أظهر براعتك في التخطيط الاستراتيجي مع الجيش البريطاني في لعبة: Company of Heroes 2 – The British Forces | مراجعة شاملة

The British Forces

الحرب.. إنها الدمار الشامل.. على جميع الأصعدة ومختلف المعايير والمقاييس.. وفي واحدة من أشد الحروب التي شهدها العالم.. في نزاع دولي مدمر بدأ في الأول من سبتمبر 1939 في أوروبا وانتهى في الثاني من سبتمبر 1945 جرت أحداث الحرب العالمية الثانية.. التي شاركت فيها الغالبية العظمى من دول العالم، في انقسام بين حلفين رئيسيين: قوات الحلفاء ودول المحور..


عن اللعبة

The British Forces

– النوع: Strategy
– المطور: Relic Entertainment
– الناشر: Sega
– تاريخ الإصدار: 02/09/2015
– إمكانية اللعب بشكل فردي.
– إمكانية اللعب المتعدد عبر الإنترنت.


قصة اللعبة

بداية الأمر كان في التاسع عشر من شهر يوليو من العام 1940 حيث قام هتلر بعرض السلام على بريطانيا قائلًا أنه لا يريد تدمير الإمبراطورية البريطانية، ولكنّ الرد كان سريعًا، وبعد ثلاثة أيام فقط؛ وتحديدًا في الثاني والعشرين من شهر يوليو.. حيث رفضت بريطانيا عرضه وذلك على لسان وزير خارجيتها إيرل هاليفاكس.. الذي أكّد أنّ الإمبراطورية البريطانية لن تقبل السلام إلا إذا كان عادلًا ويضمن لجميع الدول الأوروبية الحق في تقرير مصيرها.

The British Forces

ولكن وبعد سقوط فرنسا أصبحت بريطانيا وحيدة في ساحات المعركة أمام العدوان الألماني.. ما دفع برئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين آنذاك إلى تقديم استقالته خلال المعارك المندلعة ليأخذ مكانه ونستون تشرشل الذي استلم زمام الأمور وأشاد بأفراد الجيش البريطاني قائلًا: “لم يحدث أبدًا في مجال الصراعات الإنسانية أن خضعت الأكثرية للأقلية”!


أسلوب اللعب

في أرض المعركة ومن منظور رائع لساحة القتال التي تم تصويرها بشكل مذهل وبأقصى درجات المحاكاة لساحات القتال الحقيقية والمواقع التاريخية التي جرت فيها المعارك يأتي هذا الجزء المستقل (Company of Heroes 2 – The British Forces) للاستمتاع به وبكل واقعية. حيث شهد الكثير الكثير من التعديلات والتغييرات الإيجابية والتطويرات على اللعبة الأصلية (Company of Heroes 2). ففي البداية ستلاحظ أنه قد تمت إضافة ثمان خرائط جديدة تدعم طور تعدد اللاعبين، كما تمت إضافة 15 وحدة قتالية جديدة بالإضافة إلى ستة من القادة. ولكن المميز هذه المرة أنه سيكون بإمكانك الاستمتاع باللعب بجميع الخرائط الأساسية للعبة الأصلية (Company of Heroes 2) وحتى لو لم تكن قد قمت بشرائها من قبل. كما ستكون قادرًا على اللعب ضد أي من الجيوش التي تتضمنها اللعبة الأصلية وذلك سواء كان عبر الإنترنت ضد لاعبين حقيقيين أم كان ضد الكمبيوتر في طور الـ (Skirmishes).

The British Forces

كما قدم هذا الجزء آليات جديدة لإضفاء طابع تكتيكي جديد على أسلوب اللعب. حيث تم توفير سلسلة جديدة من الميزات تنوعت بين ما هو خاص بالجنود من المشاة، الأسلحة والمركبات، الترقيات المختلفة بالإضافة إلى القادة.. حيث تم تزويد كل من هذه المكونات بقدرات فريدة تعزز من فعاليتها؛ كما تضفي على جو اللعبة مزيدًا من الخيارات وبالتالي مزيدًا من المتعة بالتأكيد. ومن خلال شجرة الميزات الجديدة هذه ستجد أنك مضطر إلى تحقيق التوازن بين كل من أسلوبي الهجوم والدفاع. وانطلاقًا من المدرعة قاذفة اللهب التي اشتهرت باسم (Churchill Crocodile) وصولًا إلى الطائرات وغاراتها الجوية بالإضافة إلى المدفعية ستجد نفسك أمام فصائل رائعة ومتنوعة تسمح لكل لاعب إبراز قدراته واستراتيجيته التي تميزه من غيره خلال المعارك.

