مراجعة لعبة In Sound Mind

هناك بعض الألعاب التي من أجل أن تحافظ على قوة السرد والعروض المرئية، تلقي ببعض القيود الضرورية على حركة اللاعب والاحتمالات المُتاحة له أثناء عرض هذه المشاهد، مثل إبقاء حركة الكاميرا ثابتة أثناء عرض المشهد أو غيره، ولكن هذا ليس هو الحال مع لعبة In Sound Mind الجديدة.

النتيجة التي تقدمها اللعبة مثيرة للإهتمام لمجرد أنها توفر المرونة التي نبحث عنها مُطولًا في بعض الألعاب الأخرى، وتتمكن من التوفيق بين قوة الحبكة ومدخلات اللاعب من خلال طريقة لعب مُبتكرة ومتعددة الطبقات والتحديات من البداية وإلى النهاية.

In Sound Mind متوفرة الآن على منصّة Xbox Series X/S, PS5, Nintendo Switch, PC. (تمت التجربة على منصّة Xbox Series X/S).

مراجعة لعبة In Sound Mind …

التوازن المثالي بين السرد القصصي و نظام اللعب الفعال

---

بطل قصة In Sound Mind هو ديزموند وليز، عالم النفس التي يستيقظ كعادته في المبنى الذي يعيش ويعمل فيه لينظر نظرة بسيطة من النافذة ويشعر أن نهاية العالم أصبحت أقرب مما يبدو بشكل غير قابل للتصديق.

السبب هو البانورما التي تصنعها اللعبة بين الليلة القاتمة والمرعبة، والبلدة التي أصبحت مغمورة بالكامل تقريبًا بالمياه، والأفظع هو المخلوقات المصنوعة من الظلال، والتي تضع البطل ليس فقط في حالة رهبة، بل في مأزق نفسي فريد من نوعه.

ليستطيع الطبيب النفسي الهروب من المبنى، عليه أن يقفز في دوامة الأحلام، ويستعيد أكثر ذكريات حياته إيلامًا في تصعيد سردي يكشف شيئًا فشيئًا عن خلفية حياته والشخصيته وأسباب حدوث جميع هذه الأشياء غير المنطقية من حوله.

تستفيد اللعبة بشكل جيد من بناء القصة التصاعدي لزيادة التوتر، مع وجود بعض القفزات المرعبة هنا وهناك، أو وحش مجنون عليك مبارزته أو تجاوزه في أغلب الأحيان، ولكن لا تقتصر التجربة على ذلك الأمر فقط.

الأحجية النفسية داخل In Sound Mind

فعليًا تقدم In Sound Mind نفسها على أنها لعبة رعب، ولكن سرعان ما تكشف عن طبيعتها الحقيقية، وأنها لغز كبير يجب على اللاعب حله، اللعبة لا تتركك كذلك تحل اللغز بهدوء وصبر، بل تحافظ على مكونات الحركة والسرعة عنصرًا أساسيًا وقويًا خلال التجربة بأكملها.

تقوم اللعبة بكل شيء لإرباكك والحفاظ على مستوى توترك وانتباهك مرتفعًا، ويحدث ذلك من خلال تعديل العناصر من حولك أثناء اللعب، مثل أن تجد أحد الأبواب تنغلق بعد أن تشيح بعينك عنها، أو أن تجد شخصًا ما خلفك، أو أن العالم من حولك قد تغير بالكامل.

كل قسم من الأقسام الأربعة (والتي ينتهي كل منها بمواجهة رئيسية) يعبر عن أحد الجلسات النفسية التي أجراها ديزموند مع أربعة مرضى مختلفين، وتحديدًا تقذفه اللعبة في سيناريوهات مبنية على المخاوف والمشاكل الموجودة في أعماق كل مريض على حدة.

كل سيناريو مصمم بشكل مميز لينقل الإحساس الذي يشعر به المريض، ويحتوي على مجموعة من الألغاز الفريدة التي تحتاج لجمع القطع لحلها في المقام الأول، والاحتفاظ بهذه القطع لحل بعض الألغاز المستقبلية كذلك.

يمكن القول أن تركيز اللعبة الأكبر يكمن في التفكير في محيطك، والبحث عن الزوايا والشقوق ومحاولة اكتشاف الترتيب الصحيح للأحداث. وفي بضع أحيان عليك أن تنظر إلى ما حولك بطرق مُبتكرة مثل النظر إلى ما حولك في انعكاس المرآة المحمولة.

