4 أسباب تبرر سعر جالكسي نوت 7

كشفت سامسونج يوم الثلاثاء الماضي عن هاتف جالكسي نوت 7 الجديد خلال حدث الكشف عنه، والذي سيكون على ما يبدو خليفة لجالكسي إس 7 وإس 7 إدج كأفضل هاتف متوفر في السوق، لكنه عكس الهاتفين السابقين يتوفر بسعر أغلى، حيث يبلغ سعره 850 دولار تقريبًا، وهو سعر قد يجده العديد من المستخدمين سعرًا مبالغًا فيه، وبما أننا قد تحدثنا في أكثر من مناسبة حول أسعار الهواتف الصينية الرخيصة وكيف أن السعر ممتاز وما إلى ذلك، سيكون علينا الحديث كذلك عن سعر الهاتف المرتفع وما إذا كان مبرّرًا.

ويأتي هاتف جالكسي نوت 7 بمواصفات عالية بشاشة Super AMOLED بمقاس 5.7 بوصة ودقة QHD، معالج Qualcomm Snapdragon 820، ذاكرة عشوائية 4 جيجابايت، مدخل USB Type-C، مقاومة المياه IP68، مساحة تخزين 64 جيجابايت، ماسح قزحية العين، قارئ البصمة، ودعم بطاقات الذاكرة microSD لغاية 256 جيجابايت. هذه بعض النقاط التي قد تبرر سعر جالكسي نوت 7.

الجودة مقابل السعر

بداية، دعونا نأخذ هاتف OnePlus 3 الذي يتوفر بسعر 399 دولار كمثال للهاتف الذكي ذو المواصفات العالية والسعر الرخيص، لمقارنته مع جالكسي نوت 7 ونتساءل لماذا لا تقدم سامسونج هاتفًا بنفس المواصفات والسعر، بدءًا بالتطرق إلى بعض الشكاوى التي تتهم شركة OnePlus بتوفرها على خدمة دعم عملاء سيئة، وهو تقريبًا نفس الشيء الذي ينطبق على العديد من الشركات الناشئة التي لا تستطيع مسايرة كم الشكاوى التي يردها من طرف المستخدمين، سواء لصِغر الفرق أو صعوبة إرضاء المستخدمين المتطلبين، وهو ما تقدمه شركات أخرى مثل سامسونج وآبل، واللتان تستثمران ملايين الدولارات في تجهيز فرق دعم كبيرة من أجل إرضاء مستخدميها، وهو ما يصعب على الشركات الناشئة مواكبته في حين تحتاج فيه إلى توفير هامش الربح البسيط من أجل استغلاله في أمور أساسية أخرى.

دعم نظام التشغيل بدوره هو أحد مشاكل الشركات الناشئة، حيث لا يتعلق الأمر بالتحديثات الأمنية الشهرية فقط، إنما يتعداه إلى معالجة بعض المشاكل التي تظهر ضمن الهواتف، لعل آخرها مشكل زر العودة في بعض هواتف OnePlus 3 على سبيل المثال، وهو ما يصعب حدوثه عند دفع 850 دولار في هاتف من سامسونج أو آبل، حيث تهب مثل هذه الشركات للوقوف على المشكلة ومعالجتها في وقت قصير. وعليه، فإن قيمة الأجهزة ذات السعر المرتفع و سعر جالكسي نوت 7 على وجه الخصوص لا تتمثل فقط في المواصفات التي يستعرضها المستخدم عند مقارنته مع أجهزة أخرى، بل تتعداه إلى خدمات مثل الدعم الفني وإمكانية إصلاح واستبدال الجهاز من طرف الشركة نفسها.

أسعار هواتف آيفون

قد لا يستغرب مستخدمو ومحبو هواتف آيفون من سعر هاتف جالكسي نوت 7 بالنظر إلى الأسعار التي تقترحها آبل من أجل هواتفها، حيث أن اقتناء هاتف iPhone 6S Plus بسعة 16 جيجابايت فقط سيكلف المستخدم 749 دولار، مع عدم توفر الهاتف على شاشة Quad HD، مقاومة المياه، دعم بطاقات الذاكرة، الشحن السريع أو الشحن اللاسلكي، ولا ماسح قزحية العين، أما في حال الترقية إلى نسخة 64 جيجابايت من نفس الهاتف –iPhone 6S Plus- فسيكون على المستخدم دفع 850 دولار، دون الحصول على أي ميّزات إضافية مثل ماسح قزحية العين، قلم S Pen، أو ميزة مقاومة المياه.