The British Forces

أكثر ما يميز الجيش البريطاني في اللعبة هو قدرته في السيطرة على أرض المعركة من خلال الخيارات التي يوفرها من حفر للخنادق وتأسيسه للحواجز الترابية ومراكز الأسلحة والعتاد وغيرها. إذ أنّ القوة البشرية المتمثلة في الجنود من المشاة تعتبر الفصيل الرئيسي والأقوى لديه وبالأخص في حال الاستفادة من ميزة الاختباء والحماية خلف أي شيء متوفر في أرض المعركة. حيث تم العمل على هذه الميزة بشكل كبير وتطويرها بما يخدم قدرات هذا الجيش. وبالتأكيد ستلاحظ أن التقدم وبالأخص في المراحل الأولى من المعركة سيكون لصالحك، إذ أن الجنود البريطانيين سيربحون العديد من المعارك في البداية ضد أي جنود آخرين من أي جيش آخر نظرًا لقوتهم وتميزهم في هذه النقطة.

ولكن في المقابل ستجد أن مهاجمة مدرعات الجيش العدو في المراحل المتقدمة سيكون بالتأكيد صعبًا، وهنا يبرز دور المدفعية؛ ولكن المدفعية الفعالة هنا بشكل جدي هي المدفعية الثابتة، إذ أنّ دبابات ومركبات ومدرعات الجيش البريطاني وبالرغم من أنها جيّدة إلا أنها لن تكون كافية بالتأكيد.

The British Forces

أما بالنسبة للقادة الرئيسيين الثلاثة في الجيش البريطاني فهم: (The Royal Engineers)، (The Royal Artillery) و (The Commandos). وبالحديث عن (The Royal Engineers) فإنه يمكننا القول أن مهماتهم واضحة، حيث يمكن الاستفادة منهم في تحسين أماكن التمركز والأبنية بالإضافة إلى ميزة نشر وحدات الدعم والتي تمنح باقي الجنود قوة إضافية، كما يمكن الاستفادة من إمكانياتهم الخاصة في إصلاح المباني والمركبات والمدرعات.

أما فيما يخص وحدات (The Royal Artillery) فهم قادرين على منحك غطاءً مدفعيًا رهيبًا ومرعبًا؛ حيث ستمنحك قوة نارية هائلة تستطيع استخدامها لحماية ما لديك من قبل. وأخيرًا فيما يخص وحدات (The Commandos) فهي على الأغلب الأكثر فعالية وخصوصًا في الفترة الأخيرة من المعركة. وبالرغم من أنّ هذا الفصيل لن يُقدم لك الكثير من القوة النارية المدرعة والثقيلة إلا أنه من جهة أخرى سيوفر المزيد من السرعة والقدرة على الاستطلاع. أيضًا وفي الفترة الأخيرة من المعركة قد تتمكن من خلال مساعدة (The Commandos) قلب ميزان القوة لصالحك من خلال استدعاء الترسانة الأقوى لدى الجيش البريطاني وهي (Heavy Bombers).

The British Forces

وفي الحقيقة ومن اللحظة الأولى في المعركة يجب أن تكون قراراتك حكيمة جدًا.. وحتى في وسط المعركة.. وذلك من حيث دراسة الوضع الحالي واختيار تأسيس وبناء الأنسب من جنود ومدرعات أو حتى مضادات دفاعية، إذ أنّ ذلك بكل تأكيد سيكون له الأثر الكبير في الفترة الأخيرة من المعركة وبالتالي تحديد ما إذا كنت قادرًا بالفعل على إنهاء المعركة لصالحك أم لا.


جرافيك اللعبة

نجح المطورون بشكل خيالي في تصوير واقع المعارك وما يرافقه من مؤثرات مذهلة ومرعبة في آن واحد؛ وكل ذلك على أرض معركة حقيقية تكاد تنطق جدرانها وبيوتها وآثارها المدمرة لتشهد على الأحداث التي جرت فيها منذ عشرات السنين. ومنذ إصدار النسخة الأصلية لهذه اللعبة وحتى الآن فإننا لا زلنا نشهد التطور تلو التطور فما يخص كل ما له علاقة بالجرافيك من مشاهد ومجسمات ومؤثرات، وحتى حركة وأنيميشن.

The British Forces

فالخرائط جدًا رائعة، وقد تم الاهتمام بأصغر وأدق التفاصيل فيها. كما تم تصميمها بناءً على مواقع حقيقية. بالفعل ستدهشك المجسمات الرائعة لآليات وجنود الجيش، كما ستدهشك المؤثرات البصرية الرهيبة للانفجارات وألسنة اللهب والشظايا المتطايرة هنا وهناك.

الدمار في اللعبة رائع، وقد تم تحسينه وتصويره باحترافية عالية جدًا تضمن للاعب أو حتى المشاهد الاستمتاع بمناظر واقعية جدًا ومأساوية خلال الأحداث الضارية للمعارك والاشتباكات.

The British Forces

أيضًا وعلى مستوى الإضاءة والظلال، وفي حال كان جهازك ذي مواصفات جيّدة فكن على استعداد لرؤية الدقة والروعة في مشاهد وأماكن سقوط أشعة الشمس على مختلف الأجزاء المدمرة والأعشاب والأشجار والأسوار! وكذلك الأمر بالنسبة للأحوال الجوية المختلفة.


