مراجعة لعبة Song of Horror

Song of Horror قصيدة حب لأعمال الرعب الكلاسيكية التي تستغل العناصر التفاعلية لجعل أحساسيس الخوف والعجز يتردد صداها مع المعجبين الذين يرغبون في مشاركة الأجواء المرعبة وليس مشاهدتها فقط.

تم إصدار اللعبة في البداية على أجهزة الحاسب على شكل 5 حلقات متفرقة، ولكن الآن مع وصول الأجزاء الخمسة على منصات الألعاب الحالية، يمكننا إلقاء نظرة على التجربة ككل ومدى نجاحها في التقاط روح تلك الألعاب القديمة.

Song of Horror متوفرة الآن على منصّات PS4, Xbox One, PC. (تمت التجربة على منصّة PS4).

مراجعة لعبة Song of Horror ..

تجربة غير متوقعة تداعب الخيال والخوف من المجهول

---

أولًا، Song of Horror تتكون من مجموعة معقدة من الإسقاطات ومصادر الإلهام من مختلف أعمال الرعب، وهناك العديد من الإشارات الصارخة لألعاب الرعب الأخرى منتشرة في جميع أنحاء اللعبة.

تشير “الأغنية” في العنوان إلى مقطوعة ملعونة يُزعم أنها تدفع مستميعها إلى الجنون والعنف، وعلى مدار الحلقات يحقق الناشر Daniel Noyer ومجموعة من الشخصيات المتناوبة في اختفاء كاتب متجول كان يبحث في أصل هذا اللحن الغامض.

تدور أحداث القصة الفعلية داخل المنزل الذي كان يعيش فيه الكاتب، ولكن بعد فحص المنزل ينتهي الأمر بالبطل مسجونًا تحت رحمة روح من عالم آخر، وتتطور القصة شيئًا فشيئًا إلى شيء أعمق وأكثر شرًا.

طريقة عمل اللعبة تشبه المدرسة القديمة لألعاب Resident Evil، بدءاً من زواية الكاميرا الثابتة وإلى الألغاز المصممة بشكل معقد يجبرك في معظم الأحيان على البحث عن العديد من الأدلة عن كيفية حلها.

تتراوح الألغاز من تمارين الدماغ الخفيفة إلى إجراء الرياضيات الكيميائية وتجميع الأشياء معًا التي تتضمن جوانب لن تتخيلها فيها. أنت مسلح دومًا بمصباح يدوي وحيد لتستطيع العثور على جميع الأدلة وربطها ببعضها بطريقة أو بأخرى مثل الأحجية.

عادة ما يتم دفن هذة الأدلة في مستندات مشفرة بالكاد تعطيك أي فكرة عن كيفية توافق الأشياء معًا، ولا ننكر أن هذه الطريقة ذكية ومُبتكرة في بعض الأحيان، ولكن في أحيان أخرى تصبح عملًا روتينيًا لا يوفر الكثير من المتعة في الاستكشاف.

مع الوقت والتكرار تصبح طريقة جمع الأدلة وحل الألغاز مصدرًا كبيرًا للملل ويشكل ضررًا كبيرًا على رتم العبة ونجاح التجربة بشكل عام، ناهيك عن وجود القوة المزعجة The Presence، والتي يمكنها أن تتسبب في موتك على الفور بشكل عشوائي.

أحيانًا كثيرة يمكن فيها أن تموت عندما تحاول فتح باب أو عندما تقوم بإمساك عنصر تحتاجه، ولا يوجد حتى أدني فرصة للضغط على الأزرار المناسبة للرد على هذا الهجوم، ولا يوجد أي مؤشرات تحذيرية مُسبقة بخصوص هذا الأمر.

يجب العلم كذلك أن إحدى الآليات الرئيسية للعبة هي الموت الدائم. في أي وقت تموت فيه تختفي الشخصية التي تلعب بها لبقية الحلقة وعليك الاختيار من بين ثلاثة آخرين متاحين لإكمال اللعبة من أخر نقطة حفظ.

بعد اختفاء جميع الشخصيات الأربعة في تلك الحلقة، يلزمك بدء الحلقة مرة أخرى. هذا يجعل المواجهات المستمرة للعدو أكثر إزعاجًا وإرهاقًا بعد وقت قصير من بدء التجربة.

واحدة من أكبر مصادر الإلهام الملحوظة هي سلسلة Alone in the Dark، والتي تتميز بمواقع مخيفة والعديد من المرئيات والبيئات الفريدة، مع الكثير من التنوع والتفاصيل الصغيرة في أنواع الأماكن التي ستستكشفها.

بدءاً من الكنائس والمقابر القديمة وإلى الجامعات والقصور والمباني السكنية، هناك الكثير في انتظارك، كما أن تصميمات المخلوقات جيدة ويتغير شكلها عدة مرات طوال فترة اللعبة، ولا تفشل أبدًا في إثارة عامل الخوف في أي وقت.

اللعبة دائمًا تعمل على متوسط 60 إطارًا في الثانية، ولم نواجه أي مشاكل إطلاقًا في تحديد التفاصيل الخلفية من بين البيئات المظلمة، والإضاءة كانت دوماً كافية لتكمل إحساس المكان الغامض والمرعب.

كل حلقة تنقل التحقيق إلى مكان جديد ومختلف، وبالطبع يطاردك The Presence في كل وقت، ولذا فإنه يجب عليك التفاعل مع اماكن الاختباء المتوفرة لديك، ومحاولة الحفاظ على تباطؤ ضربات قلبك لكي تستطيع النجاة.

تتضمن بعض أفضل الألغاز في اللعبة سلسلة من المطاردات المحسوبة بعناية، والتي تجبرك على البحث عن الأدلة بينما تصارع الخوف والرغبة في البقاء لكي تجد أخيرًا ما تبحث عنه، وتشعر بالراحة بعد عناء.

تستغرق كل حلقة في Song of Horror حوالي ساعتين أو ثلاثة للانتهاء منها، ولكن يمكن أن تصبح المدة أطول بسبب صعوبة الألغاز والأعداء الذين يقطعون تقدمك باستمرار مع استمرارية التقدم في الحلقات.

يمكنك تقليل الصعوبة للحصول على تجربة أقل إزعاجًا حيث تكون المواجهات أقل تكرارًا ، ولديك خيار إعادة المحاولة من نقطة الحفظ الأخيرة بدلاً من آلية الموت الدائم التي يمكنها أن تفسد تقدمك، لذا لا داعي للقلق كثيرًا بشأن هذه النقاط.

كلمة أخيرة

Song of Horror تحاول حشر الكثير من مصادر الإلهام في حزمة واحدة، وهي تنجح في تطبيق ذلك ولكنها تعاني في نفس الوقت من بعض الاختيارات المزعجة في صعوبة حل الألغاز وتأثيرها على رتم اللعب.

المميز هنا هو عدم قدرتك على توقع ما يمكن أن يحدث أثناء التركيز في حل هذه الألغاز، والإضطرار إلى التفكير أثناء التنقل هو أمر جيد لأي لعبة رعب لتحافظ على اللاعب منغمسًا ومستمتعًا طوال الوقت.