وبالعودة إلى جالكسي نوت 7، فإنه يحتوي على أفضل المواصفات المتوفرة حاليًّا، صحيح أنه لم يأت بمعالج Qualcomm Snapdragon 821 الجديد الذي كان يتوقع أن يتميز به، والذي لم يصدر على ما يبدو في وقت مبكر بالنسبة للهاتف، إلا أن المواصفات والميّزات التي جمعتها سامسونج في هاتف جالكسي نوت 7 لا يمكن إيجادها في أي هاتف آخر، ما يجعله المرشح الأول للشراء مقابل سعر 850 دولار.

هدايا مجانية تزيد من القيمة الكلية

في إطار تحليل سعر الهاتف وما يحصل عليه المستخدم من اقتناء هاتف جالكسي نوت 7، يمكن النظر إلى سعر جالكسي نوت 7 من زاوية أخرى، حيث تقدم سامسونج عدة أشياء مجانية عند اقتناء المستخدم لهاتف جالكسي نوت 7، إذ يمكن للمستخدم الحصول عند شرائه لهاتف جالكسي نوت 7 على سوار Gear Fit 2 أو بطاقة ذاكرة microSD بسعة 256 جيجابايت مجانًا، مع خيار اشتراك سنوي بالمجان على خدمة Netflix لمشاهدة المحتوى كخيار إضافي حسب شركات الاتصال والمتاجر الرسمية التي تقدم هذا العرض.

ويتوفر سوار Gear Fit 2 للشراء بسعر 150 دولار، أي أن الحصول على هذا الجهاز مجانًا يجعل قيمته الكلية مع الهاتف هي 1000 دولار في حين سيدفع المستخدم 850 دولار فقط، أما عند اختيار بطاقة الذاكرة ذات سعة 256 جيجابايت التي يتراوح سعرها بين 199 و249 دولار، فسيتجاوز السعر الكلي الألف دولار، لذا يمكن القول أن هذا العرض ممتاز جدًّا، عِلمًا أنه سيتوفر لفترة محدودة ولن يكون متوفرًا على الصعيد العالمي.

الشراء بالتقسيط

قد لا يكون هذا سببًا مثل الأسباب السابقة، إلا أنه أحد الخيارات التي يمكن اقتراحها على من يود اقتناء هاتف جالكسي نوت 7، وهو خيار الحصول عليه بالتقسيط، أي أن المستخدم لن يضطر لدفع كامل المبلغ دفعة واحدة وسيكون بإمكانه تقسيطه على عدة أشهر، صحيح أن هذه الطريقة جيدة من عدة نواحي إلا أنها تلزم المستخدم باستخدام جهاز واحد لفترة لا تقل عن السنة، كما أن شركات الاتصال العربية لا تقدم عروضًا في المستوى ومنها من يبالغ كثيرًا في تحديد سعر الجهاز عند اقتنائه بهذه الطريقة، لذا قد لا تكون هذه الطريقة مناسبة للسواد الأعظم من المستخدمين لكنها قد تكون مناسبة لمن يمنّ النفس باقتناء هاتف سامسونج الجديد دون الحاجة لدفع السعر المقترح دفعة واحدة.

خلاصة

لا يختلف اثنان عن تميز هاتف جالكسي نوت 7 الجديد، لكن سعره قد يكون مرتفعًا بالنسبة للكثيرين، وقد لا ترى شريحة كبيرة من المستخدمين أن الأمر يستحق دفع 850 دولار مقابل هاتف، لكن هذه القاعدة لا تنطبق على جالكسي نوت 7، فقد صدرت عدة هواتف بهذا السعر دون خلق ضجة كبيرة حول الأمر، وهو العكس الذي يحدث مع هاتف سامسونج الجديد، لذا أردنا الحديث عن هذه النقطة وتوفير مبررات قد تكون مقنعة للبعض وغير مقنعة للبعض الآخر، خصوصًا أننا تحدثنا في أكثر من مناسبة عن الهواتف الرخيصة.