لطالما كانت هناك علاقة وثيقة بين ألعاب الرماية من منظور الشخص الأول وموسيقى الهيفي ميتال، ولعبة BPM: Bullets Per Minute تجسد هذه العلاقة بشكل رائع من خلال جعلك تؤدي كل حركة إلى جانب الإيقاعات الرنانة للموسيقى التصويرية في الخلفية.
تدور اللعبة نظريًا حول تطهير مملكة Asgard من الغزاة الأشرار (اللعبة تقتبس الإلهام من الميثولوجليا النوردية)، ولكن على أرض الواقع تعمل في شكل تجربة موسيقية مصقولة ببراعة، ومشبعة بالألوان الصاخبة والمقطوعات الموسيقية الرباعية في كل خطوة.
سيحتاج اللاعب إلى التعامل مع ضربات البنادق وحركات إعادة الشحن كأنها طبول الأغنية، والقدرات الثانوية مثل النغمات الإضافية التي تعطي الروح اللمقطوعة الصاخبة. لا يمكن إطلاق النار بدون المزامنة بين ما يسمعه اللاعب وما يفعله أثناء اللعب.
في Bullets Per Minute تتحد كل من حركة اللاعب والرصاصات والموسيقى التصويرية والمؤثرات المرئية في تجربة متجانسة تتزامن فيها كل عناصر اللعب بشكل مُوحد لخلق تجربة ساحرة لا تُقاوم.
لعبة BPM: Bullets Per Minute متوفرة الآن على متجر Steam، وقادمة إلى منصّات PS4, Xbox في الخامس من أكتوبر هذا العام. (تمت التجربة على منصّة Xbox Series X/S)
مراجعة لعبة BPM: Bullets Per Minute …
تناغم ساحر بين مدخلات اللاعب والموسيقى التصويرية
هناك القليل من السرد للحديث عنه في Bullets Per Minutes. أنت تلعب بشخصية Valkyrie (وهي واحدة مش شخصيات عديدة يمكن فتحها أثناء تقدمك). كل شخصية من الشخصيات لها نقاط ضعفها وقوتها والأسلحة المبدئية التي تستخدمها، لكن في العموم لا يوجد أي فروق أو أسلحة حصرية لشخصية معينة وما تبدأ به مع إحدى الشخصيات يمكن الحصول عليه من خلال اللعب والاستكشاف بأي شخصية أخرى في القائمة.
المغامرة تتم من خلال تسع مراحل يتم إنشائها عشوائيًا ومستوحاه من الأساطير الإسكندنافية، وقد تحتوي في بعض الأحيان على متغيرات تطابق عوالم الإلهام الأصلية مثل أن تجد أرضيات جليدية أو حممًا بركانية أو غيرها من العوائق.
ستحتاج إلى هزيمة جميع الوحوش التي تعترض في طريقك لكي تستطيع الوصول إلى غرفة رئيس المرحلة والقضاء عليه، ولكن من الأفضل أن تقوم باستكشاف كل الغرف في المرحلة الواحدة أولًا لما تحتوي عليه من مساعدات هامة ستفيدك كثيرًا في رحلتك خصوصًا مع الأعداء الرئيسيين.
هناك كمية كبيرة من العملات المعدنية تتساقط من الوحوش التي تهزمها، وهذه العملات هي عنصر الدعم الرئيسي لك أثناء اللعبة. يمكنك استخدام العملات بشكل فردي على الأضرحة المتناثرة هنا وهناك لرفع مستوى إحصائيات معينة بشكل عشوائي، ولكن تواجد هذه الأضرحة من عدمه يختلف كثيرًا حسب عشوائية المناطق وترتيباتها، لذلك فإن التركيز الأكبر في Bullets Per Minute يتمحور حول استخدام الأسلحة النارية وترقيتها وزيادة قوة تأثيرها وسرعة إطلاقها وخصائصها.
هناك كمية لا بأس بها من الأسلحة النارية. المسدسات والبنادق الرشاشة وقاذفات الصواريخ والأسلحة النبضية وبعض الأسلحة المُبتكرة كذلك مثل قفازات السحر. يمكن الحصول على الأسلحة وبعض قطع الدروع من خلال الصناديق بشكل عشوائي، ولكن معظم الوقت ما ستحصل عليه هو العملات. المكان الأفضل للحصول على الأسلحة وشراء الترقيات لها هي متاجر الأسلحة التي تظهر بشكل مؤكد في كل مرحلة، ولذا فإن اللعبة ليست عشوائية تمامًا بخصوص هذه النقطة.
اجمع العملات، اشتري الأسلحة، اهزم الرئيس، المعادلة بسيطة وعادية، وما يختلف اليوم هو أسلوب القيام بهذه الأشياء التي قد تبدو سطحية للوهلة الأولى. تضيف Bullets Per Minute لمستها الخاصة عن طريق إجبار اللاعب على ضبط توقيت أفعاله على إيقاع الموسيقى التصويرية، ويتم دعم ذلك بمؤشر إيقاع ديناميكي يختلف حسب السلاح التي تستعمله. سوف تحتاج إلى أذن قوية لتحقق أقصى استفادة من هذه التجربة، لأن كل سلاح يعمل بشكل مختلف حسب معدل الإطلاق أو نوع المقذوفات، وستشعر وكأنك تسير حسب نبض معين أو أنك تحاول سماع ضربات قلبك الشخصية أثناء اللعب.
