تعتبر سلسلة كول أوف ديوتي واحدة من أكثر ألعاب الأكشن عراقةً وشُهرةً.. ولطالما انتظر محبو هذه السلسلة وفي كل عام إصدار جزء يلبي طموحاتهم ورغباتهم.. ولكن الأمر لم يكن كذلك في العامين الماضيين للأسف.. فهل يمكن القول أنّ المطورين قد تعلموا من أخطائهم السابقة وأنهم قد قاموا بتقديم لعبة تتناسب مع معطيات الجيل الجديد؟ هذا ما نود طرحه ومُناقشته في هذه المُراجعة الشاملة للعبة كول أوف ديوتي: بلاك أوبس 3 (Call of Duty®: Black Ops III).
عن اللعبة
– النوع: Action, Adventure
– المطور: Treyarch
– الناشر: Activision
– تاريخ الإصدار: 06/11/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.
– دعم كامل ليد التحكم (لمن يرغب باللعب على الكمبيوتر).
– الأجهزة: PC, PS3, PS4, Xbox 360, Xbox One
قصّة اللعبة
في الحقيقة قصة اللعبة عميقة ومُتشعبة وفيها الكثير من الأحداث والمُفاجآت التي لا نود إفساد متعة اكتشافها لكم.. ولكن وكبداية لهذه القصة فأنت كلاعب ستكون جنبًا إلى جنب مع جيكوب هِندريكس (Jacob Hendricks) في عمليةٍ لإنقاذ رئيس الوزراء المصري سعيد من قبضة جنود الـ (NRC) الأثيوبيين المعروفين بوحشيتهم والذين اعتقلوه مع مجموعة آخرين كرهائن. حيث تم احتجازهم في قاعدة في أثيوبيا وبدأوا بتعذيبهم والتحقيق معهم.. إنهم يسعون إلى إعدام رئيس الوزراء والتمثيل به وجعله عبرة لغيره.. ولكن في هذه المهمة لن تكونا لوحدكما أنت كلاعب وجيكوب؛ بل سيكون إلى جانبكما جون تايلور (John Taylor) وفريقه المميز.. ولكن خلال هذه العملية سيحدث مالم يكن متوقعًا لك أنت كلاعب.. فماذا سيحصل وكيف ومتى سيحصل ذلك.. هذا ما ستعرفه خلال أحداث اللعبة!
أسلوب اللعب
في المستقبل.. وتحديدًا في العام 2065.. في أكثر البيئات خطورةً وتنوعًا.. وبمواجهة أكثر الأعداء تطورًا ستقود شخصيتك ومن منظور الشخص الأول في رحلة مليئة بالرصاص والمتفجرات والقتل والدماء. حيث تم تقسيم اللعبة إلى ثلاثة أنماط رئيسية مختلفة لكل منها جوه الخاص ومراحله وتحدياته وإنجازاته، بالإضافة إلى طور تعدد اللاعبين الخاص به.
النمط الأول الذي سنتناوله هو نمط القصة الرئيسية الـ (Campaign) والذي يتألف من مجموعة مراحل ومهمات يمكنك خوضها كما تشاء وبأي ترتيب ترغب به. وهو متوفر لك بأربعة مستويات للصعوبة تناسب المُبتدئين والمتقدمين جدًا في هذا النمط من الألعاب. إذ تمت إضافة المستوى الواقعي (Realistic) والذي يعتبر أصعب من المستوى (Veteran). حيث يتميز هذا المستوى الواقعي بأن اللاعب يملك فقط نقطة طاقة واحدة.. أي أنّ أي إصابة بأي رصاصة أو سلاح ولمرة واحدة كفيلة بقتله، وبالتالي سيترتب عليك في هذا المستوى التقدم بشكل مدروس 100% دون إغفال أي حركة من حولك للأعداء. ومع ذلك فلا داعي للقلق إذ تم تطوير آلية (Checkpoints) رائعة تضمن لك عدم تكرار أجزاء كبيرة من المرحلة المرة تلو الأخرى.
وتعتبر قصة هذا الطور تتمةً لقصة الجزء السابق بلاك أوبس 2 (Black Ops II). حيث تتم الأحداث بعد وقائع الجزء السابق بأربعين عامًا، تحديدًا في 27 أكتوبر من العام 2065. حيث سيبدأ هذا الطور بمنحك فرصة اختيار جنس شخصيتك ذكر أم أنثى ومن ثم اختيار شكلها من بين عدة وجوه ومظاهر. كما يُمكنك بعد ذلك اختيار زي الشخصية والخوذة والكثير غير ذلك. بعدها ستنطلق في عملية إنقاذ رئيس الوزراء المصري سعيد الذي يرفض فيما بعد التخلي عن الملازم خليل ويُصر على إنقاذه أيضًا.
وبعد عدة أحداث مُتتالية ستمر بما يُشبه مراحل تدريبية إذا صح التعبير ستتمكن من خلالها من التمرن على التقنيات المُختلفة التي تم استحداثها في هذا الجزء وكيفية استغلال هذه القدرات وآليات استخدامها وضد أي أهداف.
