مراجعات

مراجعة لعبة NieR Replicant

يبلغ عمر عالم Nier Replicant الكئيب أكثر من عقد من الزمان (صدرت اللعبة الأصلية عام 2010)، ومع ذلك لا يزال صدى رسالة التجربة مسموعًا إلى يومنا هذا.

تعود إلينا هذه التحفة الفنية مدعومة بنماذج شخصيات محسًنة، وأساليب قتالية جديدة، وموسيقى تصويرية ساحرة تعزز القصة الوجودية المثيرة التي تحكيها اللعبة، بدون المساس بأي شيء جعل اللعبة الأصلية عالقة في أذهاننا إلى اليوم.

كانت NieR Automata مقدمة رائعة للاعبي الجيل الجديد على الأفكار المُبتكرة لعالم سلسلة NieR ومصممها المبتكر Yoko Taro، ولذا فإن الإصدار الجديد هو فرصة رائعة لمعرفة أين تجذرت كل هذه الأفكار المتميزة.

حصلت اللعبة على شهرة واسعة بسبب قصتها الجميلة التي تسعى إلى التأمل الفلسفي في مواضيع مثل الوجودية والانتقام والإنسانية بمنظور فريد ومميز يمكن لأي فرد التواصل معه ورؤية العالم من خلاله.

والآن تأتي NieR Replicant كترقية من الإصدار الأصلي، لتعيد تعريف نفسها كجزء مدروس، مثير للإعجاب وقائم بذاته، بدلًا من أن يظل مختبئًا في ظل Automata كقصة خلفية منفصلة.

NieR Replicant متوفرة الآن على منصّات PS4, Xbox One, PC. (تمت المراجعة على منصة PS4).

مراجعة لعبة NieR Replicant ..

النهاية الحتمية للموت، والصراع من أجل الحياة


عندما نتحدث عن NieR، فإن أول الأشياء التي يجب طرحها للنقاش هي القصة، وهذا لسبب وجيه لأنه في الحقيقة لا يوجد الكثير من القصص الأخرى المشابهة لها على نطاق ألعاب الفيديو بشكل عام.

ستجعلك Replicant تلعب كبطل صغير يعيش في قرية مسالمة متواجدة داخل عالم تم تعيينه بعد مرور آلاف السنين من وقت حياتنا الحالية، ولكن سريعًأ ما تضطر إلى الخروج للبحث عن الحل الأمثل لسلامة أختك المريضة بدون أي سبب واضح.

ينتهي الأمر ببطلنا في معبد قديم لمحاولة إيجاد علاج لحالت الفتاة، فقط ليجد كتابًا سحريًا متكلمًا يرافقه طوال اللعبة، ويلعب معه دورًا هامًا في جميع محاور اللعبة القصصية والعملية مثل القتالات.

على الرغم من البداية البسيطة، تصبح المغامرة أكبر بكثير وأكثر غموضًا كلما تقدمت في اللعبة، كما ستقابلك الكثير من التقلبات والمنعطفات مع الاستمرار في المغامرة لتصبح النهاية شيئًا أعظم وأكثر غموضًا من أي شيء آخر قد تكون جربته من قبل.

Nier Replicant

بالطبع ومثل نفس الحال في Automata، النهاية الأولى للقصة هي فقط خدش لسطح حبكة اللعبة، وسوف يتوجب عليك الاستمرار في إعادة تشغيل نفس الطريق من خلال النهايات المتعددة للحصول على الصورة الكاملة.

تكرار اللعب بلا شك كان مثيرًا للانزعاج بشكل لا يتناسب مع أولويات ألعاب الجيل الحالي، على الرغم من الأشياء التي تظهر من خلال اللعب مرة أخرى تجعل الأمر يستحق القيام به مرات عدة.

لن نتمكن من تلخيص الحبكة في كلمات البسيطة لأن الأمر كله متعلق بالشخصيات والمواضيع التي تناقشها القصة من خلال الديناميكية الفريدة بين هؤلاء الأبطال والمواقف التي تجمعهم.

ركزت Automata بشكل كبير على الوجودية وما يعنيه أن تكون إنسانًا، على عكس Replicant التي تركز على النهاية الحتمية للموت، وكيف تؤثر علينا وعلى الخيارات التي نتخذها أثناء الحياة أو عند لحظات الفناء.

Nier Replicant

خيار الإبقاء على عمر البطل صغيرًا (بدلًا من جعل سنه أكبر في النسخة السابقة) ساعد كثيرًا في جعل لحظات نمو بطل الرواية طبيعية وفطرية، وشعرنا أنها لم تكن لتعمل بنفس القوة لو كانت الشخصية أبًا وليس أخًا.