كل مستوى يقدم أسلوب لعب جديد بالكامل، على عكس بعض الألعاب مثل Resident Evil أو Outlast والتي تعتمد أسلوب لعب موحدًا معظم الوقت لحل جميع الألغاز والتحديات، ويعتمد بشكل أساسي على تصميمات البيئة المحيطة والقصة المقصودة بها.

نظام التقدم والترقيات المختلفة

يتم شرح التفاصيل المتعلقة بكل مريض من خلال التسجيلات الصوتية والوثائق المنتشرة في جميع المستويات، كما أن كل قسم ينتهي بحصولك على قدرة جديدة يمكن استخدامها في المستويات التالية وتطويرها بين المستويات مع الأسلحة المُعتادة.

نظام الترقيات بسيط ويعتمد على جمع الحبوب في المستويات المختلفة لتزيد سرعتك وقدرتك على التحمل والتخفي، ولكن الألغاز نفسها ليست صعبة، ولن تفكر في لحظة بأنك كنت في حاجة لترقية معينة لحد أحد الألغاز التي تعيقك تقدمك.

الجميل هذه المرة أن الألغاز ليست مملة، وتستغل تصميمات الأماكن وقواعد الألغاز البسيطة لخلق تحديات جديدة، وحتى المعارك الرئيسية تتم وفقًا لآليات وحركات خاصة بكل مستوى ولا يمكن الفوز فيها عن طريق الرصاصات والضربات.

الفكرة كما ذكرت هي أن كل تفصيلة في المستويات مصممة بعناية لكي تستفيد من جميع الأشياء والعناصر التي مررت بها في جميع الأقسام وليس كل لغز يعمل بشكل منفرد، كما أنها تجبرك دومًا على أن تكون في حالة حركة مستمرة.

حالة الحركة تأتي من الوحوش التي تتشكل على شكل مخاوف وكوابيس المريض محور المستوى، والكائنات التي تشبه الدمى الاستعراضية والمنتشرة بدورها في العديد من الأماكن لتمنعك عن الوصول لحلول الألغاز.

مستوى الرسوم والجودة التقنية

تستفيد In Sound Mind بشكل جيد من الموسيقى والمؤثرات الصوتية لمنح كل موقع تدخله الجو الذي يحتاجه، وتسمح للاعب بالتعاطف مع الاضطرابات النفسية المختلفة بشكل شفاف وواضح ينم عن فهم واضح لأساليب التقديم ودورها في تعزيز السرد.

بالإضافة إلى الأجواء المشؤومة والمرعبة، لا تخجل اللعبة من إضافة بعض الكوميديا السوداء هنا وهناك، والتي تعمل بشكل مزدوج لتخفيف توتر اللاعب وإعطائه بعض التلميحات الخفية والدلائل عن حلول الألغاز.

لكن لا يوجد شيء كامل، فعلى الرغم من المزيج الجيد والناجح بين الألغاز والحركة، إلا أنه من وجهة نظر فنية لا تبدو اللعبة مبهرة، وتعاني من الحفاظ على معدلات إطارات ثابتة خاصة في المناطق المفتوحة أو المواقف الأكثر إثارة.

على جهاز الإكس بوكس سيريز إس يمكن الوصول إلى النهاية في أقل من عشر ساعات، ولكن واجهنا بعض المشاكل في معدل الإطارات وسلسلة من الأعطال التي أدت لانغلاق المنصّة بالكامل في إحدى المرات.

ستستفيد اللعبة أيضًا بشكل كبير من إضافة خاصية الحفظ اليدوي بدلًا من الاعتماد بالكامل على الحفظ التلقائي، حتى لا يقوم اللاعب بتفويت أي شيء بطريق الخطأ ولا يجد وسيلة للعودة مرة أخرى لجلبه.

كلمة أخيرة

In Sound Mind لعبة آسرة ومثيرة للفضول، وهي قادرة على جعلك مرتبكًا ومهتمًا طوال الوقت بسبب الألغاز الفريدة والمواقف التي تحتاج مجهودات عقلية وذهنية للتغلب عليها.

يتم استحضار الخوف في اللعبة ليس من خلال المطاردات فقط، وإتما تلعب البيئة المحيطة دورًا مهما في إيصال القصة لأن كل مستوى يتمحور حول مجموعة من العواطف والأفكار المعينة.

في العديد من الأوقات تسائلنا عما سيكون عليه الحال لو كانت اللعبة ذات ميزانية تطوير أعلى وأداء تقني أفضل، ولكن أوجه القصور التقنية لا تنتقص من جودة التجربة، والتي ننصح بها بشدة لجميع محبي ألعاب الرعب من منظور الشخص الأول.