مراجعات

مراجعة لعبة King’s Bounty II

صدرت أول لعبة من سلسلة King’s Bounty في عام 1990، وكان لها تأثيرًا كبيرًا في عالم الألعاب في تلك الفترة، لما قدمته من مزيج مُبتكر بين عناصر الاستراتيجية الحربية وأنظمة إدارة الجيوش الفريدة من نوعها.

يحاول المطور مجددًا من خلال الجزء الثاني أن يعود إلى جذور السلسلة، ويجلب عناصرها المميزة إلى جيل جديد من اللاعبين، ولكن للأسف شاب هذه التجربة العديد من قرارات التصميم الخاطئة وغير المناسبة بين ألعاب المستقبل.

هذه المشكلة تواجه العديد من المطورين القدامى. أنهم يركزون بشدة على نقل التجربة الأصلية الناجحة قدر الإمكان، بدون النظر إلى العناصر التي تغيرت وتطورت في عالم الألعاب ليقوموا بتطبيقها في ألعابهم الجديدة.

هذا الخطأ في الفهم امتص جميع أشكال المتعة مباشرة من القتالات التكتيكية التي كانت لتكون ممتازة، لو أننا كنا مضطرين إلى التعامل مع العديد من أنظمة اللعب المزعجة التي لم تعد مقبولة الآن في أي لعبة قصصية أو استراتيجية حديثة.

King’s Bounty II متوفرة الآن على منصّة PS4, Xbox One, Nintendo Switch. (تمت التجربة على منصّة PS4)

مراجعة لعبة King’s Bounty II ..

نظرة إلى الماضي وتغافل عن المستقبل


تحكي قصة King’s Bounty II عن الفساد المستمر الذي يهدد بابتلاع أرض Nostria، ويجلب معه الوحوش الملعونة التي يمكنها أن تلوث جميع أنواع الكائنات الحية، ولكن تبدأ القصة فعليًا قبل ظهور هذا الفساد بأشهر قليلة.

قبل ستة أشهر تحديدًا، تتلقى شخصية اللاعب نبوءة بظهور هذا الوباء في المستقبل القريب، ولكن لا يصدقك أحد ويتم رميك في السجن حتى تخرج بعد فترة لترى أثار النبوءة وبوادر الهلاك في كل مكان حولك.

يمكنك الاختيار من بين واحد من ثلاثة أبطال مختلفين بفئات وامتيازات خاصة لتتجول معها في هذا العالم الجديد من الآن فصاعدًا. لدى كل منهم خلفيته الخاصة والتي لا تؤثر كثيرًا على سياق القصة مهما كانت الشخصية التي اخترتها.

قصة اللعبة هي نفسها دائمًا مهما كانت الشخصية، ولكن أفعالك في اللعبة يمكن أن تغير مجرى الأمور قليلًا، وتستطيع أن تحدد كيفية تصرف بعض الأطراف معك في المستقبل أو ما إذا كنت ستتلقي مهامًا معينة، لكن القصة خطية أغلب الوقت.

King's Bounty II

على الرغم من أن خريطة العالم تبدو جميلة ومقسمة إلى طرق وشوارع وجسور، لكنها في الواقع صناديق مغلقة ذات مسارات محددة مسبقًا، كما أن اللعبة ستجبرك على التنقل بين نفس ذات الأماكن عدة مرات لإنهاء الأهداف أو زيارة التجار.

هذا الأمر قد يصيبك ببعض الملل، خصوصًا عندما تكتشف مدى بطء حركة الشخصية، وكيف أن استخدام الجياد ليس مريحًا على الإطلاق بسبب العديد من الأعطال الفنية التي تعيق قيادة الخيل أو حتى تجاوز العوائق سيرًا على الأقدام.

المرئيات جميلة حقًا، ويمكنك رؤية الكثير من المدن والجبال والأبراج العاجية من بعيد، ولا ننكر أنها نقلة شاملة عن أي شيء قدمته السلسلة من قبل، وكل جزئية في اللعبة وجدناها مليئة بالسحر والشخصية.

يكفي أن اللعبة بالكامل يمكن تجربتها الآن من منظور الشخص الثالث، بدلًا من الزاوية العلوية التي كانت مُعتمدة في الماضي. ولكن للأسف المرور عبرها ليس أمرًا ممتعًا على الإطلاق، وهناك الكثير من العوائق الرسومية التي تحتاج إلى ملاحظة تقنية سريعة.

الشخصية تمتلك العديد من القدرات التي تعتمد على نقاط المحاذاة والخيارات التي قمت بها في اللعبة، والقادرة أن تؤثر كذلك على ظهور بعض الخيارات من عدمها في الحوارات، وطريقة الانتهاء من بعض المهمات وعواقبها.

King's Bounty II

لكن للأسف لا يمكنك حقًا معرفة كمية النقاط التي جمعتها في كل فرع من فروع المحاذاة، كما أنه غير واضح متى يتم حبس اللاعب في أحد الطرق من عدمها، وعواقب السير في كل اختيار والجوائز المتاحة من خلاله.

الشخصية الرئيسية كذلك لا تشارك فعليًا في الحروب، بل تركز على تجنيد الوحدات والتحالفات والجيوش ذوي الفئات الخاصة، وبعض الكائنات السحرية أيضًا من أجل الفوز في المعارك الاستراتيجية.

