هاتف Project Ara وخيبة الأمل التي أصابت المتابعين

أحدث كشف جوجل لأول مرة عن Project Ara ضجة كبيرة باعتباره مشروعًا واعدًا سيغير من تفاعل المستخدمين مع هواتفهم الذكية بشكل كلي وتقديمه لميّزات جديدة ثورية قد تؤدي إلى إحراج العديد من الشركات المصنعة الأخرى، لتبدأ معه أحلام بامتلاك هاتف لفترة طويلة للغاية، بفضل الإمكانيات التي يقدمها هاتف Project Ara التي ستتيح للمستخدمين استبدال أي جزء يتعطل أو يصبح قديمًا من الهاتف، مثل البطارية التي تصبح أقل فعالية مع مرور الوقت أو تسريع الجهاز بشكل كامل عبر معالج جديد أو سعة رام أكبر، وبالتالي امتلاك هاتف لا يقهر يمكنه مسايرة التطور التقني وتشغيل مختلف التطبيقات والألعاب المتطلبة في أي وقت، دون تدخل من أي طرف ثالث، إذ أن الفكرة كانت هي إزالة المعالج على سبيل المثال ببساطة وإدخال معالج جديد ضمن الهاتف، ورغم أن الفكرة كانت صعبة إلا أن وقوف شركة عملاقة كجوجل خلفها، جعلت الجميع متفائلًا بقدرة جوجل على تحقيق مثل هذا الإنجاز الثوري.

Google Project ARA Modules

ورأى مشروع Project Ara النور لأول مرة في مؤتمر Google I/O سنة 2014، ومنذ ذلك الحين، شهد المشروع تأخيرات كثيرة وصمتًا أتبع عددًا من الاختبارات الفاشلة، ما أدى إلى اعتراء الشك للعديد من المتابعين الذي بدأوا يشككون بقدرة جوجل على النجاح في تقديم هاتف Projcet Ara. وعادت جوجل في مؤتمر Google I/O لهذه السنة لتحدد فصل الخريف كموعد لتوفير نسخة المطورين من الهاتف، ما يعتبر نبأً سارًّا لمن ينتظرون صدور الهاتف بشوق.

مع ذلك، فإن الفكرة التي رسمتها جوجل للهاتف عند إعلانها عنه قبل سنتين تغيرت الآن، حيث قدمت جوجل هاتفًا يمكن وصفه بالعادي، فهو هاتف يتكون من معالج، معالج رسومات، بطارية، وشاشة، مع إضافة 6 منافذ لتغيير العناصر الأخرى القابلة للتغيير. ويأتي هذا القرار بتثبيت العناصر الأساسية للجهاز بشكل دائم –حسب جوجل- لتوفير مساحة أكبر للعتاد ضمن كل منفذ، وهو شيء صحيح، لكنه يحرم المستخدمين من التحكم بالعناصر التي كانوا يمنون النفس لتغييرها بين الفينة والأخرى لضمان استمرار عمل الهاتف بشكل ممتاز والاستفادة من هذه الميزة أيضًا في الحصول على تجربة استخدام دائمة بفضل الإمكانيات التي تقدمها هذه الفكرة، والتي يعاني منها المستخدمون الآن مع الهواتف الحالية مثل تلك التي لا تتيح تغيير البطارية على سبيل المثال، وهو سبب من الأسباب التي جعلت الكثيرين ينتظرون بشوق إصدار الهاتف.

وبالتالي، فقد أصبح هاتف Project Ara جهازًا يدعم ملحقات قد تكون في المستوى لكن الهاتف نفسه “سيشيخ” مع مرور الوقت ولن يقدم ميزة الاستمرارية التي اعتقد بعض المستخدمين أنهم سيحصلون عليها مع الجهاز الجديد من خلال إمكانيات مثل تغيير البطارية، استبدال المعالج، أو تغيير شاشة محطمة بأخرى جديدة. وهكذا، فقد كان نموذج Project Ara الأولي جهازًا أعطى الأمل للكثيرين باعتناق مفهوم مستقبلي سيغير سوق الهواتف الذكية إلى الأبد، إلا أن الهاتف حاليًّا مع هذه التفاصيل الجديدة سيكون أقرب إلى هاتف LG G5 الذي يتيح بدوره للمستخدمين إضافة بعض الملحقات عبر مدخل Magic Slot.

LG G5 Modules

مع ذلك، يحسب لجوجل محاولة تغيير مفهوم تجربة استخدام الهواتف الذكية، حيث أن أهداف هذا المشروع كانت إيجابية، وكانت ستتيح لشريحة أكبر من المستخدمين امتلاك هاتف عصري مساير للتطور التقني بدلًا من الترقية إلى هاتف جديد كل سنة أو سنتين أو أكثر. ومن خلال توجه جوجل، قد يتضح كذلك حرصها على إثراء العالم بجديد التقنية دون مزايدات، وهو ما يتضح أكثر في توفيرها لتحديثات نظام أندرويد بشكل سريع لأجهزتها وتشجيعها لشركات أخرى للقيام بذلك، بل وتعبيرها بشكل واضح عن انزعاجها من التأخير الذي تعرفه هذه التحديثات على العديد من الأجهزة أو حرمان أجهزة أخرى من التحديثات، وهي أساليب تتبعها الشركات غالبًا من أجل ضمان استمرارية ترقية المستخدمين لأجهزتها الجديدة. لذا، قد يكون هنالك مجال للتفاؤل بمستقبل هذا المشروع، خصوصًا أن الإصدار القادم ما هو إلا الإصدار الأول، وقد يحمل المستقبل تطورات جديدة توفر الميّزات المطلوبة من طرف المستخدمين.

ياسين الشريك
أقضي معظم وقتي يوميًّا في متابعة جديد التّقنية عبر مقالات وفيديوهات متنوعة، غير متعصب لأي شركة، أحب استخدام وتجربة التطبيقات والألعاب على الأندرويد ومعجب بحريّة وميّزات هذا الأخير.

اترك تعليقاً