كل واحد من شخصيات الفريق الرئيسي التي تنضم إلى بطلنا والروابط التي تجمعهم تلعب دورًا كبيرًا في سرد القصة، وكل منهم لديه عمق كبير وقصة خلفية مفصّلة ولحظاتهم الخاصة التي تميزهم مع استمرار القصة.

حتى الشخصيات الجانبية تحصل على قدر كبير من التركيز، مثل King of Facade الذي يُعد واحدًا من أفضل الشخصيات المتكررة في جميع أنحاء اللعبة ويقدم بعض المشاهد العاطفية جنبًا إلى جنب مع Fyra.

أحد العناصر الأكثر إثارة للإعجاب في قصة Replicant هي قدرتها على التحكم في رتم الأحداث، حيث تتأرجح اللعبة بشكل كبير بين دفء الصداقة والأحباء، وتجسيد الخيال السحري الجميل، والإحباط النفسي المؤلم بشكل لا يُصدق.

ومع ذلك، ورغم التفاوت الكبير في هذه المواضيع المتناقضة، إلا أنه لا يبدو أي منها في غير محله بالنسبة لعالم اللعبة. هذه التجربة ستجعلك تفكر وتبتسم وتضحك وتبكي وتظهر العديد من الانفعالات العاطفية بقدر متساو إلى حد كبير.

بصفة Replicant هي نسخة مُعدلة من الإصدار الأصلي، فإن أحد النقاط التي تركز عليها هو تحسين المرئيات وجعلها ترتقي إلى المعايير الحديثة، وهي بلا شك حققت نجاحًا كبيرًا بهذا الصدد.

النسخة الجديدة تعيد تصميم بعض المواقع الرائعة مثل Seafront و The Aerie، مع ملاحظة أنه لا تزال هناك بعض مشكلات الجيل السابق في تصميمات الشخصيات و مزامنة الشفاه، لكنها ليست سيئة لدرجة تجعلنا نتجاهل المجهود المبذول في صقل اللعبة ومظهرها الجديد.

عندما تقترن هذه المظاهر بالموسيقى والصوتيات التي تم إعادة إنتاجها، فإنها تصنع تجربة تبعث على الشعور بالقشعريرة، لأن الطريقة التي تدير بها الموسيقى التصويرية نقل الحالة المزاجية والنغمة لكل مشهد وموقع لا مثيل لها.

تمكنت الموسيقى التصويرية للعبة من نقل النغمة والعاطفة دون عناء يُذكر، كما أن مستوى التعبير الصوتي عن مشاعر الشخصيات لا يُضاهى تقريبًا، خصوصًا ثلاثى الممثلين الصوتيين للشخصيات الرئيسية.

Yonah

تحدثنا كثيرًا عن المظاهر التقديمية وعناصر القصة في NieR Replicant، ولكن هذا لا يعني أنها تتراخي في أقسام اللعب الفعلية، لأنها في جوهرها لعبة RPG حركية مع تركيز شديد على القتالات السريعة.

سيلاحظ المعجبون على الفور تأثير Nier Automata في تعزيز قوة المعارك من خلال المناورات والأسلحة والرسوم المرئية الخيالية التي جعلت القتالات براقة أكثر من ذي قبل.

سيكون لديك الخيار لاستخدام سيف واحد في بداية اللعبة، ولكن مع اقتراب النهاية ستحصل على رماح وشفرات مزدوجة، مع عدد لا بأس به من خيارات الهجوم مع كل سلاح.

القتال يتم بانسيابية شديدة لم تكن متواجدة بنفس القدر في النسخة الاصلية، وستتمكن من الهجوم والمراوغة بشكل رائع وسلس تمامًا مثل تجربتنا مع Automata، والتي تبدو مشابهة لها تمامًا من حيث السرعة ووزن الإحساس بالهجومات المتنوعة.

Protagonist

التحول الكبير في طريقة اللعب بأتي من استخدام الكتاب المتحدث Grimoire Weiss، والذي تتيح لك قدراته السحرية تخصيص مجموعة الحركات والهجمات الخاصة بك، مثل رمي الرماح واستخدام قبضة سحرية ضخمة لمهاجمة الأعداء.

يتيح لك الكتاب السحري أيضًا إطلاق النار على الأجرام السماوية السحرية، ويمكنك من ترقية أسلحتك واستخدام الكلمات التي تجمعها من قتال الأعداء لزيادة مؤشرات الحركات في ترسانتك وإعطائها خصائص مختلفة.