أصوات اللعبة

تم الاهتمام بشدة في هذا الإصدار بتنوع اللهجات التي ينطق بها أفراد الجيش البريطاني الذين تتنوع أصولهم بين إنجلترا، اسكتلندا، إيرلندا، ويلز ونيوزيلندا. حيث قام ممثلون من مختلف الأقاليم بأداء الأصوات لتقديم نسخة واقعية إلى أقصى حد ولجميع أصول ومكونات هذا الجيش بحسب انتماءات أفراده وقواته.

The British Forces

وفيما يخص الأصوات الرئيسية في اللعبة من أصوات الدبابات والأسلحة الآلية والأوتوماتيكة بالإضافة إلى أصوات الانفجارات ومختلف أنواع المدفعيات الثقيلة والخفيفة، بعيدة المدى أم القريبة، جميعها تستحق التقدير والإعجاب في الحقيقة. إذ أنّ اللعبة ستجعلك تشعر وكأنك في أرض معركة حقيقية، فأصوات القصف لا يمكن تمييزها أبدًا عما ستكون عليه لو أنها بالفعل واقعية.. وبالتأكيد ستكون المتعة في أقصى درجاتها في حال كنت تملك نظام صوتي متقدم (5.1) أو سماعات رأس من النوعية الجيّدة إذ أنك ستحصل على أضعاف مضاعفة من الإثارة والاندماج مع كل حركة ورصاصة يتم إطلاقها، وكل مركبة ومدرعة تتحرك!

أما فيما يخص الموسيقى في الخلفية فهي مذهلة بالفعل، ومناسبة تمامًا لأجواء المعارك الطاحنة التي ستكون على موعد معها بكل تأكيد!


مدة اللعبة وقيمة الإعادة

إنّ هذا النمط وهذا النوع من الألعاب ومن وجهة نظري الشخصية لا عمر له! ولا يمكن حده بزمان أو وقت.. فالبرغم من أن الإصدار الأول الرائع والمدهش من هذه اللعبة بأجزاءه الثلاثة أصبح قديمًا جدًا إلا أنّ الجميع يعلم أنّه لازال هناك الكثيرون من عشاقه يلعبون به، والكثير لازالوا يرغبون في شراء نسخهم الخاصة.. وهذا الإصدار بالتأكيد لن يكون أقل أهمية منه. وعلى الرغم من أن اللعبة بإصدارها الثاني (Company of Heroes 2) شهدت الكثير من الانتقادات في البداية إلا أنّ هذا الإصدار أو هذه الإضافة الرائعة بدلت وبكل قوة الكثير من السلبيات بأشياء إيجابية رائعة أعادت الحياة إلى اللعبة الأصلية (Company of Heroes 2) وبالتالي البهجة إلى جميع عشاقها دون استثناء.

The British Forces

طور اللعب الفردي ضد الكمبيوتر أو طور اللعب عبر الإنترنت ضد الأصدقاء كلاهما سيضمنون لك ساعات طويلة من التحدي والإثارة، والتي ستتخللها الكثير من لحظات الانتصار واليأس والخسارة.


وختامًا أقول..

كومباني أوف هيروز 2: ذا بريتيش فورسيز (Company of Heroes 2 – The British Forces) إضافة رائعة بكل معنى الكلمة للعبة الأسطورية (Company of Heroes). الأصالة في ساحات المعارك وما تشهده من صراعات وقصف وقذائف ستجعلك تعود إلى تلك الحقبة من الزمن. وبالرغم من بشاعة الحرب وما تحمله من قتل وموت ودمار إلا أنّ اللعبة نجحت في تقديم كل ذلك بأسلوب فني مذهل يبعث على الاحترام والإعجاب. ستستمتع دون أدنى شك بالاستماع إلى اللهجات البريطانية المختلفة لقوات هذا الجيش الأسطوري الذي غيّر الكثير بقدراته الاستثنائية والمميزة.. وبأسلوب متنوع بين صد ودفاع وهجوم ستكون الخيارات أمامك كثيرة جدًا.. لتثبت عندها لنفسك ولكل من يرغب في تحدي قدراتك الاستراتيجية في المعارك أنّك القائد الأمثل الذي سيتمكن من الدفع بعجلة النصر لصالحه من خلال قواته وأفراده وآلياته البريطانية المدهشة!

Mahmoud Abdullatif
الكاتبMahmoud Abdullatif
أعشق الجرافيك والأنيميشن، والاستمتاع بهما، وبالتأكيد في الدرجة الأولى في ألعاب الفيديو، ولا أجد سعادتي الحقيقية إلا عند السعي وراء اكتشاف خفايا هذه اللعبة أو تلك؛ والغوص والكتابة عن ذلك بكل دقة واحترافية!

اترك تعليقاً