فعلى سبيل المثال هناك تقنيتي (Cyber Cores) و (Cyber Rigs) الجديدتان المُتاحتان للاعب. حيث تتألف تقنية (Cyber Cores) من مجموعة مهارات تتمثل في اختراق الرجال الآليين من الأعداء والتحكم بهم. بينما تتيح تقنية (Cyber Rigs) حركات إضافية جديدة بالإضافة إلى آليات دفاعية متنوعة.
وخلال اللعب ستجني نقاط الخبرة (XP) من تأديتك وإتمامك للمهمات المتنوعة. وكنتيجة لجمعك لهذه النقاط سيتقدم ويرتفع مُستواك في اللعبة الأمر الذي سيسمح لك ويفتح لك المزيد من الأسلحة الجديدة بالإضافة إلى الكثير من الميزات والمهارات المتنوعة. وإنّ أعلى رتبة يمكن أن تصل إليها هي 20.
وأبرز ما يُميز هذا الطور في الحقيقة هو إمكانية لعبه في طور تعاوني مع أصدقائك يصل إلى أربعة لاعبين. الأمر الذي يجعل متعة خوض هذه التجربة أشبه بفيلم سينمائي نتيجة الكثير من الأحداث والمؤثرات والمشاهد الفاصلة المميزة والتي تجعلك تنتظر بشوق من أجل معرفة ما سيحدث بعد ذلك.
وكإضافة جديدة فإنه يُمكنك في هذا الجزء مُشاهدة الجزء السفلي من شخصيتك (القدمين) وظلها على الأرض خلال جميع مراحل اللعب وفي أي وقت في حين كان هذا الأمر مُقتصرًا فقط على بعض المشاهد المُسبقة في الأجزاء السابقة.
وللعلم فإن طور الـ (Campaign) غير مُتاح إلا على الأجهزة: (PC)، (PS4) و (Xbox One).. أي أنك لن تتمكن من اللعب به على جهازي: (PS3) و (Xbox 360). وقد وجدت شخصيًا وبالرغم من الانتقادات من بعض اللاعبين أنّ هذا الطور ممتع جدًا وفيه الكثير من القيمة وحتى عند الإعادة.
أمّا فيما يخص الطور الثاني الذي سنتحدث عنه فهو طور تعدد اللاعبين (Multiplayer) الذي لم تتغير فكرته كثيرًا عن الأجزاء السابقة. فلازالت نفس الأجواء تقريبًا مع وجود خرائط جديدة كليًا أكبر وأضخم من السابقة. كما تمت إضافة حركات جديدة تسمح للاعب بالركض على الجدران من أجل الانتقال من منصة إلى أخرى بالإضافة إلى الانزلاق والقفز والسباحة مع إمكانية إطلاق النار خلال ذلك. وإنّ أهم إضافة إلى هذا الطور هي وجود تسعة اختصاصيين (أنماط) من الجنود والذين يتوجب عليك اختيار أحدهم عند اللعب. حيث يتميز كل من هؤلاء التسعة عن غيره بسلاحه الخاص وبقدرته الخاصة التي لا يملكها غيره والتي من شأنها جعل المعارك أكثر متعة وتنوع.
كما يُمكنك في طور تعدد اللاعبين ابتكار تمويه خاص بسلاحك مع العديد من الإضافات عليه. كذلك الأمر بالنسبة للاختصاصيين حيث يمكنك فتح الكثير من الأزياء لهم والتي تُساعدك جدًا في أرض المعركة من أجل التمويه.
وبعد تجربة هذا الطور في الحقيقة لبضع ساعات وجدت أنه ممتع كما كان في الأجزاء السابقة. وبالرغم من أنّ الخرائط أكبر إلا أنّني شعرت أنها صغيرة ويعود ذلك إلى الحركات السريعة والقفزات الطويلة التي تُمكنك من اجتياز المسافات والانتقال من مكان إلى آخر بسرعة وسلاسة.
وأخيرًا فيما يخص الطور الثالث وهو الـ (Zombies) الذي يعود إلينا من جديد ولكن هذه المرة مع قصتين جديدتين. الأولى هي (Shadows of Evil) التي تركز على مجموعة جديدة من الشخصيات هي: (Nero Blackstone)، (Jessica Rose)، (Jack Vincent) و (Floyd Campbell). هؤلاء الأربعة يقيمون في مدينة خيالية تُدعى (Morg) ولكل منهم ماضٍ مليءٍ بالمشاكل والاضطرابات. حيث تقوم مجموعة هائلة من الـ (Zombies) بغزو المدينة بالكامل وسيترتب عليك البقاء على قيد الحياة في المقابل والدفاع عن نفسك.