تنتمني كل وحدة إلى أسلوب لعب محدد، ومستويات ومهارات خاصة بها، ونقاط ضعف وقوة متباينة لجيشك، وهكذا فإن اللعبة تطلب منك دائمًا أن تكون مستعدًا بجميع أنواع الوحدات المتاحة لأي موقف يمكن أن تواجهه.

يتبع القتال التكتيكي نظامًا قائمًا على الأدوار حيث ستنقل وحداتك على شبكة سداسية تمكنك من رؤية العوائق وميزات التضاريس، وتعطي الأفضلية لبعض الوحدات في مدى إطلاق النار والتعويذات السحرية وغيرها من الأمور.

كل معركة فريدة حقًا من نوعها، من بين مجموعات قوات العدو والقدرات المتاحة لكل وحدة، وخرائط المعركة والتضاريس التي تشجعك على التكيف باستمرار مع الكثير من العوامل والأفكار والخيارات في الوقت الفعلي للمعركة.

الخيارات التي تحدد شخصية البطل ومساراته أثناء القصة يمكنها أن تؤثر كذلك على الجنود والوحدات، وستجد أنه من الأفضل أن تقوم بدعوة الجنود الذين يشاركونك نفس المسار الرئيسي للتقدم، سواء أكان الفوضي أو البراعة أو القوة أو غيره.

للأسف تعاني المعارك التكيتيكة من نفس المشكلة وهي النظرة الكلاسيكية للأمور. لا يمكنك تسريع الرسوم المتحركة على الإطلاق، ولا يمكنك تسريع اختيارات ووظائف الجنود بأي طريقة على عكس لعبة مثل Fire Emblem Three Houses.

بعض الخصائص والتنبيهات التي كنا بحاجة إلى معرفتها مبكرًا، لم تظهر إلى بعد حوالي 20 ساعة من وقت اللعب، وواجهة المستخدم لا تساعد على الإطلاق في جعل هذه الخصائص والميزات واضحة من البداية.

لا يمكن إعادة شحن الجنود إلى بعد الانتهاء من المعركة، وشراء الجيوش يتطلب العديد من الأموال والتي لا يمكن الحصول إليها إلا من خلال إمضاء الوقت في مهمات تكرارية مملة بلا هدف سوى الحصول على المال فقط ولا شيء آخر.

لقد قضينا تقريبًا 40 ساعة من وقت اللعب لإكمال قصة شخصية واحدة، ولكن شعرنا أننا أمضينا نصف هدا الوقت في جمع الأموال، والتعامل مع عناصر التحكم المبتذلة والحركة البطيئة.

قرب الفصول الأخيرة كذلك شعرنا أننا نواجه نفس الوحوش ونستخدم نفس التكتيكات التي استخدمناها طوال فترة اللعب. لم تكن هناك أي حوافز حقيقية لتغيير أو تبديل أي معدات أو أضافات أو مفاجآت مرحب بها.

القصة كذلك تعاني من نفس المشكلة وهي رداءة تصميمات الشخصيات، والأداء الصوتي المبتذل، ونهاية مفتوحة لا تنم عن شيء واضح سوى أن المطور يبدو أنه ينوي إكمال القصة في المستقبل بشكل أو بآخر.

كلمة أخيرة

King’s Bounty II في جوهرها لعبة عن الصبر. الصبر على المعارك البطيئة والمنهجية والتكرارية، والحاجة إلى تكرار العديد من الأفعال الجانبية التي ليس لها أي هدف سوى جذب انتباهك عن هدفك الحالي أيًا كان.

كل هذا يتم بوتيرة بطيئة ومملة للغاية، كأنك تقوم بتجربة إحدى ألعاب Assassin’s Creed على التصوير البطيء. قد تكون اللعبة ثورية في تاريخ السلسلة، لكن في المجمل المطور لم يتعلم شيئًا من سوق الألعاب الحالي.

التصميم الجميل للبيئات رائع، ولكن يضيع انبهارنا به سريعًا بسبب الأعطال التقنية والحركة الثقيلة والمتشنجة لشخصية البطل، وبدت البيئات الجميلة في النهاية كبيرة لمجرد الاستعراض فقط وليس لها أي معنى حقيقي أثناء اللعب.

باختصار، تحولت فكرة القصة المبدئية إلى شكل واحدة من أكثر الألعاب السطحية وغير الملهمة، والتي نادرًا ما تكون مُرضية، بسبب مجموعة كبيرة من أخطاء التصميم وعناصر الخلل الرسومية من مختلف الأنواع.

Review overview

التقييم العام6

الإيجابيات

  • تنوع كبير في الوحدات القتالية
  • نظام خيارات ذو عواقب بعيدة المدى
  • مرئيات وبيئات جميلة

السلبيات

  • الخيارات المتنوعة لا تمنع كون اللعبة خطية أغلب الوقت
  • الكثير من العيوب التقنية والرسومية
  • خيارات تصميم خاطئة تبطيء من وتيرة اللعب

الملخص

6King's Bounty II لعبة استرايجية من الماضي السحيق، وكان أمامها الفرصة لأن تكون أفضل بكثير لو أن المطور كان مطلعًا على آخر الإنجازات في عالم الألعاب الاستراتيجية وقام بتطبيقها في لعبته، لكن هيكل اللعبة لا يشجع على التجربة ولا يصلح للمنافسة في سوق الألعاب المتطورة الحالي.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.