لماذا لا نجد راديو Radio FM في أحدث الهواتف الذكية؟ هذا السؤال قد يدور في أذهان الكثير من المستخدمين عند رغبتهم بشراء هاتف جديد.
رأينا في العديد من المراجعات السابقة للهواتف الذكية أن الكثير منها لا يتضمن راديو Radio FM لذا قد يتبادر السؤال حول سبب غياب هذه التقنية في هواتف حديثة رغم وجودها في هواتف أخرى.
الإجابة على هذا السؤال ليست معقدة، على الأقل من وجهة نظر الشركات المصنعة لهذه الهواتف. وجود الهواتف الذكية المزودة بوصول سلس للإنترنت لغت الحاجة لوجود قطع إلكترونية إضافية في الهاتف كون راديو FM يعتبر من التقنيات القديمة التي عفا عليها الزمن.
ترى أغلب الشركات أن توجه المستخدمين أصبح ناحية البث الرقمي سواءً المرئي أو المسموع وذلك بالاعتماد على منصات عالمية مثل يوتيوب أو ساوند كلاود.
كانت أجهزة الراديو منتشرة منذ عقد من الزمان، حيث كانت بمثابة المصدر الأساسي للمعلومات مثل الأخبار العاجلة وأخبار الرياضة والأخبار المحلية وغيرها، لكن مع ظهور الإنترنت وانتشار تطبيقات الهواتف الذكية باتت تقنية الراديو تموت ببطء.
وعلى الرغم من أن الإنترنت جعل تقنية الراديو زائدة عن الحاجة، إلا أن الحنين إلى الماضي يجعل الكثير من المستخدمين مرتبطين بها. أضف إلى ذلك أن أجهزة الراديو مهمة للغاية لعمليات البث والاتصالات في حالات الطوارئ وذلك في حال تعطل وسائل الاتصالات الأخرى.
لكن لماذا خسرنا فعلاً تقنية الراديو على معظم الهواتف الذكية؟
في الحقيقة نحن لم نفقد تقنية الراديو بالكامل، حيث لا تزال بعض الهواتف الذكية الحديثة تتضمن راديو FM مثل بعض هواتف سامسونج إو إلي جي أو شاومي، لكنها تكون معطلة على الوضع الافتراضي وهناك أيضاً سبب وجيه لذلك.
يتم تصنيع جميع الهواتف بكميات كبيرة في بلد واحد، إلا أنها تُباع في جميع أنحاء العالم. لذلك، يجب ضبط مستقبلات FM وفقًا للمكان الذي سيتم بيعه فيه. هذه مشكلة كبيرة للمصنعين، وتزيد من جهودهم الإنتاجية إلى حد كبير، لذا فهم يقررون تقنيًا عدم تمكينها. لكن يُمكن للمستخدم تفعيل الراديو من خلال مزود الخدمة والشركة المصنعة.
هناك سبب آخر يجعل العديد من الشركات وعلى رأسها آبل تستغني عن تقنية الراديو بالمطلق، وهو إجبار المستهلكين على الدفع مقابل خدمات بث الموسيقى مثل خدمة آبل ميوزك، لذلك اختارت آبل عدم تضمين مستقبلات FM في هواتفها.
بالمختصر الاستغناء عن راديو FM من قبل الشركات يسهل عملية التصنيع ويقلل الجهود المبذولة لدمج تقنية قد لا يحتاجها الأغلبية، أضف إلى ذلك أن عدم وجودها سيجعل من المنصات الرقمية والخدمات عبر الإنترنت هي الوسيلة الوحيدة أمام المستخدم، وهي غالباً وسيلة تدر الربح على هذه الشركات.