
ولكي تستطيع الحد من هذه الفيديوهات فهي تتلقى المساعدة من Jigsaw وهو خزان الفكر في جوجل لكي تستطيع التعرف واستهداف الدعاية الإعلامية المتعلقة بالمجموعات الإرهابية على يوتيوب.
كيف تعمل آلية توجيه يوتيوب لهذه الفيديوهات؟
لطالما استعملت الجماعات الإرهابية يوتيوب لنشر الفيديوهات المتطرفة والتي تهدف من خلالها إلى تجنيد أشخاص معينين ولإيقاف ذلك أتت الشركة بمشروع جديد يدعى آلية إعادة التوجيه والتي سوف تساعد في تشتيت انتباه الناس عن الحملات الدعائية التي تحوي عنف وتطرف.
عند استخدام هذه التقنية الجديدة سوف يقوم أحد المجندين المحتملين في المجموعات الإرهابية مثلا بالبحث عن محتوى متطرف وبالتالي سوف يتم إعادة توجيهه لمقاطع فيديو تعمل على تفكيك الجماعات الإرهابية وإلغاء فكرها.
وقد صرحت الشركة ضمن منشور لها أنَّ الآلية الجديدة ستوجه المستخدمين بعيداً عن الحملات الدعائية المتطرفة والعنيفة وتقودهم نحو مقاطع فيديو بمحتوى مضاد للرسائل المتطرفة التي تحويها تلك المقاطع.
ويقول موقع إعادة التوجيه الخاص بيوتيوب ” تركز هذه الآلية على شريحة من جمهور الجماعات المتشددة الأكثر عرضة لرسائله ويقوم بإعادة توجيههم إلى مقاطع فيديو على يوتيوب تنافي وتعارض التجنيد في ISIS “.
ويصرح الموقع أن هذه الآلية التي تم تطويرها بعد اجراء مقابلات مع أشخاص فارين من الجماعات الإرهابية ولا تنتهك خصوصية المستخدم ويمكن استعمالها أيضاً للتعامل مع أنماط أخرى من التجنيد المبني على العنف.
وأضافت الشركة لما سبق أنها في الأسابيع القليلة القادمة سيتم توسيع آلية إعادة التوجيه في يوتيوب لتشمل مجموعة أوسع من الكلمات المفتاحية في البحث وضمن لغات غير الانكليزية وذلك بمساعدة تقنيات تعلم الآلة.
وسيتعاون يوتيوب أيضاً مع منظمات غير حكومية لتطوير محتوى جديد مصمم للتعامل مع الرسائل المتطرفة على مستويات مختلفة لقمع التطرف.
إجراءات أخرى لمكافحة المحتوى المتطرف:
لقد استفاقت يوتيوب وجوجل على هذه القضية عندما بدأ عدد كبير من المعلنين بسحب إعلاناتهم بعد أن وجدوا أنَّ حملاتهم الإعلانية كانت تظهر مع المحتوى المتطرف.
وبعد ذلك قام يوتيوب بالإعلان عن ضرورة امتلاك أصحاب القنوات لأكثر من 10000 مشاهدة لكي يستطيعوا ربح المال من خلال مقاطع الفيديو المنشورة على قنواتهم.
وبالرغم من ذلك فإن الاحتجاجات كانت أكبر بعد ثلاثة أشهر عندما تم الكشف أنَّ أحد المهاجمين الثلاث في حادثة جسر لندن قد تأثر بالمقاطع المتطرقة الموجودة.
ولقد اتخذت كل من جوجل ويوتيوب عدة إجراءات سابقة للحد من هكذا محتوى على منصاتها. وتستخدم الشركة تقنيات مثل بعض خوارزميات تحليل مقاطع الفيديو للتعرف على المحتوى المرتبط بالإرهاب.
والعديد من الإجراءات الأخرى أيضاً يتم العمل على تطويرها وتنفيذها وبذلك لا تكون محاربة الفكر المتطرف فقط على أرض الواقع بل في العالم الافتراضي أيضاً وهو ما نأمله.