هناك فارق زمني بين كل ضربة سلاح والأخرى، مما يعني أنه يجب عليك أن تكون في حالة حركة مستمرة لتفادي التباطؤ اللذي ينتج عن انتظار إيقاع السلاح أو عدم القدرة على مزامنة السلاح مع الإيقاع، ولكن لحسن الحظ يمكنك تشغيل خاصية “المزامنة الإيقاعية التلقائية” لتفادي الحاجة إلى التركيز على هذا الأمر، ولكن في المقابل ستفقد نقاط التقييم التي تجمعها بين المراحل. عند الاعتياد على المزامنة تصبح الحركة رائعة للغاية، وفريدة من نوعها أيضًا.
من النادر أن نرى لعبة لا تحاول فقط التجديد في المعادلة الأساسية، بل تستخدم جميع الجوانب المختلفة لألعاب الفيديو من صوتيات ومرئيات وطريقة عمل الأسلحة لصنع تجربة ليس لها مثيل على الساحة.
تجربة اللعبة على منصّة الجيل الجديد ساعدنا كثيرًا في تفادي العديد من العيوب التي طرأت عند إصدار اللعبة لأول مرة على منصّات الحاسب. الآن هناك تحسن في ظهور وسائل المساعدة العشوائية بدرجة لا تؤثر على تقدم اللاعب أو تختبر مهارته فقط وليس درجة حظه. الحظ فقط يكمن في نوع السلاح الذي ستحصل عليه، ولكن حتى الأسلحة الضعيفة يمكن ضبط قوتها من خلال التمائم والأضرحة والمؤثرات الأخرى، ويبدو أنه تم ضبط هذه التفاصيل بشكل كبير عن الإصدار الأصلي، وأصبحت هناك أسلحة مناسبة دومًا لكل مرحلة طبقًا لدرجة صعوبتها أو تعقيدها.
العيب الوحيد ربما في Bullets Per Minute هو التباين الواضح في تصميمات الأعداء العادية عن المواجهات الرئيسية. الأعداء الرئيسيون هم من أكثر العلامات المعبرة عن هوية اللعبة الخاصة، ويقومون بالعديد من الحركات المتناغمة مع موسيقى المرحلة، وحتى أن هناك حركات أنميشن مُبتكرة لكل منهم عندما تقوم بتسديد الضربات الأخيرة عليهم، لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن باقي وحوش اللعبة، والتي لا يظهر عليها أي تفاعلات ديناميكية معينة عند إطلاق النار عليها، بالإضافة إلى أنك تحتاج لأن تكون قريبًا للغاية من بعض الوحوش لكي تستطيع التسديد عليها بنجاح.
كلمة أخيرة
تستحق Bullets Per Minute الثناء لأنها نجحت في دمج بين العديد من الجوانب التي لم نتوقع أبدًا أنها يمكن أن تظهر بهذا الشكل المتناغم في لعبة فيديو، كما أنها بهذه الطريقة أظهرت فعلًا قوة ألعاب الفيديو في التركيز على التفاعل ومدخلات اللاعب لصنع تجربة ديناميكية لا يمكن الحصول عليها أي من أي مكان آخر.
كنا نتمنى لو كانت تصميمات الوحوش وتفاعلاتها تتبع نفس الأسلوب الذي يجعل اللاعب يتراقص أثناء إطلاق النار والمقذوفات، ولكن مثل أي لعبة عشوائية Rogue-Like، تصميمات الوحوش ليست دائمًا التركيز الأساسي وإنما شخصية اللاعب نفسها،
اللعبة يمكن أن تنتهي في ساعتين فقط أو ثلاثة على الأكثر، ولكن طبيعتها العشوائية وغير المتسامحة يمكن أن تكون غير مريحة للمبتدئين في هذا النوع وتأخذ منهم وقتًا طويلًا للاعتيادل عليها، لذا يجب أيضًا الحذر من ذلك قبل محاولة تجربة هذه اللعبة.
لا تتوقع أن تكون خبرتك مع DOOM أو Wolfenstine مفيدة هنا، لأن Bullets Per Minute لها هويتها الخاصة وأسلوبها الذي يجبرك على نسيان كل ما تعرفه عن ألعاب الشوتر، وتعلم أسلوب لعب جديد تمامًا. القليل من الألعاب الآن يمنحنا مثل هذه التجربة الفريدة والديناميكية، ولذا ننصح بتجربتها لجميع اللاعبين المحبين لألعاب الشوتر أو الموسيقى في العموم.
Review overview
الإيجابيات
- كمية كبيرة من الأسلحة مع أساليب إطلاق نار متنوعة
- الحاجة إلى التنسيق بين الموسيقى والضغط على الزناد لتحقيق الاستخدام الأمثل للأسلحة
- مستويات عشوائية متنوعة مع العديد من العناصر المساعدة
- شخصيات مختلفة للاختيار من بينها مع قدرات وأسلحة مختلفة
السلبيات
- حركات أنميشن الأعداء متوسطة وغير مبهرة
- الحاجة إلى الاقتراب بشدة من الأعداء للتصويب عليهم بنجاح في بعض الأسلحة
- الطبيعة العشوائية الصعبة غير مناسبة لجميع اللاعبين
الملخص
8.5Bullets Per Minute تزاوج مبهر بين العديد من العناصر التي تميز صناعة ألعاب الفيديو، وحقًا لا يمكن الحصول على تجربة مثل هذه تدمج بين تفاعلات اللاعبين والموسيقى التصويرية وحركات الوحوش إلا من هذه اللعبة فقط. هذه التجربة واحدة من العلامات الفريدة في جيل الألعاب الحديثة وتستحق كامل الإهتمام من اللاعبين المحبين لألعاب الشوتر وموسيقى الميتال الصاخبة.