الحنين إلى الماضي يصنع دومًا العديد من التساؤلات بشأن اختلاف المجتمعات السابقة عن وقتنا الحالي، وهذا الشعور أدى إلى تطوير العديد من التجارب المُستلهمة من الماضي مثل Rustler في محاولة لفهم كيف كان المجتمع مختلفًا آنذاك.
اسم اللعبة حرفيًا يعني السارق، أو الشخص الذي يقضي وقته في سرقة الماشية مثل الخيول والأبقار، وكما هو متوقع يحصل اللاعب على كامل الحرية للقيام بذلك، بالإضافة إلى جميع أنواع الجرائم الأخرى الممكنة في تلك الحقبة التاريخية.
مثل Grand Theft Auto، يضيف المطور لمسته الكوميدية والجذابة على جميع الأنشطة التي تقوم بها من خلال المهمات الفوضوية، والكتابة الساخرة التي تضفي سحرًا خاصًا على العملية بأكملها.
لا يغفل المطور كذلك عن الإشارة إلى بعض تفاصيل الثقافة الشعبية، والأفكار والأجواء السياسية التي كانت متواجدة أيامها، ولكن بلمسة تشجعك على الإهتمام، وترسم على وجهك البسمة طوال الوقت.
Rustler متوفرة الآن على منصّة PC, PS5, PS4, Xbox Series X/S, Xbox One, Nintendo Switch. (تمت التجربة على منصّة Xbox Series X/S).
مراجعة لعبة Rustler …
طموح قتله العيوب التقنية والتحكمات الرديئة
عندما يتعلق الأمر بألعاب الجريمة المفتوحة، فمن الأفضل منح اللاعبين الكثير من الحرية بأسرع وقت ممكن، ولا تخجل Rustler من دفعك بعد مقدمة موجزة إلى عالم العصور الوسطي المليء بالإضطرابات وتتركك لتفعل كل ما تريد.
أنت تلعب دور فتى المزرعة Guy والذي ليس لديه أي شغف بعمله، ولذا فإنه يقرر القيام بأعمال إجرامية، وأداء العديد من الوظائف المختلفة لعدد من الشخصيات اللا أخلاقية بهدف الحصول على الذهب والكنوز بأي وسيلة ممكنة.
ستقضي وقتًا لا بأس به في اختطاف الخيول من مزارع الأبرياء ورجال الشرطة، وبسرعة وجدنا أن قيادتهم ممتعة للغاية، وهناك فرق واضح في سرعة وقوة كل حصان طبقًا للمكان الذي أخذناه منه، خصوصًا أحصنة رجال الشرطة.
الطابع الفني العام للعبة جميل ومناسب لفكرة القصة. كل شيء له طابع رسوم كرتونية مع الكثير من الألوان التي تساعد في إبراز جميع العناصر المهمة على الخريطة بدون الحاجة لأي مجهود إضافي منك لتعلم أي شيء جديد.
التحكم في شخصية اللاعب (والحصان ذلك) مريح وواقعي ولكن ليس لدرجة الإزعاج، على الرغم من أننا لم نجد السلاسة نفسها في نظام القتال والذي يعتمد بشكل كبير على مؤشر الطاقة الذي يشحن ببطء شديد للغاية.
العديد من المهمات تعتمد على مهاجمة وقتل عدد معين من الأعداء، ولكن معظم الأعداء في اللعبة حركتهم أسرع بكثير منك، وليس هناك أي طريقة لهزيمة الكثير منهم في نفس الوقت، ومحاولة ملامسة سيفك لهم عشوائية وليست سهلة على الإطلاق.
هناك مهمات كثيرة احتجنا لإعادتها عدة مرات بسبب أننا لم نستطع البقاء على قيد الحياة لحين الانتهاء من المهمة، وهذا بسبب صعوبة الحركة والقتال أكثر منه صعوبة المهمة نفسها أو قدرات تقوية اللاعب.
هناك شجرة واسعة من المهارات والقدرات، ولكن يمكن القول أنها تعمل على زيادة قوة وسرعة خصائص متاحة لك في الأساس، أكثر منها منحك أشياء جديدة فعليًا، وهناك سخاء بارز في منحك العديد من النقاط وحرية في فتح ما تريده من القدرات.