أحد الأشياء التي كانت محل تقديرنا في Replicant هي حقيقة أنها تحاول خلط أسلوب اللعب بعدة طرق لإبقاء الأشياء مثيرة للإهتمام، مثل تغيير وجهة نظر اللاعب، أو تقليد بعض أنماط الألعاب الأخرى مثل ألعاب الرعب.

أحد المشاهد المفضلة لدي في اللعبة هو أنك تسافر إلى غابة وتضطر إلى المرور بمغامرة نصية مثل الروايات المرئية للهروب، الأمر الذي جعلني في حيرة من أمرى وذكرني بمدى كون NieR سلسلة فريدة من نوعها.

Kaine

طريقة اللعب تحسنت كثيرًا في عدة مناطق، مثل إضافة حركات كسر الدفاع، أو السماح بتغيير شكل الخريطة، لكن لا تزال هناك مشكلة في عدم وجود ميزة الحفظ التلقائي واحتمال خسارة ساعات من التقدم بلا مبرر إذا تعطلت اللعبة.

لكن في النهاية تظل اللعبة أبسط قليلًا في أسلوب القتال من Automata، ولا تحتوي على المراوغات اللحظية المجنونة التي اعتدنا عليها هناك، لهذا نحذر اللاعبين بأن يقوموا بإبقاء توقعاتهم تحت السيطرة قليلًا مع هذه اللعبة.

عندما لا تكون في حالة قتال أو مبارزة، ستقضي معظم وقتك في Replicant تركض من منطقة إلى أخرى وتتحدث إلى الأشخاص وتتولى المهام الجانبية، ولكن إدخال نظام السفر السريع في مرات الإعادة يجعل مثل هذه الأمور أكثر قبولًأ.

للأسف تعاني جميع المهام الجانبية من التكرارية والأهداف السطحية المتمثلة في العثور على مواد ولا أكثر، وهناك قلة قليلة من المهمات التي تساهم بشكل فعال في تطوير الشخصيات وبناء العالم.

كلمة أخيرة

تحتوي النسخة الجديدة من NeiR Replicant على بعض المحتوى الإضافي، مثل نهاية جديدة تُضاف إلى قائمة النهايات الأربع السابقة، وبعض الأشياء الأخرى التي تساعد في جعلها مرتبطة بعالم أوتوماتا وتجعلها جزئًا من الامتياز بشكل أفضل.

تستغرق اللعبة من 35-40 ساعة على الأقل للانتهاء من قصتها الرئيسية، بعد احتساب جميع مرات الإعادة، ونحذر مجددًا من هذه النقطة التي تجعل الوصول إلى نهايتها أمرًا صعبًا على اللاعبين غير المستعدين لمثل هذه التكرارية.

لكن إذا تحمل اللاعب مرات الإعادة المختلفة، فيمكننا التأكيد على أنه سيحصل على محتوى قصصي مؤثر لا يمكن التغاضي عنه، والمعزز بالكثير من التحسينات الإضافية، والموسيقى الساحرة التي لا يمكن نسيانها بسهولة.

Review overview

التقييم العام8.5

الإيجابيات

  • عالم وشخصيات وقصة متقنة الصنع
  • تحسينات ملحوظة في الكثير من الجوانب المرئية والصوتية
  • محتوى إضافي ونهاية جديدة بالكامل
  • تغييرات مميزة في أنماط اللعب على مدار القصة

السلبيات

  • الحاجة إلى إعادة اللعب مرات عدة لفهم محتوى القصة
  • مهمات جانبية مملة من العصر الماضي
  • بعض الرتوش المرئية غير مصقولة
  • لا يوجد خاصية الحفظ التلقائي للتقدم

الملخص

8.5Nier Replicant النسخة المحسّنة استطاعت أن تتحول من تجربة مغمورة إلى مغامرة مصقولة بعناية ومناسبة لتجربة جميع اللاعبين القدامي والجدد، مع أسلوب قتال انسيابي ومرئيات جميلة وقصة مثيرة للإهتمام تتطرق إلى العديد من المواضيع الجادة بأفضل طريقة ممكنة، ولكن للأسف تظل بعض الجوانب التي لا يمكن تغييرها مثل الحاجة للإعادة والمهمات الجانبية السطحية جزءاً لا يتجزأ من سلبيات اللعبة في المجمل.

محمد حسن
الكاتبمحمد حسن
محرر تنفيذي
أغطي صناعة ألعاب الفيديو وأكتب عن اللاعبين والمؤتمرات والمراجعات على جميع المنصّات.