أما القصة الثانية فهي (The Giant) والتي تركز على مجموعة بديلة من الشخصيات الأساسية هم: (Tank Dempsey)، (Nikolai Belinski)، (Takeo Masaki) و (Edward Richtofen) الذين تم جلبهم من خريطة (Origins) من الجزء السابق بلاك أوبس 2 (Black Ops II). حيث يقوم هؤلاء الأربعة باستكمال أحداث تلك الخريطة.
ويُعتبر هذا الطور برأيي الشخصي أكثر الأطوار مُتعة نتيجة الخريطة الضخمة ووجود الكثير من الأماكن التي يُمكن استكشافها بالإضافة إلى كمية التحدي التي ستتعرض لها في وجه الأعداد الهائلة من الأعداء. كما يُمكنك في هذا الطور أن تتحول إلى الوحش (The Beast) لفترة زمنية محددة والذي يتمتع بقدرات خاصة رهيبة بالإضافة إلى أنّك ستتمكن من خلاله من الوصول إلى أماكن إضافية.
جرافيك اللعبة
لا شك أنّ سلسلة كول أوف ديوتي (Call of Duty) معروفة بقوة مُحركها الذي تم تطويره بشكل إضافي في هذا الجزء. وفي الحقيقة يُعتبر الجرافيك ممتاز جدًا وخصوصًا في مشاهد التحطم والدمار وتطاير الأجزاء هنا وهناك.
اللعبة تتمتع بتفاصيل دقيقة أكثر من رائعة على مُختلف الأصعدة.. فالشخصيات وأزيائها وبالأخص الأجزاء المعدنية منها من أذرع وخوذ وما إلى هنالك رائعة بالفعل. ولكن الأنيميشن الخاص بالحوارات وحركة الفم لم تعجبني إلى حد ما وأعتقد أنّه كان من الممكن أن يكون أفضل وأكثر واقعية. أما الأسلحة فهي جميلة جدًا وذات تفاصيل مُتقنة للغاية وهذا أمر لا شك أنّه مهم للغاية. وبخصوص البيئات المختلفة وما تحتويه من أعداء فهنا ستجد المتعة الحقيقية حيث الدمار والانفجارات وألسنة اللهب والشرر المتطاير والركام والحطام المتناثر وغيرها.. بالفعل الكثير من الاهتمام والدقة في تصوير كل شيء من حولك بالرغم من ضخامة واتساع ساحات القتال وتعدد المواقع التي يمكن للاعب التمركز فيها.
أصوات اللعبة
أقوى نقاط هذه اللعبة برأيي الشخصي هي الأصوات. إنها مثيرة جدًا وذات جودة عالية تُشعرك بقوة اللحظة وشدة الموقف وكأنك موجود بالفعل داخل أرض معركة حقيقية.
أصوات القنابل كان بالنسبة لي أكثر من مُبهر. كذلك الأمر بالنسبة للأسلحة وأصوات الأعيرة النارية المُختلفة على اختلاف الأسلحة وأنواعها وأصنافها وأوزانها. لكل سلاح نكهة خاصة بصوت مميز خاص.
أما فيما يخص أصوات الشخصيات سواء الأساسية أم شخصيات الأعداء وعباراتهم وصرخاتهم وهتافاتهم فهي مميزة وتبعث فيك روح التحدي والإقدام.
مدة اللعبة وقيمة الإعادة
أعتقد أنّ هذا الجزء من كول أوف ديوتي (Call of Duty) من أضخم أجزاء هذه اللعبة وأكثرها توازنًا وتنوعًا. وبالإضافة إلى أنّ اللعبة تتضمن عدة أطوار مختلفة فقد وجدت أنّ كل منها قابل للإعادة عدة مرات دون الشعور بالملل وخصوصًا إذا كنت بالفعل ممن يعشقون التحدي واللعب على مستويات مُتقدمة في ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول.
وإذا كنت ممن يُحبون أطوار تعدد اللاعبين فإن اللعبة توفر عدة أشكال ونكهات لهذا الطور والذي يمكن قضاء عشرات الساعات فيه مع الأصدقاء وعبر شبكة الإنترنت.
وختامًا أقول..
بالرغم من كل ما يمكن أن تسمعه أو تقرأه حول هذا الإصدار من بلاك أوبس إلا أنني شخصيًا استمتعت جدًا باللعبة بمُختلف أطوارها. فالقصة الرئيسية جيّدة ويمكن إعادة لعبها عدة مرات من أجل الاستمتاع الحقيقي وفهم كامل تفاصيل القصة. أيضًا طور تعدد اللاعبين بشكل تعاوني كان جميلًا جدًا وممتع خلال المهمات. وفيما يخص طوري الزومبي وتعدد اللاعبين الاعتيادي هما كفيلان بتقديم متعة كبيرة جدًا في حال لم تكن تحب أو ترغب في لعب طور القصة الرئيسية. جرافيك اللعبة مُرضي جدًا والأصوات أكثر من رائعة. وفي حال كنت بالفعل من عشاق سلسلة كول أوف ديوتي فكن على يقين من أنّ هذا الجزء يستحق التجربة دون أدنى شك!