رغم ذلك، من الصعب للغاية مواجهة الأعداء أو الهروب من رجال الشرطة. من المفترض أن تفلت منهم عن طريق إزالة الملصقات من الجدران، ولكن لا يوجد وقت لفعل ذلك لأن الشرطي ورائك دومًا في كل وقت إلى أخر الدنيا.
لكن إذا حدث وفعلت ذلك فعلًا، ستجد الأعداء ينسحبون فورًا من المطاردة حتى لو كانوا أمامك مباشرة. اللعبة لا تأخذ نفسها بجدية بالطبع، ولكن كنا نتمني نظامًا أفضل من ذلك لاختيار الهروب من عناصر الشرطة أو مواجهتهم.
Rustler تستغرق خمس ساعات تقريبًا للانتهاء منها، ولكن للأسف لا يمكن تجربة مهام القصة مباشرة، بل تجبرك اللعبة على القيام بعدد معين من المهام الجانبية في كل مرة قبل ظهور المهمة الأساسية الجديدة على الخريطة.
الأنشطة الجانبية هي نسخ تقريبية للأشياء التي كنت سوف تجدها في ألعاب GTA القديمة مثل سباقات الخيل والمعارك وضرب الناس أو قتلهم وغيرها من الأمور، ولكن كل هذا يتأثر بأسلوب الحركة الرديء لشخصية البطل أكثر من أي شيء آخر.
لنكن صريحين، نحن معجبون بعالم اللعبة نفسه، وهذا لأن المطور أضاف العديد من اللمسات التي تجعل اللعبة ذات شخصية متفردة مثل المغني الذي يعزف الموسيقى بجانبك دائمًا ويضيف الكثير من المرح إلى كل مواجهة.
هناك إشارات متعددة للكثير من الأشياء المضحكة، وبعض المبارزات الممتعة، ولكن معظم الوقت تبدو اللعبة أنها تحاول الاستعارة قدر الإمكان من مصادر الإلهام الأصلية، بدلًا من خلق شيء منفرد وجديد.
الشخصيات كذلك تتحدث بلغة مبهمة وغير مفهومة مثل العديد من الألعاب المستقلة، ولكن في Rustler الموضوع كان مزعجًا أكثر منه جذابًا للانتباه، ومللنا من الاستماع إلى حوارات الشخصيات أو قرائتها بعد فترة قصيرة.
الكتابة فقط هي ما يستحق النظر إليه أغلب الوقت، لأنها بجانب اللمسة الكوميدية فإنها تلقي الضوء على العديد من المشاكل التاريخية، وكيف أثر العنف في حياة الرجال والنساء في ذلك الوقت بأساليب متنوعة.
كلمة أخيرة
تحاول Rustler إعادتنا إلى أجواء ألعاب GTA الكلاسيكية في بيئة مختلفة، ولكن الأداء الضعيف وعناصر التحكم المزعجة والفكاهة الضعيفة والحملة القصيرة التكرارية تمنعنا من الاستمتاع بالنظرة التي تصبو إليها اللعبة.
هناك بعض الإشارات والمهمات الجيدة هنا وهناك، ولكن في المجمل أجزاء اللعبة عندما تتجمع معًا نشعر وكأنها خطوة إلى الوراء بدلًا من إضافة الجديد إلى لعبة كلاسيكية حققت ملايين المبيعات وحصدت شهرة تاريخية بين المعجبين.
Review overview
الإيجابيات
- كوميديا سوداء جيدة أغلب الوقت
- القدرة على اختيار العديد من المقطوعات الموسيقية
- حرية كبيرة في التنقل واختيار الأسلحة المتاحة
السلبيات
- تحكمات رديئة وعيوب تقنية
- مهمات تكرارية ومملة
- قصة قصيرة تمنعك من إتمامها بالطريقة التي تريدها
الملخص
6Rustler لعبة ذات نظرة مختلفة وكان من الممكن أن تبني على مصدر الإلهام الأصلي وتصنع تجربة مختلفة ومتجددة، ولكنها للأسف أبعد ما يكون عن الإلهام والابتكار، كما أن تحكماتها الردئية لا تساعدنا في الاستمتاع بنظرة المطور وما تريد القصة أن تحكيه.